نتوارى عنهم عن قصد حين نقابلهم فى الطرقات، نختفي عن انظارهم نصم الاذان عن سماع حديثهم،ليس لشيء إلا أنهم لم يتركوا خلقا ولا خليقة على حالها، يسعون بين الناس بالنيمية والبهتان، فتانون أينما وجودوا، ضحكاتهم الصفراء تخفى سواد وجوههم، وكلامهم المرتب يخفي السم فيه، أفاكون يتغنون بالكذب طيلة أوقاتهم، ولكز للناس أعذار قد يقبلها من يلتمس الاعذار، فهم لا يحكمون على الناس بما فى قلوبهم ونياتهم، ولكن من علم من الأمر شيئا، يفر منهم فرار الفريسة من الذئب، ويحذر الناس منهم إن كان له على الناس كلمة مسموعه، ونصيحة موضوعه، أما إن كان على سجيته يخاف نصيحة العلن، يأوى الى ىكن بعيد، يعتزلهم وما يقولون.
فهل من الصحيح ذلك، أم لابد على الجميع ان يحذر منهم، فالناس لا يعلمون عنهم سوى لباقة القول وفصاحة اللسان؟
ما الذي يدعني أن أهتم بكل تلك الحسابات مع الناس، فليفعل كل منا مايردي دون تدخل من أحد فى شؤونه، كل يسير فى وجهته دون أن يعترضه أحدا واصفا له طريق أخر.أنا اسير حسب ما يناسبي، بخطواتي انا وبتفكيري أنا، ما الذي يجبرني أن استمع الى اشخاص لا يعلمون شيئاً عني، ومالذي يجبرني على ذلك وهذا وتلك.
فليمضي كل فى سبيل حاله، ولكن هل يجوز ذلك.
هل يجوز أن نترك انقسنا لأهوائها، وان لا نأخذ بنصح ونصيحه، لايجوز، وهل يمكن ان نترك من يري فى نفسها وعقله حسن العمل وهو يفسده، هل يعقل أن توكل الامور لغير اهلها، لنأخذ على يد هؤلاء ولنستمع لنصيحة هذا، ولينصح أحدنا أخاه، وليذكر كل منا الاخر بفعل الصواب وترك الشبهات والنأي بالنفس عنها.
أنت تقرأ
أحاديث المساء(قصص،خواطر،مقالات، قصائد)
Rastgeleحرفٌ يكتبما تحدثه به الظنون، وحرفٌ يكتب من خيالات الشجون، وحرفٌ يرسمُ الحركات قصصا وحكايات، وحرف ثار على ما لايُريد فمات. هنا بيت القصيد، وبستان يفوح من عطر حروفه، هنا المعاني والسحر والدلال، هنا الشجن ودموع الحنين.