ليلة على رصيف العوده

14 4 4
                                    

تجلس على محطة القطار قبل ميعاد قطار السادسه ونصف صباحا لتستقله ذاهبا إلى وجهتك التى حددتها ليلة امس، لعل الليلة لم تنقضي ولكن انتظارك جعل الوقت لايمر وكأن ليلتك قد زادت لعام من التكدير، لقد كان الاتصال مفزعا حقا ومؤلما، فى وقت لم يسعك انت تؤجل شيء، ماكان منك إلا أن حملت حقيبتك الصغيره واضعا بها شاحن لهاتفك ومحافظة بها بطاقات هويتك وبعد الأشياء التى تلازمك طوال تحركاتك القريبه

الا ان الوقت لم يكن كافيا لتجهيز حقيبتك الكبيره التى تستخدمها للرحلات البعيده،

كان ميعاد تحرك اخر قطار فى الثانية عشرة ليلا والباقى من الزمن نصف ساعه أسأت تقدير المسافة متخيلها ان جوف الليل هذا سيجعل الطريق قصيرا.

هرولت متجها إلى درجات السلم حتى وقفت اما باب العمارة التى تسكن فى إحدى تقسيماتها فى الدور الرابع.

وقفت منتظرا على ناصية الطريق اى سيارة عابرة من سيارات الاجره التى تراه طوال اليوم ازحم الطرقات ضجيجا ودخانا وضوضاء

الا ان تلك الساعة من ليل الشتاء هادئة باردة من حولك نسيم الشتاء ينخر فى العظام الا ان حرارة الموقف قد جعلتك بركان يحمى

مر من الوقت خمس دقائق وكأنها خمس ساعات،

اقترب شعاع خافت من الضوء، سيارة أجرة تقترب رفعت يدك ملوحا له مشيرا اليه بالتوقف.

توقفت سيارة الاجره وامال السائق راسه باتجاهك وكذلك انت ليبدأ حديث اعتاد عليه

سائق التاكسي وكل زبائنه من الركاب

السائق تفضل ياسيدى إلى اى مكان تريد ان تذهب، ما هى وجهتك.

اريد الذهاب إلى محطة القطار فى رمسيس

ولكن على عجلة من امرى فلطفا عليك الإسراع حتى لايفوتنى ميعاد تحرك القطار.

السائق حسنا ساقود بسرعة وحذر حتى نصل فى سلامة وأمان.

تحرك السائق وتحركت معه دقات قلبي ونبضاته فى اضطراب وبات القلق واضحا على ملامح وجهى بدا لمن يراني من اول وهلة أننى مضطرب الفكر وعقلى مشغول بشيء طارئ وهام.

شارد فى خيالى ارسم صور عديدة للاتصال الذى اتاني منذ قليل من والدتى وهى تبكي

لم استطيع ان افهم بوضوح مالذى جرى وماهى التفاصيل.

السائق بعد عدة مرات من المناداة

استاذ استاذ

انتبهت إلى حديثه ثم سألني متى سيتحرك القطار

اجبته بتردد اظن انه سيتحرك فى الثانية عشره وعشرون دقيقه.

السائق حسنا سنصل ان شاء الله قبل أن يتحرك القطار فلا تقلق نفسك ولا تتوتر يا بنى

أحاديث المساء(قصص،خواطر،مقالات، قصائد) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن