أحاديث المساء(قصص،خواطر،مقالات، قصائد)

إني أحبك

تراوغين الليل حتى تنام نجومه دون جفون، وتأسرين القمر بين خديكِ كما يأسر القمر النجوم ‏.
تغارين، ‏ تعاندين، ‏ وتضحكين في صمتٍ.
‏غازلتُ عيناكِ فحُبست في أسرٍ ‏، ورأيت من وجهك ضحكاتٌ لها أحكي.
‏يا أيها الليل الذي غابت نجوم الحب عنه، ‏أخبرني؟ حيث أن الشوق قد زاد  مني، أتعلمون! أن قصتي جُلُ أحداثها من خيالي،؟!
هل حقا تعلمون أني حالمًا بالأماني؟!
قالت في نبرة تشبه الهمسات خفوتا،
_ هل أصابك من قبل؟
_هل بلغ منك مبالغ الشوق؟

قالت سؤالها على حين غرة من الصمت، فأوجسَ في نفسه عجبٌ من قولها.

قال
-ماذا تقولين؟!
فعادت صياغة جملتها مرة أخرى، بعيداً عن ما قالت سابقا متأثرة بسماع لحنٍ كان يطربها.
_هل أتاك الحب يوما؟
_ أم سافرت قبل أن يلحق بقطارك، أم تقاطع توازي طريقه ومسارك؟
سألتك عن الحب، ولم تحبني، إلا بنظرة استغراب!! كمثل طفلٍ أسقط من يديه كوب الماء فانكسر

_وماذا بعد؛ هل في كل سؤال أسألك ستصبح هكذا "هتتلخبط كالعاده".
لقد كان خجولا بطبعه لايعرف حديث الحب الواضح وكلامه، ولكنه يعرف كيف يكون بصمته وخياله.
هام في بحر خياله شاردا، وراح يتحدث بصوت خفي لم يصل مسامعه منه شيئا، ولم يكن له صداً، دون أن يحرك شفاه.
إن الحب يلازمني في كل طريق تخطوه خطواتي، ومشاعر الشوق تأسرني حين تحضرني إليك، لم أعد أتذكر أني نسيت شيئا من هواك، إني أعيش على أطياف من ذكراك بخيال عقلي وشرودي فى ليلي.
ثم خرج صوته دون إرادة حقيقية منه
- نعم إني أحب.
تهلل وجهها فرحا، وسكنته البسمة في عينيها، واكتست ملامحها بالسرور، ضمت شفتيها في تؤدة وقالت في تأني واضطراب يبدو على هيئتها، وهي تفرك في أصابع يديها، سألته.
وكيف هي حبيبتك؟
إنتبه لحديثها وقال ماذا؟  ......ضحكت بوجهها.

_ لاداع للإنكار، من التى أخبرتني عنها منذ قليل أنك أحببتها
-وهل حقا أخبرتك أني أحب... لم أخبرك.....

قاطعت حديثه
_ كفاك خجلا.... فلتحكي ياصديقي.
الأن أخبرني فمن غيري تحدثه، ومن غيري يسمعك

_جميعنا يحتاج لمن يسمع منه، لمن يسمع  له حديثه الصامت دون مقاطعة، حتى لانسكن في ظلمات الوحدة
_ إحكي لي، حتى لا تضيع في وحدتك وتصبح لك مأوً وسكنًا، هيا أَخرج مافي جعبة فؤادك، أخبرني عنها.

إحمر وجهه خجلا وارتفعت حرارته اضطرابا، ثم صمت لبرهة وراح يأخذ شهيقا عميقا أخرجه في زفرة واحدة وكأنه قد قذف معها كل خجل كان يسكن فؤاده.

- حسنا سأخبرك ولكن هناك شرط.
_ حسنا ما شرطك

- سيكون الحديث بيني وبينك فقط، لن تخبري أحدا عنه، ثم تحدثيني عنك كما حدثتك أنا.

اعتدلت  واسارير وجهها قد انفرجت، وفؤادها قد دبت فيه الحياة.

_حسنا فلنبدأ.