لا يشعر بك إلا جسدك ، ولن يشغل عقلك الا ماتهتم أنت له لاغيرك، لن يرى الجميع همومك لذلك لا تحملهم همّ مالا يعلمون ولا مالا يطيقون.
_هو_أجلس كالمعتاد كل يوم هنا فى نفس المكان، على مقعدي الخشبي فى تلك الحديقة القابعة بجوار موقف العربات الى القريه، والتي تبعد بضعة كيلوا مترات عن هذا الموقف الخاص بحافلات النقل العامه.
أرتب حروفى عن فكرة راودتني حول اللقاء الاول، ثم مرت من أمامي بوقتها فتاة؛ شردت بخيالي سارحا فى قصة الأمس القريب، تذكرت كيف بدأ الحديث وكيف كان اللقاء، وكيف كانت النظرة الأولى ومايعتريها من خجلٍ وحياء ودلالٍ ممزوجٍ بشيء من البسمة والإضطراب والقلق.
أظن بأن الوقت حينها كان يمر سريعا كما القطار الذي لايقف إلا فى آخر محطات الطريق منذ انطلاقته.
إنتهي اللقاء الأول دون حديث ممتد، كل ما تبادلناه من حديث حينها، تساؤلات وإطمئنان عن الحال والأحوال وهكذا،كيف حالك؟ ثم تخبرني بأن الحال جيد وبخير.
غادرت هي المكان،وغادرت أنا كذلك بعدها.
كأنني هائم فى خيال من سراب،شارد فى تلك النظرة من عيناها السوداء،ووجهها الدائرى المتشرب بحمرة خمرية اللون متسائلا؛
من هي، ومن تكون، وماذا تريد؟
كيف سرقت مني فؤادي إضطرابا،والعقل شرودا فى خيال!
مايزال عقلي شاردا بين جنبات الخيال تيها، يتخبط مابين الحين والاخر يعاوده التفكير فى ملامحها وصفا دقيقا،متسائلا من تكون.
_هي_
لقد رأيته اليوم يتصفح اوراقه كالمعتاد،لعله كان يكتب خواطره،او ابيات شعر من حروفه الاى تعبر القلوب جمالا.
هل يعلم أني أراقبه على استحياء من فترة بعيده؟!
غالبا لا يعلم ولا يري انتظارى بعيدا،لا يلقى بالا ولا اهتماما،شاردا طوال الوقت بين حروفه لا،أظنه يعلم أنى اراقبه واتابعه ولكنه لم يتأكد بعد، لو كان متأكدا ما انتظر كل هذا الوقت وما تردد فى مواجهتى وبدأ الحديث معي ،هو لا يعلم،نعم هو كذلك،ولكن لماذا أطال نظرته اليوم بعيناي حتى أخجلني،لقد غاب بنظرته وغاص فى اعماقها شاردا،عيناة أخبرتني أنه يريد الحديث ،لم يكن يريد الحديث!
حقا انا غبية حين قررت أن أذهب لأراه عن قرب وجها لوجه،الإشتياق ساق قدماب إلى هناك ولكن خجلي المتلعثم منع لساني من الحديث إلا بتلك الكلمات،أنا غريبة بعض الشيء أعلم ذلك،لكني لست إلا مضطربة المشاعر قلقه.
أخب شخصا لا يحب الحديث إلا بين اوراقه وصفحات مذكراته،دائما ما يعكف بالساعات منكبا فوقها يسرد فيها مايحمل من هيام وشرود وخيال ومشاعر،هل حقا يعبر عن مكنون نفسه ودقات فؤاده هو؟ أم أنه إمتهن الكتابة حرفة وهواية، وراح يروض حروفه حسبما يشاء،تارة يكتب غزلا،وتارة يوصف حزنا،وتارة يحدث محبوبتة ليلا.
لقد قرأت ليلة أمس خواطره عن الفراق، كنت قد صادفتها مع صديقة بيننا أخذت منها صورة ضوئية فى المكتبة المجاوره للمدرسه؛ما أصعب الدمع فى العينين إن جفت
ونبض القلب إن تواتر حزنه رقتكئيب حال الفراق وأهله،موجع هو الحب لأهله،ولكن ماتلك المشاعر التى تنتابني حين أراه.
إنتابني الفضول فى أول مرة قرأت له نصًا عن الحب، وعن الإشتياق، حينها سألت صديقتي عن منصاحب تلك الكلمات، فأجابتني بأنه صديقها هلال الذي يجلس هناك فى المقعد الأخير فى الحديقة.
سالتها إن كان باستطاعتي إكمال قراءة بعض الصفحات ولم تمانع حينها، فقرأت وشردت بين خيال حرفه الواسع أهيم شوقا، وأضطرب خوفا من دقات قلبي إن صادفه الحب، هل حقا يكتوي بلهيب الإشتياق من يحب؟
لم أكن أعلم بأن تفاعلى مع الحروف لم يكن الا شرارة اشتعلت بداخل فؤادي لتعلن عن بدء ثورة جديدة من المشاعر.
سألتها إن كان بإمكاني الإحتفاظ بها حتى الغد، لكنها رفضت خوفا من أن يعلم ذلك ويسبب له من الضيق شيئا.
قالت لى هو دوما لا يترك اوراقه بعيدا عنه،كذلك هو غريب الطباع بعض الشيء، لايعتاد على الناس سريعا، ولا يندمج بينهم مثل أغلبية الشباب من عمره،إنطوائي إلا عمن يعرفونه ويعرفهم،لكنه طيب جدا وبشوش الوجه حين تعرفينه.
أنت تقرأ
أحاديث المساء(قصص،خواطر،مقالات، قصائد)
Ngẫu nhiênحرفٌ يكتبما تحدثه به الظنون، وحرفٌ يكتب من خيالات الشجون، وحرفٌ يرسمُ الحركات قصصا وحكايات، وحرف ثار على ما لايُريد فمات. هنا بيت القصيد، وبستان يفوح من عطر حروفه، هنا المعاني والسحر والدلال، هنا الشجن ودموع الحنين.