الفصل الثالث

4.5K 329 115
                                    

تحرك الجميع نحو تلك الطاولة البنية الضخمة التي تألفت من أكثر من اثنى عشر مقعدًا، ووضع عليها أصنافًا شهية حقًا من الطعام الفاخر، حتى أن بعض تلك المأكولات بدت غريبة لعيني.

وعلى عكس أخي بيتر الذي كان سعيدًا بزيارتنا هذه كنت منزعجة للغاية وكأنني أجلس في مكانٍ لا ينبغِ لي الجلوس به.

ــــ سأجلس بالقرب من عزيزتي كلوديا.

أتت عمتي سكارليت لتجلس على يميني، وجعلت أخي بيتر يجلس على يساري وقد كان تقريبًا على يمين الرجل المدعو بجدي الذي يترأس الطاولة وينظر لنا بفرحٍ شديد.

أرغب حقًا في مشاركته هذه السعادة ولكنني ولسببٍ أجهله أشعر بالضيق الشديد لوجودي هنا.

كان عمي جورج مقابلي مباشرتًا بدى لي أنه أكثر وسامةً من أبي، رغم علمي أنه يكبر والدي سنًا ولكنه لا يزال يحتفظ بتقاسيم وجه رجلٍ اربعيني وسيم رغم هيئته التي توحي أنه أكبر من ذلك وعلى يساره زوجته مارثا التي كانت على قدرٍ لا بأس به من الجمال والآناقة.

بدى الجميع لي أن درجات الوان أعينهم تترواح ما بين الزرقة والرماد ودرجات ألوان شعرهم تشابهت أيضًا، فلوك يمتلك شعرًا كستنائي اللون كخاصة والده، وعمتي سكارليت شقراء بالكامل وزوجة عمي جورج كذلك.

وضعت عمتي يدها  على كتفي فأفقت من شرودي وقالت هي مبتسمة: سأسكب لكِ بنفسي اخبريني بماذا تريدين أن تبدئي؟..

السيء هنا أنني أجهل أسماء هذه الأصناف، وقد راقبتني أعين الجميع التي ترمقني هنا بلطف، وكم كنت ممتنة للشخص الذي طرق باب الغرفة ومنحه الجميع اهتمامهم.

نفثت بعض الهواء وأنا استرق النظر لبيتر الذي ينظر للطعام بشراهة رجلٍ بدين في منتصف عمره وصليت في داخلي أن لا يتسبب لي بموقفٍ محرج أمام الجميع.

«طاب مساؤكم، عذرًا على تأخري»

التفت إلى صاحب النبرة العميقة والصوت الجهوري الذي دخل توًا إلى الغرفة لأنظر له.

كان شابًا بشعرٍ أسود كهرماني على عكس الجميع هنا، لفتني طول قامته وبرود ملامحه فهو لم يرفع بصره نحو أحدٍ ممن هم في الغرفة.

لا يمكننِ النكران أنه وسيم ولذلك تأملته عيناي المنحرفة حتى جلس في نهاية الطاولة وبدأ ينزع الغطاء عن الشوكة والسكين اللاتي أمامه.

نظف جدي حلقه ليلفت انتباه الجميع عداه هو وقال: ايفان ألقي التحية على ابناء خالك هنري كلوديا وبيتر.

ايفان إذن هذا الشاب ابن عمتي التي استنتجت أنها متزوجة مرتين.

رفع ايفان بصره نحو جدي ثم ثبت عيناه التي تحمل لون الزمرد علي وابتسم ابتسامة مضمرة بالكاد ترى وقال لي: مرحبًا.

بنصف القلبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن