أعلم أن ما فعلته وقحٌ وللغاية، كان الجميع لطيفًا معي منذ أن دخلت ولكنني عاجزة حتى هذه اللحظة عن استيعاب الوضع.
ـــ كلوديا توقفي عن دفعي بقوة، كلوديا لماذا تبكين ولماذا صرختي في وجه جدي و...
لم استمع لثرثرة بيتر وأنا أمشي بغضب في هذا المنزل الضخم، وحاولت بقدر الإمكان تجاهل صوت عمتي سكارليت ورائي.
ـــ كلوديا توقفي من فضلك كلوديا انتظري.
لم أبالِ بحديثها حتى شعرت بقضبة شخصٍ ما تلتف حول ساعدي اجبرتني على التوقف رغمًا عني.
التفت إلى الشخص الذي امسك بساعدي ولم يكن سوى ايفان الذي قابلني بنظرة بارده للغاية وقال بهدوء لعمتي سكارليت التي توقفت بجانبه: خالتي خذي الفتى إلى الداخل، واقنعي جدي أن كل شيءٍ على ما يرام.
بدلت عمتي سكارليت بصرها بيننا بتوتر وحاولت سحب يدي من قبضته وأنا اقول بحدة: أترك يدي من فضلك.
تركها وقد توقعت أنه سيبتعد ولكنه سحب بيتر من يدي الثانية وأشار لعمتي بعيناه أن تعود إلى غرفة الجلوس.
لم أحاول مراددته فقد قال بهدوء: أظنه استمع إلى ما يكفي من الهراء بفضلك، خالتي خذيه إلى جدي وحاولي إبهاجه قليلًا.
كان محقًا لذلك التزمت الصمت وأنا أمسح دموعي وتحركت عمتي سكارليت ببيتر الذي ينظر نحوي بقلق وقالت: رجاءً حاول اقناعها.
التزم هو الصمت لعدة ثوانٍ بعد رحيلهما، ثم نظف حلقه وقال: توجد شرفة كبيرة في نهاية الممر يمكننا التحدث بها.
ثم بسط يده أمامه لأمر قبله ولا ادرِ لماذا طبقت أوامره، تحركت معه وأنا احاول تهدئة دموعي التي لم تتوقف بعد، واسترقت النظر إلى الصور الكثيرة التي علقت في الممر وقد لمحت إحدى الصور لشخصٍ يشبه أبي كثيرًا، خمنت انه هو في شبابه، بدت الصورة ذات دقة عالية وكأنها التقطت حديثًا لذلك رغبت في التوقف قليلًا وتأمل تفاصيلها.
فتح هو باب الشرفة التي اخبرني عنها ودخلت، كانت رائعة بكافة المقاييس وكبيرة للغاية، بل بدت لوهلة أنها حديقة في الطابق الثاني من المنزل.
كانت مرفقة بمقاعد الحدائق الرخامية ولمحت طاولة بلياردو ضخمة على يميني عندما توجه ايفان ليسند جسده على السياج الرخامي.
توقفت بجانبه بينما قام هو بإخراج علبة سجائر من جيبه وقام بإشعالها بقداحة فضية مميزة الطراز.
نفث الدخان وقال وهو ينظر لي بطرف زمرديته بهدوء: أتمانعين؟..
نفيت برأسي وأنا أدقق النظر في عيناه الناعسة التي منحته مظهرًا حادًا رغم هدوءه.
ـــ بغض النظر عن هذا الحوار الرخيص الذي تفوهتي به قبل قليل، اخبريني لماذا قبلتِ القدوم مع خالي جورج إلى هنا طالما أنكِ تكنين بغضًا مريعًا لعائلتنا؟.
أنت تقرأ
بنصف القلب
Storie d'amore.... ماهو شعور كلوديا، عندما تتفاجئ بعد مرور سنواتٍ على وفاة والدها برغبة عائلته؛ في التكفل برعايتها هي وشقيقها الصغير؟.. وكيف ستتعامل مع المواقف التي ستواجهها من غموضٍ وكرهٍ وحب؟.. وهل ستتمكن من التأقلم معهم، بعد أن تم إقصاء والدها من عائلتهم، من...