أول ليلة في غرفتي الجديدة وفي منزل جدي، كانت غربية للغاية بالنسبة لي.
لطالما اعتاد أبي أن ينتقل بنا من منزلٍ إلى آخر منذ الصغر، وفي كل مرة كنت أواجه صعوبة في النوم في الليالي الثلاث الأولى.
كما أنني سهرت أعبث بالأمور الرائعة التي شغرت غرفتي الجديدة.رغم أنها لم تكن الأكبر في المنزل كما طلبت، فالوغد ايفان يحتكر الغرفة الكبيرة لنفسه، ولكن إن لم يخبرنِ جدي أن ايفان يحتل الغرفة الأكبر لظننت أن هذه التي أخذتها تكون كذلك.
وها أنا ذا في غرفة بيتر أرتب له ملابسه الجديدة قبل أن نذهب إلى الإفطار: كما أخبرتك لا تثرثر كثيرًا كما فعلت في عشاء الأمس كن مهذبًا كما يفعل الجميع هنا.
طرف بخضراوتيه وأومأ ينتهد بملل وقمت انا بإلتقاط المشط وتمشيط شعره البني المموج وأنا استمع لحديثه: حسنًا وماذا عنكِ لماذا لم تكونِ مهذبة مع جدي ليلة الأمس؟.
نظرت له احاول ربط تسويغٍ جيد يبعدني عن مواجهته بسبب صراخي الحقيقي وقلت: أنت تعلم أنني أصبح حمقاء عندما أغضب وقد كنت غاضبةً من ثرثرتك المحرجة تلك لذلك صرخت في وجهه.
ــــ ولكنك احرجتني أيضًا بصراخك ولم أغضب منكِ لأصرخ في وجه جدي.
استوعبت توًا أن جوابي كان غبيًا عندما استمعت لحديثه فدحرجت عيناي وقلت: دعنا من كل هذا الآن وهيا إلى غرفة الطعام وكما اخبرتك كن مهذبًا ولا تثرثر.
خرجنا من الغرفة وتهنا قليلًا في الطابق الثاني حتى تمكنا من الدخول إلى غرفة الطعام.
طرقت الباب ودلفت إلى الغرفة، بينما سبقني بيتر راكضًا نحو جدي الذي كان يجلس برفقة الجميع حول طاولة الطعام وقال مندفعًا: لقد وعدتني بالذهاب ورؤية الخيل بالأمس هيا لنذهب.
بغض النظر عن فظاظة أخي، ولكن يبدو أن وثق علاقته مع جدي في ساعات غضبي الليلة الماضية.
ضحك جدي وعمي جورج على حديثه وقال جدي وهو يحثه على الجلوس في المعقد الذي على يمينه: عليك أولًا أن تلقي تحية الصباح يا بيتر.
ـــ حسنًا صباح الخير هيا لنذهب.
شاكس عمي شعره وقال: اجلس الآن لتكمل إفطارك وحينها سنأخذك إلى اي مكانٍ تريده.
كنت أراقب الوضع وأنا لا أزال أقف عند الباب ولم أشعر بنفسي وأنا ابتسم، حتى نظف أحدهم حلقه ورائي.
استدرت لأنظر لمن يقف خلفي وقد كان أيفان الذي نظر لي بهدوءٍ تام وكأنه لم يتفوه بالهراء في وجهي ليلة الأمس ثم قال: أتسمحين؟..
الغبي من يظن نفسه ليطلب مني التحدث معه مجددًا، شعرت بالغضب لطلبه هذا وقلت: اعتذر لا أود التحدث معك.
طرف بعيناه الزمردية بهدوء ثم اغمضها وكأنه منزعجٌ مني وقال: أنتِ تعقين طريقي، أريد العبور.
أنت تقرأ
بنصف القلب
Romance.... ماهو شعور كلوديا، عندما تتفاجئ بعد مرور سنواتٍ على وفاة والدها برغبة عائلته؛ في التكفل برعايتها هي وشقيقها الصغير؟.. وكيف ستتعامل مع المواقف التي ستواجهها من غموضٍ وكرهٍ وحب؟.. وهل ستتمكن من التأقلم معهم، بعد أن تم إقصاء والدها من عائلتهم، من...