الفصل العاشر

3.7K 263 107
                                    

قهوة ما بعد الغداء في يوم العطلة مع تجمع العائلة أمرٌ في غاية اللطافة.

رغم أنني في عطلة مملة منذ أن انتقلنا إلى هنا ولكن تجمع العائلة آخيرًا في نهاية الأسبوع عند اسطبل الخيول أمرٌ بدأت أعشقه.

كنا نجلس في شرفة الكوخ الكبيرة، وأيفان يتسابق مع عمي جورج ولم أتمكن من إزاحة بصري عنهما رغم أنني أتظاهر بالإهتمام مع عمتي سكارليت التي تدرس بيتر.

كانت مارثا بقربي ولوك يثرثر معها هي وجدي الذي بدى مزاجه يتحسن عن اليومين السابقين.

ـــ هيا أعد معي الخطوات، لنوحد المقامات نضرب كلتا المقامين معًا ونضعهما في المقام الجديد ثم البسط الأول في المقام الثاني والثاني في المقام الأول وإن كانت الإشارة موجبة نجمع وسالبة نطرح.

رمقت بيتر الصغير الذي يردد معها دون توقف فابتسمت بفخر وشاكست شعره وقلت: اوه عزيزي الصغير في مراحل وصوله للعبقرية.

ابتسم بحماس وقال: أجل هذا بفضل عمتي سكارليت، فقد اخبرتني أن معلمتي السابقة كانت سيئة وأنتِ أيضًا كذلك.

ـــ يا للعمة اللئيمة هل حقًا نعتني بذلك؟..

تظاهرت الحزن لترفع هي كتفيها وتقول ببساطة: أجل صغيري المسكين كان يعاني من كمية معلوماتٍ خاطئة تثير الحنق، ثم بحق الله كلوديا هل أخبرته أن يقوم بإختيار أية إجابة يراها أمامه عندما يعجز عن حل السؤال؟..

شعرت بالرعب من إجابتها والتصقت بمارثا أكثر فأكمل بيتر من بعدها: بلى وأخبرتني أن أغني مقطعًا من أغنية الثعلب والأغنام، وعند آخر كملة يتوقف فيها القلم عن الحركة، أقوم بإختيار الإجابة.

زمجرت هي بحدة وكادت أن تصفعني بالكتاب، حقًا عمتي هذه تصبح مخيفة للغاية في بعض الأحيان، تدخل هنا لوك وقال ساخرًا: يا رفاق هذه الفتاةُِ تشبهني، أنتِ تمشين على نهجٍ جيد كلوديا استمري في تعليم هذا الصغير عاداتٍ سيئة.

رفعت عمتي سكارليت حاجبيها وقالت بسخرية أيضًا: حاربي كلوديا حتى لا أغير فكرتي عنكِ وأظن أنكِ تشبهينه حقًا، أنا لا أود كرهك رجاءً.

تلاشى التعبير الساخر عن وجه لوك وضحكت بقوة على تعليقها وجلس هو على الأرض بالقرب من بيتر وأخذ يطالبها بالإعتذار وعن إجبارها على الإعتراف بأنه الحفيد المفضل لها لأنه اهداها طوقًا جميلًا في عيد ميلادها السابق.

أبعدت بصري عن محادثتهما الممتعة ونظرت لمارثا التي همست لي: هيه ما رأيك أن نمشي قليلًا؟..

أومأت لها بلطف ونهضت وأنا ألتقط كوب قهوتي، وحينها شعرت بأن جدي ينظر لي بطريقة غريبة.
بدى وكأنه يتأملني، ابتسمت له بلطف فبادلني بآخر شعرت أن طيفًا من الحزن سيطر عليه.
ترى ما خطبه؟..
تحركت مع مارثا التي تضم وشاحها الأبيض إلى كتفيها وقالت: الجو بدأ يبرد.

بنصف القلبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن