|الفصل السادس والثلاثون|

3.5K 246 105
                                    


سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم.

استغفر الله العظيم وأتوب إليه.

اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين وسلم تسليمًا كثيرا

........

قراءة ممتعة، ولطفًا منكم لا تنسوا التصويت🤍🤍

منذ يومين فقط كان للقهوة مذاقٌ لذيذ
وكانت المناظر من حولي خلابة.
كنت أشعر بسعادة عارمة لم يسبق لي أن حظيت بها في حياتي.

العام الماضي كان من أجمل أيام عمري، لم أبكي به سوى عند مشاهدتي لأفلامٍ بنهاية تعيسة.

وقد نجح ابن كوينتين في سلب هذه السعادة مني لمجرد أنني رأيته وتعاملت معه لدقائق قصيرة.

لقد سيطر على عقلي تمامًا طوال اليومين الماضيين، قادني للبكاء والجنون والتحطيم، أعاد تلك الذكريات البغيضة لتنعش عقلي، وكأنها فرت هاربة من الزنزانة التي ألقيتها بها.
أنا حقًا لم اتخلص من مشاعري ومن ذكرياتي معه، أنا فقط كنت أتهرب منها، أتهرب من أي شيءٍ يذكرني به، كنت أركض بعيدًا عن كل هذا لكوني لم اتقبل فكرة أنني لم أعد في حياته.

وفكرة أنني لن اراه ولن ألمسه ولن أحدثه أو اتشاجر معه كما في السابق كانت تقتلني ببطء.
لقد بعثر كياني تمامًا، وتركني مجرد شظايا غير قابلة للعودة لسباق عهدها

لقد تخلى عني بكل بساطة ولم يتمسك بي، وها أنا ذا أبكي كالحمقاء من أجله.

هو لا يتسحقنِ ولا يستحق دموعي التي أذرفها من أجله، لماذا أبكي حزنًا على فراقه، وكأن ما بيننا كان ذكرياتٍ وردية وحبٌ متبادل لم اتمكن من نسيان الدفء الذي نشره في قلبي بعد؟..
كل ذكرياتي معه عبارة عن حزن وكآبة وحقد لما أشعر بالحنين لكل هذه المشاعر القذرة.

نظرت للبحر بشرود، أظنه سيساعدني للتخلص من احزاني، الجو مشمس ودافء وزرقة البحر وصفاءه يغريني للنزول والسباحة.
خفق قلبي بقوة حينما ذكرني لون البحر بعيناه وكدت أن اذرف الدموع لولا أن رنين هاتفي انقذني.

ابتسمت بهدوء ووضعت الهاتف على أذني: سيد هيكتور كيف حالك؟..

ــــ أصبحت بخير عقب سماع صوتك.

سعل قليلًا ثم أردف: ذهبت لأحد المنتجعات السياحية قبل يومين، ايفان نظم لي هذه الرحلة، ذلك الصغير أنه حقًا يحسن رعايتي.

هو محق، منذ أن كسب ايفان قضية الحجر وهو يحمل هذه المسؤولية على عاتقه بجدية، فعلى عكس ما ظننت؛ هو حقًا يهتم به.
وفر له رعاية صحية متكاملة في المنزل، وأبعده تمامًا عن ضغوطات العمل ويوفر له كافة مطالبه.
ظننت أنه سيتعمد إهانته، وتركه من دون مالٍ ومأوى وقد رسمت نهاية تعيسة حقًا للسيد هيكتور، ولكنه حقًا سعيدٌ بوجود ايفان ودائمًا ما يخبرني أن قضية الحجر هذه ساهمت في انتشاله من كآبته بعد وفاة زوجته وملئ وجود ايفان الفراغ الذي خلفه رحيلها.

بنصف القلبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن