الفصل الثاني

5.4K 347 116
                                    

أيًا كان ما مضى أنا هنا فقط لتهدئة ضمير رجلٍ مسن، سأخبره أننا نحبه وكنا نود دوام علاقتنا منذ البداية وسنعود للمنزل على الفور.

على عكس بيتر أخي الذي لم يصمت من شدة الحماس والثرثرة مع عمي طوال الطريق، كنت التزم الصمت وأسند رأسي على الزجاج وأفكر أقبولي لزيارة عائلة أبي أمرٌ جيد.

وبغض النظر عن قبولي هذا، كيف سيتم استقبالي أنا وبيتر من العائلة التي طردت أبي من حياتهم.

وأيضًا هل من الممكن أن اتحصل أنا وبيتر على إرثٍ لأبي منهم؟..لطالما فكرت في مطالبته قانونيًا ولكنني عاجزة عن تسديد تكاليف المحامي وما شابه لهذا كنت اؤجل الأمر على الدوام.

أجفلت على اليد التي وضعت على كتفي والتفت لعمي صاحب العينان الزرقاء التي تماثل عينان أبي: لا تقلقِ الجميع هناك بإنتظاركما.

نظرت له وأنا اقاوم رغبة الابتسام على الشبه الذي لاحظته بينه وبين أبي وقلت: من تقصد بالجميع؟..

ابتسم وبدى متحمسًا لإخباري وقال: جدك الذي يكاد أن يفقد عقله منذ أن علم بوفاة والدك وهو يطالبنا بالبحث عنكما، وعمتك بيترا متزوجة ولديها ثلاثة اولاد، ايفان الكبير، وهانتر واولفير من زوجها فرانك.

رجحت أن ايفان هذا من زوجٍ آخر فأعقب هو بحماس: أما أنا فأمتلك ولدًا شقيٌ واحد يدعى لوك في عمرك تقريبًا ولا اظن أنك ستحبينه فلا أحد في العائلة يفعل ذلك عدى أبي.

ضحك وقد فعلت المثل وأكمل قائلًا: وعمتك سكارليت لا ابناء لها فهي لم تتزوج بعد، وهي الاروع في المنزل، وهناك بالطبع زوجتي الجميلة مارثا و..

صمت قليلًا ثم ازدرد ريقه ببعض التوتر وقال: وستتعرفين على الجميع وجهًا لوجه في الوقت المناسب.

ــــ هل الجميع يسكن في المنزل نفسه؟..

أومأ وقال مبتسمًا: الجميع عدا بيترا وزوجها وولديها هانتر واولفير، ولكن يمكنك القول أنهم يقضون جل أوقاتهم به أي أننا نراهم بشكلٍ يومي، وذاك الشقي هانتر تجره والدته قسرًا إلى منزلهم في فترات الدراسة وحسب.

أردت سؤاله بماذا عن ايفان ألا يقطن معهم ولكن شعرت بأنه سؤالًا وقح واكتفيت به لنفسي وحسب.

مرت ساعة ونصف تقريبًا في الطريق فمنزلهم كان في أحد المدن المجاورة لنا، وقد وصلنا إلى مدينتهم بعيد الغروب بقليل وقد قادني ذلك للقلق والتفكير بأمر عودتنا إلى المنزل.

وقد تنحى ذاك القلق وتحول إلى انبهارٍ شديد عندما سلك السائق طريقًا مختلف عن الطريق العام كان عبارة عن مساحاتٍ شاسعة من الأراضي الخضراء على كلتا الجانبين، أحيطت بسياجٍ صغير من الحديد الأسود غطت معظمه بعض الزهور المتسلقة.

بعض تلك الأراضي كان يوجد بها منازلٌ فخمة وبعض الملاحق أيضًا، وقد تذكرت حديث أمي في الصغر عندما اخبرتني عن اراضي عائلة أبي الكثيرة.
لم أمنع نفسي بالشعور ببعض السعادة وأنا أرجح أن لربما جزءً من هذه الأراضي سيكون ملكًا لي أنا وبيتر في أحد الأيام.

بنصف القلبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن