الفصل الثامن:

174 35 10
                                    

سبحان الله والحمدلله ولاإله إلا الله والله أكبر...

بسم الله...

******************

يوم سو ءل أحد ممن فقه الحياة... وتجرع منها المر والحلو... وعايش سطو قهرها مع قساوة حزنها و بؤس مملها وشغف بسمتها و  ضاق نشوة سعادتها وترنم بأنغام فرحها... عن الحب رد بحسرة  لم يعرف قصدها ومعناها غير من تجرع العشق حد الثمالة... " إن الحب يحتاج ثانية ليخترق قلبك والعمر كله لينسلخ منه..."

كان جالسا بجوارها ممسكا بكفها والبسمة لا تغادر محياه ... وبسمة البالغة من العمر ثلاث سنوات جالسة في حظنه متوسدة لصدره وشهقاتها ترتفع وتنخفظ ... هذه حالتها كلما رأته بعد غياب ولو كان يومين... 

قالت ندى بحنان وهي تمسح أثر الدموع على وجه صغيرتها: خلاص حبيبتي ... وش ذه البكي كله... هذا انتي جالسة بحضن ابوك ...

ثم ارتفعت بنظرها لآسر قلبها  ونطقت : عبد الرحمان من كل ولادك ما حد يعشقك قد بسمة متعلقة فيك بجنون... ثم اردفت بغضب مصطنع: انا اتعب وادلل وانت تاخذ الحب على الجاهز...

قاطعها وهو يدخل يده بين خصلات شعرها الأسود ويقول بحب وعشق مصفى: ندوه حبيبتي ترى حبك لي يغنيني عن حب الدنيا كلها ... وبنتك ذي مدللة وفاسدها الدلال... ثم قبل بسمة بحنان على خدها وهو يكمل:  واخوانها مب مقصرين كلن يفسد طبعها من جهة ... وانا مايهون علي دموعها الخبيثة ماخذ قلبي حلالها وحيدة أبوها ...وقبل خدها ...

دخل عليهم وليد وسلم بهدوء وجلس جنب أبوه وهو يبوس كتفه ويقول باحترام: كيفك يالغالي...

رد عليه ابو ناصر بحنان: طيب طاب حالك...

نطق وليد بابتسامة: عساك دووم... ثم التفت للكائن الصغير المتعلق بأحضان والده وقال بمزح: اشوف قمر عيلتنا أميرتنا بسمة بايعتنا اليوم ولا لانو الغالي اجا معاد ننفع...

وضع ابوناصر يده على كتف ولده وقال بثقة: بكل شيء اقدر اتردد لكن انو بسمة تختار حد ثاني عليّ اشك بالموضوع ...

اكمل كلامه بضحكة رنانة ...

قاطعه وليد بانزعاج مصطنع وهو يكلم بسمة: بسمتي مب انا وليدك حبيبك تعالي لعندي... مد ايديه لها ...

كان رد بسمة انها تعلقت بحضن أبوها أكثر ... وهي تهز راسها برفض...

فقال وليد بحزم: اذا ما جيتي عندي الحين وتركتي ابوي... ماعاد احملك او نيمك او ادرسك او العب معك... ماعاد احكي معك بالمرة ...

وكتف ايده وعطاها ظهره يمثل عليها الزعل...

ناظرته بسمة لدقائق وبعدها تركت أبوها وحاولت تنزل تتوجه لوليد لتراضيه لكن استوقفها صوت ابوها الحازم : اذا رحت عنده وتركتيني ماعاد تقولي بابا احمان... لانه اخترتي وليد علي...

ما بينَّ الأيام ... بقلم: بسمة اللوتس.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن