سبحان الله والحمدلله ولا اله الا الله والله اكبر...
استغفر الله العظيم وأتوب إليه ...
اللهم صلي وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين...
****************
بعد صلاة المغرب ...
على ضفاف أحياء تزخر بالبذح ... بيت بسيط بهيكله وأرواح ساكنيه ...
في أحد غرفه القليلة ... مستلقية على بطنها بضيق وقلبها ينقبض بألم مما تسمعه ...
وعلى الطرف الآخر من سماعة الهاتف صديقة عمرها...
رغم الفرق بينهما في الحياة والمستوى المعيشي ...
الا أن صداقة الطفولة التى جمعتهما بأغرب الطرق ... وأعجب الصدف ربطت أقدارهما ...
أخرجها من سرحانها ... صوت مريم الغاضب: وصمغ وينك انت ... اقرقر عليك من الصبح وانت ولا يمي...
تنهدت ريم وهي تلف لتستلقي على ظهرها وعيونها علقت في السقف : اخخخخ ... قلبي يعورني ...
سكتت مريم ... وهي تستمع لصوت صديقةعمرها المشبع بالألم ...
لكنها سرعان ما تداركت ضيقها لتنطق بأمل : متأكدة انت ... انه راح يتزوج خلاص ... يعني يمكن بس يهدد...
طارت عيون مريم من غباء ريم وقالت بحرقة: يا غبية أنا أقلك إن أخويا بكرى زواجه الثالث ... هذا المعلن غير الميسار يمكن متزوج عشرين ... وش بلاك اتكلم مع الطوفة أنا ...
اسكتها صوت شهقة ريم المكتومة ...
لكنها سرعان ما اكملت لعل هذه الغبية تتفطن ان حبها لاخيها مجرد وهم وسراب لن يتحقق أبدا...
مريم بصوت دافي حنون: يا حبيبتي ترا اخي كبير ومن الطبيعي يتزوج ...
عندما لم تجد منها رد غير شهقاتها التي ترتفع تارة وتنخفض أخرى أكملت بقهر: انت وش بلاك كأنك إنهبلت من يوم شفتيه...
قاطعتها ريم بين دمعاتها: والله اني اعشقه ... ل... ليش ما تف... ماتفهمين انت...
قاطعتها الأخرى بصراخ : حب مراهقين انا اقلك نحن صغار على الحب والعشق ...
ربما يراه البعض حب تافه من مراهقة لا تتعدى 16 سنة لرجل في منتصف الثلاثين لكنها عشقته من أول مرة لمحته عيناها ...
حقا تهيم به بكل تفاصيله ... لا تفهم مريم عمق ما يختلج جوفها ...
تذكر يوم رأته أول مرة وكيف ركض نحوها ليحمي جسدها الصغير من الضرب الذي سبب له كسر في يده وندبة على عوارضه من "عقال" والدها...
كان اول من يتجرأ يحميها من جبروت والدها ... اول من تحس بالدفء والحنان المحرومة منه ... احساس ان ليها عزوة وسند يوقف في وجه يفكر يمسها او يتعرض لها بكلمة ...
![](https://img.wattpad.com/cover/288959165-288-k957731.jpg)
أنت تقرأ
ما بينَّ الأيام ... بقلم: بسمة اللوتس.
ChickLitاخطو بقلمي في رواية " ما بينّ الأيام"... لأنثر عبرات أرواح كسرها جبروت ظالم ... هوس عاشق... وأنانية متملك... ففي صمت الليل وهدوءه تلك البسمة... تعطي الكلمة لجروحها لتدمي ... كل ليلة تغلق باب غرفتها لتمطر وسادتها بعبرات ... لعل جفاف قلبها يرتوي...