ما بينَّ الأيام ... بقلم: بسمة اللوتس.

الفصل 13:

بسم الله والحمدلله ولا اله الا الله والله اكبر...

اللهم صلي وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه احمعين...

*****************

في نفس الوقت في مكان اخر ...

وبالضبط في مطار برلين براندنبورغ الدولي...

خرج ثلاث اشخاص من المطار...

وكلهم امل بتغيير كبير في حياتهم بعد هذه الرحلة...

ففي الاسبوعين الماضيين وصل ابو يوسف الرد من المصحة النفسية التي قدم إسلام ملف حمزة بها...

وهي نفسها مكان عمل خالد... وسيكون هو الطبيب المسئول عن حالته...

استقبلهم احد معارف إسلام ...

ليدلهم على الشقة التي بالأصل هي شقة خالد ...

ما أن وضعوا أغراضهم وحقائبهم توجهوا للمصحة ... لبدأ إجراءات العلاج...

******************

"يبة أنت وش تقول ... كيف ..."

قاطعه صوت والده الحاني: أنا اعرف إنها صدمة لك... وأنا غلطان انه ما حكيتلك من قبل بس أنا كان عندي مبررات ...

ناصر انهار جاسا وهو يسمع هذه الحقيقة وأنفه ينزف من الصدمة: ليش يبة ... ليش ... ست سنين مخبي ذي السالفة عنا ...

قاطعه ابو ناصر بترجي: افهمني يا ابيك لو اني...

قاطعه ناصر بصراخ: لا تبرر... لا تبرر ... ما في شيء يشفعلك غلطتك...

قاطعه ابو ناصر بغضب: انكتم ... مانيب اصغر عيالك حتى تصارخ علي كذه ... انا اسبوعين شهر بالكثير اكون عندكم ... وانت تصرف مع اخوانك ...

قاطعه ناصر بغضب وهو يحاول وقف نزيف انفه: انت ودك تحطني بوجه المدفع ... ما راح اقلهم شيء...

تنهد ابو ناصر وقال بهدوء: خلاص لما اجي أنا احكيلهم عن السالفة من البداية للنهاية ... وقبل ان يضيف أي شيء اقترب منه الطبيب يشرح له حالتها ... لذلك قال باستعجال: يلا يا ابيك في أمان الله ... ولا تاخذ بخاطرك علي تراني كنت مضطر اعمل كذه...

انقطع الخط...

لكن ناصر أحس كأنه في حلم ... سرح مطولا وكلمات والده تعاد على مسامعه...

أخرجه من سرحانه صوت ارتطام الزجاج بالأرض... عند رفعه بصره ترآى له صدمة جنى من منظره...

اتجها نحوها مسرعا ... فهو بأمس الحاجة لها ...

نطقت بصوت مرتجف ... بينما هو يحتضنها بشدة كمن يريد الهروب من شيء ما: حبيبي وش فيك تنزف...

بتر كلماتها صوته المبحوح: تكفي قوليلي اني كنت أحلم ... ما ودي اصدق كلام ابوي ... وانصدم بالواقع...

سألته بتوجس: حبيبي وش قلك ابوك... وش صاير...

قاطعها بخفوت: ما ودي اتكلم ... ارجاك جنى اجليها...