سبحان الله والحمدلله والله أكبر ولا إله اإلا الله ...
استغفر الله العظيم وأتوب إليه ...
لا حول ولا قوة إلا بالله ...
************************************عندما وصل بمحذاة نافذتها رفع رأسه ليتأكد ان كانت نائمة ام لا ...
عندما تأكد من استيقاضها بسبب الإنارة المفتوحة اتصل بها. ...
رن مرات عدة ... وعندما رفع الخط أخير ....
أتاه صوت إبنته: سلام عليكم بابا ...
رد السلام بحنان وأكمل مسترسلا: رندة حبيبتي وينها ماما اريد اتكلم وياها ...
ردت : امممم ماما طلعت ...
احتقن وجه الآخر بغضب لكنه تكلم بهدوء مرعاة منه لكي لا تخاف ابنته: ووين راحت بذه الليل ... احكي الصدق ياقلبي انت تدرين انه الكذب حرام ...
اجابته رندة بتلعثم وهي تلتمس الحزم في صوته: بابا والله ماما اعطتني التلفون وراحت لعند جدي ...
تنهد عبد الرحمان بتعب لا يدري ما الذي غير حال زوجته فجأة: ماشي يا بابا روحي نامي تأخر الوقت ولما ترجع امك للغرفة قوليلها اني اتصلت فاهمة ...
ردت بطاعة واغلقت الهاتف واتجهت نحو السرير لتطبق كلام والدها ...
أما في الصالة تحت كانت خلود جالسة بمحذاة والدتها ووالدها مقابل لهما وينام على فخذه محمد ...
قالت خلود بهدوء مصطنع: يبة خليني اشيله عنك اكيد وجعتك رجلك ...
ابتسم ابو مجد بحنان وهو يربت على رأس حفيده الغارق في نوم عميق: يسلملي حبيب جده ... جعل كل العيال في هدوءه ورزانته ... الله يحفظه من كل شر ...
ابتسمت خلود وقالت هي ووالدتها في نفس الوقت: آمين ...
بعد حوار طويل نطق ابو مجد مستذكرا: الا خلود قوليلي يا بنتي شنو صاير معك انتي ورجلك ... لتكونو متخانقين ...
ابتسمت خلود بصعوبة تخفي وجعها: يبة أجل ذي السالفة بكرى بالليل ...
نطقت ام مجد بحيرة: ليش شنو صاير ... موب قبل شوي تقولين ماهوب صاير شيء ...
التفت لأمها حتى تطلب منها منحها بعض الوقت لكن كان والدها أسبق بالاجابة: يا حرمة خلي عنك البنت بكرى تسولف لحالها ...
ثم ابتسم واردف ليغير المزاج: خليها تتغلى على عبد الرحمان ونستفاد احنا بشوفتها ويا العيال اكثر ...
ابتسمت كلاهما لقوله المغلف بالحنان ... وتغير موضوع حوارهم لنقاشات حول الحياة اليومية مبتعدا عن قضيتها مع عبد الرحمان ...أما هو فقد أحس بفراغ كبير ... عندما اقتحم البيت وحيدا ...
لم يتذكر متى كانت آخر مرة ولج لمنزله منذ تزوج ولم تكن هي موجودة...
جلس على أريكة الصالة بتعب ... تنهد مطولا وهو يحدق في الفراغ ...
عندما أغمض عينيه ومضت فكرة برأسه ... فزع لمجرد الإحتمال أنها يمكن تكون قد سمعت محادثته مع والدته في الصباح ... فهي حقا منذ ذلك الوقت تغيرت وذهبت لبيت والدها ...
فكر قليلا ثم ارجع كتافيه مسترخيا على الاريكة ... ما الذي كان يفكر به ... ضحك مطولا ... حتى لو علمت خلود بأمر زواجه الآن فهذا لا يشكل فرق ...
فهي كانت ستعلم في النهاية ...
محيت بسمته قليلا عندما ومض احتمال ان تطلب الطلاق ويبتعد عنه اولاده ...
الا أنه سرعان ما نفض افكاره بعبث وضحك ساخرا وهو يستهزء بصوت مسموع: معقوول خلود الي تتنفسني تطلب الطلاق هههههههه والله حالة ...
بينما يترنح بين افكاره كان قد استحم وارتدا بجامة النوم واراح نفسه على الفراش ...
تنهد بضيق من الأيام القادمة اكيد قراره بالزواج راح يضايق عمانه وجدته وجده لكن راحته اهم ...
هو فقد الشغف بالحياة بسبب المسماة زوجته ...
يحس بروتين رهيب من حياته معها ... يعرف انها تعشقه لكنه مايحس باي شيء اتجاها غير انها مسؤولية وواجب ...
كان يحدق بالسقف ويبرر لنفسه سبب اتخاذه هذا القرار ... ثم انتقل بنظره ناحية جهتها من السرير ...
تلمس وسادتها ... ثم انتقل لفراشها ...
أحس بفراغ يلازمه بسبب غيابها فهذه اول مرة بعد سنوات طوال ينام دون ان تتوسد ذراعه و تدفن ووجهها في صدره ... كانت المرة الأولى بعد مدة طويلة التي ينام فيها بعيدا عن ثرثرتها ...
شعر بالغرابة من نفسه وتفكيره لكنه برر أنها مجرد عادة لا أكثر ولا أقل ...
أما خلود فقد جفاها النوم وهي تفكر في قرارها الذي سيحدد مصيرها ومصير أولادها ...
هربت دمعة حارقة من بين جفونها وهي تستذكر كلامه لوالدته ...
أحست بالخيانة من قراره ... فهي منذ تزوجته لم تفعل شيء سوى عشقه و مساعدته واراحته من كل ما يضنيه والآن وبكل برودة بعد 12 سنة زواج يقرر الزواج مرة أخرى عليها ...
مسحت دمعتها بعنف معلنتا القوة و هي مصممة على ما ستتخذه من القرار وتعلم أن والدها سيقف معها ...
***********
في صباح اليوم التالي ... وقد كان الاثنين. ...
![](https://img.wattpad.com/cover/288959165-288-k957731.jpg)
أنت تقرأ
ما بينَّ الأيام ... بقلم: بسمة اللوتس.
Chick-Litاخطو بقلمي في رواية " ما بينّ الأيام"... لأنثر عبرات أرواح كسرها جبروت ظالم ... هوس عاشق... وأنانية متملك... ففي صمت الليل وهدوءه تلك البسمة... تعطي الكلمة لجروحها لتدمي ... كل ليلة تغلق باب غرفتها لتمطر وسادتها بعبرات ... لعل جفاف قلبها يرتوي...