الفصل 11:

163 25 34
                                    


سبحان والحمدلله ولا اله الا الله والله اكبر...

بسم الله...

******************

" حتى لو هطل المطر... وكنت الوحيد بدون مضلة... لا بأس ... لأنه إن ركضت قليلا... وتحملت قليلا ... ستصل للمنزل..."

في صباح اليوم التالي....

فتحت بسمة عينيها اخيرا بعد يومين من النوم المتقطع بسبب المهدئات ...

شردت في سقف الغرفة للدقائق طوال ... ثم اتجهت نحو الحمام لتتوضء من اجل قضاء ما فاتها من الصلوات...

بعد قرابة الساعة والنصف طرق باب غرفتها ...

دخلت الممرضة أولا لتتحقق من استيقاظها ... بعد مغادرتها بدقائق ...

دق الباب مرة أخرى لكنها كانت بعيدة كل البعد عن امكانية الاستجابة له... فرغم سماعها له لم تستطع النطق كأنها مخدرة...

دخل رمزي عند ما لم يجد ردا منها ... توقع هدوءها وبطء استجابتها ... لذلك تقدم وجر الكرسي بجانبي سريرها ...وجلس عليه...

راقب امآتها و ردات فعلها ... عندما ترآى له تقبلها وراحتها لوجوده نطق بهدوء: بسمة ... 

مرت ثواني قليلة حتى التفت ناحيته ونطقت بخفوت: نعم...

اردف بنفس النبرة الهادئة المطمئنة: أنا رمزي وراح اكون طبيبك النفسي... انت تعرفين وش معنى كلامي صح؟...

أومأت برأسها ... فاسترسل بالكلام وهو متفائل من تجاوبها معه: بسمة ممكن تعرفيني عن حالك ... اسم ابوك وامك واخواتك... لما طغى على ملامحها الاستغراب... سأل بتوجس: انت تتذكريهم صح...

عم الغرفة الصمت لثواني طوال كسرها صوت رمزي المطمئن: عادي لو ماتذكرت الحين ...

قاطع كلامه صوت بسمة المرتجف : ماما ندى ... اتذكر الاسم لكن ... بترت بقية حروفها بين شهقاتها...

بعد ربع ساعة هدأت أخيرا ... عندما لاحظ رمزي ذلك قال بهدوء: لا تخافين مع العلاج تتذكرين كل شيء ... اهدي واطمني ماشي...

نطقت بسمة بصوت مبحوح من البكي: ما اتذكر من امي غير اسمها ... كل الي عشته معها انمحى ... ليش؟... اختنق صوتها عند اخركلمة ... فسكتت حتى عدلت صوتها فهي اكره ماعندها انها تبين ضعفها لحد ... ثم اردفت بخفوت : ممكن تقلي السبب...

قال رمزي باستغراب: بسمة انت كيف عرفتي انت منك متذكرة صورة امك يمكن مخربطة بينها وبين احد...

ارتجفت عينيها بخوف وهمست في دواخلها " ميش ممكن اكون جنيت لدرجة ما اقدر افرق بين امي وغيرها ..." شهقت بصوت عالي ... تبعها رجفة في كامل جسمها...

راقب رمزي ردة فعلها جيدا ... فهو اراد ان يدخل الشك في نفسها حتى يرى مدى تدهور حالتها... عند اضطرابها مسح على وجهه بضيق وعرف ان امامه طريق طويل ليعبره مع المسماة بسمة...

ما بينَّ الأيام ... بقلم: بسمة اللوتس.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن