الفصل الأول:

909 49 30
                                    

 بسم الله الرحمان الرحيم الرحيم ...

نتمنى دعمكم...
******
في النهاية كان كره الأب لإبنته خوفا من تأنيب الضمير  ... ليعود بعد أن دمت الجروح وجفت العروق ليعتذر ... مبررااا ...
أنه كان الغضب ... لعنه الله ذلك الغضب الذي أعمى عيني وقلبي عن قطعة مني ...هكذا زمجر نادما ...
ثم أنه الحب ... حبه لمن فقده جعله لا يحسن الحكم على من يصب كرهه وألمه ...
كلها أعذاار واهية يدفعها للأمام كي تكون السبيل لقبول العفو ...
دون أن يدرك أنه في غياهيب تلك السنوات و اللحظات ... شيد جدار قاس من صوان عزل تلك البسمة عن كل ماهو آت من ذلك الجالوت الذي تبرأت من كونه  والدها منذ أن تخلى عنها وهي في أمس الحاجة له ... سواء كان جلدا أم حضنا ... لم تعد تأبه البتة بما يحس او يريد ...
فلا ينفع سقي النبتة بعد أن تتحول لسماد ...

*****
تردد صوت رجولي بفرح :

يلا يبة نحن متأخيرين اليوم راح يطلعوا بسمة من المستشفى...
ليقاطعه زمجرة والده مأنبا بانزعاج من تصرفه: أقول انثبر قريب تدخل العشرين وتراكض مثل البزر...

حك خالد راسو باحراج وهو يبرر: والله يبه فرحان وأخيرا بعد هالربع التياس صارت عندي اخت...

تيس بعينك ما في تيس غيرك ... قاطع كلامه ناصر وهو يمثل الغضب يخفي وراه حماسوا لجية اختو على البيت أخيرا...

فهم خمسة إخوة...

أكبرهم ناصر 22 سنة ... وليد 21 وبعدهم خالد وسامر توأم عمرهم 19وتاليهم صالح 15سنة...

و أخيرا أمهم جابت بسمة على كبر وهي الأخت الوحيدة ...

كان الحمل صعب على أم ناصر كونها في الأربعين ...

فجابت بسمة في سبع شهور واضطروا يحطوها في الحاضنة حتى تتحسن صحتها ...

واليوم طلعتها من المستشفى كل اخوانها حالف يشيلها على كفوف الراحة... لكن الكلام سهل والتطبيق الله يعوض...

وبسبب مضاعفات الولادة دخلت ندى في غيبوبة لمدة شهر ونص... وبعدها بالمستشفى احتمال تتخرج بعد اسبوع او أقل...

زفر أبو ناصر بضيق من هالسالفة ونطق بغضب: انا كل هالبسمة مانها داخلة مزاجي  وكارها قبل ما اشوفها... 

قاطعه وليد بانزعاج: يبة وش ذه الكلام ... امي لو تعرف بذه الكلام تزعل...

قاطعه ابوه بحزم: مب ضروري تعرف امك... وهي تعرف اني ما ابغى خلفة بنات... لكن الحمدلله على كل حال... 

تنهد ونطق باستعجال: بسرعة امكم بعد بالمستشفى خلونا نمر عليها قبل لا ينقضى وقت الزيارة...

بعدها توجهوا للسيارة وحركو لوجهتهم....

*****

مرت السنوات ...
و تلك البسمة صار في عمرها 8 سنين...
كان وقتها مزالت الابتسامة تتربع ثغرها ...
والبراءة تداعب جفونها بلا كلل ...
تتأرجح بين دلال وحنان جنتها ...
تنعم بهناء الطفولة المسكر...

ما بينَّ الأيام ... بقلم: بسمة اللوتس.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن