الفصل 20:

132 17 9
                                    

سبحان الله والحمدلله ولا اله الا الله والله اكبر ...
استغفر الله ولا حول ولا قوة الا بالله...
اللهم صلي وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ...
••••••••••••••••••••••
بعد اربع سنوات ...

كان مستلق على سريره ... ومرفقه يمنع الاضاءة عن مقلتيه ... تمدد هنا بعد يوم عمل طويل ... محاولا اجاد الراحة والسكينة ...
فمنذ ان غادرته بأمر منه أصبح النوم يجافيه الا على قطعة الخشب هذه التي كانت ذات يوم مضجعا يجمعهما ...
تنهد بضيق من ذكراها لم يكن يعلم ان فراقها سيسبب له كل هذا الالم والاشتياق ...
فكلما دخل هذه الشقة عادت لحظتهما معا ...
ضحكاتها ... شقاوتها ... مزاجها الحاد عندما تغضب ... كل تفاصيلها بقيت محفورة في قلبه و عقله ...
ربما تزوجت و آنست غيره ... ولربما لم تفعل لكنها نسته ... وربما لازالت تفكر به وعشقته مثلما هواها ... لكن الأكيد أنهما لن يجتمع تحت نفس السقف مجددا فطرقهما لن تتقاطع مجددا ...
رغم اشتياقه وحبه لها الا ان اللقاء بينهما بات مستحيلا ... تمنى لو زادت فترة زواجهما اكثر من ذلك فهو احس بانه لم يشبع قربها في تلك الفترة ...
فقبل اربع سنوات من بعد أن بعث تلك الرسالة لوالدها ... هرع لهنا لعله يلمحها لآخر مرة ...
لكن الأوان كان فات ... فكل ما وجده هو آثار قهوتها والبعض من نسيم رائحتها و الكثير من هدياه التي جلبها لها ...
فهي أخذت سوى شبكتها وعطوره وبعض من لباسه ...
أحيانا يتسلل ضوء أمل خافت أنها ربما لازلت تفكر به ... لربما أحبته مثلما عشقها فحتى قليلا من المشاعر نحوه سيرضى بها ... لكنه سرعان ما يندثر ذلك الضوء في ظلمة كلماته ... فقد جرحها بما تفوه به في الكثير من الأحيان خاصة أولى لحظات جمعتهما ... يعلم جيدا أنها كرهته ولم يمضي معها وقتا كاف يجعل هذا الشعور يتغير ...
تقلب مرارا لعل ألم روحه يخف ... يشتاق لها و لكل تفاصيلها ... ولكل لحظة عاشها معها ... يريدها لكنه لم يتحرك أي خطوة لتحقيق ما يبتغيه ...
واسبابه منطقية ...
قاطع تفكيره رنين هاتفه ... كان سيتجاهل المكالمة لكن عندما ترأى له ان جاسم المتصل أجاب على مضض...
ألقى السلام بتملل ...
جاسم بنبرة معاتبة: وعليكم السلام علامك تنافخ علينا كذه ...
زفر الآخر بحرقة: موب ناقصك انا ترى الي فيني يكفيني ...
رد ابن عمه بانزعاج من مكابرته: حل مشكلتك بايدك علامك تكابر ...
تأفف جهاد من ما سمع فهو ليس بمزاج لنصائح: أقول تلايط بس ... علامك نازلي فيها محاضرات ونصائح ... شنو صاير حتى متصل ...
كان جاسم في حديقة قصر جدهم ... ضحك وهو مبتعد قليلا عن المجلس: هدي يا ابن الحلال ... انا بس مرسال من جدك ...
جلس جهاد باعتدال : علامه جدي ...
اجاب الاخر على مضض: يقول وده يخطبلك يمكن العروس من العيلة ...
اقتبض قلب جهاد عند سماعه لقول ابن عمه .... عندما طال صمته ...
استأنف الآخر وهو يزفر بضيق من عناده: يا اخي علامك كذه ... انخرست من طاري الزواج ...
تنهد الاخر وهو يضغط على عينيه لعل التعب يزول: اييه ومين العروس ...
قاطعه جاسم بانزعاج: علامك تكابر اعرف قلبك عند منو ... وترا الحل بيدك ...
قاطعه الآخر بصراخ: علامك كل شوي الحل بيدك ... وشنو الحل الي حضرت جنابك شايفه وانا لا ... غرد ياعندليب اعطيني الي عندك ...
رد جاسم بهدوء : ياسمين ...
قبل ان يضيف اي حرف صرخ الآخر بغضب: حدك. .
لكن جاسم لم يعطي له بال واكمل: انت تحبها ومن يوم دخلت حياتك صرت غير ...
جهاد بغضب: جاسم خلاص ...
جاسم ولا كانه حد يكلمه: انت طلقتها غصب عنك ومن يوم فارقتها وانت
اسكته صراخ الآخر كالمجنون: جاسم انكتم ... انكتم ولا كلمة زيادة ... خلااااااص ...
استأنف الآخر: على شنو ذي المكابرة ... وبصراخ : انت من بعدها ضعت لا ليلك ليل ولا نهارك نهار ... انت من طلقتها صرت مثل المجنون ... والحل الي اقولك عنه مانه بعيد عنك ...
عندما عرف الآخر ان الصراخ لا يجدي نفعا نطق بمسايرة : اعطيني حلك ... واردف بسخرية: يمكن نلقى فيه الصلاح...
رد جاسم : ها ها ها ضحكتني ... واكمل بجدية: احكي مع جدي اعرف انه مايهون عليه زعلك ... وهو ملاحظ تغيرك من طلقتها لكنه يستناك انت تطلب وهو يشوف الحين انه يمكن فكرة زواجك بغيرها يخليك تنساها وترجع تضحك وتستانس مثل قبل مب دايما اخلاقك زفت مب طايق نفسك ... فانت صارحه وقله انك تعشق طليقتك وما ودك غيرها واكيد مع شوية دراما من عندك راح يوافق جدي على طول هو كلو الا زعلك رضاك عنده بالدنيا حاول انت تلينه لصالحك من ذي الناحية ... هااا وش قلت. ...
رد الآخر بعد صمت : اظن راي جدي ااصواب انا موافق على اي بنت يخطبها لي ولا ياسمين ولا حب وغرام ... انا ما احبها لا تقعد تبربر كل شوي بتحبها وتعشقها ...
قاطعه الآخر وهو يضحك: احلفلي بالله انك الحين مب بغرفتك انت وياها وجنبك اغراضها وعطرها وراح اقفل ذي السالفة ولا عاد اذكر ياسمين ابد ...
قاطعه الاخر بصراخ: قلتلك الف مرة لا تذكر اسمها ...
تنهد جاسم من عناد ابن عمه واصر قائلا : احلف انك مب بغرفتكم ولا انت نايم وسط اغراضها ...
مسح الآخر على وجهه وهو يرى وصف ابن عمه يترجم أمامه ... فحقا الغرفة تعبق برائحة عطرها المفضل وملابسها ملقاة في كل مكان على السرير ...
زفر بعمق وهو يصدقه القول: ايييه وافرض انه معك حق وانا اعشقها وش اقدر اسوي وجدي رافضها ...
صرخ به جاسم بنرفزة: ومن متى جدي يرفضلك طلب ...
قاطعه الاخر بتملل: لكنه رفض ...
رد محاولا اقناعه: حاول معه مرة ثانية يمكن يكون غير رايه ...
قاطعه جهاد منهيا النقاش: انا ما اثني كلمته عارضته وهو رفض مرة خلاص ماعاد ازيد فذه الموضوع بالضبط ...
لم يرد عليه ابن عمه بشيء فاكمل بهدوء محاولا اقناعه: ترى ما متت من بعدها انا عايشة وكل اموري تمام وحتى زواج اقدر اتزوج ... سكت قليلا ثم اردف: انا ما عشت معها غير شهر .. وماهوب انا لاتأثر من غياب حرمة تراني عايش ولا متأثر أبد بغيابها .... عندنا لم يجد رد قال باستغراب: وينك انت اكلم الطوفة انا ...
تنهد الاخر ونطق بسخرية: اي واضح كثير انه غيابها ما اثر ... والدليل انت الي كنت بالشهر تتزوج اربع مرات من بعدها حرمت ... تنهد بقلة صبر من عناده واردف: خلص سوي الي تشوفه انا طفح كيلي منك ... انت ادرى بمصلحتك ... يلا نحن ننتضرك بالمجلس ...
زفر بضيق بعد اغلاق جاسم للخط ...
انزل قدميه للارض وهو يحتضن رأسه بيديه ... لا يعرف ما يفعل ...
يحس ان قلبه ينقبض من موضوع الزواج ...
لكن لعله الحل الوحيد كي يهرب من براثين عشقه لياسمين ...
نفض افكاره والضيق لا يزال يلازمه ... نهض مستغفرا لعل بعض الراحة تلامس قلبه ...
لبس شماخه واتجه نحو الخارج وهو يقنع نفسه أن فكرة جده هي الانسب ... ربما يستطيع الراحة لو وجد من تؤنس وحدته ...
حرك سيارته باتجاه قصر جده و هو مصمم على موفقته الرأي فياسمين صفحة وطواها بيده ...
**************

ما بينَّ الأيام ... بقلم: بسمة اللوتس.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن