الفصل السادس
بقلم عبدالرحمن الرداد
*************************************
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، اللَّهُمَّ بَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا بَارَكْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ
*************************************وصلت سيارة الإسعاف إلى تلك المنطقة الشعبية وسط وقوف الكثير من الأهالي لتلقي جسد «ياسر» الذي وُلد وعاش بينهم لسنوات طويلة، من ذا الذي يصدق أن هذا الذي كان يتمتع بالشباب قد ذهب بلا عودة، كان موته صدمة للجميع بلا استثناء.
وقفت سيارة الإسعاف وخرج من داخلها «خلف» وتبعه «إلياس» و«مراد» وظهرت علامات الحزن والحسرة على وجه كلٍ منهما، توجه إليهما شابان آخران من أهالي المنطقة ليساعداهما على حمل نعش «ياسر» وبالفعل بدأوا في رفع هذا النعش بينما كانت تتابع «إيلين» ما يحدث من الأعلى وكانت عبراتها لا تفارق وجهها حُزنًا على هذا الشاب الجيد وأيضًا حزنًا على حزن «إلياس» على صديقه المقرب.
تحركوا بهذا النعش إلى المسجد وبعد مرور ساعتين كانوا قد انتهوا من كل شيء ليُرفع آذان العصر، في تلك اللحظة توجه جميع الرجال إلى المسجد لأداء صلاة العصر وأيضًا صلاة الجنازة مما جعل المسجد يمتلأ بالمصلين وهذا ما جعل البقية يفترشون الشارع من الخارج ليكون لهم الحق في الصلاة.
***
"قــبــل ســاعــات قــلــيــلــة"
خرج من الشركة ثم اتجه إلى سيارته ليستقل المقعد الأمامي خلف المقود، هنا رفع هاتفه ونقر على رقم هاتفها ثم وضع الهاتف على أذنه وبعد وقت قليل أجابت قائلة:
- أيوة يا مستر كرم
أسرع وسأل عن موقعها:
- أنتي فين، أنهي مستشفى يعني
تعجبت من سؤاله المفاجئ لكنها أجابت بهدوء وأخبرته عن عنوان تلك المشفى وأنهت حديثها قائلة:
- اشمعنا يا مستر كرم؟
هنا أدار سيارته ليقول بجدية واضحة:
- هتعرفي، سلام دلوقتي
أنهى المكالمة معها وتحرك بسيارته قبل أن يهاتف شقيقته التي أجابت قائلة:
- أيوة يا كيمو
- أيوة يا سما، بقولك ايه اجهزي بقى أنتي وماما علشان بابا ساعتين وهيجي يلاقيكم جاهزين
رفعت أحد حاجبيها لتقول بحيرة واضحة:
- وأنت! مش هترجع ولا ايه؟
نظر إلى الطريق أمامه وأجاب على سؤالها بهدوء:
- هرجع بس رايح مشوار بسرعة كدا وجاي، المهم اجهزوا بس
- تمام ماشيأنهى المكالمة معها واتجه إلى العنوان الذي أخبرته به «دورا» وما إن وصل حتى توجه إلى الداخل ووصل إليهما بعدما سأل أحد العاملين. توجه بإستياء إلى غرفة والدة «دورا» وما إن وصل حتى تفاجئ بوجود العديد من المرضى بغرفة واحدة بالإضافة إلى سوء المعاملة وعدم نظافة المشفى منذ دخوله في البداية، بحث بعينيه في المكان ليجدها أمام سرير والدتها المتهالك بدون وجود أي معدات طبية، هنا توجه إليها وقال بدون مقدمات:
- ممكن دقيقة بس
تفاجئت به أمامها لكن جديته في الحديث أقلقتها بشكل كبير مما جعلها تتحرك معه إلى الخارج في صمت وما إن أصبحا وحدهما حتى قال بانفعال:
- معلش ممكن اعرف ايه المستشفى اللي جايبة والدتك فيها دي؟ دي تجيب المرض مش تعالجه!
نظرت إلى الأسفل بحرج فشعر هو بالحزن من نفسه لإحراجها بهذا الشكل مما جعله يقول بهدوء:
- أنا آسف مقصدش بس اتعصبت لما لقيت المنظر ده، حاجة زي كدا اتواصلي معايا ومتشيليش هم
رفعت رأسها بهدوء وهددت عبراتها بالانفجار في وقت قريب لتقول بحزن:
- كل حاجة حصلت بسرعة ومكانش قصادي حل، حتى لما اتواصلت مع مستر بكار قالي مجيش الشركة تاني وإني مطرودة
أنت تقرأ
شــمــس إلــيــاس
Romanceحكمت عليه الحياة بالهرب بعيدًا قبل أن يلقى حتفه رغم أنه طفل صغير وعمره تخطى العقد الأول بأيام قليلة، ظن أن هروبه سيجعله وحيدًا في هذا العالم بعد أن فقد الجميع ولكن يشاء القدر أن تكون هي في طريقه، على الرغم من أنها لم تُكمل أسبوعًا واحدًا من مولدها إ...