الفصل الثامن

2.7K 221 25
                                    

الفصل الثامن
بقلم عبدالرحمن الرداد
*************************************
اللهم فاطر السماوات والأرض، عالم الغيب والشهادة، رب كل شيءٍ ومليكه، أشهد أن لا إله إلا أنت، أعوذ بك من شر نفسي، ومن شر الشيطان وشركه وأن اقترف على نفسي سوءًا أو أجره إلى مسلم
*************************************

استمع «جمال» لطرقات على باب مكتبه فردد بصوت مرتفع:
- ادخل
هنا دلف «وليد» الذراع الأيمن له. رفع الأول رأسه ليقول بتساؤل:
- ها فيه جديد في موضوع الواد ده؟
وضع ملف أمام مكتبه قبل أن يجلس مقابلًا له وهو يقول:
- مش هتصدق يا باشا لقيت ايه، اقرب واحد للواد ده يبقى اسمه إلياس وكان بيروحله السايبر كتير ويقضي وقت جوا طويل ولما سألت عرفت إنه يبقى ليه في شغل الهاكر والكمبيوتر زي ياسر لأن ياسر اللي معلمه بس مش دي المشكلة، المشكلة في إني لما عرفت اسمه كامل في البطاقة لقيت اسمه «إلياس هادي رأفت مرجان»
اتسعت حدقتاه بصدمة ونهض من مكانه على الفور ليصرخ في وجهه قائلًا:
- أنت سامع نفسك بتقول ايه يا وليد؟
نهض هو الآخر وأردف بنبرة هادئة:
- اللي بقوله ليك يا باشا ده متأكد منه مليون في المية، أنا بردو تلميذك ودي مش أول حاجة أعملها، كل حاجة عن الواد ده موجودة في الملف اللي قدام سعادتك من ساعة ما جيه المنطقة اللي هو فيها دي لغاية دلوقتي
للمرة الأولى في حياته يشعر بهذا الخوف بداخله لكنه أخفى ذلك وأشار بيده قائلًا:
- امشي أنت دلوقتي

حرك الآخر رأسه بالإيجاب وفتح الباب ليرحل لكنه وجد «سليم» بوجهه، رحل هو ودلف «سليم» الذي نظر إلى والده بتعجب بسبب شروده كما أنه كان يقف وينظر إلى الفراغ وكأن ما وقع على رأسه كارثة كبرى. تحدث أخيرا وردد بتعجب:
- مالك يا بابا! هو وليد قالك خبر وحش ولا ايه؟
لم يجيب على سؤاله وظل هكذا حتى رفع الآخر صوته:
- بابا؟
هنا انتبه لوجود ابنه وأشار إلى الملف الموضوع أمامه ليقول:
- شوف الملف، فيه مصيبة وقعت فوق دماغنا
شعر بالقلق من حديث والده لذلك التقط الملف وبدأ في قراءة محتواه وبعد مرور القليل من الوقت اتسعت حدقتاه هو الآخر ونهض وهو يقول بصدمة:
- إلياس هادي رأفت مرجان؟
رفع بصره ووجهه تجاه والده ليقول بتعجب:
- أنت مش مفهمني إن إلياس معدش ليه وجود؟ إزاي يعني بالصدفة يطلع صاحب ياسر ده! لا فهمني علشان مش فاهم حاجة

***

- ما تنجز يا عمر وقول قولتلك هيفضل سر لغاية ما تتصرف
قالها «طارق» لصديقه الذي جلس ليخبره بشيء وطلب منه عدم الحديث بهذا الشأن فالتقط «عمر» أنفاسه وردد بهدوء:
- طبعا تعرف عيلة مرجان، مرزوق رأفت مرجان واخواته
هز رأسه بالإيجاب وقال:
- ومين في مصر ميعرفهمش، مالهم
عقد ذراعيه أمام صدره وعاد بظهره إلى الخلف ليتابع:
- اخوهم هادي اللي مات من 18 سنة، كان عنده طفل اسمه إلياس الطفل ده يوم ما مات هادي هرب ومحدش عرف عنه حاجة من ساعتها، تلف الأيام ويبقى إلياس صاحب ياسر هو هو إلياس هادي رأفت مرجان
رفع أحد حاجبيه بتعجب مما يسمعه وردد بتساؤل:
- اللي هو إزاي يعني؟ وعيلته فين من الكلام ده وهو أصلا عمل بطاقة إزاي من غير ما عيلته توصل لحاجة عنه
حل عقدة ذراعيه ومال إلى الأمام قائلًا بجدية:
- هو ده بقى اللي محيرني وخلاني اجي اكلمك، إلياس ده لغز كبير ولازم أفهمه وأنت لازم تساعدني

شــمــس إلــيــاسحيث تعيش القصص. اكتشف الآن