الفصل الخامس
بقلم عبدالرحمن الرداد
**************************************
قال الرّسول -صلّى الله عليه وسلّم-: (ما يُصِيبُ المُؤْمِنَ مِن وصَبٍ، ولا نَصَبٍ، ولا سَقَمٍ، ولا حَزَنٍ حتَّى الهَمِّ يُهَمُّهُ، إلَّا كُفِّرَ به مِن سَيِّئاتِهِ)
**************************************أغلق عينيه للحظات قبل أن يلتفت ليواجهها قائلًا:
- حاضر يا إيلين هقولك كل حاجة يمكن ده يريحك مع إني عارف ومتأكد إن اللي هقوله هيزعلك، الحكاية بدأت من 18 سنة ساعتها كنت بهرب من أعمامي وعديت الطريق علشان اشرب مياه وفجأة سمعت صوت عياط طفلة، روحت علشان اشوف الصوت ده جاي منين لقيت طفلة جنب الجامع، الطفلة دي هي أنتي ساعتها قررت اخدك واكمل هروب وجيت على هنا وبعدها بيوم كنت شايلك واكتشفت ورقة في هدومك فشيلت الورقة دي وبصيت فيها لقيتها شهادة ميلادك وفيها اسمك "شهد محسن عبدالفتاح" ساعتها روحت للحاج خلف وحكتله كل حاجة ودي كانت بداية معرفتي بيه، ساعتها قالي سيب شهادة الميلاد وأنا هكلم معارفي وأشوف الموضوع ده وفعلا بعد اسبوع كلمني وقالي هتسافر معايا النهاردة الإسكندرية ساعتها رفضت لأني كنت خايف فقالي متقلقش وأنت في حمايتي وهتبقى متخفي وفعلا وافقت وسافرت معاه لعنوان أهلك ..."قبل ثمانية عشر عامًا ونصف"
طرق «خلف» باب الشقة التي كانت في منطقة شعبية وفقيرة للغاية. كان «إلياس» يلتفت بقلق واضح إلى أن فتحت سيدة الباب، كانت تحمل طفل بين يديها ورددت بتساؤل:
- أنتوا عايزين مين؟
هنا تحدث «خلف» الذي قال دون تمهيد:
- أنا جاي من طرف بنتك شهد
اتسعت حدقتاها بصدمة وظهر الارتباك على وجهها وهي تقول:
- ااا...اتفضلوا خشوا
دلف «خلف» وخلفه «إلياس» الذي كان يمسك بجلبابه خوفًا من حدوث شيء له. كان المنزل يعبر عن فقر تلك العائلة وهذا ما دفع «خلف» للتفكير بشكل آخر لذلك نطق قائلًا:
- واضح إنك أم شهد، الصراحة أنا مش فاهم حاجة، لو البنت كانت غلطة مكانش هيبقى معاها شهادة ميلاد فيها أبوها
اغلقت عينيها للحظات قبل أن تنظر إلى الأسفل وهي تقول بتوتر:
- شهد مش غلطة ولا حاجة، شهد ليها أب لكن ده حظها في الدنيا، يا بيه أنا كنت متجوزة محسن من خمس سنين لكن ربنا مرزقناش بالخلفة وكنا عايشين في فقر شديد ويادوب المرتب بيكفينا بالعافية لغاية ما حملت وخلفت توأم، ساعتها كنت فرحانة فرح مفرحتهوش قبل كدا لكن تاني يوم جوزي عمل حادثة ومات، ساعتها الدنيا بعد ما ضحكتلي ضلمت في وشي تاني، المرتب اللي كان يادوب بيكفينا مبقاش موجود خلاص والمطلوب مني اصرف على بنتين، وصل بيا الحال إني كنت بقعد باليومين مدوقش الأكل علشان اوفرلهم لبن صناعي لكن لقيت نفسي مش هقدر اربيهم الاتنين وفضلت كتير أفكر في الخطوة اللي خدتها دي لكن مكانش قصادي حاجة تانية، أنا هربي واحدة وحد تاني يربي شهد لأني مش هقدر وفعلا طلعت في يوم وحطيتها جنب المسجد وحطيت معاها شهادة ميلادها لأني عارفة إن اللي هيلاقيها هيجيلي وساعتها هقوله ربيها لأني مش هقدر وأنا بقولك يا بيه ربيها وطلعها أحلى عروسة وشيل من عليا حمل تقيل
أنت تقرأ
شــمــس إلــيــاس
Romanceحكمت عليه الحياة بالهرب بعيدًا قبل أن يلقى حتفه رغم أنه طفل صغير وعمره تخطى العقد الأول بأيام قليلة، ظن أن هروبه سيجعله وحيدًا في هذا العالم بعد أن فقد الجميع ولكن يشاء القدر أن تكون هي في طريقه، على الرغم من أنها لم تُكمل أسبوعًا واحدًا من مولدها إ...