الفصل السابع
عبدالرحمن الرداد
___________________________________
عن سعد بن أبي وقَّاص -رضي الله عنه- قال: كنا عند رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: «أَيَعْجِزُ أحَدُكم أن يَكْسِبَ في كل يوم ألف حسنة؟!» فسأله سائل من جُلَسَائِه: كيف يَكْسِبُ ألف حَسَنَة؟ قال: «يُسبح مائة تسبيحة؛ فيُكْتَبُ له ألفُ حسنة، أو يُحَطُّ عنه ألف خَطِيئة»
___________________________________أدرك «يوسف» أن هناك من تسلل إلى داخل الشركة ويجب عليه الآن أن يتعامل معهم لذلك أخرج سلاحه وفتح باب المكتب بقوة أمام وجههم.
وجه سلاحه إليهما وردد بنبرة تحمل الغضب:
- ارفع ايدك منك له يا إما هدفنكم مكانكم
شعر الإثنان بالرعب ورفعا يديهما إلى الأعلى وردد أحدهما قائلًا:
- أنت مين يا بيه؟
ابتسم وهو يقترب منه ليقول بتحدي:
- أنا قدرك اللي وقعت فيه، اخلعوا بقى القناع ده وقولولي جايين هنا ليه
ردد هذا المقنع بنبرة تحمل الخوف:
- هاا...إحنا لقينا الباب مفتوح قولنا نخش نقلب رزقنا يا باشا، سيبنا نمشي وأوعدك آخر مرة تحصل، إحنا آسفين
ضحك «يوسف» بصوت مرتفع وردد بمكر:
- أنت عايزني أصدق إنك حرامي أنت وهو؟! أنت قولت جملة جميلة لصاحبك قبل ما افتح الباب وأواجهك تحب أفكرك بيها؟ هفكرك، قولت هتخش أنت المكتب بتاعها وأنا هروح المكتب اللي هناك، منين عرفت يا روح ماما إن ده مكتب سهوة صاحبة الشركة لأنك قولت مكتبها يعني جاي وعارف إن ده مكتبهاثم غير نبرة صوته وصرخ فيه بغضب:
- انطق يالا جاي هنا ليه؟
ظهر الخوف والتوتر على نبرة صوته وهو يجيب:
- مفيش والله يا بيه أنا عارف إن صاحبة الشركة ست وبعدي من الشارع ده كل يوم
حرك «يوسف» رأسه بالإيجاب وقال بهدوء:
- تمام الذوق مش نافع يبقى نجرب طرق تانية
في تلك اللحظة أخرج هاتفه ونقر على شاشته قبل أن يقربه من أذنه وهو يقول:
- أيوة يا وليد، ابعت بوكس على مكان الشركة بتاعتي حالا فيه عيلين قفشتهم وعايزك تقوم باللازم***
كان يجلس على فراشه وينظر إلى الأعلى بشرود تام وكأنه انعزل عن العالم الذي هو فيه ورحل بعقله إلى عالم آخر فيه العديد من الذكريات. قطع شروده صوت شقيقته «نرد» التي اقتربت ورددت بابتسامة:
- قوم يا رماح عملت شوية بيض بالبسطرمة من اللي بتحبها هتاكل صوابعك وراهم
اعتدل في جلسته ونظر لها ليقول بابتسامة:
- أنتي قولتيلي جوزك هيرجع من السفر امتى
رفعت أحد حاجبيها ورددت بتعجب:
- أنت لحقت تزهق مني ولا ايه، جوزي هيرجع كمان اسبوع ولغاية ما يرجع أنا قاعدة فوق دماغك
ضحك وهز رأسه ليوضح القصد من تلك الكلمات:
- مش قصدي يا بنتي أنتي في بيتك وبعدين أنا ما صدقت بدل الوحدة اللي كنت عايش فيها
قطع حديثهم صوت ابنة شقيقته التي جاءت وهي تقول بعدم رضا:
- يلا يا خالو حرام عليك هموت من الجوع
نهض من مكانه واقترب منها قبل أن يحملها بين ذراعيه وهو يقول:
- حاضر يا سلمى يا قمر أنا جاهز أهو يلا بينا نتعشى
ثم نظر إلى شقيقته وردد:
- يلا بينا
أنت تقرأ
شــمــس إلــيــاس
Romanceحكمت عليه الحياة بالهرب بعيدًا قبل أن يلقى حتفه رغم أنه طفل صغير وعمره تخطى العقد الأول بأيام قليلة، ظن أن هروبه سيجعله وحيدًا في هذا العالم بعد أن فقد الجميع ولكن يشاء القدر أن تكون هي في طريقه، على الرغم من أنها لم تُكمل أسبوعًا واحدًا من مولدها إ...