الفصل العاشر
بقلم عبدالرحمن الرداد
**********************************************
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أيَعجِزُ أحَدُكم أنْ يَكسِبَ كُلَّ يَومٍ ألْفَ حَسَنةٍ؟ فقال رَجُلٌ مِن جُلَسائِهِ: كيف يَكسِبُ أحَدُنا ألْفَ حَسَنةٍ؟ قال: يُسبِّحُ مِئةَ تَسبيحةٍ؛ تُكتَبُ له ألْفُ حَسَنةٍ، أو يُحَطُّ عنه ألْفُ خَطيئةٍ)
**********************************************فرك كفيه بتوتر قبل أن يجيب على سؤاله:
- أنا بردو معاك في ده، محدش قال إني هخطبها وبعدين اتجوزها بعد السنين دي كلها، الحمدلله بابا جايبلي شقة ومجهزها كلها ومفيش حاجة ناقصاني غير نيرة بسضحك ومال إلى الأمام وهو يقول بسخرية:
- بابا؟! قولتلي بقى، وبابا اللي هيصرف عليك أنت ومراتك يا حبيبي؟
زاغت عينيه في كل مكان بعد أن تملك الخوف منه ليتابع «يوسف» بجدية:
- أنا معنديش مشكلة والدك يجيبلك شقة ويجهزهالك، طبيعي الأب لازم يساعد ابنه بس المساعدة حاجة وإنك تبقى مسؤول من بيت حاجة تانية خالص، دلوقتي والدك ساعدك تمام بس فين المسؤولية اللي هتشيلها؟ لما سألتك قولتلي بابا جايب شقة ومجهزهالي وسكت، كنت مستني جملة وأنا هشتغل وهعمل كل اللي عليا علشان اخليها مش محتاجة أي حاجة والكلام ده لكن في الحقيقة أنت لسة عيل ومش قد إنك تفتح بيت وتشيل مسؤولية
وجه بصره إلى والده وتابع بجدية:
- سامحني يا أستاذ شريف على اللي بقوله بس ده الصح، هو فعلا لسة عيل ومش هيعرف يشيل مسؤولية وأنا متأكد من ده لأن أنا نفسي كنت في فترة زيه بالظبط كان كل حاجة والدي الله يرحمه جايبهالي ومش مخليني عايز حاجة والنتيجة إني طلعت عيل تافه مش عارف يعني ايه مسؤولية ومش عايز يعرف أصلا وكنت دائما اقول طب ما بابا مش مخليني محتاج حاجة اشتغل ليه وأوجع دماغي ما اعيش حياتي أحسن، أينعم فوقت من ده بس فوقت متأخر وأنا مش مستعد اسلم أختي لحد مش هيقدر يفتح بيت ولا يشيل مسؤوليةكانت تستمع هي من الداخل وعلى وجهها علامات الصدمة والحزن مما جعل «جودي» تقترب منها وهي تقول:
- أنا كنت عارفة إن يوسف مش هيسكت بس الصراحة هو زودها أوي
لم تتمالك نفسها وحضنت صديقتها لتبكي بصوت مسموع فهي لم تكن تتوقع أن يحدث ما حدث الآن.انتهى الحديث بينهم ورحل الابن ووالده بعد أن تم رفضه من قبل «يوسف» وما إن رحلا حتى نظرت «رباب» إلى ابنها وهتفت باعتراض:
- ليه يا يوسف كدا؟! أنا معاك إن كل اللي قولته صح لكن مش بالطريقة دي
اقترب من والدته وجلس أمامها ليقول بهدوء:
- ولا طريقة ولا حاجة يا ماما أنا كلمته بكل هدوء لكن هو اللي ردوده بتدل إنه عيل طايش مش فاهم حاجة وعايز يتجوز وهو ولا يعرف عن الجواز شيء فكان لازم أفوقه لنفسه بدل ما هو واخد مقلب كبير، بعمل معاه اللي محدش عمله معايا يمكن القلم ده يفوقه بدري شويةفي تلك اللحظة دلفت «نيرة» التي كانت الدموع تغرق وجهها وصرخت أمام وجهه قائلة:
- أنت ليه أناني وطماع كدا يا يوسف؟ يعني هو اختار يخش البيت من بابه فتقوم أنت تهينه بالطريقة دي؟ هو لو كان جاي يتقدم لجودي كنت عملت معاه كدا؟! أكيد لا لأن جودي أختك وهتخاف على مشاعرها لكن أنا ولا حاجة بالنسبة ليك
في تلك اللحظة تحدث «سهوة» باعتراض:
- ايه اللي بتقوليه ده يا نيرة احترمي نفسك
لم تستمع لجملة أخرى وركضت إلى غرفتها لتبكي بمفردها وقبل أن تتحرك شقيقتها خلفها توقف «يوسف» وأشار بيده ليوقفها ثم هتف بهدوء:
- سيبيها، هروحلها أنا
أنت تقرأ
شــمــس إلــيــاس
Romanceحكمت عليه الحياة بالهرب بعيدًا قبل أن يلقى حتفه رغم أنه طفل صغير وعمره تخطى العقد الأول بأيام قليلة، ظن أن هروبه سيجعله وحيدًا في هذا العالم بعد أن فقد الجميع ولكن يشاء القدر أن تكون هي في طريقه، على الرغم من أنها لم تُكمل أسبوعًا واحدًا من مولدها إ...