الجزء الثاني - الفصل السابع

2.3K 194 22
                                    

الفصل السابع
بقلم عبدالرحمن الرداد
**************************************
اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْبَرَصِ، وَالْجُنُونِ، وَالْجُذَامِ، وَمِنْ سَيِّئِ الأَسْقَامِ
**************************************
- استنى يا مولانا مفيش كتب كتاب
كانت تلك جملة «إلياس» التي جعلت الأنظار تتوجه إليه وبدأت الهمسات بين الجميع

- هو ده ابن هادي مرجان؟
- معقولة ده إلياس؟ اخيرا شوفناه
- هو مين ده؟
- ده إلياس ابن هادي رأفت مرجان اللي كان مختفي ورجع، شوفت صورته في التلفزيون لما رجع
- بس مكنتش اتخيل انه قمر كدا
- يابنتي إحنا فيه ايه ولا ايه خلينا نشوف وقف الجوازة ليه ده
- متستعجليش ادينا هنعرف

التفت «مرزوق» وتحرك خطوتين وهو يقول بتعجب:
- هو ايه اللي مفيش كتب كتاب؟ أنت اتجننت ولا ايه يا إلياس
نظر له بابتسامة واقترب منه حتى مال على أذنه وهتف بنبرة يسمعها هو فقط:
- بلاش قلة أدب يا عمي علشان مقلش منك قدام الحشد ده كله
ثم ابتعد وهتف بصوت مرتفع:
- زي ما قولت مفيش كتب كتاب لأن كل اللي سمعتوه غلط في غلط، وكرم عمره ما عمل كدا ولا هيعمل كدا والنهاردة جاي اثبت ده
انهى ما قاله وسار باتجاه «مريم» التي شعرت بالخوف الشديد وما إن وقف أمامها حتى فرد ذراعه وهو يقول:
- هاتي موبايلك يا مريم
ابتلعت غصة مريرة في حلقها وهتفت بخوف:
- عايز الموبايل ليه؟
نظر لها نظرة نارية وكرر طلبه:
- هاتي الموبايل، مش هكررها تاني
اخرجت هاتفها ووضعته بيده وهي ترتجف خوفًا وقبل أن يرحل هتفت بصوت خافت:
- استنى افتحهولك
التفت لها وردد بابتسامة:
- متقلقيش هعرف افتحه

في تلك اللحظة دلف «مراد» وبيده سماعة ضخمة تعمل بالبلوتوث وقام بوضعها في منتصف الحديقة قبل أن يقوم «إلياس» بربط الهاتف بها وبدأ بتشغيل التسجيلات الصوتية بين «مريم» وصديقتها:
- أنا عملت اللي قولتي عليه بس مصيبة أكبر ربنا يستر والموضوع ميتكشفش ويعرفوا إني اللي عملت كدا وكرم ملمسنيش، أنا مش وحشة بس والله فاض بيا وعايزاه يبصلي بقى بدل ما هو مش مديني وش كدا

- يابنتي متخافيش هيعرفوا منين المهم بس يجيب نتيجة

- جابت نتيجة وبابا هيكتب كتابنا بكرا بس أنا خايفة من رد فعل كرم

- يابنتي متخافيش، كرم طيب ومش هيعمل حاجة هو بس الجواز ده هيقربه ليكي وهيبقى في الأول مش طايقاك بس واحدة واحدة هيلين

جلس «إلياس» فوق السماعة وردد بابتسامة:
- دي الحقيقة ومن موبايلها نفسه
التفت ووجه بصره تجاهها وهتف:
- فتحتلك بيتي واعتبرتك اختي بس للأسف طلعتي بني آدمة مش كويسة، كنتي هتتسببي في خسارتي لابن عمي وأخويا بس ربنا فضحك قدام الكل وده أنا شايفه عقاب صعب بس أنتي اللي اختارتي الطريقة دي
نهض من مكانه وهتف بصوت مرتفع:
- اتفضلوا روحوا مفيش حاجة تانية خلاص
صمت لثانية ثم تابع بصوت أعلى:
- آه نسيت، بعد كدا أي قرار تاني هيتاخد مصيري في العيلة هيكون عن طريقي بمعنى إن والدي الله يرحمه كان كبير العيلة دي وأنا بعد ما رجعت هكمل مسيرته وهبقى كبير العيلة وصاحب القرار الأول هنا
لم يتحمل «مرزوق» ما يقوله وصرخ فيه بغضب:
- لا ده أنت اتجننت جنان رسمي يا إلياس، شكلك نسيت نفسك
تقدم بخطوات ثابتة تجاهه قبل أن يقول بثقة:
- كنت ناسي نفسي فعلا بس افتكرتها، مش علشان أنت نائب في مجلس الشعب وأكبر سنًا ده يديك الحق في إنك تاخد قرارات، بدل الهيصة دي اقعد ربي بنتك اللي معرفتش تربيها وبقولها قدام كل العيلة أهو أنا كبير العيلة دي والراجل يثبت عكس ده
ثم خفض صوته ومال على أذنه:
- ملف واحد من اللي معايا يدخلك حبل المشنقة بكرا من غير حتى محاكمة
شعر بالخوف من تهديده الصريح وسيطر الصمت على المكان قبل أن ينهض «كرم» من مكانه وهو يقول بسعادة:
- حبيب قلبي يا ابن عمي
حضن ابن عمه بقوة وربت على ظهره وهو يقول:
- كان عندك شك إني هسيبك ولا ايه، أخوك في ضهرك
ابتعد عنه وهتف بحب:
- ربنا يجعلك دايما في ضهري وأخويا يا إلياس

شــمــس إلــيــاسحيث تعيش القصص. اكتشف الآن