الفصل العاشر
بقلم عبدالرحمن الرداد*************************************
اللهم فاطر السماوات والأرض، عالم الغيب والشهادة، رب كل شيءٍ ومليكه، أشهد أن لا إله إلا أنت، أعوذ بك من شر نفسي، ومن شر الشيطان وشركه وأن اقترف على نفسي سوءًا أو أجره إلى مسلم
*************************************حمل «كرم» حقائب العصائر والمشروبات بيديه وعلى ظهره كان يرتدي الحقيبة التي كان بها الطعام وصعد إلى الحافلة الخاصة بالرحلات وما إن صعدها حتى فتح عينيه بصدمة مما شاهده.
كانت «دورا» تجلس وتتصفح هاتفها لكنها لاحظت من يقف أمامها وينظر إليها بشرود فرفعت رأسها لترى من لتفتح عينيها هي الأخرى بصدمة مما شاهدته، لم تتوقع أن تراه هنا الآن، ظلت تحدق به وهو يحدق بها لوقت طويل حتى جاء صوت «سما» من الخلف قائلة:
- ما توسع يا كرم أنت سادد الطريق يا أخي، واقف بتعمل ايه
التفت لها وترك ما بيده على أحد المقاعد ثم سحبها من معصمها إلى خارج الحافلة قبل أن يقول بتساؤل:
- ايه اللي جاب دورا
ابتسمت وعقدت ذراعيها أمام صدرها لتقول بحاجب مرتفع:
- أنا اللي خليتها تيجي وأقنعت بابا إني عايزاها معايا علشان تخرج من جو تعب مامتها
ارتسمت ابتسامة واسعة على وجهه ليقول بحب:
- بعشق أمك يا سما، وربنا جميلك ده مش هنساه ليكي خالص
ثم قبلها من رأسها وركض إلى داخل الحافلة بينما ضحكت هي على حالته ورددت بابتسامة:
- يلا قليل اللي بيوفق راسين في الحلال اليومين دول، صدقة على صحتنا***
دلفت إلى الغرفة «تهاني» الطفلة الصغيرة واقتربت من فراش «مراد» الذي كان غارقًا في النوم وتسلقته قبل أن تصفعه بقوة على وجهه ليقوم من نومه وقد سيطر الفزع عليه قائلًا:
- اااه أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
ضحكت الصغيرة لتقول بابتسامة مشرقة:
- أنا تهاني مث الثيطان
استيقظ من نومه واعتدل قليلا ليقول بعدم رضا وغضب:
- وأنتي تفرقي ايه عن الشياطين يا ولية أنتي، ايه الكشاف اللي ادتهولي على عيني ده؟! وبعدين فتحتي باب الأوضة إزاي يا أوزعة
ضحكت مرة أخرى لتجيب على سؤاله:
- أماني أختي فتحتلي الباب
فرك فروة رأسه وأردف بنبرة تحمل الغضب والتهديد:
- ااااه قولي بقى إنها أماني، ماشي يا أماني وربنا ما هعديهالك على خير
وضعت يدها الصغيرة على يده لتقول بحب:
- بليز مث تعمل لـ أماني حاجة
رفع أحد حاجبيه وأردف بسخرية:
- بليز؟! لا فوقي يا قطة أنتي مش تربية حواري أمريكا أنتي، وبعدين أنتي عارفة لو صحتيني بالطريقة دي تاني هعمل ايه؟
رفعت حاجبيها بعد أن عقدت ذراعيها أمام صدرها قائلة:
- هتعمل ايه بقى يا ملاد؟
أشار إلى حاملة الملابس الخاصة به وردد بنبرة تحمل التهديد:
- شايفة الشماعة اللي أنا معلق هدومي عليها دي؟! هعلقك من ودانك عليها ولا أقولك هعلقك في البلكونة مكان البصل وكل اللي معدي يحدفك بالطوب
لوت ثغرها بحزن ورددت بنبرة طفولية:
- كدا يا ملاد؟! أهون عليك بلدو؟
لوى ثغره هو الآخر ليمثل طريقتها ومال برأسه تجاهها ليقول:
- بعد الكشاف اللي خدته على عيني ده آه تهوني عليا الصراحة
ثم ابتسم وقد خطر في باله خطة للإنتقام من ابنة خالته ليقول بخبث:
- بس عندي استعداد اسامحك بس بشرط
- ثلط ايه؟
اتسعت ابتسامته وقال بهدوء:
- عايزك تجيبي الكبريت وتستني أما أماني تقعد وتولعي فيها، اقصد تولعي في حتة من هدومها
رفعت حاجبيها وقالت بجدية:
- ولو ولعت فيها هتحبني ومث هتعلقني؟
هز رأسه بالإيجاب وأردف على الفور:
- هحبك؟ ده أنا هعشقك ومش بعيد اخليكي تضربيني على وشي كل يوم، يلا روحي نفذي يا بطلة، أنا عايز أماني تطلع تجري في الشقة وهي بتولع
ضحكت الصغيرة ونزت من فراشه وهي تقول بسعادة:
- ماثي
أنت تقرأ
شــمــس إلــيــاس
רומנטיקהحكمت عليه الحياة بالهرب بعيدًا قبل أن يلقى حتفه رغم أنه طفل صغير وعمره تخطى العقد الأول بأيام قليلة، ظن أن هروبه سيجعله وحيدًا في هذا العالم بعد أن فقد الجميع ولكن يشاء القدر أن تكون هي في طريقه، على الرغم من أنها لم تُكمل أسبوعًا واحدًا من مولدها إ...