الفصل العشرون - سفراء الظلام

195 18 1
                                    

الفصل العشرون
عبدالرحمن الرداد

- آآآه
حاولت كتم صوتها حتى لا يستيقظ زوجها ونهضت من مكانها لتسير في الغرفة بتعب شديد. زاد العرق على وجهها بشدة ولم تعد تتحمل الألم أكثر من ذلك مما جعلها تقترب من الفراش وتربت على كتفه وهي تقول بألم شديد:
- إلياس الحقني
فاق من نومه ليجدها على هذا الحال. انتفض على الفور وقال بنبرة تحمل الخوف والقلق:
- مالك يا حبيبتي؟
حركت رأسها بتألم وسندت ظهرها على الوسادة وهي تقول بألم شديد:
- شكلي بولد يا إلياس، شكلي بولد

شعر بالصدمة ووقف في الحال ليتحرك في الغرفة بسرعة كبيرة بعد أن سيطر التوتر عليه بالكامل. ظل ينظر حوله ليجد حل لكن مع صراخها انتفض وقال على الفور:
- تعالي أساعدك تلبسي، لازم نروح المستشفى حالا
بالفعل ركض صوب خزانة الملابس وأخرج ملابسها قبل أن يقترب منها ويساعدها على ارتدائها.

انتهى أخيرا وحملها بين ذراعيه وركض إلى الأسفل لتظهر «سارة» أمامه وهي تقول:
- خير يا باشمهندس؟ حصل ايه
تحرك دون أن ينظر لها إلى الباب وهو يقول:
- إيلين بتولد يا سارة، افتحي الباب بسرعة
ركضت وفتحت الباب وما إن خرج حتى قال:
- خليكي هنا ولو احتاجتك هبعتلك السواق بالعربية
- تمام تمام، ترجعوا بالسلامة إن شاء الله

فتح باب السيارة ووضعها بالداخل ثم التف بسرعة واستقل المقعد الأمامي خلف المقود وقاد السيارة بسرعة كبيرة. كان يحاول تهدئتها من حين إلى آخر أثناء الطريق وأمسك هاتفه ليجد اتصال من صديقه الذي ما إن أجاب حتى قال:
- الحمدلله إنك صاحي كنت عـ...
قاطعه «إلياس» الذي قال على الفور بنبرة تحمل القلق:
- إيلين بتولد يا مراد ورايح بيها على المستشفى حالا
انتفض من مكانه وقال بصدمة:
- ايه؟ بتولد طب اقفل اقفل أنا هجيلك حالا ومتنساش تبعت عنوانها في رسالة
- تمام

دلف «مراد» إلى غرفته وتحرك بسرعة مما أيقظ «سما» التي قالت بتعجب:
- مراد؟ ايه اللي مصحيك دلوقتي؟
فتح خزانة ملابسه وأردف بجدية:
- مكانش جايلي نوم وقولت بما إن الفجر قرب يأذن أكلم إلياس ننزل نصلي مع بعض لقيته بيقولي إيلين بتولد ورايح بيها على المستشفى
نهضت هي الأخرى من مكانها بعد أن تفاجأت بما قال وأردفت بجدية:
- طيب أنا جاية معاك، هغير هدومي بسرعة ونتحرك مع بعض
- تمام بسرعة

وصل «إلياس» إلى المستشفى وترجل من سيارته قبل أن يلتف ويفتح باب السيارة ليحمل زوجته وهو يقول:
- معلش استحملي يا حبيبتي هانت
تألمت بشدة وقالت:
- آآآه مش قادرة يا إلياس
تحرك بها إلى الداخل بسرعة وهو يقول بهدوء:
- هتبقي بخير يا إيلين إن شاء الله، وصلنا خلاص أهو
وصل إلى الداخل وصرخ بصوت مرتفع:
- عايز حد بسرعة مراتي بتولد
ركضت إحدى الممرضات تجاهه ورددت بجدية:
- لحظة حضرتك
جلبت عربة ووضع «إلياس» صغيرته فوقها لتقول الممرضة:
- بلغت الدكتورة وهي بتجهز حالا وزمايلي بيجهزوا غرفة العمليات، استأذنك تسيبها
ترك العربة ودفعتها الممرضة إلى الداخل حيث غرفة العمليات وكان هو يسير بجوارها وهو يمسك بيدها كي يبث الطمأنينة بداخلها.

شــمــس إلــيــاسحيث تعيش القصص. اكتشف الآن