الجزء الثاني - الفصل الثامن

2.2K 187 21
                                    

الفصل الثامن
بقلم عبدالرحمن الرداد
**************************************
رويَ عن أبي بكرٍ الصديق رضي الله عنه: "أنَّهُ قالَ لِرَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: عَلِّمْنِي دُعَاءً أدْعُو به في صَلَاتِي، قالَ: قُلْ: اللَّهُمَّ إنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي ظُلْمًا كَثِيرًا، ولَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إلَّا أنْتَ، فَاغْفِرْ لي مَغْفِرَةً مِن عِندِكَ، وارْحَمْنِي إنَّكَ أنْتَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ"
**************************************
وقف أمام المرآة بعد أن ارتدى البنطال مع قميصه الأبيض وضيق ما بين حاجبيه ليقول بحيرة:
- أنا مش بعرف اربط الكرفتة!
جاءت هي من خلفه وقامت بلف ربطة العنق حول رقبته وهتفت بابتسامة:
- دي بقى عمرها ما تفوتني يا ليسو، اتفرجت على عشر فيديوهات علشان اتعلم وفضلت اجرب بليل قبل ما أنام لغاية ما نجحت معايا
ابتسم لها ووقف على مقربة منها باستسلام لتقوم هي بربطها، كان ينظر لها بابتسامة لا يعرف مصدرها فهو سابقًا كان يساعدها على ارتداء ملابسها عندما كانت طفلة رضيعة أما الآن فهي التي تساعده في ارتداء بدلته. انتهت أخيرا ورفعت بصرها لتجده ينظر إليها بشرود فهتفت بإحراج:
- بتبصلي كدا ليه
أمسك بكف يدها الأيمن ورفعه ليقبله قبل أن يقول بحب:
- ربنا يخليكي ليا يا إيلين وميحرمنيش منك أبدا
قبضت بيدها الأخرى على يده وهتفت بحب:
- ولا يحرمك مني، أنت كل حياتي أصلا يعني أنا من غيرك مفيش، يلا عايزاك كدا تولع الدنيا في البرزنتيشن علشان هتطلع على التلفزيون
لفت يديها حول رقبته ليقول هو بابتسامة:
- أنا مسمعلك كل اللي هقوله امبارح تسع مرات متقلقيش هكسر الدنيا إن شاء الله، خشي البسي يلا علشان منتأخرش
حركت رأسها بالإيجاب ورحلت ليتابع هو ارتداء ملابسه. وضع عطره المفضل بعد أن قام بترتيب شعره ثم ارتدى سترته الأخيرة ونظر إلى نفسه بالمرآة بتفحص قبل أن يقول بهدوء:
- بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم

انطلق إلى الأسفل وما إن وصل حتى خرج «مراد» من غرفته وردد بابتسامة:
- يا واد يا شيك، عريس يا اخواتي
نظر له «إلياس» وقال ضاحكًا:
- وربنا أنت اللي شيك ربطت الكرفتة إزاي
عدل من سترته وقال بتفاخر:
- عيب عليك يا باشا، كام فيديو يوتيوب وجبت الربطة في شوال زي ما أنت شايف
في تلك اللحظة دلف «كرم» إلى داخل الفيلا وكان يرتدي مثلهما وهتف بجدية:
- ها يا جدعان جاهزين؟ يلا مفيش وقت يادوب نلحق نوصل علشان الميعاد والقنوات
التفت إليه «إلياس» وردد بجدية:
- متقلقش عشر دقايق وهنتحرك، إيلين بتلبس بس ونازلة اومال فين سما؟
دلفت «سما» في تلك اللحظة ورددت بهدوء:
- أنا أهو يا إلياس
وما إن اقتربت حتى تابعت:
- أنا مرعوبة رعب محستش بيه من ساعة امتحانات ثانوية عامة، الموضوع مخيف أوي في وسط وجود قنوات التلفزيون وكمان لو حد اخترق البرنامج حرفيا هنضيع من قبل ما نبدأ شغل أصلا
هنا ردد «مراد» بابتسامة:
- متقلقيش الدنيا هتبقى بخير إن شاء الله وإحنا عملنا اللي علينا وتعبنا وربنا هيكرمنا إن شاء الله
أكد «إلياس» على ما قاله صديقه:
- فعلا إحنا سهرنا وتعبنا وعملنا كذا اختبار للبرنامج أما عن البرزنتيشن فأنا هقول معظم المميزات وأنتي يا سما هتتكلمي بالكتير أوي خمس دقايق يعني متخافيش من أي حاجة
حركت رأسها بالإيجاب وهتفت بتوتر:
- ربنا يستر
انتهت «إيلين» من ارتداء ملابسها ونزلت الدرج لتخرج معهم إلى الخارج وانطلقوا جميعهم إلى مقر الشركة بواسطة سيارة «إلياس» و «كرم».

شــمــس إلــيــاسحيث تعيش القصص. اكتشف الآن