الفصل الخامس عشر (الأخير)

3.7K 243 81
                                    

الفصل الخامس عشر (الأخير)
بقلم عبدالرحمن الرداد
*************************************
النهاية ما هي إلا بداية جديدة
*************************************

تبعته «إيلين» التي ترجلت من السيارة وسارت تجاه «إلياس» قبل أن تمسك بذراعه. انتقل بصر «كرم» إليها قبل أن تجحظ عيناه بصدمة ليقول بعدم تصديق:
- دورا؟
ضيقت ما بين حاجبيها بعدم فهم بينما شعر «إلياس» بوجود شيء ما لذلك غير مجرى الحديث وأردف بابتسامة:
- اعرفك بإيلين مراتي، إحنا كتبنا الكتاب بس لسة متجوزناش ولا عملنا فرح
رسم ابتسامة على وجهه وردد بهدوء:
- ألف مبروك يا ابن عمي، ربنا يتمم على خير إن شاء الله
ربت على كتفه ليقول بابتسامة:
- الله يبارك فيك
في تلك اللحظة تقدمت «سما» التي رددت بابتسامة:
- مش معقولة يا إلياس أول ما اشوفك تكون خناقة بينا
ضحك «إلياس» وردد مازحًا:
- أنا كل ما افتكر الخناقة دي اضحك والله، اديني جبت معايا مراد اللي مسكتي في خناقه

على الجانب الآخر كان يجلس «مراد» في السيارة يتابع من بعيد ما يحدث وأثناء متابعته وجدها تتقدم تجاه صديقه فضيق ما بين حاجبيه وحاول التركيز وهو يقول بتعجب:
- ايه ده هي دي سما ولا أنا بيتهيألي؟ وه دي هي فعلا، يلاهوي لو اللي في بالي صح
في تلك اللحظة ترجل من السيارة وسار تجاههم بتردد ليلتفت «إلياس» قائلًا:
- أهو ياريتنا جيبنا سيرة مليون جنيه
وصل «مراد» إليهم وبدل نظراته بينهما ليقول بصدمة:
- اوعوا تقولوا إنكم ولاد عم إلياس؟!
ضحك «كرم» وأردف بابتسامة:
- لا هنقول يا باشا، نحن كذلك شوفت الصدف
بينما قالت «سما» ضاحكة:
- مش معقولة والله الصدفة دي، نورت الإسكندرية ياعم مراد، اوعى تكون لسة زعلان من اللي حصل امبارح
رفع كتفيه وقال بابتسامة:
- لا زعلان ايه ما إحنا اتصالحنا خلاص

في تلك اللحظة اقترب «سليم» منهم وهتف بنبرة تحمل التكبر:
- ما توسع أنت واختك يا كرم خلونا نتكلم مع الوافد الجديد
هنا انتبه «إلياس» له وتقدم خطوتين تجاهه قبل أن يقول بابتسامة ساخرة:
- لا وأنت الصادق يا سليم وافد قديم رجع بيته مش جديد، ده مش أول لقاء بينا، فاكر أول لقاء كان فين؟
عبثت ملامحه ووضع يده على رقبته وهو يتذكر ما فعله معه في القاهرة.

"قــبــل أســبــوعــيــن"

لم يستطع «إلياس» تمالك غضبه واندفع تجاهه كالأسد الذي وجد فريسته، قبض بيده اليمنى على رقبته ودفعه بقوة إلى الخلف وهو يقول بتهديد صريح:
- الأشكال اللي تقرف دي ممكن تدفنك مكانك ومحدش هيقدر يدافع عنك حتى أبوك اللي واقف قصادك ده، والمنطقة اللي بتقول عليها زبالة دي ممكن متخرجش منها تاني ولو خرجت مش هتبقى خارج على رجلك فاحترم نفسك ومتقولش كلام أنت مش قده، امين؟
هنا اقترب «مراد» على الفور وحاول الفض بينهما وهو يقول:
- فيه ايه يا إلياس اهدى وسيبه دول بردو ضيوف في منطقتنا
رمقه هذا الشاب بخوف شديد بينما اقترب والده ليقول بأسف واضح:
- أنا آسف يابني، سيبه معلش
نظر له بابتسامة واسعة وردد بإصرار شديد:
- مش هسيبه يمشي على رجله غير لما يتأسف على اللي قاله
هنا صاح هذا الشاب بغضب:
- أنت شكلك اتجننت اتأسف لمين!
شدد من قبضته على رقبته وهدر فيه بصوت غاضب:
- اقسم بالله لو ما اتأسفت على اللي قولته ما هسيبك تمشي على رجلك
حاول «مراد» التدخل إلا أن «إلياس» هتف بصوت مرتفع:
- استنى أنت يا مراد
لم يجد هذا الشاب مفر من يديه فهو في منطقة مشبوهة كما يشبهها هو ويجب عليه فعل ما بوسعه ليخرج سالمًا من هنا لذلك هز رأسه وقال بصوت مبحوح:
- أنا آسف
وضع يده اليسرى خلف أذنه وردد بتساؤل:
- قول تاني كدا بتقول ايه؟ سمعني
عاد جملته مرة أخرى بهدوء:
- أنا آسف
هنا تركه «إلياس» فرحل على الفور هو ووالده من أمامه ليبقى هو يتابعهما بنظراته النارية فوجودهما الآن اشعل بداخله نار الانتقام، الانتقام لماضيه الذي كان أشبه بالجحيم.

شــمــس إلــيــاسحيث تعيش القصص. اكتشف الآن