الفصل الثاني والثالث
عبدالرحمن الردادالفصل الثاني
بقلم عبدالرحمن الرداد
______________________________________
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (عَجَبًا لأَمْرِ المُؤْمِنِ، إنَّ أمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ، وليسَ ذاكَ لأَحَدٍ إلَّا لِلْمُؤْمِنِ، إنْ أصابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ، فَكانَ خَيْرًا له، وإنْ أصابَتْهُ ضَرَّاءُ، صَبَرَ فَكانَ خَيْرًا له).
______________________________________كان يقف في مواجهة «زين» الذي لم يعرف كيف سينتهي هذا الموقف بينما عجز «رماح» عن التفكير لكن أصوات الجميع من حوله جعلته يتخذ قراره وهو مواجهة صديقه حتى لا يتم كشف أمرهما. نظر إلى صديقه واقترب منه قبل أن يلكمه بقوة في وجهه بينما تعجب «زين» من تقمصه لهذا الدور بهذه الطريقة فمن الممكن أن يضربه برفق وليس بهذه القوة لذلك قرر الدفاع عن نفسه ومواجهته بنفس القوة.
اعتدل واقترب منه بهدوء قبل أن يلكمه في وجهه هو الآخر ولم يكتفي بذلك بل قفز وركله بقدميه بقوة ليسقط أرضًا. تألم «رماح» ونهض من مكانه بعد أن سيطر الغضب عليه بالكامل فهو قد أصبح كالذي لا يرى أمامه شيء، نسي صداقتهما وكل شيء بينهما لتسيطر الطاقة السلبية عليه مما جعلت منه وحشًا لا يعرف الإنسانية.
اقترب من «زين» الذي حاول لكمه مرة أخرى لكنه أمسك بيده وبيده الأخرى لكمه في وجهه وتقدم خطوة ليضرب بطنه بركبته، لم يكتفي بذلك بل ضرب على ظهره بقوة ليسقط أرضًا. تألم «زين» كثيرًا وتشوشت الرؤية بالنسبة له لكن «رماح» لم يكتفي وكأنه وجد أخيرًا من يفرغ فيه غضبه؛ لذلك اقترب منه وظل يركل بطنه بقوة حتى خرجت الدماء من فمه.
في تلك اللحظة اقترب منه عدة أشخاص ليمنعوه من قتله وردد القائد بغضب:
- أنت اتجننت أنت كدا هتموتهنظر إليه «رماح» وردد بغضب واضح:
- ولما ترموه في الصحراء كدا مش بتموتوه؟تقدم القائد وصرخ في وجهه:
- دي القواعد هنا ولا مش عاجبك؟فضل الصمت حتى تنجح المهمة بينما تقدم رجلين وسحبا «زين» من ذراعيه إلى الخارج.
هنا صاح القائد بصوت مرتفع:
- دلوقتي اجهزوا علشان هنسلم السلاح كمان نص ساعة بالظبط***
- بس سعادتك هل فيه إدانة له؟ أنا اللي سمعته عن القضية دي إن اللي اخترق كان بغرض يفضح ناس فاسدة، يعني حتى لو له علاقة بالقضية فهو مش مُدان
قالها «يوسف» للواء «ايمن» بعد أن سمع اسمه فاعتدل في جلسته ومال إلى الأمام وهو يقول بتوضيح:
- مش مسموح تعرف حاجة دلوقتي غير إني عايزك تعرف هو اللي كان ورا القضية دي ولا لا، مطلوب منك تتعرف عليه أنت والمقدم طيف والباقي عندك في الملف، فرحه بعد يومين علشان كدا بكرا تبدأ تنفذنهض من مكانه ونظر إليه وهو يقول بجدية:
- تمام يا قائد اعتبر كل حاجة خلصت***
أنت تقرأ
شــمــس إلــيــاس
Romanceحكمت عليه الحياة بالهرب بعيدًا قبل أن يلقى حتفه رغم أنه طفل صغير وعمره تخطى العقد الأول بأيام قليلة، ظن أن هروبه سيجعله وحيدًا في هذا العالم بعد أن فقد الجميع ولكن يشاء القدر أن تكون هي في طريقه، على الرغم من أنها لم تُكمل أسبوعًا واحدًا من مولدها إ...