الفصل السادس
بقلم عبدالرحمن الرداد
**************************************
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (كَلِمَتانِ حَبِيبَتانِ إلى الرَّحْمَنِ، خَفِيفَتانِ علَى اللِّسانِ، ثَقِيلَتانِ في المِيزانِ: سُبْحانَ اللَّهِ وبِحَمْدِهِ، سُبْحانَ اللَّهِ العَظِيمِ)
**************************************في تلك الأثناء خرج «إلياس» على الفور من سيارته وردد بصدمة:
- أنت بتعمل ايه يا كرم؟ أنت اتجننت علشان تتهجم على بنت عمك؟
اعتدل «كرم» ورفع يديه في الهواء وهو يقول:
- أنا معملتش حاجة يا إلياس دي هي اللي خدت موبايلي وقطعت هدومها
هنا صرخت في وجهه وقالت لتكدبه:
- حرام عليك تعمل كدا في بنت عمك، أنا خدت الموبايل لما قطعت هدومي وكنت عايز تصورني
اتسعت حدقتاه وردد بصدمة:
- أنتي إزاي كدا؟
ثم نظر لـ إلياس وردد بتوتر:
- متصدقهاش يا إلياس أنت الوحيد اللي عارف إني مش كدا، والله هي اللي قربت مني وعملت كدا
لوى ثغره وردد بأسف:
- ما هي المشكلة إني أعرف إنك مش الشخص ده لكن للأسف شوفت بعيني يا كرم، كويس إننا وصلنا في الوقت المناسب
- يا إلياس متصدقهاش
ثم نظر إلى شقيقته التي كانت تتابع ما يحدث بصدمة وردد:
- تصدقي إني ممكن اعمل ده يا سما؟
لم تستطع التحدث وظلت موجهة بصرها تجاه «مريم» التي كانت تضم كلتا يديها إلى صدرها لتداري ما أصابها من عري بينما تحدث«إلياس» ليقول:
- خديها يا إيلين أنتي وسما ودخلوها جوا ولبسوها حاجة
نفذوا ما قاله وما إن دلفوا حتى اقترب «إلياس» منه وأمسك بياقة قميصه ليقول بغضب:
- أما أنت بقى فغور مش عايز اشوف وشك، باين كدا العيلة كلها واحد ومفيش حد نضيف
نظر إليه بحزن ليقول:
- حاضر يا إلياس هغور من وشك بس عايز اقولك إني بعتبرك أخويا وصاحبي لأني معنديش صحاب خالص ورجوعك ده كان زي النجدة ليا، أنت صاحبي الوحيد وكان المفروض تصدقني
ترك قميصه ونظر له بتحدي ليقول بغضب:
- كنت هصدقك لو مشوفتش بعيني لأني عمري ما اصدق إنك تعمل كدا لكن مينفعش اكدب عيني واصدقك
حرك رأسه بحزن ليوضح تفهمه لما يقول واستقل سيارته التي تحركت على الفور وخرجت إلى الطريق.اقترب «مراد» من صديقه وهتف بنبرة هادئة:
- كرم مش كدا يا إلياس
نظر له ليواجهه وقال بانفعال:
- يعني بنت عمي اللي كدا؟
نظر إلى الأسفل للحظات قبل أن يواجهه:
- مقصدش بس متحكمش على مشهد شوفته في نهايته، أنت شوفته مايل عليها وهدومها مقطعة وموبايله كان في اديها، ايه اللي أكدلك إن مش هي اللي خطفت الموبايل وقطعت هدومها ورمت نفسها على الأرض لما لقتنا داخلين، خدت الموبايل علشان يميل عليها وياخده ويكون في الوضع ده، أنت نسيت إنه حكالك قبل كدا إنها بتحاول تقرب منه بس هو مش بيفكر فيها؟
صمت للحظات لكي يفكر في الأمر ليقول بحيرة:
- أنت عندك حق بس بردو اللي بتقوله مش أكيد وده يخليني بردو مصدقهوش، مش علشان بتحبه وعايزاه يبقى تعمل كدا! مريم مش النوع ده من البنات زي ما كرم مش النوع ده، أنا هعرف مين صادق ومين كذاب
أنت تقرأ
شــمــس إلــيــاس
Lãng mạnحكمت عليه الحياة بالهرب بعيدًا قبل أن يلقى حتفه رغم أنه طفل صغير وعمره تخطى العقد الأول بأيام قليلة، ظن أن هروبه سيجعله وحيدًا في هذا العالم بعد أن فقد الجميع ولكن يشاء القدر أن تكون هي في طريقه، على الرغم من أنها لم تُكمل أسبوعًا واحدًا من مولدها إ...