الفصل الرابع

3.8K 270 51
                                    

الفصل الرابع
بقلم عبدالرحمن أحمد الرداد
*************************************
اللهم فاطر السماوات والأرض، عالم الغيب والشهادة، رب كل شيءٍ ومليكه، أشهد أن لا إله إلا أنت، أعوذ بك من شر نفسي، ومن شر الشيطان وشركه وأن اقترف على نفسي سوءًا أو أجره إلى مسلم
*************************************

ظلت تتابع التلفاز لوقت قليل قبل أن تنظر إليه وتقول:
- سرحان في ايه؟
لم يرد عليها بسبب شروده فلوحت أمام وجهه وهي تقول بابتسامة:
- ايه أنت
انتبه لها فتابعت بتساؤل:
- مالك سرحان في ايه
ابتسم وحاول اخفاء الأمر الذي يشغل حيز كبير من تفكيره ليقول:
- مفيش بس ساعات كدا بسرح في الماضي
رفعت أحد حاجبيها لتقول بعدم رضا:
- الماضي اللي مش عايز تحكيلي عنه!
هز رأسه بالإيجاب قائلًا بجدية واضحة:
- أيوة هو وبعدين قولتلك هقولك بعد الثانوية، هي السنة دي وهقولك على كل حاجة متتسرعيش
هزت رأسها بالإيجاب ثم نظرت إلى شاشة التلفاز قبل أن تعود ببصرها إليه مرة أخرى قائلة:
- هو أنا ممكن اطلب منك طلب؟
انتبه لها وقال بثقة كبيرة:
- لو طلبتي عيني هدهالك
ابتسمت ورددت بهدوء يعبر عن حبها وامتنانها:
- تسلم عينك
ثم صمتت للحظات قبل أن تطلب طلبها هذا الذي ذكرته:
- عايزاك تفسحني برا المنطقة، أنا آخر حاجة وصلتلها الشارع من برا، حرفيا مشوفتش معالم القاهرة خالص وكل ما أقولك ترفض ومش راضي توضح سبب الرفض
التقط نفس طويل فكر فيه على رد مُقنع لها لكنه لم يجد أفضل من قول الحقيقة التي يخشاها كثيرًا:
- علشان برا فيه وحوش مش بني ادمين، الوحوش دي هم السبب في المكان اللي احنا فيه دلوقتي، يبانوا بشر عادي لكنهم مستنيين اللحظة اللي هيفترسوا فيها غيرهم
رفعت كتفيها ورددت باستياء شديد:
- ماله المكان اللي إحنا فيه ما هو حلو أهو وبعدين زي ما فيه وحشين فيه كويسين
أطلق زفير طويل قبل أن يُغلق عينيه هربًا من ذكريات الماضي المؤلمة ثم نظر إليها وقال بهدوء:
- المكان اللي إحنا فيه مش وحش ومش قصدي اللي فهمتيه، اقصد كنا ممكن نعيش حياة تانية مع الناس اللي بنحبهم وبيحبونا لكن الوحوش دول حرمونا منهم، دلوقتي الناس بتعامل بعضها بغرض المصالح مش علشان يبقى فيه ود ومحبة بينهم، لو المصلحة دي متمتش هشوف المصلحة من غيرك، خايف الماضي يصدمنا لو خرجنا من هنا، صدقيني أنا نفسي أخليكي تلفي القاهرة كلها بس مش مستعد اخسرك، المكان ده أحسن ما فيه إنه منعزل عن العالم، أنا مكملتش تعليمي علشان محدش يوصلي من الماضي، وعلى الرغم من ده كنت بذاكر مع ياسر المواد بتاعته وكنت بخليه يفهمني لغاية ما بقيت شاطر جدا وكنت بساعده وقت امتحاناته لكن أنا يادوب بتعلم، كل حاجة ليها بديل، خلينا كدا لغاية ما يجد جديد

لاحظت من حديثه غموض كبير وأسرار كثيرة لكنها كلما سألت عن هذا الماضي يُخبرها أنه سيخبرها بعد انتهاء تلك السنة الدراسية لذلك قررت الصمت بينما لاحظ هو حزنها فأغلق عينيه وردد داخله:
- أنفذ اللي ناوي أعمله وساعتها هعملك كل اللي عايزاه وبتتمنيه يا إيلين، أوعدك إني أعوضك

شــمــس إلــيــاسحيث تعيش القصص. اكتشف الآن