الفصل الثالث عشر
بقلم عبدالرحمن الرداد*************************************
اللهم إنا نسألك زيادة في الأيمان وبركة في العمر وصحة في الجسد وسعة في الرزق وتوبة قبل الموت وشهادة عند الموت ومغفرة بعد الموت وعفواً عند الحساب وأماناً من العذاب ونصيباً من الجنة وارزقنا النظر إلى وجهك الكريم.
************************************وصلوا أخيرا إلى المنزل لكنهم توقفوا بعد ما شاهدوه. كانت سيارة سوداء تسد مدخل الحارة في بدايتها وأمامها ثلاثة من رجال الحماية. ضيق «إلياس» ما بين حاجبيه وسحب «إيلين» ليجعلها خلفه بعد أن شعر بوجود شيء غريب، تقدموا بصورة طبيعية إلى داخل الحارة حيث منزلهم وفجأة صاح أحد المارة قائلًا:
- مش تقول يا إلياس إنك مهم كدا
نظر له بعدم فهم وتابع سيره إلى منزله الذي كانت تقف أمامه سيارة سوداء أخرى، في تلك اللحظة خرج «مرزوق» من السيارة وردد بابتسامة:
- يااااه يا إلياس، مين كان يصدق إن بعد السنين دي كلها نتقابل مرة تانية؟!
نظر «إلياس» إلى صغيرته وردد بهدوء:
- اطلعي فوق يا إيلين وأنا شوية وجاي
نظرت «إيلين» إلى هذا الغريب قبل أن تقول بتساؤل:
- مين ده يا إلياس ويعرفك منين
لم يتمالك أعصابه وردد بغضب:
- بقولك اطلعي يا إيلين ومتسأليش كتير، ممكن ولا لا؟!
شعرت بالحزن لما قاله وهزت رأسها بالإيجاب قبل أن تتجه إلى الأعلى وخلفها «كريمة» بينما توجه «مراد» إلى «إلياس» وقال بجدية:
- أنا معاك يا صاحبي
ابتسم وربت على كتفه قبل أن يلتفت إلى عمه لينظر إلى وجهه بتحدي قائلًا:
- تفتكر اللقاء ده كان صدفة ولا من تخطيط حد
ضيق ما بين حاجبيه ليقول بعدم فهم:
- مش فاهم قصدك
ابتسم وتقدم خطوة تجاهه ليقول:
- اقصد إنكم معرفتوش إني موجود غير بعد موت ياسر
مثل عدم فهمه وردد بحيرة مزيفة:
- أنا مش فاهم حاجة يا إلياس، كل الحكاية إني عرفت بوجودك من ظابط اعرفه في القاهرة كان بيحقق في قضية واكتشف إنك هنا بالصدفة وبعدين ده لقائك بعمك بعد السنين دي كلها؟! فين الحضن
ضحك بسخرية من كلمته الأخيرة وأردف:
- صدقني دي آخر حاجة ممكن افكر فيها، خلينا من بعيد لبعيد احسن يا مرزوق باشا، ما شاء الله شايفك مهم
اقترب منه خطوة حتى أصبح مواجهًا له ليقول بجدية:
- أنا عضو مجلس الشعب ده غير إني رجل أعمال ناجح جدا، أي حد من عيلة مرجان مهم، أنت نفسك مهم يا إلياس، ده أبوك الله يرحـ...
في تلك اللحظة تبدلت تعابير وجهه للغضب ورفع إصبعه في وجهه ليقول بنبرة تحمل التهديد:
- سيرة أبويا متجيش على لسانك، اعتبره تهديد اعتبره تحذير اعتبره زي ما تعتبره، امين؟
رفع كتفيه ليقول بعدم رضا:
- مالك يا إلياس؟ أنت بتشيلنا ذنب مش ذنبنا ليه؟ مش أنت اللي هربت وأنت صغير، بص أنا مش هجيب سيرة الماضي ولا عايز افتكر اللي حصل، أنا جايلك علشان اقول إنك من عيلة مرجان وليك مكانة وإلياس هادي رأفت مرجان ميقعدش في منطقة زي دي، مكانك في قصر مش شقة في بيت قديم ومنطقة معدومة بالشكل ده
ابتسم بعد أن عقد ذراعيه أمام صدره ليقول بسخرية:
- المنطقة المعدومة دي هي اللي عملتني راجل وخلتني اشيل مسؤولية، البيت القديم ده عيشت فيه ذكريات كتير حلوة وصاحبت فيه صاحب جدع وسندي دلوقتي وأكتر من أخ، المنطقة دي عرفت فيها ناس جدعة بجد وكل همها تعيش يومها وترضي ربنا مش بيخططوا من ورا الواحد علشان يؤذوه، أنا هنا راضي ومبسوط
رسم ابتسامة مزيفة على وجهه ليقول بحب مصطنع:
- يا إلياس أنت زي ابني هاني، لو مش بعتبرك كدا مكنتش جيت هنا ولا وقفت اتكلم معاك دلوقتي، على فكرة القصر اللي هتقعد فيه ده بتاع والدك الله يرحمه يعني بتاعك أنت مش فلوسي أنا ولا فلوس حد من أعمامك علشان تبقى مقرر بجد وكمان فيه حاجة
التفت وأشار بيده ليخرج شخص من سيارته وكان يحمل حقيبة، تقدم هذا الرجل وصافح «إلياس» ليقول بابتسامة:
- محمود البدري المحامي الخاص بوالدك الله يرحمه، الصراحة قبل وفاه والدك بفترة كتبلك القصر والشركة وحط مبلغ كبير في حسابك في البنك لكن الشركة للأسف مع الوقت وقعت واتقفلت بسبب إن مفيش إدارة ليها لكن مقرها موجود وتقدر تفتحها من جديد ده غير فيه كذا شاليه في كذا مكان بإسمك وممتلكات تانية كتير، اختفائك كان موقف كل حاجة ودلوقتي حضرتك ظهرت وأنا هبدأ كل الإجراءات علشان تستلم كل ده
ابتسم «مرزوق» وردد بهدوء:
- تسلم يا متر، تقدر ترجع تاني للعربية وأنا هكمل كلام مع ابن أخويا
- تمام يا مرزوق بيه
أنت تقرأ
شــمــس إلــيــاس
Romanceحكمت عليه الحياة بالهرب بعيدًا قبل أن يلقى حتفه رغم أنه طفل صغير وعمره تخطى العقد الأول بأيام قليلة، ظن أن هروبه سيجعله وحيدًا في هذا العالم بعد أن فقد الجميع ولكن يشاء القدر أن تكون هي في طريقه، على الرغم من أنها لم تُكمل أسبوعًا واحدًا من مولدها إ...