الفصل الثامن والعشرون - سفراء الظلام

177 19 2
                                    

الفصل الثامن والعشرون (الفصل الثالث من الجزء الثاني)
------------------------------------------------------------------------------------
عن أبي هريرة رضي الله عنه: - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لأن أقول: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، أحب إلي مما طلعت عليه الشمس». رواه مسلم.
------------------------------------------------------------------------------------

نظر له «هاني» وقد تملك منه الغضب وردد:
- أنا مستعد أقوم ارتكب جناية دلوقتي علشان أكمل نوم، امشي يا كرم أنت مطرود من بيتي

ابتسم «كرم» ووضع قدما فوق الأخرى وهو يقول:
- ده مش بيتك ده بيت عمي وبيت بنت عمي، وبعدين مالك بقيت شخصية لا تطاق كدا؟ مريم حكتلي على مواقف تخلي الواحد يشيب، مبقتش تصلي ولا تصوم ولا تعمل أي حاجة تثبت إنك مسلم ومش بس كدا، البجاحة وصلت بيك إنك تجيب بنات هنا البيت وأختك موجودة؟! يعني زنا وكبيرة من الكبائر ومش بس كدا لا وأخته موجودة معاه في البيت كمان، فيه ايه يا بني آدم أنت اتجننت؟! ترضاها لأختك؟! مالك يا هاني ايه اللي وصلك لكدا؟! الشيطان ضحك عليك وأنت ما صدقت مشيت وراه، فوق وتوب من القرف ده، ارجع لربنا علشان يسامحك ويغفرلك

ضحك بسخرية وقال بنبرة استفزازية:
- أنت فاكر بعد كل اللي أنا عملته ده ربنا هيغفرلي؟! امشي يا كرم ولا أقولك هحكيلك اللي محكتهوش ليك مريم، أنا بشرب مخدرات وكل يوم مع بنت مختلفة عن اليوم اللي قبله، بشرب لغاية ما أبقى مش دريان بنفسي وبعمل أي حاجة حرام تتخيلها، هل بعد ده كله سهل ارجع؟ استحالة يا كرم، دي بقت حياتي

حرك رأسه برفض وقال بقوة:
- دي مش حياة يا هاني، ده كدا ضلال، ضل سعيك في الحياة، مش ده اللي أنت موجود علشانه، إحنا هنا موجودين علشان نعبد ربنا ونؤدي الرسالة اللي ربنا خلقنا علشانها علشان في النهاية يكون مصيرنا الجنة مع رسولنا الكريم، المعادلة بسيطة يا ابن عمي بس أنت اعقلها، حياة مع استقامة في العبادة بتساوي حياة أبدية في الجنة، ده الطريق بتاعنا ليه أنت بعدت عنه

حرك رأسه ليعبر عن جهله وقال:
- معرفش، اليوم اللي اتجرت فيه رجلي للحوار ده من تاني، زعلت أوي من نفسي ومبقتش طايق أبص لنفسي في المراية، قولت أكيد ربنا مش بيحبني علشان كدا سابني أرجع لده، قولت خلاص مفيش فايدة أنا اتولدت كدا وهفضل كدا دي هتبقى حياتي

وضع «كرم» يده على كتفه وقال بهدوء:
- ربنا بيحب عباده كلهم لكن فيه اختبار يا هاني، الاختبار ده هو اللي أنت اتحطيت فيه وللأسف فشلت، ربنا بيختبرنا علشان يعرف صدق عبادتنا وصدق اتباعنا له وهل مع أول سلمة هنقعها هنستسلم ولا هنلجأ له ونرجعله

التقط «هاني» أنفاسه ونظر إلى الفراغ وهو يقول:
- مش عارف يا كرم، أنت بنفسك قولت فشلت في الإختبار، مين قالك إني مبسوط باللي أنا فيه ده؟ أنا قرفان من نفسي واللي بعمله ده أكني بعاقب نفسي، مليش عين أرجع أصلا، بعد كل ده أرجع؟ صعب

شــمــس إلــيــاسحيث تعيش القصص. اكتشف الآن