الفصل الخامس والعشرون (الأخير) - سفراء الظلام

433 40 5
                                    

الفصل الخامس والعشرون (الأخير)
عبدالرحمن الرداد

تقدمت بخطوات هادئة وهي تحمل سلاحها تحسبًا لظهور أحدهم ويمنعها من دخول تلك الفيلا. تابعت تحركها إلى أن وجدت الباب الداخلي مفتوحًا فدلفت بحذر شديد وهي تنظر حولها وعلى استعداد تام لمقاومة أي شخص يظهر أمامها في تلك اللحظة وأثناء تحركها ظهر صوته من خلف حيث تقدم وهو يقول:
- اتأخرتي على فكرة

التفتت على الفور ووجهت سلاحها تجاهه فتابع:
- كنت فاكر إن إلياس شاطر هيوصلي أسرع من كدا بس واضح إنه على قده

ابتسمت وقالت بثقة:
- إلياس معرفني مكانك من بدري بس حذرني إنه يكون فخ وهو ده اللي أخرني

ضحك بصوت مرتفع قبل أن يتقدم خطوتين وهو يقول:
- مش شاطر وكمان غبي، طبيعي لما افتح الخط اللي هو الوحيد اللي كان على علم بيه يبقى فخ، اشمعنا في الوقت ده؟! وبعدين لما أنتي عارفة إنه فخ جيتي ليه؟

نظرت له بثبات وأردفت بهدوء يتنافى مع حذرها الشديد وقلقها من فقدان حبيبها للأبد:
- جيت علشان أعرف أنت بقيت كدا إزاي؟

ابتسم وجلس على المقعد القريب منه ووضع قدمًا فوق الأخرى وهو يقول:
- النهاردة أوكازيون، أي معلومات عايزة تعرفيها هقولهالك بس خلي بالك المعلومات دي تمنها غالي أوي

ضيقت ما بين حاجبيها وأردفت بتعجب:
- قصدك ايه؟ فلوس يعني؟!
ضحك وحرك رأسه بأسف قبل أن يقول:
- ده أنا كنت بقول عليكي ذكية ليه عايزة تغيري نظرتي ليكي، التمن اللي اقصده هو حياتك، هتعرفي كل اللي عايزة تعرفيه بس بعدها روحك هتبقى ملكي ...

"قبل يوم"

أمسكت بيد «رنة» وهي تقول بابتسامة:
- يابنتي حلفت كتير إنه مش طيف، بقولك إحنا قبضنا عليه وطلع فعلا شبه طيف، كانوا جايبينه علشان يعمل اللي عمله ده ويخلينا كلنا نشك في نفسنا ويلخبط حساباتنا

هنا تحدث «ايمن» الذي قال بهدوء:
- اديكي سمعتي بنفسك أهو يا حبيبتي، طيف أصلا استحالة يؤذيكي واللي شوفتيه ده مش طيف أبدا، مرمي في الحجز دلوقتي قومي بالسلامة وأنا هوديكي تشوفيه لو مش مصدقة

ضيقت ما بين حاجبيها وقالت بحزن واضح:
- مصدقة كلامكم يا بابا بس لو فعلا كدا فاحنا لسة عند نفس النقطة وهي إن طيف مش موجود
مسح بيده على رأسها وقال بابتسامة:
- طيف هيرجع وسطنا من تاني، أنا واثق وعندي يقين في ربنا إن ده هيحصل

هنا تحدثت «تنة» التي قالت بابتسامة:
- علشان كدا لازم تخفي وتقومي بسرعة علشان لما طيف يرجع إن شاء الله يلاقيكي كويسة

كانت «اسماء» تستمع دون أن تتحدث فهي تعرف الحقيقة بأكملها لكنها فضلت الصمت لكي تتعافى ابنتها وتعود لصحتها مرة أخرى.

خرجت «نيران» من المستشفى بعد زيارتها لـ «رنة» وعادت إلى بيت عائلتها لتطمأن على أولادها وما إن عادت حتى حضنت «ميلا» قبل أن تقول:
- عاملة ايه يا حبيبتي وفين قايد؟

شــمــس إلــيــاسحيث تعيش القصص. اكتشف الآن