الفصل الخامس عشر - سفراء الظلام

194 21 0
                                    

الفصل الخامس عشر
عبدالرحمن الرداد

عاد «رماح» إلى منزله بإرهاق شديد بعد يوم شاق. فتح الباب ودلف إلى الداخل ليتفاجئ بـ «سيزكا» لكنها ليست وحدها؛ كان هناك من يقف خلفها ويضع السكين على رقبتها وما إن رأته هي حتى قالت:
- الحقني يا رماح
استعت حدقتاه وأخرج سلاحه على الفور لكن هذا المُلثم تحدث وقال بتهديد:
- حيلك يا رماح باشا، مش كفاية أرضية الفيلا الجميلة دي غرقت بدم فاطمة؟! عايزها تغرق بدم سيزكا هي كمان ولا ايه؟ الصراحة أنا كنت عايز أكررها فيك وترجع تلاقيها زي فطوم لكن الصراحة حبيت أشوف رد فعلك وأنا بخلص عليها قصادك
ضيق ما بين حاجبيه وقال بصدمة كبيرة:
- أنت اللي قتلت فاطمة؟
ابتسم هذا الملثم وحرك رأسه بالإيجاب وهو يقول:
- أنا بشحمه ولحمه، ليك وحشة يا رماح باشا، معلش غيبتي طولت بسبب طيف بس ملحوقة، دوره جاي وساعتها هيندم إنه لعب معانا

شعر بغليان دمائه وتقدم خطوة إلى الأمام وهو يوجه سلاحه تجاهه ليقول:
- أنا مبحبش الكلام الكتير وأنت رغاي أوي، أوعى تكون فاكر إنك هتطلع من هنا عايش، النهاردة يا أنا يا أنت، مش عارف أنا الفيلا بتاعتي بقت سبيل كل اللي يخش ويخرج منها عادي كدا لكن معلش كل حاجة هتتظبط
ارتفع ضحك هذا المسلح وردد بسخرية:
- هو أنت فاكر إني لوحدي؟ أبقى كدا بنتحر وده غباء الصراحة
في تلك اللحظة وجد من يلصق فوهة سلاحه برأسه فرفع رماح كلتا يديه وهو يحمل سلاحه ليقول من خلفه:
- ارمي السلاح يا باشا

نظر له بطرف عينيه وحرك رأسه بالإيجاب قبل أن ينخفض بهدوء ويضع سلاحه أرضًا. ابتسم من يقيد «سيزكا» وقال بهدوء:
- أنت كدا تمام
اعتدل «رماح» ونظر إلى وجهه وهو يقول:
- أنت عايز ايه؟
- أنا مش عايز منك حاجة، كل الحكاية إن الدنيا اتصلحت ورجعت لسابق عدها بس عمرنا ما نسينا أعدائنا وأنت وكل زمايلك كنتوا السبب في كل اللي حصل وكل واحد هياخد نصيبه والبداية بيك وبيها
حرك «رماح» رأسه بالإيجاب وقال بهدوء:
- يعني هتموتنا يعني، ياعم تمام اشطا ما تقول كدا من بدري مش محتاج المقدمة دي كلها بس قبل ما أموت عايز بس أعرف مين اللي هينول الشرف ده ويموتني، أنت مين وشغال كلب لحساب مين

ابتسم وحرك رأسه وهو يقول:
- تمام هعديهالك، أنا مين؟ زي ما قولتلك أنا اللي قتلت حبيبتك وقلبت حياتك جحيم، مش هتعرفني شكليًا بس عارفني فعليًا، أما أنا شغال لحساب مين فعايز أقولك إنك غبي أوي الصراحة لأن مين هيكون ليه رغبة يخلص عليكم دلوقتي غير الريد لاين
ضيق ما بين حاجبيه وقال بتعجب:
- الريد لاين انتهى على ايد التيم بتاعنا
ضحك على ما قاله بصوت مرتفع وأردف:
- انتهى؟! مشكلتكم إنكم مش عارفين إن من المستحيل إنك تقضي على منظمة ليها تفرعات في كل دول العالم، حرفيا ملهاش مقر ثابت ولا موحد، كل اللي عملتوه إنكم قضيتوا على المجلس وده طبعا بمساعدة الراس الكبيرة اللي أنا ماسكها دي لكن كمنظمة عمرها ما انتهت ولا هتنتهي، كل اللي احتجناه شوية وقت نقف على رجلينا ونختار مجلس جديد يكمل

شــمــس إلــيــاسحيث تعيش القصص. اكتشف الآن