الفصل الثالث
بقلم عبدالرحمن أحمد الرداد***********************************
اللَّهمَّ إنِّي أسألُكَ منَ الخيرِ كلِّهِ عاجلِهِ وآجلِهِ ما علمتُ منهُ وما لم أعلمْ وأعوذُ بكَ منَ الشَّرِّ كلِّهِ عاجلِهِ وآجلِهِ ما علمتُ منهُ وما لم أعلمْ اللَّهمَّ إنِّي أسألُكَ من خيرِ ما سألكَ عبدُكَ ونبيُّكَ وأعوذُ بكَ من شرِّ ما عاذَ منه عبدُكَ ونبيُّكَ اللَّهمَّ إنِّي أسألُكَ الجنَّةَ وما قرَّبَ إليها من قولٍ وعملٍ وأعوذُ بكَ منَ النَّارِ وما قرَّبَ إليها من قولٍ أو عملٍ وأسألُكَ أن تجعلَ كلَّ قضاءٍ قضيتَهُ لي خيرًا***********************************
دلف إلى داخل السيارة وصفق الباب خلفه قبل أن يرمق والده بنظرة غير راضية وهو يهتف باعتراض شديد:
- يعني إحنا مسافرين المسافة دي كلها علشان نيجي منطقة بيئة بالشكل ده؟ فيه مليون واحد غير سي معجزة بتاعك ده
عاد بظهره إلى الخلف ونظر إلى ابنه قائلًا بجدية:
- فيه مليون واحد أيوة لكن ده اللي ملهوش حس ولا معروف، واللي دلني عليه قال إنه مش زي أي حد وإن اللي بيعمله ده بالنسبة ليه حاجة عادية جدا مش مستحيلة، اهدى يا سليم وسيب الدنيا تمشي زي ما إحنا عايزين
تأفف من هذا المكان الذي جاء إليه بدون رغبته ثم خرج من السيارة واستند بظهره عليها واخرج علبة السجائر الخاصة به، أخرج سيجارة وأشعلها ثم بدأ في تدخينها قبل أن ينفث دخانها بقوة.***
- عمك؟ أنت بتهزر يا إلياس ولا بترخم عليا
قالها «مراد» غير مُصدقًا لما قاله صديقه منذ لحظات فرفع الآخر حاجبيه وهتف بغضب:
- برخم ايه وبهزر ايه يا مراد؟ هو الكلام ده فيه هزار! ده عمي جمال أظن أنت عارف الحكاية، أهو ده ضمن القايمة الجميلة اللي في دماغي
مرر يده على ذقنه بتفكير ثم سأل بحيرة:
- طيب إزاي معرفكش؟
رمقه «إلياس» بتعجب ثم لوح بيده في الهواء قائلًا بعدم رضا:
- أنت فطران غباء يا مراد ولا ايه يا حبيبي؟ آخر مرة شافني فيها كان عندي 10 سنين يبقى هيعرفني إزاي دلوقتي!
- أها فعلا عندك حق، معلش اعذرني أنا لما مبنامش كويس يوم اجازتي ببقى في الضياع خالصهدأت الأجواء قليلًا قبل أن يوجه «مراد» نظره إلى صديقه قائلًا:
- ناوي على ايه؟
رفع رأسه وابتسم بهدوء مخيف قبل أن يُجيبه:
- لسة مجاتش اللحظة اللي أنا عايزها، خطوة واحدة بس قصادي وساعتها هفهمك هعمل ايهنهض من مكانه وترك النقود أسفل كوب الشاي ثم وجه بصره إلى صديقه قائلًا بجدية:
- بقولك ايه أنا هروح مشوار كدا وجاي
أسرع «مراد» ووقف وهو يعرض عليه الذهاب معه قائلًا:
- تحب اجي معاك
ابتسم وربت على كتفه وهو يقول بهدوء:
- مشوار عند المكان اللي أنت عارفه يعني مش مستاهل
هز رأسه بالإيجاب وجلس مرة أخرى وهو يقول:
- ماشي يا صاحبيانطلق «إلياس» في طريقه إلى وجهته التي تعلم فيها الكثير والكثير، وصل أخيرا إلى محل ألعاب حديثة "سايبر" ودلف إلى الداخل ليجد شاب صغير بالسن يجلس خلف جهاز كمبيوتر، طرق بيده على المكتب أمامه فانتبه هذا الشاب ونزع سماعة الرأس التي يضعها على رأسه قبل أن يقول:
- اؤمر يا إلياس عايز حاجة؟
نظر هو حوله بحثًا عن شخص معين ثم عاد ببصره إليه وهتف متسائلًا:
- فين ياسر؟
أشار بإصبعه إلى الخارج ليجيبه بهدوء:
- خرج راح مشوار وراجع في السخان، خش في مكانكم المعتاد وهو خمس دقايق وهتلاقيه هنا
أنت تقرأ
شــمــس إلــيــاس
Storie d'amoreحكمت عليه الحياة بالهرب بعيدًا قبل أن يلقى حتفه رغم أنه طفل صغير وعمره تخطى العقد الأول بأيام قليلة، ظن أن هروبه سيجعله وحيدًا في هذا العالم بعد أن فقد الجميع ولكن يشاء القدر أن تكون هي في طريقه، على الرغم من أنها لم تُكمل أسبوعًا واحدًا من مولدها إ...