الفصل الثالث والعشرون
عبدالرحمن الرداددلف إلى داخل القصر بعد أن أدى مهمته على أكمل وجه وتقدم حتى وصل إلى هذا الرجل الذي كان يُغطي وجهه بقناع ذهبي اللون وقال بجدية:
- كل اللي أمرتني بيه اتنفذحرك هذا المقنع رأسه بالإيجاب وردد:
- كل الأخبار وصلتلي، أنت أديت مهمتك على أكمل وجه يا طيف بس خليك عارف إن دي مجرد بداية وإن خطتنا أكبر من كدا بمراحلحرك رأسه بالإيجاب وردد بجدية:
- عارف ده كويس أوي ومستعد لأي خطوة جديدة، تحب الخطوة الجاية تكون ايه؟***
خرج الطبيب أخيرا من غرفة العمليات وتحرك الجميع صوبه ليقول بنبرة هادئة:
- الحمدلله الرصاصة مكانتش في مكان خطر وهي بخير لكن لسة حالتها صعبة، الـ 24 ساعة اللي جايين لو عدوا على خير ساعتها هنقدر نقول إن المرحلة الخطر عدت، هننقلها دلوقتي على غرفة العناية المركزة وممنوع أي زيارة لهارحل الطبيب وبقى «ايمن» شاردًا وما إن وضعت ابنته «تنة» يدها على كتفه حتى التفت وردد:
- خير يا حبيبتي
- خير يا بابا بس ممكن تقنع الدكتور إني أنا وماما نكون مع رنة في الاوضة؟
زفر بهدوء ونظر لها قائلا:
- مينفعش يا تنة لأنها في العناية دلوقتي، على الأقل لازم الـ24 ساعة اللي الدكتور قال عنهم يعدو الأول وبعدها نعمل ده، ممكن اسماء تبقى معاها هي بس وهشوف الدكتور وبردو هشوف لو فيه اوضة قريبة تباتي فيها، هظبط كل حاجة متشغليش أنتي نفسكالتفت «ايمن» لينظر في تلك الإجراءات لكنه وجد «ذاخر» الذي كان يقف شاردًا فتحرك صوبه وأردف:
- أنت جيت هنا امتى؟
نظر له وأجاب:
- من ساعة ما خرج الدكتور، عرفت يا عمي إن اللي عمل ده يبقى طيف؟
وقبل أن يرد صاحت «تنة» بصوت مرتفع:
- أنت بتقول ايه يا ذاخر أنت الموقف جننك ولا ايه؟ طيف مين اللي بتتكلم عنه، أخويا مختفي من سنة ولسة مرجعشنظر لها وقال بثقة وبوجه خالي من التعابير:
- رجع، طيف رجع النهاردة وأول حاجة عملها بعد ما رجع هي إنه قتل اخته
استمعت «اسماء» للحوار من بدايته لكنها لم تتحدث لصدمتها لكن بعد أن نطق هو بكلماته تلك صرخت في وجهه وقالت:
- اسكت أوعى تقول عن طيف ابني حاجة وحشة، أنت متستاهلش بنتي، بدل ما تقف جنبها وتواسينا إحنا تقول كدا؟حرك رأسه بعدم رضا وأردف:
- للأسف ده اللي حصل يا حماتي حتى اسألي عمي، هو عارف أنا بقول ايه كويس
نظرت إلى زوجها وقالت بنبرة تحمل الصدمة والانهيار في آن واحد:
- رد يا ايمن، رد قول إن الكلام ده مش صح، ريح قلبي بدل ما أنا بتحرق كدانظر له «ايمن» نظرة عتاب لأنه نطق بتلك الكلمات أمامهم ثم عاد ببصره إليها ليقول:
- طيف رجع يا اسماء
وضعت يدها على فمها بصدمة ليُكمل هو:
- بس مش طيف اللي احنا نعرفه، حد تاني بشخصية تانية، مش عارف هو بيعمل ايه ولا هو في الأصل مين، جاي لهدف معين وبداية الهدف ده هو اللي حصل النهاردة
أنت تقرأ
شــمــس إلــيــاس
Romanceحكمت عليه الحياة بالهرب بعيدًا قبل أن يلقى حتفه رغم أنه طفل صغير وعمره تخطى العقد الأول بأيام قليلة، ظن أن هروبه سيجعله وحيدًا في هذا العالم بعد أن فقد الجميع ولكن يشاء القدر أن تكون هي في طريقه، على الرغم من أنها لم تُكمل أسبوعًا واحدًا من مولدها إ...