يوميات ١١٦

0 0 0
                                    

هذول الخمس دنانير.. مش مثل أي خمس دنانير.. لهم عندي قيمة معنوية فاقت بكثير قيمتهم المادية..
أما شو قصتهم ؟؟؟
هذا يا سادة يا كرام .. وما يحلى الكلام إلا بالصلاة على خير الأنام ... (عليه أفضل الصلاة والتسليم )..
في يوم من أيام رمضان الاخيرة كنت مداومة في صومعتي الصيدلانية ..وقد شارفت الساعة على الرابعة عصراً.. وإذ بصبية تدخل الصيدلية .. دار بيننا الحوار التالي :
-خالتو لو سمحتي كم الساعة؟؟؟
-الساعة ٤
-اوووه اوك ، لانه موبايلي طفى وما معي شاحن ..
(حاولت اعرض عليها أشحن لها موبايلها ، طلع شاحني لنوع تلفون تاني)
-طيب خلدا بعيدة؟؟ بدي اروح مشي..نزلت من باص الجامعة في مكان خطأ وما عرفت هيك إلا بعد ما نزلت..
-اه خلدا بعيدة ..وصعب تروحي مشي بالحر ومع الصيام..خذي تكسي احسن ..
-مش حاملة فلوس..
-طيب اركبي بالتكسي ولما توصلي البيت انزلي جيبي فلوس وحاسبيه..
-ما بيكون في حد بالبيت..
-طيب احكي مع امك من تلفوني تتصرف ، رح يقلقوا عليك اهلك اذا تأخرتي عليهم..
-مش حافظة رقم حد من اهلي.. حتى تلفوني مش حافظة رقمه لانه جديد !!
-اوووف!! طيب شو رأيك انا أداينك ٥ دنانير بيكفوك تروحي على بيتك بتكسي.. وبعدين بترجعي لي اياهم ..
-لا مش معقول تعملي هيك!!
-معقول ونص! لو بنتي هيك صار معها رح انبسط لو حد ساعدها .. ولو انه اكبر غلط ما يكون معك في محفظتك ارقام تلفونات اهلك لانه مثل ما شفتي اي وقت ممكن تلفونك يطفي.. وتضطري ترني على اهلك من أي تلفون تاني..
-يا الله يا خالتو قديش انا بدي اشكرك ..
-هذول دين ..وهذا رقمي رني علي طمنيني انه امورك تمام ..
-بس انا ما رح أقدر أرجّع لك اياهم إلا بعد العيد.. ويمكن أتأخر ..
-مش مشكلة.. المهم عندي توصلي بيتك وبعدين رجعيهم حسب ظروفك..

وراحت الشغلة .. وصاحبتي قالت لي : لقد كنت ضحية لعملية نصب مرتبة !!! يا للهول !! لم ممكن أبدا !!(تخويت).. يا شيخة انا اللي استدرجتها بالكلام.. وأنا اللي عرضت عليها فلوس التكسي!!! مش معقول ! الدنيا لسه بخير..
ومرت الايام .. وبعد العيد بأيام .. ولا حد بعث اشي.. وبتّ مقتنعة اني كنت ضحية فيلم معد بجدارة.. وحزنت على زمن أصبحنا فيه بقلوبنا الطيبة المحبة للخير .. عُرضة للنصب والمقالب..

وفجأة جاءت المسج التي كنت بإنتظارها مع اعتذار شديد للتأخيييييييير .. ياه الحمد لله انه الموضوع طلع صح.. انا حتى لا أذكر اني سألتها شو اسمها..
ما كان هاممني اعرف اسمها بقدر ما كان هاممني اني أوصل لها نقطة انها ترجّع المبلغ الذي رغم بساطته إلا انه كان انقاذ لموقف ..
وبعدها تطورت اهميته من انقاذ لموقف إلى إنقاذ لمبدأ .. وأكثر من مبدأ..
سررت كثيرا بزيارتها وإعادة ال٥ دنانير..
وهو مبلغ لو لم يرجع لي ما كان رح ينخرب بيتي!!
ولا ينكشف حسابي البنكي!!
ولكن هو مبلغ كبير بمعناه .. ودرس للبنت
وتبيض لوجهي مع صاحبتي ..
وانه ما نتردد في عمل الخير ولو كان بسيط..
وانه في ناس فعلا بحاجة لانقاذ موقف ومش كل شي سحب افلام ونصب..
#الدنيا_لسه_بخير

اعجاز الله تعالى في خلق الحيواناتWhere stories live. Discover now