خواطر٢٣

2 0 0
                                    

لما تكون بتحب حد.. بتتعلق مش بس فيه.. وإنما بكل شي هو كان يحبه.. وبكل شي بيذكرك فيه..
هذا الراديو الضخم هو أحد مقتنيات والدي الغالية عليه..كيف عرفت انها غالية عليه؟؟ لانه كان يرافقه في حله وترحاله عبر القارات والبلدان..
هاجر والدي من القدس للدراسة سنة ١٩٥١ الى شيكاغو/ امريكا.. وعاد بعد عشر سنوات محملاً بشهادة البكالوريوس والماجستير في الاقتصاد.. عاد بالباخرة ومعه اهم مقتنياته وهذا الراديو واحد منها.. كان قد صنع له علبة خشبية خاصة لحمايته.. رست الباخرة بالاسكندرية ومنها الى القاهرة ثم عودة الى القدس..
عمل في وزارة الخارجية بعمان وبعد زواجه عام ١٩٦٣ انتقل للعيش مع والدتي في السفارة الاردنية في مدينة جدة/السعودية.. ومعه هذا الراديو ..
كان والدي يتابع أخبار العالم كله من خلاله..
حدثتني والدتي.. انهما كانا يتابعان على الراديو زيارة جون كنيدي الرئيس الامريكي لدلاس/ تكساس ١٩٦٣/١١ ..عندما سمعا صوت الطلقات وعملية الاغتيال live!!!  
انتقل عمله الى عمان بعد سنوات ليعود معه الراديو.. ويتسمر أمامه الايام الصعبة في ١٩٦٧/٦..
كان يفتح على الاذاعة البريطانية والامريكية ليسمع اخبار ما يحدث في الدول العربية واخبار الهزيمة ..
كان لأم كلثوم حضورها على هذا الراديو ..
رحل والدي وبقي الراديو.. وبقي ما خطه على الملاحظات  التي تعلوه ..اين موقع كل محطة ومتى موعد برنامجه الاخباري المفضل ..
كان نفسي اعرف متى اشتراه بالزبط وكم دفع ثمنه وكيف دبر الفلوس وهو كان يدرس ويعمل في نفس الوقت؟؟ كم كان هذا الراديو مهما حتى يعمل كل جهده للحصول عليه.. ثم المحافظة عليه طوال هذه السنين؟؟
الله يرحمك يا أبي..
#هنا_لندن
#هنا_القاهرة

اعجاز الله تعالى في خلق الحيواناتWhere stories live. Discover now