لمسات١٦٣

0 0 0
                                    




في جميع آيات القران الكريم ذكر ( من تحتها الأنهار) وفي آية واحدة فقط ذكرت بدون حرف الجر (من) في سورة التوبة .

نأخذ مثال (من تحتها الانهار) من نفس سورة التوبة
قال الله تعالى {وَعَدَ اللّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا..}٩٦ التوبة.

وقال في السورة نفسها {وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ ..}١٠٠التوبة

النعيم في الآية الأولى أعظم منه في الآية الثانية ،
وبما أن النعيم في الآية الثانية أقلّ ، لذلك حُذفت (من) من شبه الجملة {جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتِهَا الأَنْهَارُ}وبيان ذلك أن (من) ابتدائية ،
فمعنى قوله تعالى {جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ}أن ابتداء جريان الأنهار من تحت أشجار تلك الجنات ، أي : الأنهار تتفجّر تفجّراً من تحتها ،
وتنبع من تحتها ، ثم تسير في مجاريها إلى أماكن أخرى .ولا شكّ أن منظر تفجّر الأنهار ونبعها أجمل ، وأن نعيم ذلك المكان الذي ابتداء منبعها وجريانها منه أكمل وأفضل .
أما الجنات الأخرى المذكورات في الآية الثانية ، فإن نعيمها أقلّ . لأن الأنهار تمرّ بها مروراً ، وتجري فيها جرياناً ، وتتجاوزها إلى جنّات أخرى ،فجمال جريان الأنهار ومرورها هنا أدنى وأقلّ من جمال تفجّرها ، ولهذا حُذفت (من) .

بالاضافة الى ان إضافة (من) تكون في الآيات التي ذكر فيها (المؤمنين ) وتشمل الانبياء والمرسلون .
بينما الآية الوحيدة المستثناة من (من) فهي عن السابقون من الامم ولا تشمل الانبياء .

ولا شكّ أن الأنبياء والمرسلين أفضل وأكرم من سائر المؤمنين ، ولذلك أعطاهم الله تعالى مزيداً من الفضل والتكريم ، وجاء الكلام عن جناتهم ونعيمهم خاصّاً ، فذُكرت (من) الابتدائية ، الدالّة على تفجّر الأنهار تفجيراً من تحت جناتهم : " جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ " .




اعجاز الله تعالى في خلق الحيواناتWhere stories live. Discover now