خواطر ١٩٠

0 0 0
                                    

فقدت العائلة اليوم .. عمتي الغالية  مديحة .. الله يرحمها برحمته الواسعة.. انسانة كانت صابرة وقوية رغم ظروف الحياة الصعبة اللي مرت فيها.. حيث وجدت نفسها فجأة أرملة معها ٨ أولاد وبنات.. سكان دمشق..كانت أحلى لحظات حياتي لما أبوي الله يرحمه يقولنا رايحين نعيد العيد بالشام.. حبيبتي يا عمتي شو كانت تفرح فينا ..يفرشوا لنا فرشات بالصالون .. وسفرة الغداء تكون عامرة بالأطايب .. وقعدة اولاد عمتي ما في مثلها خصوصاً على البلكونة.. سكان المزرعة شارع الملك العادل.. حافظة العنوان لاني لما كبرت رحت اكتر من مرة لحالي..
لما نكون صغار ما منشوف غير السعادة والفرح والمزح والضحك في الجو.. حبيبتي يا عمتي.. ما كنا نشوف أديش كان صعب وكفاح عليك تربية وتعليم وفتح بيت صاروا كل اللي فيه جامعيين ومتعلمين بترفعي راسك فيهم..
معظم العائلات اللي بأعرفها عائلات مترابطة متحابة.. لكن عيلتك انت يا عمتي كانت غير.. كانت أكتر.. كان رأي الأخ الكبير محمد هو اللي يمشي.. كانت مشورة الاخوات واجبة . كانت عمتي مثلها مثل كل الامهات هي الملكة في بيتها .. ما حد يرفع صوته على حدا .. خذ اخوك معك .. اسألي اختك اذا بتيجي معك .. ما حد ياكل لتجتمع العيلة سوا ..
من أحلى العائلات اللي شفتها بحياتي .. تعبك يا عمتي كل حياتك ما ضاع .. ورح نضل نتذكرك بأروع وأطيب عمتو مديحة.. وبأحلى ابتسامة ما كانت تفارق وجهك ..
الله يكتب لك بكل صبرك وجهادك طول حياتك حسنات تلاقيها بتستناك يوم القيامة . وتكوني من الذين قال الله عز وجل فيهم (إِنِّى جَزَيْتُهُمُ ٱلْيَوْمَ بِمَا صَبَرُوٓاْ أَنَّهُمْ هُمُ ٱلْفَآئِزُونَ)المؤمنون ١١١

إنا لله وإنا إليه راجعون..

اعجاز الله تعالى في خلق الحيواناتWhere stories live. Discover now