الفصل 8

8K 247 3
                                    

في الصباح التالي كان نيكولاس في مكتبه.... يراجع بعض الأوراق....عندما دخل جده فجأة.....ومعه أوبالدو والسيدة مارغريتا زوجة عمه....
استغرب تواجدهم جميعا وتعابيرهم المنزعجة بينما وقال: جدي هل حدث شيء؟!..
نظر إليه جده بخيبة أمل وقال: هل حقا لديك ابن؟! ابن من دون زواج؟!!
صدم نيكولاس بسماع ذلك وقال: جدي.... من المؤكد أن هناك خطأ ما.... أنا ليس لدي أي طفل....
قاطعه اوبالدو قائلا: فيريو هو اسم الطفل.... وهو ابنك من مساعدتك هيلين.... هذا ما اكتشفناه يا نيكولاس... هل تنكر....؟!
كانت ديانا تصغي لكلامهم بصدمة..... ولم تحتمل الاصغاء أكثر.....وغادرت وهي تحاول حبس دموعها....
في حين قال نيكولاس موضحا: جدي أصغي إلي رجاء الأمر ليس كما تعتقد....
قاطع حديثهم دخول هيلين التي تفاجأت بوجودهم وقالت معتذرة: أعتذر عن المقاطعة.... سأعود لاحقا....
في حين قالت مارغريت: هل تريدين الهروب؟! لقد كشفنا حقيقتك أيتها الفتاة الخبيثة....
صدمت هيلين بما تسمع وقالت: سيدتي ما الذي تتحدثين عنه....
ابتسم اوبالدو بمكر بينما قالت مارغريتا باحتقار: أتحدث عن علاقتك بنيكولاس وطفلكما غير الشرعي...
نظرت هيلين إلى نيكولاس بصدمة....
تنهد نيكولاس بعمق وقال: جدي هناك سوء فهم... أنا وهيلين ليس بيننا أية علاقة.....
قاطعته زوجة عمه قائلة: لا تحاول الانكار.... نحن...
قاطعها ديون قائلا: مارغريت اوبالدو دعانا بمفردنا....شعر بالامتنان لجده بيننا رمقتهما مارغريت بنظرات غاضبة وخرجت ليلحقها اوبالدو....
نظر ديون إلى هيلين وقال: اجلسي يا هيلين...
شعرت بالدفء في كلامه... وجلست مقابله بينما قال نيكولاس: جدي.... كما قلت.... نحن لا تربطنا اية علاقة... وبخصوص الطفل إنه متبنى....  لكن مؤقتا فقط ريثما تشفى والدته.....
شعر الجد بشيء من خيبة الأمل بينما أضافت هيلين: إنه ابن صديقتي.... وما كنت لأستطيع العناية به.... لو لم يساعدني السيد نيكولاس.... خاصة أنني غير متزوجة.... وأنا حقا آسفة لأنني تسببت في هذه المشكلة بينكما.... أنا أعتذر يا سيدي....
تنهد ديون وقال: من جهة لقد كنت غاضبا لأنه طفل غير شرعي... لكن من جهة أخرى... سررت عندما سمعت أن نيكولاس صار لديه طفل.... والآن وقد اتضح الأمر... إنه محبط....
ربتت هيلين على كتف الجد ونظرت إلى نيكولاس بابتسامة وقالت: سيدي.... أعتقد أن ذلك قريب جدا...
التفت الجد إلى نيكولاس الذي قال: سأعرفك على الفتاة التي أحبها اليوم.... وإن سارت الأمور كما أريد... سأتزوج في أقرب وقت يا جدي.... وترى أبنائي....
ابتسم الجد لسماع ذلك وقال: حظا موفقا.... يا بني...
ثم نظر إلى هيلين وقال: هل يعيش الطفل فيريو معك..؟!
هزت رأسها إيجابا بينما أضاف: أريد رؤيته يا هيلين...
ابتسمت له وقالت: يمكننا الذهاب الآن إذا أردت....
ابتسم نيكولاس وهو يراهما يغادران.... جده يحبه كثيرا.... وهو يستحق أن يحقق له أمنيته....
لكن سرعان ما اختفت ابتسامته.... لديه اجتماع مهم الآن... وهيلين غادرت.... كيف يمكن أن تكون مهملة هكذا....
شعر أوبالدو بالسوء بعد ان شرح له دانييل القصة... وطلب من أمه وقريبه الاعتذار من نيكولاس وهيلين...
ابتسمت تانيا لرؤية دانييل.... لكنها شعرت بالخوف وهي ترى والدته.... رمقتها مارغريتا ببغض وغادرت... في حين ذهب اوبالدو إلى مكتبه......
ربت دانييل على ظهر تانيا وهو يقول: أرجوك... أمي في الواقع امرأة لطيفة.... عندما تتعرفين عليها... ستحبينها....
ابتسمت تانيا رغما عنها وقالت: هل تحاول رفع معنوياتي.... ؟!
بادلها الابتسامة وقال: هل نتناول الغداء معا...؟!
اومأت برأسها إيجابا....وذهبا معا....
كان نيكولاس في الاجتماع... وهو يشعر بالضيق.... هيلين هي من درست ملف هذا الاجتماع.... وهي ليست موجودة.... وهو بالكاد يعلم شيئا....
بدت له الدقائق كالساعات.... وشعر بارتياح كبير عندما انتهى الاجتماع...  سيجعل اوبالدو يدفع ثمن فعلته.... في حين..... تذكر ديانا حبيبته... هي لم تتصل اليوم أبدا... وهذا ليس من عادتها..... 
كانت في شقتها تجلس وحيدة... وهي تشعر بخيبة أمل كبيرة..... كيف أمكنه الكذب عليها والأسوأ من ذلك.... هيلين.... لقد أحضرتها من باريس وجعلتها تتقرب إلى نيكولاس.... في حين ان لديها طفلا منه.... إنها قمة في الحقارة......
بكت بحرقة.... وبينما هي كذلك.... رن هاتفها.... وشعرت بالاشمئزاز وهي ترى اسم نيكولاس على الشاشة.... وضعت هاتفها على الوضع الصامت...واستمرت في البكاء إلى أن انهكها التعب....
شعر نيكولاس بالقلق عليها.... وتساءل إن كانت بخير....
كان الجد ديون..... سعيدا وهو يحمل فيريو الذي ابتسم له....
راقبته هيلين وهي تبتسم بينما قال: هذا يعيد إلي ذكريات عن طفولة حفيدي نيكولاس.... لقد كان طفلا مشاكسا وحنونا في الوقت نفسه... لكن منذ وفاة والدته....أصبح قاسيا..... ولا يثق بأحد....
ترددت هيلين قبل أن تقول: سيدي.... لقد قضيت سنتين كاملتين وأنا ألازمه تقريبا.... أعتقد أنه تغير كثيرا منذ اليوم الأول الذي بدأت فيه العمل معه والفضل في ذلك يعود.... للآنسة ديانا....
ابتسم الجد بامتنان وقال: الفضل في ذلك يعود لك يا ابنتي.... لقد أحسنت الاختيار....
شعرت هيلين بالامتنان له وقالت: ما فعلته لا شيء مقابل ما منحتني إياه يا سيدي.....
عادت هيلين إلى الشركة لتجد ويليام وهو يبدو متضايقا..... وعندما سألته عما يحدث معه قال: لست متأكدا يا هيلين.... لقد رأيت ديانا هذا الصباح تغادر الشركة وهي تبكي ولم أستطع اللحاق بها....
ترددت هيلين قليلا وقالت: هل يعقل أن أوبالدو قال لها شيئا...  بخصوص فيريو.... الطفل الذي تبنيناه أنا ونيكولاس....
استغرب ويليام كلامها بينما أخبرته بالقصة كاملة ...
تنهد بضيق وقال: إنه التفسير الوحيد.... لقد بدت في حالة سيئة....
شعرت هيلين بالضيق واتصلت بديانا عدة مرات دون فائدة.... مما زاد من قلق ويليام.... فما كان منه إلا الذهاب لشقتها.....
أيقظها جرس الباب من نومها.... فتحت لتفاجأ برؤية ويليام.... كانت آثار الدموع... في عينيها ... نظر إليها بحزن وقال: ديانا.... لقد سمعت ما حدث....و...
انفجرت باكية وهي تقول: لا أصدق... كيف استطاع خداعي...هو وهيلين بدم... بارد...
أراد أن يشرح لها حقيقة الوضع فقال: ديانا...الأمر ليس كذلك....
هزت رأسها نفيا وقالت: رجاء لا أريد سماع شيء عن الموضوع لقد نلت كفايتي....
أحاطها بذراعيه وهمس لها: ديانا اهدئي رجاء..... أنا لا أحتمل رؤيتك هكذا.....
بكت بين أحضانه بحرقة وهي تقول: لم أتخيل يوما أن هيلين يمكن أن تكون خبيثة لهذه الدرجة.... من الخارج تبدو بريئة.... لكنها في الحقيقة.....
ربت على ظهرها بحنان بينما أضافت: من المؤكد أن نيكولاس سيأتي إلى شقتي.... بما أنني لم ارد عليه ...
علي المغادرة....
نظر إليها متسائلا وقال: أين ستذهبين يا ديانا؟!
شعرت بالضياع وأجابت وهي تمسح دموعها: لا أعلم ... إلى أقرب فندق....
أمسك يديها بحنان وقال: لن اطمئن إن تركتك بمفردك يا ديانا.... ما رأيك أن نذهب إلى شقتي هذا أفضل....
حملت هاتفها وقدرا قليلا من الملابس وذهبت رفقة ويليام على عجل....
كان نيكولاس قلقا على ديانا ... هل أصابها شيء؟! هل هي بخير؟!....
مر الوقت سريعا وحل المساء..... وذهب نيكولاس مسرعا إلى شقة ديانا....
أرادت هيلين إخباره بما حدث.... لكن إن علم ان ويليام ذهب إلى شقة ديانا فقد يفقد عمله... وتتعقد الأمور...
لذلك عملت على تأخير مديرها في العمل قدر الامكان....
طرق نيكولاس الباب.... ورن الجرس لكن بلا فائدة.... وجن جنون نيكولاس عندما أخبره بواب البناية أن ديانا.....غادرت قبل عدة ساعات رفقة رجل شاب معين.... لا يعرفه...  غزت كثير من الأسئلة رأسه.... وكل ما خطر له هو الاتصال بهيلين لعلها تعرف شيئا....
كانت هيلين ترضع فيريو عندما اتصل بها نيكولاس ... أخذت الهاتف وأجابت بتوتر: سيدي.... هل قابلت ديانا...؟!
تنهد بعصبية وقال: لا.... لقد غادرت شقتها رفقة رجل شاب..... هل لديك فكرة عمن يكون؟!
حاولت هيلين ان يبدو صوتها طبيعيا وهي تجيب: لست متأكدة ...... لكن ربما يكون أحد معارفها.... من باريس....
شعر بالضيق وقال: أنا لا أعلم.... جدي ينتظرنا وديانا ليست موجودة ولا ترد على هاتفها..... شعرت هيلين بالأسى عليه.... فهي تخفي عنه الحقيقة وقالت: سيدي سأحاول أنا الاتصال بها لعلها تجيبني.... وسأخبرك بما سيحدث معي.... اتفقنا....
تنهد ووافق على طلبها....
أغلقت الخط... وهي تنظر إلى الطفل فيريو ... والدها تسبب في كثير من المشاكل للجميع.... حتى مديرها وحبيبته....
اتصلت بويليام....  الذي أجابها بصوت خافت: هيلين... ماذا هناك؟!
شعرت هيلين بالسوء وقالت: هل ديانا معك في الشقة؟!
أجاب بلهجة مسرورة : أجل إنها تستحم الآن....
أحست بالضيق وهي تقول: ويليام... أعلم انك تحب ديانا لكن رجاء.... لا تستغل خلافها مع نيكولاس....  هذا ليس عادلا كما أنه لم يخنها...
أخذ نفسا عميقا وأجاب: هيلين.... لقد حاولت شرح الوضع لها لكنها تبكي.... وترفض سماع اسم نيكولاس....واسمك أيضا.... وقالت أنها ستعود إلى باريس إن تحدثت عن أي منكما.... ماذا عساي أفعل...
انتابها شعور سيء ازاء ذلك وقالت: حاول تهدئتها رجاء.... وغدا صباحا سأخبر نيكولاس بعنوان شقتك ليأتي لأخذها....
تردد ويليام وقال: هل هي فكرة جيدة....؟! أقصد ستسوء الامور لو علم أنها قضت الليلة في شقتي...
استدركت الأمر قائلة: أعدها إلى شقتها صباحا... وانا سأتصرف..... اسمع أخبرها ان تقول أنها كانت مع زميل لها من الجامعة والتقت بمجموعة من الأصدقاء القدامى....
انهت هيلين المكالمة واتصلت بنيكولاس... الذي أجاب بلهفة: هيلين ماذا حدث معك؟!
حاولت المحافظة على هدوئها وقالت: سيدي.... لقد أجابت وأخبرتني أنها علمت بقصة فيريو.... ولم تمنحني فرصة للتوضيح....
شعر نيكولاس بغضب شديد....بينما أضافت هيلين: لكن عندما سألت سيزار... اخبرني أن مجموعة من الطلبة الفرنسيين أتوا لزيارة ديانا....  بحكم كونهم أصدقاء دراسة....لذلك أفترض أن الشخص الذي كان معها هو زميل لها لا أكثر....
شعر بشيء من الارتياح ثم قال: أين هي الآن....؟!
ترددت هيلين قبل ان تقول: إنها في شقة صديقة... ورفضت إخباري بالعنوان.... لكنها تحتاج فترة لتهدأ....
شعر نيكولاس بالاحباط وأغلق الخط....  عليه الغاء الموعد مع جده مع أنه كان متلهفا لذلك....
في حين شعرت هيلين بالأسى.... لقد غرقت في دوامة من الاكاذيب.... لن يسامحها نيكولاس إن علم بذلك....
احتضنت فيريو...بحب وهي تفكر أنها كانت مضطرة لذلك من اجل أخيها الرضيع....
أنهت ديانا الاستحمام.... وجففت شعرها....في حين.... كان ويليام يعد طعام العشاء...
دخلت المطبخ وهي تقول: رائحة لذيذة....
ابتسم ويليام وقال: هل اشتقت إلى طبخي... يا ديانا..
ابتسمت وهي تجيب: لا أنكر ذلك....
تناولا العشاء معا.... في جو هادئ.... وحاولت ديانا تناسي ما حدث....
شغل ويليام فيلما.... وشاهداه معا.... وعادت بها ذاكرتها إلى الأيام القديمة عندما كانت ما تزال طالبة....وتواعد ويليام.... لقد كان حبهما كبيرا.... لكن فجأة انتهى كل شيء كما بدأ....
استرقت نظرات إليه.....هو ما يزال كما كان....لم يتغير فيه شيء....لكنها هي من تغيرت... بسبب صدمتها... عندما سافر وتركها فجأة....
أحست بذراعه تحيط كتفيها بينما قال: أعتقد أنك متعبة....يا ديانا الأفضل أن تذهبي للنوم....
شعرت بالتوتر من لمسته وأجابت: أنا....لست متعبة... أنا كلما تذكرت ما حدث. .. أشعر أنني امرأة غبية.... لقد خدعاني تماما....
شعر بالسوء من نفسه فهو يستغل سوء الفهم ليتقرب من ديانا.... لكن ما باليد حيلة.... إنه يحبها بجنون ولا يستطيع تخيلها مع غيره....
تردد قليلا قبل أن يقول: ديانا..... ألا تعتقدين أنك يجب أن تتعلمي من هذه التجربة ...؟!
تساءلت عما يقصده بيننا أضاف: لا سبب يدفعك للبقاء معه....
نزلت دموعها رغما عنها وأجابت : لكنني أحببته....
أحاط وجهها بيديه وهمس لها: أنا أحبك يا ديانا....
اشتعل وجهها خجلا بينما أضاف: وانا واثق أنك ما زلت تحبينني....
شعرت بالحرارة تغزو جسدها وأجابت: أنا حقا...لا أعلم...... يا ويليام.....
نظر إليها بحب ورد: لكنني أعلم....
ودون انتظار قبل شفتيها قبلة حارة..... جعلت قلبها يتسابق..... وأعادها إلى ذكرياتها القديمة مع ويليام..... ودون أن تشعر لفت ذراعيها حول عنقه وبادلته القبل...
لم ينم نيكولاس طوال الليل.... غدا صباحا سيغادر جده دون مقابلة ديانا.....وهذا يعني مزيدا من التأخير.....
وكذلك هيلين التي انتابها شعور سيء.....كما أن عذاب الضمير كان يقتلها.... كيف تصرفت بتلك الطريقة....
في الصباح التالي.... استيقظت ديانا ووجدت نفسها نائمة في سرير ويليام.... واحمر وجهها وهي تتذكر ليلة أمس.... لكن صدقا لقد استعادت ذكريات جميلة....
أخذت حماما.....بينما حضر ويليام الفطور.... لكنه لم يكن مرتاحا.... لقد شعر بالذنب.... ماذا سيكون رد فعل ديانا عندما تعرف الحقيقة..... ستكرهه بالتأكيد وتتهمه باستغلالها.... كان عليه السيطرة على نفسه وعدم الانجراف خلف مشاعره......
اتصلت هيلين بويليام الذي أجاب: صباح الخير....
ترددت هيلين وقالت: كيف حال ديانا....؟!
تردد وأجاب: إنها أفضل حالا......
تنهدت هيلين وقالت: سآتي فورا.....

تناديه سيدي الجزء1حيث تعيش القصص. اكتشف الآن