الفصل 17

7.1K 233 0
                                    

سرعان ما حل المساء.... وشعرت هيلين بحاجتها لحمام دافئ لعل الألم يفارق جسدها أو يخف قليلا....
دخلت الحمام... خلعت ملابسها... وتأملت الكدمات الزرقاء على جسدها.... سوف يقتلها بالتأكيد... إن لم تدفع.... كيف ستتصرف.... سارت كالمخذرة تماما... وغطست في حوض الاستحمام.... وهي تقاوم الألم بصعوبة... وبعد الحمام.... غطت في نوم عميق وهي خائفة من الغد....
في اليوم التالي...  لم ترغب في الذهاب إلى الجامعة... فقد كانت وجنتها منتفخة من أثر الصفعة... ووضعت عليها ضمادة..... كما كانت تعرج بقدمها.... وشعرت بالامتنان لأن وجهها لم يصب بركلاته... وإلا كانت ستتشوه بالتأكيد....
انتظرت حلول وقت العمل وتوجهت إلى المقهى......
حاولت المشي بطريقة طبيعية.... وهي ترتدي ثياب العمل.... بينما نظرت إليها بقية العاملات بشيء من الضيق والغيرة.... لم تنتبه لذلك.... إلا عندما رات تعابير كاثرين المتجهمة.... حتى انها لم تسألها عم أصابها... وهذا ليس من عادتها....وتساءلت إن حدث شيء معها...
في حين حاولت كاثرين تجاهلها قدر الامكان....
حاولت أن تحافظ على هدوئها وهي تؤدي عملها ريثما يأتي السيد روسي وتسأله ما خطب الفتيات الأخريات....
أرادت حمل صندوق ثقيل... لكن ذراعها آلمتها ... فالتفتت إلى كاثرين وقالت: هلا ساعدتني يا كاثرين....
تظاهرت انها لم تسمعها...
اكتفت هيلين من ذلك... فأمسكت كتفها وقالت: لماذا تتصرفين معي هكذا.... ما الذي فعلته؟!
أبعدتها عنها بغضب وقالت: هل تتظاهرين بانك لا تعلمين.... ألا يكفيك أن الأستاذ كيليان معجب بك.... والآن أوقعت فيتوريو في حبائلك....
صدمت هيلين بسماع ذلك وقالت: هذا جنون... انا لم..
قاطعتها قائلة: بلى.... لقد اتى بالأمس باحثا عنك.... وقد غادر فورا عندما اخبره المالك أنك غائبة....
هزت رأسها نفيا وأجابت: حتى لو كان كلامك صحيحا.... أنا لا علاقة لي بتصرفاته...
نظرت لها باستنكار وقالت: حتى ان القصة التي نشرتها مارلين عنك كانت صحيحة... فقد أتى السيد فيسكونتي للسؤال عنك ليلة أمس أيضا.... أنت تحبين ان تكوني محط إعجاب الرجال...
لم تسمع هيلين بقية جملتها... فقد فوجئت عندما علمت أن نيكولاس قد اتى للسؤال عنها... ترى كيف عرف مكان عملها.... وما الذي أتى به.... لا يعقل ان شخصا مثله قد يتخلى عن كبرياءه ويأتي للاعتذار منها....
تنهدت بضيق وابتسمت وهي ترى السيد روسيو قد دخل إلى المحل....وابتسم لرؤيتها...
عرجت هيلين باتجاهه بينما قال بقلق: هل انت بخير يا هيلين ....؟!
حاولت ان تبدو طبيعية وسألته: لا تقلق... سمعت ان السيد نيكولاس قد أتى بالأمس إلى هنا.....
أومأ برأسه وأجاب: هذا صحيح.... لقد اتى للسؤال عنك.... وقد اخبرته انك لست موجودة.... وقال انه سيعود في وقت آخر....
شعرت بالاضطراب لسماع ذلك... لماذا هو مصر على مقابلتها وما الذي يريده منها.......
عادت إلى عملها بينما أجرى روسيو اتصالا هاتفيا....
انهت هيلين عملها وهي تشعر بالتوتر... هي لا تريد ان يراها نيكولاس بهذه الحال....كبرياؤها لا يسمح لها...
انتهى الدوام ونظرت إلى الساعة التي أشارت إلى الثامنة مساء...  لقد حل الليل....
غيرت ملابسها ... وارتدت ملابسها العادية... سروال جينز أزرق.... وبلوزة صفراء.... مخططة....
وخرجت من المقهى وهي تعرج....... سارت ببطء.... لتفاجأ بالرجل الواقف أمامها.... اتسعت عيناها من الدهشة.... وحدقت فيه دون قول كلمة واحدة......
ابتسم لمنظرها الطفولي وقال: هيلاري مضى وقت طويل....
استفاقت من دهشتها... وأشاحت بنظرها عنه وهي تجيب: ثلاثة أسابيع... ويومان... تقريبا....
ابتسم رغما عنه وأجاب: كما هو متوقع من مساعدتي السابقة.... التي اكتشفت فيما بعد أنها مجرد طفلة....
نظرت إليه مباشرة وردت: انا لست طفلة يا نيكولاس...
تنهد بعمق وأجاب: هل تمانعين إن تمشينا قليلا؟!
عرجت ناحيته وردت: فقط قل ما لديك بسرعة....
انتبه لذلك... فأمسك يدها وقال: ماذا حدث لماذا تعرجين؟!
تحاشت النظر إليه وأجابت: حادث صغير....
لم يصدقها ... لكنه... جرها ناحية سيارته وجعلها تركب مرغمة....
وضعت حزام الأمان... وهي تشعر بألم في أطرافها.....
قاد السيارة في طريق مختلف....فشعرت بالخوف وقالت: هذا ليس طريق منزلي....
ركز نظره على الطريق وقال: لا تقلقي... لو كنت انوي استغلالك لفعلت عندما كنا نائمين معا في أثينا....
احمر وجهها وهي تتذكر ذلك... ونظرت من نافذة السيارة...... توقفت السيارة أمام احد المطاعم الشعبية.....
تفادت النظر إليه وقالت بسخرية: لماذا اخترت مطعما شعبيا....؟! هل تخجل من اصطحابي إلى المطاعم الفاخرة المعتادة؟!
بادلها الابتسامة نفسها وأجاب: كلامك صحيح... ماذا سيقول معارفي إذا رأوني رفقة مراهقة صغيرة...
شعرت بالسوء... لماذا أساءت إليه... فلطالما رافقته في عمله وتناولت الطعام معه....في أماكن فاخرة... ولم يخجل من وجودها يوما...
أمسك يدها وساعدها على المشي رغم اعتراضها.... ودخلا المطعم.....
شعرت بشيء من الالفة في هذا المكان.... هنا لن تكون مضطرة للتظاهر والتكلف.... ويمكنها أن تأكل ما تريد... وتتصرف على طبيعتها... فقط لو لم يكن نيكولاس موجودا...
طلب نيكولاس الطعام.... ثم التزم كلاهما الصمت.....
وتحاشت هيلين نظراته... حدق فيها للحظات قبل ان يكسر حاجز الصمت قائلا: متى ستتخرجين....؟!
اجابته دون النظر إليه: بعد شهر ونصف تقريبا....
أومأ برأسه ثم سألها: لماذا لم تأخذي التعويض الذي منحتك إياه...؟!
شعرت بالمهانة وأجابت: يمكنني تدبر أمري...
اكتفى من عنادها وقال: انت ما تزالين طالبة.... وعليك العناية بطفل رضيع... والكثير من الامور الأخرى.... أنت في حاجة إلى ذلك المال.... ريثما تتخرجين... ثم إنه من حقك....اي انه ليس إحسانا مني...
شعرت بالألم... في أطرافها...... وفكرت أنها لو أخذت التعويض... لما انتهى بها الامر بهذا العدد من الكدمات...
ربما تسرعت.... لكن كبرياءها....منعها من ذلك...
قاطع حديثهما النادل الذي أحضر لهما الطعام....
تناولا طعاما شعبيا... يتميز بنكهته الحارة... واحمر وجه هيلين... فهي لا تتحمل هذه الأطعمة... ومع ذلك لم ترد إظهار ذلك أمامه... وتناولت طعامها....
ترقرقت الدموع في عينيها... وانتبه نيكولاس لذلك.... فكر في إيقافها... لكنه غير رأيه... هو لم يجبرها على أكله... كان بإمكانها الاعتراض... خاصة أنه سألها عما تريد اكله فلم تجبه.... كبرياءها يمنعها من الاعتراف بضعفها... هذا سخيف...
تناول طعامه... وهو يتجاهلها.... بينما شتمت هيلين نفسها... في داخلها... لما لم تختر ما تريد تناوله بنفسها... مع أنه منحها حرية الاختيار....
اكتفى من مراقبتها... وأمسك يدها وقال: هيلين... هذا يكفي... كفي عن تعذيب نفسك...
انتبهت إلى انها بالفعل تؤذي نفسها بعنادها... بينما قدم لها كوب ماء وهو يقول: إلى أي مدى يمكن أن تصلي بعنادك.... صدقا... لم ارى شخصا مثلك من قبل...
تناولت الماء وأحست بشيء من الارتياح.....
تنهد بعمق وأراد أن يطلب لها شيئا آخر لكنها رفضت بحجة أنها اكتفت....
لم تكن أمسية سعيدة لأي منهما...
استقلا السيارة....بينما قال: لماذا اخترت ذلك المقهى للعمل فيه؟!
تذكرت أن ذلك المكان يحمل الكثير من الذكريات لنيكولاس....  ترددت قبل أن تجيب: لقد كانت مصادفة.... وقد قابلت صديقك القديم فيتوريو...
شعر بالضيق لسماع ذلك وأجاب: هو لم يعد صديقي...
شعرت بالأسى عليه وردت: بصراحة... انا أعلم عن قصتكما كاملة... أنتما ونيكيتا..... السيد روسيو أخبرني...
شعر بالغضب أكثر هل... جن روسيو ليخبر هيلين امرا شخصيا كذاك... أحست بعصبيته وأجابت خشية أن يغضب من السيد روسيو: أنا أصريت عليه.... وقد أخبرته أنني حبيبتك لذلك....
توقفت السيارة فجأة وقال بغضب: هيلين من تظنين نفسك لتتدخلي في خصوصياتي؟!
احنت رأسها وأجابت: انت محق... لكنني لم أقصد سوء.... كما... أنني لم أستطع تصديق أن فيتوريو... شخص سيء... ويمكن ان يخونك....
ضرب على المقود بعصبية وقال: لا أريد سماع شيء عن ذلك.... أنا مازلت أحاول ان انسى تلك القصة وكل ما يتعلق بها...
كانت لتتوقف.... لكنها لم تستطع منع نفسها من الكلام وقالت: أنت ما تزال تحب نيكيتا أليس كذلك؟!
تجنب النظر إليها واجاب: في الوقت الذي كنت أعاني فيه من مرارة فقدان والدتي..... وتصرفات أبي المهينة.... ظهرت لي نيكيتا من العدم.... كنت أدرس في السنة الرابعة في الجامعة.... في ذكرى وفاة والدتي...  التقيتها فجأة.... كنت أكره الاقتراب من الآخرين... فقط فيتوريو وفاليريا... صديقا طفولتي..... لكنها دخلت حياتي فجأة وغيرت كل شيء... كنا متشابهين في كل شيء....كما لو كنا شخصا واحدا.... لقد كانت الوحيدة بالنسبة لي....
أحنت هيلين رأسها وقالت: لماذا لم تبحث عنها عندما اختفت....
أسند رأسه إلى المقود وأجاب بحزن: لقد بحثت....في كل مكان.... لكن دون ان اعثر لها على أثر....  وحتى بعد ان اعترف فيتوريو بخيانته لي معها.... إلا انني لم أستطع التصديق...... ومع ذلك... نيكيتا اختفت....كما لو لم انها لم تكن موجودة من قبل....
شعرت هيلين بالحزن عليه.... ثم خطر لها شيء وسألته: ماذا عن ديانا.... هل تحبها؟!
هز رأسه وأجاب: أنا... لا اعلم.... إنها لطيفة.... وتبذل جهدها لإرضائي..... لكن..... سواء كانت ديانا أو أي امراة أخرى.... يستحيل أن تحتل مكان نيكيتا في قلبي....
فكرت في كلامه ثم ردت: لكنك تخطط للزواج من ديانا أليس كذلك؟!
أومأ برأسه وأجاب: أنا في حاجة لوريث.... يا هيلين... لن أسمح بأن يسرق أوبالدو تعب سنوات من حياتي....
انتابها شعور بالحزن وردت عليه بغضب: هل تنوي تكرار خطإ والدك.... أقصد... أن تتزوج امرأة لا تحبها فقط من أجل طفل.... هذا فظيع... كيف ستكون حياة ابنك المسكين يا نيكولاس؟!
ابتسم بسخرية واجاب: المراة الوحيدة التي أحبها.... ليست هنا.... وانا لم أستطع لمس أي امرأة غيرها... هل تفهمين...؟!
تجنبت النظر إليه وأجابت: لما لا تبحث عنها مجددا....؟!
وتسمح لديانا... بالبحث عن رجل يحبها....
رفع نظره إليها وأجاب: ماذا لو بحثت ولم أجدها....
نظرت له بجدية وردت: في هذه الحالة عليك البحث عن امرأة أخرى.... المرأة التي ستجعلك تنسى نيكيتا.... وتكون قادرا على لمسها......
ابتسم رغما عنه وأجاب: أفكارك مسلية... يا هيلاري.....
نظرت له بانزعاج هاهو يسخر منها الآن....
عاد لقيادة السيارة مجددا.... وتوقف أمام المبنى الذي تقيم فيه هيلين....
نزلت من السيارة.... واستغربت أنه نزل هو الآخر....
وقف مقابلها... ثم امسك يدها ووضع فيها شيئا.... وفوجئت برؤية بطاقة بنكية ذهبية...
نظرت إليه بصدمة وقالت: ما الذي تعنيه بهذا؟!
تنهد بعمق وأجاب: ابقي في المنزل وركزي على مذكرة التخرج يا هيلين.... واصرفي ما يحلو لك من المال...
نظرت إليه بغضب وأرادت الاعتراض فأجاب: أنا لا انوي الحصول على شيء في المقابل....
أحنت رأسها وأجابت: لا يمكنني قبولها.... أعتذر...
حاول المحافظة على هدوئه بينما قال: إنه ليس إحسانا ... اعتبريه دينا ..  ويمكنك... إعادته بعد ان تحصلي على وظيفة....
شعرت بالتوتر.... إنها فرصة ذهبية.... ستنقذ حياتها وحياة من حولها.... هذا الرجل....دائما يعرف ما تحتاجه
تنهدت بعمق وأجابت: هذا كرم كبير منك.... أعدك أن أعيد إليك المبلغ كاملا.... بعد ان أحصل على وظيفة...
اومأ براسه...  ثم استقل سيارته وغادر....
في الصباح التالي... دفعت هيلين أقساط هذا الشهر من ديون والدها... ودفعت تكاليف المستشفى لصونيا التي أخبرها الطبيب أنها ستغادر المستشفى في غضون شهر واحد...
سرت هيلين لسماع ذلك.....لكن من جهة أخرى ستفتقد فيريو.....
في ذلك المساء... التقى فيتوريو بمارغريت....
تنهد بضيق وهي تخبره عن حبيبة نيكولاس الفرنسية وأنها تريد إبعادها عنه.... ثم رد عليها قائلا: سيدة مارغريت.... رجاء... هذه المرة أنا لن أتدخل....  إذا كان نيكولاس قد اختارها فهذا لأنه يحبها.... وأيضا هو لم يعد صغيرا... بعد أشهر سيبلغ الثلاثين من عمره... لذلك دعيه يعيش حياته كما يريد....
نظرت إليه باستنكار وأجابت: يستحيل ان أقبل بها ....  وعليك مساعدتي.... فاليريا زادت الامور تعقيدا وبدلا من التفريق بينهما جعلت علاقتهما أقوى.... هيلين هي الوحيدة التي يمكنها التفريق بينهما... ومع ذلك لقد تركت العمل الآن...
صدم فيتوريو بسماع ذلك.... هل يعقل أن هيلين... ونيكولاس كانا على علاقة سرية فعلا..... لم يستطع تقبل ذلك... ولم يعلم لماذا انزعج كثيرا للتفكير بالامر....
بعد يومين....كانت هيلين في المقهى........ في حين كانت كاثرين تتجنب التحدث إليها..... حاولت هيلين التكيف مع الامر......
وأثناء ذلك....سمعت الفتيات يتهامسن... عندما دخل أحدهم إلى المقهى .... تساءلت كاثرين إن كان فيتوريو..... ولم ترغب هيلين في الخروج... ألقت كاثرين نظرة.... ثم التفتت إلى هيلين وقالت: إنه مديرك الوسيم....
استغربت هيلين سبب قدومه..... وأسرعت إليه دون أن تشعر....
قادته إلى طاولة بعيدة عن الآخرين وهي تقول: من الغريب أنك لست مشغولا في هذا الوقت...
أجابها باختصار : أنا أيضا احتاج إلى بعض الراحة أحيانا...
راقبته وهو يجلس وأجابت: غير صحيح... أنا واثقة أنك اشتقت لذكرياتك هنا...
ابتسم رغما عنه وأجاب: انت محقة.... منذ حديثنا آخر مرة.....لم أستطع التوقف عن التفكير ... مهما حاولت يستحيل أن أنسى....
أحضرت له قهوة خالية من السكر كما اعتاد دائما..... وقبل ذهابها نظر إليها وقال: ألم اطلب منك التوقف عن العمل ... والتركيز على دراستك...
التفتت ٱليه وأجابت: عندما أخبرت السيد روسيو أنني سأتوقف عن العمل... طلب مني البقاء بضعة أيام إضافية... ريثما يجد عاملا جديدا.....لا تقلق... لن يضرني ذلك...
أومأ برأسه ثم قال: ٱن لم تمانعي هلا... جلست معي لبعض الوقت...
استغربت طلبه.... وتساءلت ماذا ستعتقد الفتيات الأخريات.....التفتت إلى السيد روسيو الذي اومأ لها ٱيجابا....فسحبت الكرسي وجلست بتوتر.....
كان سارحا تماما... وشعرت بالضيق وهي تراقبه... لماذا طلب منها الجلوس معه.. إذا كان لن يتحدث إليها...
تنهدت بعمق.... وبعد لحظات همس قائلا: بالتفكير في الأمر أنت محقة... لا أظن أنني قد أقع في حب ديانا يوما....
ترددت قبل ان تجيب: أكره قول ذلك ولكن... ويليام يعاني الكثير..... بسبب علاقتك مع ديانا إنه يحبها كثيرا....
تجنب النظر إليها وأجاب: لكنني كنت واضحا معها... وأخبرتها أنني لست سهلا....ومن الصعب ان أقع في حبها.... لكنها أصرت على البقاء معي....
انزعجت هيلين لسماع ذلك وقالت: لكنها تعتقد أنك تحبها.... وانت السبب في ذلك....لقد منحتها انطباعا خاطئا بتصرفاتك.... يا نيكولاس ..
رفع حاجبه مستفهما بينما أضافت بغضب: إذا كنت لا تحبها.... ماكان عليك تبادل القبل معها طوال الوقت... هذا استهتار منك....
ابتسم بسخرية وقال: أن أقبلها لا يعني أنني أحبها... لا تكوني سخيفة....
اكتفت من حقارته وقالت: أي نوع من الرجال انت؟! أنت تخدعها ببساطة.... انت قلت أنك تحبها....
هز رأسه نفيا وأجاب: لا....في الواقع.... تمر علي اوقات تفعل فيها ديانا أمورا غير متوقعة تلامس قلبي... وأعتقد أنني قد أحبها.... ثم تتصرف بطريقة مغايرة... تجعلني أنفر منها....
انتابها شعور بالضيق وهي تسمع ذلك....وشعرت بالذنب وهي تقول: هل تقصد أنها أحيانا... تتصرف وكأنها تعرفك تماما... وتصرفاتها تكون كما تتوقع.... وأحيانا على النقيض من ذلك تماما....!!
أومأ رأسه إيجابا  وأجاب: كما أنني لا أطيق غيرتها المبالغ فيها.... حتى انها تغار من صورة تلك العارضة...
تنهدت وهي تجيب: هذا دليل على حبها الكبير لك.... أعتقد أن الغيرة والتملك....جزء من الحب...
انفجر ضاحكا ورد: تتحدثين وكأنك خبيرة في العلاقات... وأنت في الحقيقة... لم تواعدي أحدا من قبل هذا سخيف...
شعرت بالعصبية لسماع كلامه.... وأجابت بغضب: بلى... أنا واعدت... واعدت سيزار....
أطلق ضحكة أخرى وأجاب: لكنك أخبرتني أن العلاقة ما تزال في بدايتها وأنكما مجرد أصدقاء... 
نظرت له بلوم.....لكنها سرت وهي تراه يضحك وقد زال عنه حزنه....
ثم خطر لها شيء وقالت بتردد: سيدي... سابقا أنت بدوت معجبا بتلك العارضة.... ماذا لو قابلتها فعلا.... هل يمكن ان تحبها؟!
نظر لها بعدم ثقة وأجاب: لا أظن... فحسب كلام ألبرت سبب اهتمامي بها هو الفضول لا أكثر..... لكنني سأكون سعيدا إذا ما قابلتها بالتأكيد....
ابتسمت رغما عنها وأجابت: من يدري... ربما تقابلها فعلا
انتابه الشك من كلامها.... ثم نظرت إلى الساعة وقالت: سينتهي دوامي بعد دقائق...
أومأ برأسه وقال: سأوصلك إلى المنزل...
أسرعت هيلين بالذهاب لتغيير ملابسها... بينما بقي نيكولاس... يتأمل المكان ويفكر في ذكرياته مع نيكيتا....
سمع شخصا ينادي اسمه وعندما التفت صدم برؤية فيتوريو....
وقف كل منهما يحدق في الآخر... ابتسم فيتوريو بسخرية وقال: لقد مضت عدة سنوات... ما الذي جعلك تتذكر هذا المكان يا نيكولاس... ؟!
تجنب نيكولاس النظر إليه وأجاب: على حد علمي إنه ليس ملكية خاصة...
استفزه جوابه فقال بنظرات ثابتة: كلانا يعلم انك أتيت إلى هنا من أجل هيلين....
رفع نيكولاس... حاجبه مستفهما... هل يعرف فيتوريو هيلين؟!... بينما أضاف فيتوريو بلهجة لاذعة: ما الذي تريده منها... انت طردتها أليس كذلك؟! ام ان تصرفك كان فقط للتغطية على علاقتكما....
شعر نيكولاس بالغضب لسماع كلامه... ما الذي يتحدث عنه... كيف يجرأ على التشكيك في علاقته بهيلين؟!
حاول التحكم في نفسه بصعوبة وقال: كف عن الهذيان .... علاقتي بهيلين ليست من شأنك....
شعر فيتوريو بالغضب وقال: لن اسمح لك باستغلال تلك الفتاة الصغيرة.... لقد سببت لها ما يكفي من الاذى... انت لم تنسى نيكيتا ومع ذلك... تواعد الفتاة الفرنسية وتواعد هيلين سرا.... انصحك بالابتعاد عنها وإلا سأبعدك بنفسي....
اكتفى نيكولاس من سماع كلماته.... وأدرك ان غضبه سيطر عليه بالكامل....  في حين تساءل فيتوريو إذا كان صديقه القديم سيهيج كعادته.... عندها ستحدث فوضى كبيرة.....
خرجت هيلين لتجد الرجلين وجها لوجه.... ولاحظت ان نيكولاس يضغط على قبضته بقوة.... ولمحت الغضب يتطاير من عينيه.... هل يعقل انها نوبة غضب أخرى.... نظرت حولها... هناك الكثير من الاشخاص... إن فقد صوابه هنا... فسيتسبب في فضيحة لنفسه....
أسرعت باتجاههما وسمعت فيتوريو يقول: لن أسمح لك بتحطيمها وجعلها تتعلق بك... كما فعلت مع فاليريا...
تلك الكلمات جعلت نيكولاس يجن...ولكنه أحس فجأة بهيلين تحتضن ذراعه وتقول: نيكولاس... اهدأ... ارجوك....
صدم فيتوريو برؤية ذلك.....
من الخطير ان تقترب منه وهو في مثل هذه الحالة قد يؤذيها.....
التفت إليها نيكولاس وحدق في عينيها بينما قالت متوسلة: لنغادر....
بينما أحس هو بالدفء فأخذ نفسا عميقا وقال وهو يحيط كتفيها بذراعه وأجاب: هيلين... أنا لم أقصد إخافتك...
نظر إليهما فيتوريو غير مصدق... هل يعقل ان تلك الفتاة الصغيرة تمكنت من السيطرة على غضب نيكولاس....  حدق فيهما وقال: آنسة هيلين... خيارك بالبقاء بجانبه....خاطئ...
التفتت إليه هيلين وأجابت: رجاء... توقف عن فتح الأمور القديمة...... لقد تسببت بالكثير من الأذى لحد الآن....
شعر بالسوء وهو يسمع كلامها.... بينما جذبها نيكولاس إليه وقال محدثا فيتوريو: علاقتي مع هيلين... ليست من شأنك... لذلك لا تحاول التدخل....
قال ذلك ثم اتجها إلى سيارة الليموزين..... أرادت هيلين الركوب بجانب السائق ويلكينس... لكن نيكولاس جذبها لتجلس معه في المقعد الخلفي...
راقبهما فيتوريو من بعيد... وهو يشعر بحزن عميق... يبدو انه ودون أن يدري وقع في حب تلك الفتاة التي قابلها منذ أيام فقط...
وقفت كاثرين بجانبه وقالت بغيرة واضحة: ٱنها محظوظة جدا...  رجلان وسيمان كانا على وشك الشجار من أجلها.... ترى ما الذي يجذب الرجال إليها...
ابتسم رغما وأجاب: لاشيء مميزا.... لكنها صريحة جدا... ولا تتظاهر.... إنها تتصرف بتلقائية وطبيعية... لذلك من الصعب التعامل معها....
ابتسمت هي الأخرى واجابت: هكذا إذا... نحن صديقتان منذ وقت طويل.... وقد خسرنا صداقتنا بسببك يا سيد فيتوريو... اتمنى لو أنني لم أقابلك أبدا...
رفع حاجبه مستفهما ورد: ما الذي تعنينه....انا لم أفعل شيئا... كما أنني بالكاد أعرفك...
شعرت بحزن عميق وأجابت: لكنني اعرفك...وطالما راقبتك....من بعيد... وأحببتك... لكن يبدو أنني اخترت الشخص الخطأ... وخسرت صديقتي أيضا.....
قالت ذلك... ثم دخلت إلى المقهى...تاركة إياه وسط صدمة كبيرة....
شعرت هيلين بالتوتر وهي تجلس مع نيكولاس في المقعد الخلفي لسيارة الليموزين للمرة الأولى....  خاصة أنهما معزولان عن السائق العجوز... ترى ماذا سيعتقد الآن...
تنهدت بعمق... ثم نظرت إلى رئيسها الذي كان منزعجا وقال: أخبرتك مرارا ألا تقتربي مني عندما أكون غاضبا....
شعرت بالانزعاج واجابت: كان علي إيقافك... كي لا تتصدر غدا  عناوين الصحف والأخبار....
أمسك ذراعها وقال: كان من الممكن ان أؤذيك... وعندها فيتوريو.....كان سيستغل الفرصة للتدخل بيننا
أشاحت بنظرها عنه وقالت: إنه مجرد سوء فهم...  أنا المسؤولة عنه... فقد استفزني فيتوريو سابقا... فقلت أنني حبيبتك.... ثم لا ادري كيف عرف بمسألة طردي...  وهو يعتقد الآن أننا على علاقة سرية لسبب ما....
تأملها نيكولاس وقال: هذا غباء منه.... أقصد أنك آخر شخص قد أرغب فيه....
رفعت نظرها إليه وأجابت بانزعاج واضح: أنت لست نوعي المفضل أيضا....
تبادلا نظرات لوم وغضب.... ثم ابتسم قائلا: أنت مجرد طفلة حقا....
ابتسمت هي الأخرى وأجابت: بما انك في مزاج يسمح لك بالسخرية مني... فأنت بخير الآن.....
أومأ برأسه وأجاب ونظرة حنونة في عينيه: هذا بفضلك....
شعرت بالدفء يلامس قلبها ودون ان تدري نزلت دموعها بغزارة.... فهي منذ أن قابلت والدها وضربها بقسوة.... لم تستطع البكاء.... لكنها الآن.... تريد البكاء وبشدة.... فقد كانت تحت ضغط كبير.... مؤخرا...
تنهد بعمق وهو يضمها إليه بحنان ويقول: لا اعتقد انك تبكين بسبب ما حدث منذ قليل....هل تخفين عني شيئا؟!
أسندت رأسها إلى صدره وهي تجيب: لا تشغل نفسك بمشاكلي رجاء..... خاصة... أنك لم تعد مديري..... لماذا تهتم بي يا سيدي....
ربت على ظهرها بحنان وهو يجيب: صحيح أنني فعلت ما اراه مناسبا للشركة لكنني شعرت بالذنب اتجاهك.....  ولم أستطع التوقف عن التفكير...... خاصة بعد ان اتصلت بويليام قبل ايام.... لقد قلقت فعلا... ماذا حدث حينها....
شعرت بالتوتر...وحاولت الابتعاد عنه...لكنه احتضنها... بقوة... فأفلتت صرخة ألم.... اتسعت عيناه من تصرفها...   وقال: لا أظن أن عناقي مؤلم لهذه الدرجة....
تجنبت النظر إليه وقالت: لقد تفاجأت هذا كل ما في الأمر....
نظر إليها للحظات... إنها لا تقول الحقيقة.... ثم جذبها إليه وقال: هيلين.... انا أكره الكذب....
شعرت بالذنب اتجاهه وتمنت لو ان بإمكانها إخباره الحقيقة... لكن حتى لو دخل والدها السجن....  رجال المافيا الذين يدين لهم والدها... لن يتركوها وشأنها .... وقد يتورط نيكولاس أيضا....
شعرت بالخوف وهي تفكر في ذلك.... فآخر ما تتمناه ان يتأذى بسببها.....
نظر في عينيها مباشرة فردت: لقد كنت مستعجلة.... ووقعت من على الدرج.... لكن لا تقلق.... إنها مجرد رضوض بسيطة... وأشعر بتحسن كبير الآن...

تناديه سيدي الجزء1حيث تعيش القصص. اكتشف الآن