الفصل 10

8K 228 1
                                    

كانت ديانا متشوقة للرحلة مع نيكولاس.... وحضرت كل شيء ... ووضعت برنامجا للأماكن التي سيزورانها في أثينا .... كانت تنتظر موعد الرحلة بعد أسبوع.... بفارغ الصبر.....
في ذلك الصباح.... ذهبت هيلين مبكرة إلى المطار لتودع ألبرت..... والتقت بنيكولاس هناك....
كانت تشعر بالذنب اتجاهه طوال الاسبوع الماضي وتخشى وصول موعد نقل فاليريا إلى الشركة..... ولم تعد تستطيع النظر إليه....
ابتسم لهما ألبرت وقال محدثا نيكولاس: شكرا لك يا صديقي على كل شيء....
صافحه بابتسامة وقال: لا تقل ذلك.... عليك ان تشفى وتعود إلينا سنكون بانتظارك....
ثم التفت ألبرت إلى هيلين التي مدت يدها له وهي تقول: سافتقدك كثيرا..... أتمنى لك الشفاء العاجل....
ابتسم لها البرت ورد: هيلين.... انا اعترف لقد تغيرت امور كثيرة في حياتي منذ اليوم الذي قابلتك فيه.... شكرا لك.... انت صديقة حقيقية......
قال ذلك ثم قبل يدها بلطف وأضاف: اتصلي بي إذا ما احتجت لأحد يسمع همومك....
ابتسمت رغما..... ثم نظر إلى كليهما وقال: اعتنيا ببعضكما رجاء.... واعتنيا بمارييت في غيابي....
التفت نيكولاس يمينا ويسارا وقال: ألن تاتي مارييت لتودعك؟!
أحنى رأسه وقال بابتسامة حزينة: لا أظن.... فهي ما تزال غاضبة مني....
ربتت هيلين على كتفه وقالت: عدم قدومها لا يعني انها لم تعد تحبك.....
شعر نيكولاس بالاسى على صديقه......لاسيما انه بقيت أقل من عشر دقائق على إقلاع الطائرة....
ابتسم لهما وقال: سأذهب الآن....
لمحت هيلين حزنا عميقا في عينيه.....فتنهدت بعمق...
أدار ظهره لهما مشيرا لمرافقه أن يأتي.... وفجاة... سمعوا صوتا ينادي: ألبرت انتظر.... لا تذهب....
التفت ثلاثتهم واتسعت عيناه وهو يرى مارييت تركض باتجاهه.... شعر بالدفء يلامس قلبه....
ودمعت عينا هيلين وهي ترى ذلك.... وفرح نيكولاس من أجل صديقه.....وقفت امامه لاهثة وهي تقول: أنا اسفة لتأخري..... لقد كان هناك حادث سيارة على الطريق.... الحمد لله انني وصلت في الوقت المناسب...
ابتسم بفرح وقال: خشيت انك ما تزالين غاضبة مني...
لم ارد الذهاب دون رؤيتك....
توردت وجنتاها وردت: بعد التفكير مليا... انا افهم حاجتك للبقاء وحيدا..... لذلك لم اعد غاضبة....
ترددت قليلا قبل أن تضيف: أنا سأفكر فيك دائما.... وادعو لك.... إلى ان تعود إلينا بصحة وسلامة...
شعرت هيلين برفرفة في صدرها.... بينما جذبها نيكولاس من يدها هامسا: لنتركهما على انفراد....
انتبت هيلين لذلك.... وابتعدت رفقة مديرها....
بينما قال ألبرت: مارييت....أنا ايضا سأفكر فيك....دائما..... واريدك ان تعلمي... أنني... أحبك....
امتلأت عيناها بالدموع وهي تجيب: انا أيضا أحبك يا ألبرت....
مد يده لها فاحتضنته بحب وهي تقول: سأنتظر عودتك بفارغ الصبر.....
احاط وجهها بيديه وهو يقول: شكرا لانك دخلت حياتي يا مارييت.....
التقت عيونهما.... وفي اللحظة التالية قبل شفتيها بحب..... شعرت برفرفة في صدرها.....وقاطعهما... إعلان ان الطائرة ستقلع بعد دقيقتين....
ابتسمت بخجل وهي تقول: يجب ان تذهب الآن....
أومأ برأسه وقال: أجل.... اعتني بنفسك رجاء.... ولا تسمحي لأولئك الاثنان بالشجار في غيابي....
ضحكت رغما عنها ولوحت له بينما ابتعد رفقة مساعده.....
كانت هيلين في السيارة مع نيكولاس.... تشعر بسعادة غامرة من اجل ألبرت ومارييت..... ابتسم نيكولاس رغما عنه وقال: هيلين.... أنت لم تتوقفي عن الحديث عن القصة منذ ركبنا السيارة... الم تكتفي بعد...
نظرت له بانزعاج وقالت: ليس امرا يمكنك فهمه....
رفع حاجبه مستفهما بينما أضافت وهي تبتسم: من النادر أن ترى اثنين يجمعهما حب حقيقي.... في هذا العالم....
صمت للحظات.... وهو يفكر في كلامها ثم استدرك قائلا: ماذا تقصدين... بأنني لن أفهم.... انا وديانا..... يجمعنا حب حقيقي ايضا....
تجنبت هيلين النظر إليه وهي تفكر ان ديانا لو كانت تحب نيكولاس حبا حقيقيا.... لما خانته مع حبيبها السابق......
تنهدت هيلين مما استفز نيكولاس الذي قال: ماذا.... ألا تعتبرين الامر كذلك؟!
شعرت بالأسى عليه وأجابت: ليس هذا ماقصدته..... أقصد.... المواقف هي التي تثبت إن كان الحب حقيقيا... ام لا.... لكنكما لم تمرا بأي موقف صعب حتى الآن.... لذلك لا يمكنني ان أحكم....
شعر بعدم الثقة في كلامها...... هيلين تخفي عنه شيئا....بالتأكيد.... اوقف السيارة.... ونظر إليها قائلا: هيلين.... هل هناك ما تخفينه عني؟!
شعرت بالتوتر وتجنبت النظر إليه وهي تقول: أنت تتوهم..... اساسا... من انا لاحكم على مشاعر الآخرين.... لقد قلت كلاما سخيفا....
أدرك أنها تحاول تغيير الموضوع فقال: لما لا تقولين ذلك وانت تنظرين في عيني مباشرة؟!
تذكرت كلام... مارغريت... عن ان فاليريا مناسبة لنيكولاس اكثر من ديانا.... إنها محقة..... كما ان ديانا إذا ما تصرفت بتهور كلما غضبت..... فيستحيل أن تحافظ على مكانتها في قلب نيكولاس..... ربما امامها الآن فرصة لتسهيل الطريق أمام فاليريا.....
ركز نظره عليها.....بينما رفعت عينيها باتجاهه.... التقت عيونهما....  وخطر لها انه إن علم بخيانة ديانا له... فسيفقد ثقته بالجميع.... وسيجرح كبرياءه.... وسيتأذى ويليام أيضا.... أخذت نفسا عميقا وقالت: أعتقد أن رحلتكما إلى أثينا...   ستجعلك...تدرك عمق مشاعركما.... بما انكما ستكونان معا....دون ان يتدخل بينكما احد...
فكر في كلامها للحظات ثم قال: أوافقك الرأي .... لكن إن كنت تعلمين شيئا وتخفينه عني.... لن أسامحك أبدا....
شعرت بالتوتر بينما أضاف: هيلين.... انت من بين الأشخاص القليلين الذين اثق بهم.... وأنت اكثر من يعلم كم أكره الكذب والخداع....
كلماته كانت بالنسبة لها كسكين أصابت قلبها..... ماذا سيكون موقفه عندما يعلم انها اكثر من كذب عليه وخدعه.... من بين الجميع.....
وصلا إلى الشركة.... وهناك كان سيزار بانتظار نيكولاس... ومعه مساعده بول .... ابتسمت هيلين لرؤيته وقالت : سيد بول... مضى وقت طويل لم نرك فيه...
ابتسم رغما عنه وقال: لقد كنت في إجازة والآن... عدت ليتم مقارنتي بك طوال الوقت....
ضحك نيكولاس وسيزار لذلك بينما قال سيزار: بعد التفكير مليا لست المقصر يا بول.... وإنما هيلين هي من تبذل جهدا أكثر مما يجب...
دخل أربعتهم مكتب نيكولاس بينما قال سيزار: فرع باريس... يود ان نزوده بكمية جديدة من الملابس.... الطلب كبير.... يجب ان نزيد من وتيرة الانتاج...
أومأ نيكولاس برأسه وقال: لم اتوقع ان يكون الطلب كبيرا إلى هذه الدرجة. ...
ابتسم سيزار بقلة حيلة وأجاب: اسأل العارضة الفاتنة عن هذا....
ابتسم نيكولاس رغما عنه وقال: ليتنا نراها لنسألها اي نوع من السحر ألقت على الناس...
شعرت هيلين بالتوتر..... وهي تتذكر كلام نيكولاس عن أنه يكره الكذب والخداع....سيكرهها حتما إذا ما عرف أنها العارضة.... سرحت هيلين تماما..... كل حياتها أصبحت كذبا ما بعده كذب...... راقبها بول بابتسامة نصر وقال: أعتقد أن الآنسة هيلين فقدت حماسها....
التفت الرجلان إليها...  بينما كانت سارحة تماما......
تنحنح نيكولاس وقال: هيلين.....
استفاقت وقالت: عذرا سيدي.....ما الذي كنت تقوله؟!
ضحك بول وسيزار رغما عنهما وابتسم نيكولاس وهو يقول: لقد نال بول منك هذه المرة؟!
احمر وجهها وقالت: أرجو المعذرة....
انتهى الاجتماع.... وعادت هيلين إلى مكتبها دخلت بخطى متثاقلة..... ثم اتى ويليام وأخبرها أن المدير يطلب اجتماع الموظفين في القاعة الرئيسية....
استغربت هيلين ذلك.... ورافقته.... لتجد رفيقيها الآخرين هناك....دخل نيكولاس.... ورفقته الآنسة فاليريا..... فهمت هيلين ما يحدث بينما قال نيكولاس محدثا الجميع: هذه هي الآنسة فاليريا ديلافيرا..... مديرة فرعنا في فينيسيا سابقا.... وقد انتقلت للعمل معنا هنا.... رغبة منها في إفادة فرع روما.... ارجو ان ترحبوا بها....
صفق جميع الموظفين.... وشعرت هيلين بعدم الأمان.... بينما سمعت.... أحد الموظفين يقول: لقد كانت مديرة لفرع كامل.... أي منصب ستشغل هنا؟!/
ورد عليه آخر: لن تأخذ منصب الرئيس بالتأكيد.... لكنها ستكون بعده.... أي انها ستأخذ منصب الآنسة هيلين..
أصغت هيلين لكلامهما..... إنهما محقان تماما..... هذا يعني انها ستحرم حتى من المرتبة الثانية التي تقبلتها بصعوبة......
عادت إلى مكتبها بخطى متثاقلة..... وهي بالكاد تسيطر على انفعالاتها...... يجب ان تكون هي الضحية في كل ما يحدث على ما يبدو.....
دخلت تانيا غرفتها وأخبرتها ان المدير يستدعيها.....
أخذت نفسا عميقا وهي تحاول تمالك نفسها..... دخلت مكتبه لتجد فاليريا تجلس وتبتسم لها....
بادلتها هيلين ابتسامة متكلفة وقالت: سيدي انت طلبتني.....
اومأ برأسه وقال: آنسة هيلين....أريد منك الإشراف على تحضير مكتب للآنسة فاليريا.... وأخذها في جولة في الشركة.... ومصنع المعلبات أيضا..... أريدها ان تكون ملمة بكامل التفاصيل.....
شعرت هيلين بالأسى على نفسها.... إنه يطلب منها تجهيز فاليريا... لتكون مساعدته الجديدة...... وتأخذ مكانها.....
أومأت هيلين برأسها وقالت: امرك سيدي....آنسة فاليريا تعالي معي رجاء....
ابتسمت فاليريا برضى وخرجت.... هي تدرك أن افضل طريقة للتقرب من نيكولاس هي ان تكون مساعدته....
خرجت الفتاتان من الغرفة....... بينما راجع نيكولاس بعض الاوراق..... وقاطعه دخول ديانا....
ابتسم لرؤيتها... وقال: حبيبتي اهلا بك....
شعرت بالتوتر وقالت: الكل يتحدث عن المدعوة فاليريا... من تكون.... وهل حقا ستجعلها مساعدة لك... بدل هيلين....
ابتسم رغما عنه وهو يرى الغيرة في عينيها..... وقال: فاليريا زميلة لي من الجامعة.....وهي فتاة ذكية وموهوبة....
نظرت له بعدم ثقة وقالت: إذا الامر صحيح؟!
أومأ برأسه وأجاب: نعم....الأمر كذلك....
تنهدت بعمق وقالت: التخلي عن هيلين ليست فكرة صائبة...
نظر إلى الملف الذي امامه وقال: فاليريا أكثر خبرة من هيلين....
شعرت ديانا بالسوء.   اكثر وردت: نيكولاس... ألا تفهم ما أود قوله....
تنهد بعمق وقال: في الواقع انا أفهم جيدا.... ديانا اريدك ان تفهمي أنني لا أخلط العمل بالأمور الشخصية.... وانا أختار ماهو في صالح الشركة....
امتلأت عيناها بالدموع وخرجت دون ان ترد عليه.... ودون ان تدري وجدت نفسها أمام مكتب ويليام..... تفاجأ لرؤيتها ودعاها للجلوس وهو يشعر بالحيرة.....لقد اعتقد انها غاضبة منه....ولن تتحدث معه أبدا.... لكنها أتت إليه بنفسها.... وهي تبدو بحال سيئة.....
جلس إلى جانبها وقال: هل هناك ما يمكنني فعله من أجلك....يا ديانا؟!
رفعت رأسها باتجاهه واجابت: انا حقا لم اعد أفهم... في كل مرة أعتقد أنني وجدت الرجل المناسب.... وأسلمه قلبي.... ينتهي بي الامر بخيبة أمل كبيرة...
تفادى النظر إليها وقال: هل تقولين أن المدير خيب ظنك أيضا....
هزت رأسها نفيا وردت: لا.... ليس تماما.... لكن العمل هو  اهم اولوياته.... إنه يقدم شركته علي.... صحيح انه يحبني ويفعل أي شيء من اجلي... لكن عندما يتعلق الأمر بالعمل.... يصير شخصا آخر....
تنهد ويليام وأجاب: لا تكوني غبية وديانا..... هل تعتقدين ان من السهل أن يكون المرء مديرا لشركة ضخمة..... كل تلك النجاحات.... ما كانت لتتحقق لولا تضحيات أشخاص كثر..... وعلى رأسهم الرئيس ومساعدته.... إنهما لا يهتمان لنفسيهما..... أبدا.... هل تذكرين الحالة التي وصلت إليها هيلين.... خلال ازمة الشركة....؟!
فكرت ديانا في كلامه بحزن.... إنها تدرك ذلك.... لكنها تشعر بالوحدة الآن.... خاصة أنها في بلد غريب عنها....
ولا تعرف احدا تقريبا....
ربت على كتفها وأضاف: ديانا.... أنت اخترت الارتباط برجل أعمال مهم.... لذلك عليك تحمل ضريبة ذلك.....
استفزها كلامه فانتفضت قائلة: هل تقول أنني استحق ذلك.... لأنني اخترت رجلا مهما؟!
تنهد بعمق وقال: فسري الامر كما تشائين.... اردت فقط توضيح الوضع أمامك..... ليس من السهل ان تكوني إلى جانب رجل مثله.... بمجرد اعلان ارتباطكما.... ستبدأ صحف الفضائح بمطاردتك.... وأصغر خطإ ترتكبينه.... سيسوق كفضيحة كبيرة في الصحف....وكذا اصغر تفاصيل حياتك.... لن تعرفي الهدوء بعدها أبدا.... صدقيني....
رفضت الاصغاء إليه وهي تقول: أنت تكذب يا ويليام.....  يستحيل حدوث أمور كهذه.....
جلس إلى مكتبه وقال: لا مصلحة لي في الكذب عليك.... لاسيما أنني قررت الابتعاد عن طريقك يا ديانا....فقد أدركت عمق علاقتك بنيكولاس.....
شعرت بالحيرة هل يعقل... انه استسلم بهذه السهولة.... شعرت بشيء من الرضى والحزن في الآن ذاته..... لكن لا مجال للعودة الآن.... عليها الفوز بقلب نيكولاس... هي لن تسمح بأن يفضل عمله عليها......
أخذت هيلين فاليريا في جولة في الشركة..... وحاولت معرفة كيف تحب ان يكون مكتبها......لكنها لم تكن واضحة في ما تريده....  شعرت هيلين بالضيق لكنها تحكمت في نفسها.... وبعد جولة طويلة في مصنع المعلبات...... عادت هيلين إلى مكتبها...... وهي تشعر بالضيق..... تلك الفتاة فاليريا....نزقة....حقا.... فقط من تعتقد نفسها.....
رن هاتف مكتبها.... اجابت ليخبرها نيكولاس انه يريد رؤيتها..... لم تطق رؤيته... ودخلت المكتب... وهي تتفادى النظر إليه.... كان يركز نظره على الملفات أمامه وقال: هل قمت بما طلبته منك....؟!
لم تطق سماع صوته وأجابت بضيق : أجل... بقي فقط تجهيز.. المكتب من أجلها.... لقد طلبت الأثاث الضروري... سيصل هذا المساء......
استغرب نبرتها ورفع نظره إليها.... وقد أدرك انها متضايقة وقال: هل هناك شيء؟!
تفادت النظر إليه وأجابت بانزعاج واضح: لا.... كل شيء في أفضل حال؟!
رفع حاجبه مستفهما وقال بلهجة آمرة: إذا كان لديك ما تقولينه..... قوليه مباشرة ولا داعي لهذه التلميحات....
التقت عيونهما.... ونظرت له بلوم.... وقبل ان تتحدث... قاطعها دخول فاليريا إلى المكتب.... ابتسمت لهما وقالت: اعتذر على المقاطعة.... لكن الامر مهم... عزيزتي هيلين....لا داعي لطلب الأثاث الجديد من اجلي.... لقد وجدت غرفة مكتب مناسبة تماما لما أريده....
رفعت هيلين حاجبها مستفهمة بينما اضافت: الغرفة على اليسار إلى جانب غرفة المدير... لقد أعجبتني كثيرا.....
ابتسمت هيلين بمرارة.... بينما قال نيكولاس: فاليريا تلك الغرفة هي مكتب هيلين...
تظاهرت فاليريا بالاسف وقالت: لم اكن اعلم.... في هذه الحالة....
قاطعتها هيلين قائلة: لا مشكلة.... يمكنك أخذه.... المكان ليس مهما بالنسبة لي... كثيرا...
ابتسمت فاليريا بمكر..... بينما استغرب نيكولاس تصرف هيلين...التي أضافت: سيدي... سأطلب الأثاث لتجهيز مكتبي الجديد... إن لم تمانع.....
أومأ براسه وقال: بالتاكيد....
خرجت هيلين مسرعة وجمعت أغراضها القليلة جدا من المكتب وهي تفكر.... في أمثل طريقة لتجهيز مكتبها الجديد.... شعرت تانيا بالحزن وهي تساعدها على جمع الأغراض وقالت: لن نرى بعضنا كثيرا بعد الآن.... إذا كنت ستنتقلين إلى الطابق الثاني....
استدركت....تانيا وأضافت: لحظة لكن....أنت مساعدة الرئيس.... كيف ستنتقلين من الطابق الثاني إلى الطابق الاخير طوال الوقت... هذا مزعج....
ضحكت هيلين وقالت: بالمصعد يا عزيزتي..... خاصة وان مصاعدنا مشغولة دائما.... سيضطر الرئيس للانتظار طويلا كلما استدعاني....
ضحكت تانيا بدورها وقالت: هل انت على خلاف معه؟!
لم تجبها هيلين.... وفكرت انها ستجعله يندم.... لن يجد مساعدة افضل منها.... إطلاقا....
اتصلت هيلين بسرعة....وغيرت الاثاث الذي طلبته بشيء يناسب ذوقها هي.... وقبل حلول المساء.... انهت هيلين تحضير مكتبها الجديد....ورتبت اغراضها فيه.... نظرت تانيا إلى المكان بإعجاب وقالت: لديك ذوق رائع يا هيلين.....
دخل ويليام ودانييل... واطلق دانييل تصفيرة إعجاب وقال: هذا جميل جدا... مبارك لك المكتب الجديد...
ضحك ويليام وقال: لنحتفل بهذه المناسبة.... ونتناول شيئا... 
اومأت تانيا برأسها وقالت: ما رأيكم بكعكة الفراولة.... هناك محل فرنسي قريب.... سأطلبها فورا....
وافق جميعهم.... وبعد وقت قصير.... وصلت الكعكة.... شعرت هيلين بجو من الألفة.... لقد مضى وقت طويل... منذ أن احتفلت مع مجموعة من الأشخاص..  فهي طول حياتها...امضت كل المناسبات وحيدة.......
طرق باب المكتب ودخلت فيرونا.... رفقة زوجها روبرتو......نظرت إلى المكتب بإعجاب وقالت: مبارك لك يا هيلين.... ذوقك جميل...
رحبوا بهما ودوعهما لتناول الكعك رفقتهم.......
نظرت فيرونا إلى زوجها وقالت: لقد قررت سأجدد ديكور مكتبي أيضا.... لقد شعرت بالغيرة من هيلين....
ضحكوا جميعا لذلك....
ثم انصرف الجميع إلى عمله.... وقال روبرتو: أنا بحاجة لمناقشة موضوع شراكتنا مع نيكولاس... سأعود لاحقا...
بقيت فيرونا مع هيلين في المكتب وقالت: اريد ان أطلب منك معروفا يا هيلين.... كما تعلمين... سنطلق بعد شهرين مجموعة أحذية جديدة....
ونحتاج لتصوير الكتالوغ.... .رفعت هيلين حاجبها مستفهمة بينما أضافت فيرونا: نحن نحتاج لفتاة ترتدي الاحذية.... وانت سابقا... صورت مستخدمة أحذية شركتنا في الكتالوغ.... رجاء.... 
شعرت هيلين بالتوتر وقالت: لكن لن يمكنني ذلك... اقصد لقد مررت بالكثير....بسبب عرض الازياء...
نظرت لها متوسلة وقالت: أعدك ان احفظ الامر سرا... جيوفاني سيتولى التصوير... لن يعلم أحد ارجوك... اريد تحقيق نجاح كبير.... الامر مهم بالنسبة لي.... لأنني تراهنت مع زوجي...
استغربت هيلين ذلك بينما اضافت: لقد قلت له انني سأجد العارضة وأطلب منها التصوير من اجلنا.... لكنه سخر مني ولم ياخذني على محمل الجد.... الامر مس كبريائي بطريقة ما.... كما ان اغلب العارضات اللواتي  تقدمن للوظيفة.... اغلبهن راغبات في التقرب من زوجي... هيلين رجاء ساعديني....
ابتسمت لها هيلين وقالت: سأساعدك يا فيرونا... لكن بسرية تامة اتفقنا.... ان اكتشف مديري ذلك... فلا احد يعلم كيف ستكون ردة فعله....
احتضنتها بفرح وقالت: لن يعلم احد... أقسمك لك.... ثم نهضت وقالت: الآن علي اللحاق بزوجي... لنناقش موضوعا مع نيكولاس... عن إذنك....
دخلت فيرونا مكتب نيكولاس وهي تشعر بالرضى.... حياها نيكولاس.... وجلست مقابل زوجها.... وهي تقول: إلى أين وصلتما.... ؟!
ابتسم زوجها وقال : بقي الجزء المتعلق بك يا عزيزتي....
نظرت إلى نيكولاس وقالت: أريد من مصممتكم الآنسة ديانا... ان تصمم لنا ثوبا....خاصا من اجل الكتالوغ... طبعا بعد موافقتك يا نيكولاس...
ابتسم نيكولاس وقال: ستقبل بكل سرور.... سأتحدث مع مساعدتي وأطلب منها تحديد موعد بينكما انت وديانا... لمناقشة التفاصيل....
شعرت بالامتنان.... ثم ودعاه وغادرا.... ابتسمت فيرونا ابتسامة نصر بينما استغرب زوجها وقال: تبدين في مزاج جيد يا حبيبتي....
احتضنت ذراعه وهي تقول: أنا احضر لك مفاجأة خاصة يا عزيزي...
اتصل نيكولاس بمكتب هيلين لكنها لم تجب.... استغرب.. ذلك..وذهب إلى مكتبها القديم.... ليجده خاليا تماما من اغراضها.... هل يعقل أنها انتقلت بهذه السرعة.... استدعى تانيا التي قالت مترددة: أجل... لقد جهزت مكتبها الجديد...في وقت قياسي.....لأنها لا تريد التاخر في انجاز عملها المكتبي...
تنهد بعمق وقال: أين مكتبها الجديد...
شعرت تانيا بالخوف واخبرته ان هيلين انتقلت إلى الطابق الثاني .....شعر بغضب شديد.... هل هي جادة فيما تفعله؟!
استقل المصعد... وهو يتوعد لها..... كم سيضطر للانتظار إذا ما احتاجها في أمر مستعجل.....
كانت هيلين... تجلس باريحية على أريكتها الجديدة....تتناول قطعة أخرى من الكعك... وهي تشعر بالسرور.... مكتبها الجديد... يمنحها شعورا جيدا...
قاطع هدوءها.... دخول نيكولاس فجأة... ارتعش جسدها ....هبت واقفة وهي ترى الغضب يتطاير من عينيه وهو يقول: لماذا الطابق الثاني...  هناك غرف شاغرة...في الطابق الأخير يا هيلين....
تظاهرت بالثبات وهي تجيب: إطلالة تلك الغرف لم تعجبني..... كما أنها تحتاج الكثير من العمل والتنظيف...
لم يصدق ما يسمع وقال: هل انت جادة...؟!
اومات برأسها إيجابا.....فاقترب منها وهو بالكاد يتحكم في نفسه....وشعرت بالخوف وهي تراه واقفا أمامها....
تفادت النظر إليه بينما قال ونظرة جادة في عينيه: لماذا تتصرفين هكذا...أجيبي...
أحنت رأسها وهي تقول: أنت منحت فاليريا الحرية لاختيار المكان الذي تريده.... لماذا لا يحق لي الاختيار ايضا...؟!
استغرب كلامها....هل يعقل ان هيلين... تشعر بالغيرة من فاليريا.... هذا مستحيل ...لا سبب يدفعها... لذلك...
رفع وجهها باتجاهه والتقت عيونهما.... عيناها العسليتان... تعكسان...حزنا.... وغيرة بالفعل.... وتره... ذلك.... تذكر كلام ديانا سابقا....بينما قال: هيلين اصدقيني القول....
تطلعت إليه بينما سألها: هل يعقل أنك....واقعة في حبي؟!
اتسعت عيناها من الصدمة... وقالت دون تفكير: هل فقدت عقلك... لماذا قد أحبك....ليس فيك ما يثير الاعجاب على أية حال... أنت زير نساء....و....
انتبهت لنفسها.... عندما رأت تغير تعابيره.... وقالت متلعثمة:...أنا.... أنا لم أقصد.... اعذرني رجاء.....لقد فاجأتني لذلك....
شعر بخيبة أمل.... هو لم يتوقع أن تحبه....وهو لا يحبها..... لكنه كان يعتقد أنها.... تحترمه كما يحترمها تماما..... أدار ظهره لها وقال: أنا... أشكرك...على مشاعرك اتجاهي....يا هيلاري....
خرج من الغرفة....وأغلق الباب بعنف... بينما شعرت هيلين... بالذنب..... غضبها منه......جعلها تقول أمورا غبية.... كان بإمكانها نفي الامر ببساطة... دون إهانته....
شعرت بالأسف....ستنتظر إلى أن يهدأ.... ثم تتحدث إليه.....
انتهى دوام ذلك اليوم أخيرا...  وهيلين تشعر بالضيق...
وللأسف ألبرت ليس هنا.... لتخبره بما فعلته..... 
خرجت من مكتبها.... لتجد ويليام... امامها.... وقد بدا عليه شيء من الحزن......
تردد قليلا قبل ان يقول: لقد اخبرتني ديانا انها ستذهب مع المدير في رحلة الأسبوع القادم....
اومأت هيلين إيجابا وقالت: أجل.... المفروض انها رحلة عمل....لكن الرئيس يريدها ان ترافقه....سيبقيان لمدة أسبوع....
ابتسم بحزن وقال: مع أنني اتخذت قرارا بالابتعاد عن طريقها.... إلا أنني.... أشعر بالألم كلما فكرت في أنها ستكون وحدها معه.....
ربتت هيلين على ظهره بحنان وقالت: أفهم شعورك.... وانا اتحمل المسؤولية في ذلك..... مهما اعتذرت فلا يمكنني التعويض........
تنهد بعمق وهو يقول: ربما إن تناولت العشاء برفقتي.... وأصغيت إلى همومي يمكنك التعويض قليلا....
ابتسمت رغما عنها ووافقت على طلبه......وخرجا معا من الشركة.....
اتجها إلى منزل ويليام.... بعد أن أحضرا الأغراض الضرورية لتحضير العشاء.... جلس ويليام....إلى الطاولة بينما طوت هيلين... أكمامها وغسلت يديها وهي تقول: لكي يكون اعتذاري كاملا.... سأعد الطعام بنفسي...
ابتسم رغما عنه وقال: اعتقدت أنك لا تجيدين الطبخ... فانت تقضين جل وقتك رفقة الرئيس تقريبا.... 
ضحكت رغما عنها وقالت: لقد عشت بمفردي لوقت طويل.... واجيد القيام بكل ماهو ضروري....
تردد ويليام قبل أن يسألها: هيلين....هل سبق لك ان وقعت في الحب....؟!
فوجئت هيلين بسؤاله.... بينما أضاف: في النهاية انت فتاة شابة.... لذلك...
ابتسمت بحزن وقالت: في الواقع... كان هناك شخص بالفعل..... لقد كنت معجبة به بشدة..... واعتبره شخصا مثاليا... لكن بمجرد ان اقتربت منه... وعرفت حقيقته.... خاب أملي كثيرا..... أنا لم أستطع تجاوز ذلك إلى الآن... لذا....
تنهد ويليام بعمق وقال: هل سنحت لك الفرصة للتعبير له عن مشاعرك....
فكرت قليلا وأجابت: لا..... وحتى لو سنحت... ما كنت لاعترف له أبدا....
استغرب ردها... بينما علت وجهها مسحة من الحزن وهي تضيف: ظروفي.... لا تسمح لي بالارتباط بأحد... حياتي معقدة جدا ..... انا لا أريد التسبب في الأذى لشخص أحبه.....تفهمني...
فكر في كلامها.... ثم قال: لا أوافقك..... الحب... اعمق من ذلك بكثير.... هيلين... إذا كان هناك شخص يحبك... فهو سيقف إلى جانبك... ويتقبلك بكل عيوبك ومشاكلك.... ويحبك حتى في أسوأ حالاتك....
ترددت  وهي تقول بمرارة: حتى لو تعرضت حياته للخطر بسببي؟!
صمت قليلا ثم قال: أجل.... الحب يجعلك مستعدا لتضحي بحياتك من اجل من تحب ....
فكرت هيلين في كلامه....ثم همست: هل تعتقد أن هناك.... من قد يقبل بي رغم ظروفي يا ويليام.... ؟!
ابتسم لها بحنان وأجاب: كلنا نعلم أن سيزار ...مهتم بك يا هيلين.... لكنك....تضعين حاجزا بينكما..... وكلما حاول الاقتراب أنت تبعدينه.... احيانا اشعر بالأسى عليه....
جلست على كرسي مقابل وهي تجيب: اعتقدت أنني أفعل ذلك من اجله.... إنه رجل طيب.... ولطيف... ويستحق من هي افضل مني....
هز رأسه نفيا ورد: في البداية بدوت لنا فتاة جامدة... وباردة...كل ما يهمك هو العمل فقط.... لكن بعد ان تعرفنا عليك جيدا... ادركنا كم انك فتاة لطيفة وذات قلب كبير أيضا... وانا ادرك...بعد ان عايشت القليل من ظروفك...  أنك تعيشين... تحت ضغط كبير....عنايتك بشقيقك.... وفيريو... عملك طوال اليوم.... وامور اخرى ربما لا أعرفها.... لذلك انا اعتقد....انك تستحقين أن يكون إلى جانبك شخص يحبك.... يقف معك ويدعمك.... شخص تستندين عليه.... عندما تشعرين بالوحدة....
نزلت دموعها رغما عنها وقالت: أنا أعلم ذلك..... الوحدة تقتلني كل يوم.... أنا مضطرة لتحمل الكثير من الامور وحدي..... انا حقا... بحاجة.... لشخص ألجأ إليه....
احتضنها بحنان وهو يقول: ... أعتقد أن سيزار....شاب جيد.... امنحيه فرصة.... قد تتغير حياتك يا هيلين....
شعرت بالارتياح بعد أن بكت مطولا.... وحضرا العشاء سوية..... وتناولاه في جو هادئ وهو يحدثها عن حياته في باريس سابقا.....
أوصلها ويليام إلى منزلها..... وودعته بعد ان تمنت له ليلة سعيدة.....
دخلت......شقتها ... واستقبلتها السيدة جوانا بقلق وهي تقول: هيلين .... لقد قلقت عليك... لم تخبريني أنك ستتأخرين اليوم....اتصلت بك كثيرا...
شعرت هيلين بالسوء.....فهي نسيت هاتفها على الوضع الصامت.... ولم تكن معتادة على ان يقلق عليها أحد... شعرت بشيء من السرور وقالت معتذرة: أنا حقا آسفة أعدك ألا يتكرر ذلك...... من الآن فصاعدا....سأتصل بك... دائما....
احتضنتها بحنان وقالت: صدقا... لقد قلقت عليك... لدرجة أنني اتصلت بنيكولاس ....وقد خفت عندما قال أنك لست معه....
تذكرت هيلين خلافها مع نيكولاس....وشعرت بالضيق... ماذا سيعتقد الآن... خاصة أنه غاضب منها...
تفقدت هاتفها.... ووجدت... مكالمات فائتة... من دانييل...وتانيا.... لكنها لم تجد اي مكالمة من نيكولاس... بالتأكيد.... إنه غاضب بسبب خلافهما... أساسا هو لا يهتم إن أصابها مكروه على اية حال... خاصة انه وجد مساعدة اخرى....
أخذت حماما ساخنا.... واستلقت على سريرها..... خطر لها ان تتصل بصديقيها.... لكنها غيرت رايها... ستتحدث إليهما في الصباح....

تناديه سيدي الجزء1حيث تعيش القصص. اكتشف الآن