الفصل 12

6.5K 218 6
                                    

حطت الطائرة في مطار أثينا .... لم تصدق هيلين عينيها... إنها حقا في اليونان..... ابتسمت بفرح.....إنها مرتها الأولى التي تغادر فيها إيطاليا....فمنذ بدات العمل في الشركة.... كانت تنوب عن نيكولاس في العمل... وهو يسافر وحده..... قاطع فرحتها.... نيكولاس الذي كان يسير أمامها وقال ببرود: هيلين....لسنا هنا للسياحة.... كفي عن التحديق في كل ما ترينه....
انتبهت لكلامه.... لقد صار يعاملها ببرودة شديدة... حتى انهما خلال الرحلة لم يتبادلا سوى كلمات قليلة...... سارت خلفه بسرعة.... هذا يعيدها إلى أيامها الأولى في العمل..... لكنه يشعرها بشيء من الراحة....
استقلا سيارة أجرة.... أخذتهما إلى الفندق... اتجها إلى قسم الاستقبال...  حيث استقبلهما... الموظف... أخرج نيكولاس بطاقة هويته وقال: هناك حجز لغرفتين باسم نيكولاس فيسكونتي.... وديانا لوبان....
بحث الموظف في التسجيلات وأجاب بابتسامة: أنت تقصد أم هناك حجزا لغرفة مزدوجة باسم نيكولاس فيسكونتي يا سيدي....
رفع حاجبه مستفهما..... هل فقدت ديانا عقلها ام ماذا....  احمرت وجنتا هيلين... ونظرت بعيدا... يبدو ان السيدة مارغريتا كانت محقة....في مخاوفها... يبدو ان علاقة نيكولاس وديانا تطورت كثيرا....  من المؤسف انهما انفصلا.....
تنهد نيكولاس بعمق وقال: نريد غرفتين منفصلتين....
اعتذر الموظف وأخبره أن كل الغرف محجوزة... بحكم أنهم في موسم السياحة....
شعر نيكولاس بالضيق... بينما نظرت إليه هيلين بعدم فهم.... تنهد بعمق وأخذ المفتاح الالكتروني من الموظف وسار أمامها وهو يقول: هيلين اتبعيني.....
لم تصدق ما تسمع وقالت وهي تلحق به: هل سنقيم في الغرفة نفسها... هل أنت جاد؟!
توقف فجأة فاصطدمت بظهره بينما التفت إليها وقال بسخرية: لا تقلقي... حتى لو كنت المرأة الوحيدة في هذا العالم فلن أقترب منك....
تفادت النظر إليه... وهي تبذل جهدها لتمالك نفسها... لقد وعدت ألا تتواقح معه.... لذلك هو يستدرجها لتفقد أعصابها كما حدث معها سابقا....
تنهدت بعمق وأجابت: معك حق يا سيدي..... لقد بالغت في ردة فعلي....
سارت خلف حمال الحقائب وهي تدعي الهدوء..... بينما  نظر إليها بلا مبالاة.... فبعد الحادثة الأخيرة... تغيرت نظرته لها تماما.....
دخلا الغرفة ... واتسعت عينا هيلين من الدهشة.... إنها أشبه بغرفة أحد الملوك......الغرفة مكونة من حجرتين.... حجرة للجلوس.... تحتوي أريكة و طاولة وعددا من المقاعد...... إضافة إلى شاشة كبيرة معلقة على الجدار....لمعت عيناها وهي تحدق بالمكان...بينما نظر إليها مديرها بسخرية وقال: المكان عادي ولا يستحق كل هذه الدهشة......
استدارت ناحيته وقالت بلهفة: بل إنه مدهش....
خرجت مسرعة نحو الشرفة.... ليداعبها نسيم المساء... واستنشقت رائحة البحر.... وأسرتها حمرة الغروب... على الامواج المتكسرة على الصخور.... إنها إطلالة رائعة بحق....
لحقها نيكولاس الذي حدق في الأفق بعيدا....... لو سارت الأمور كما هو مخطط لها لكان الآن مع ديانا.... لكنه بدلا من ذلك.... التفت إلى هيلين التي كانت تنظر إلى البحر... كما لو أنها تراه للمرة الأولى..... هذه الفتاة.. كلما حاول التعرف إليها أكثر... كلما خاب ظنه بها أكثر...
دخلت الغرفة... لتكتشف الحمام الكبير... الذي يحوي حوضا كبيرا للاستحمام.... لطالما حلمت بالاسترخاء لساعات طويلة في المياه الساخنة.....ويبدو أن حلمها على وشك ان يتحقق....
لاحظت نيكولاس وهو يتوجه إلى حجرة النوم..... تطلع كلاهما إلى السرير الوحيد في الغرفة بصدمة كبيرة....
نظرت إليه هيلين وهي تشعر بالغضب وقالت: ذلك الموظف قال أنها غرفة مزدوجة.....المفترض أن يوجد سريران.... لماذا هناك فقط سرير واحد....
نظر إليها بضيق وأجاب: كفي عن التحدث وكأنني المخطئ..... من الواضح ان ديانا كان لديها الكثير من المفاجآت... في هذه الرحلة.....
تذكرت هيلين ذلك.... فديانا هي من خططت للرحلة أساسا.... ويبدو أنها أرادت قضاء وقت خاص مع نيكولاس.... لكنه أفسد كل شيء بسبب عناده....
نظر لها ببرود وقال: السرير كبير بما يكفي لنتقاسمه.....
ابتسمت بسخرية.... من الواضح أنه يحاول خداعها والتلاعب بأعصابها مجددا.... لكنه لن ينجح.... بادلته النظرات  نفسها وأجابت بابتسامة باردة: بالتأكيد... انا لا أمانع..... في النهاية... أنت لن ترغب بي حتى لو كنت آخر امرأة على وجه الأرض....
تجاهل تعليقها الذي اعتبره سخيفا... وأدار ظهره لها قائلا: أفرغي أغراضك....بسرعة... سيحين موعد العشاء بعد قليل....
استغربت بروده..... رتب كل منهما أغراضه..... ثم غيرت هيلين ملابسها العملية.... وارتدت فستانا أزرق فاتحا... يصل إلى ركبتها....
نظر إليها نيكولاس... إنها الآن لا تبدو تلك المرأة المتزمتة...... بل تبدو كمراهقة صغيرة... تماما مثل عندما التقاها في الجامعة....
تناولا عشاء من المأكولات البحرية...... كان العشاء كئيبا .... بينما حاولت هيلين الاستمتاع بكل لحظة والتقطت صورا لكل ما تقع عليه عيناها....
راقبها نيكولاس بملل شديد وبالكاد تناول طعامه.....  إنها تعلم أنه ليس سعيدا بوجودها معه.....بدلا من ديانا.... لكن ما باليد حيلة....
انتبهت إلى فتاة ذات شعر بني قصير.... تنظر إليهما....
ترددت هيلين قبل ان تسأله: سيدي.... هل تلك الفتاة ادهي إحدى معارفك...
استفاق من شروده والتفت ثم قال : لا.... لم يسبق أن قابلتها....
استغربت ذلك وردت: لأنها تنظر إلينا منذ فترة...
شعر بالضيق لسماع ذلك... ونهض من الطاولة وهو يقول: هل يتطلب تناول طعامك كل هذا الوقت؟!
نهضت بدورها وهي تعتذر: أنا... لم أقصد تاخيرك... أنا اعلم انك متعب وتريد ان ترتاح....
صعدا معا إلى غرفتهما.....
دخلت هيلين وهي تقول: شعرت ان هناك من يلاحقنا طوال الطريق....
شعر بالضيق من سماع كلامها وقال بلا مبالاة: انت تتوهمين....
أخذ حماما سريعا... ثم خرج كانت الساعة تشير إلى العاشرة.... استعدت هيلين لتستحم أيضا...  بينما رن هاتفها فجأة.... استغرب نيكولاس ذلك.... فهو اكثر من يعلم أنه عادة لا احد يتصل بها.....
اعتذرت منه واتجهت إلى الشرفة.....وأجابت بفرح: اندي.... كيف حالك.... افتقدتك كثيرا....
-......
-انا الآن في رحلة إلى اليونان هل تصدق؟!
-....
- انا أيضا اتمنى لو أنك كنت معي هنا.... كنا لنحظى بذكريات جميلة معا...  لا بأس... عندما اعود.... سنذهب معا في رحلة جميلة.... نتذكرها إلى الأبد يا عزيزي....
أصغى نيكولاس إلى حديثها بدهشة.... هل يعقل أن هيلين الكئيبة.... تتحدث في الهاتف وتضحك.....هل يعقل أن اعتقاد ديانا في محله.... وأن مساعدته المحتشمة صار لديها حبيب بالفعل....
ابتسمت هيلين ابتسامة دافئة وهي تقول مودعة: نم جيدا يا عزيزي.... وفكر بي إلى أن تسرقك أحلامك... ليلة سعيدة... أحبك....
أثرت ابتسامتها الدافئة في قلبه... هل يعقل أن هذه الفتاة الباردة... يمكن أن تكون دافئة إلى هذه الدرجة....
تنهد بعمق.... بينما دخلت هيلين... ووجدته يحدق بها استغربت ذلك.... ثم ترددت وهي تقول: سيدي... انا سأستحم.... لذلك...
احمر وجهها بينما نظر لها بانزعاج وقال: من قد يرغب في النظر إلى فتاة عديمة الأنوثة مثلك....
قال ذلك ودخل إلى حجرة النوم....وأغلق الباب خلفه بعصبية....
حاولت الا تفكر في كلامه... ودخلت حجرة الاستحمام... ببطء.... خلعت ملابسها بسرعة....وغطست في حوض الاستحمام المليء بالمياه الساخنة.... أحست بانتعاش.... واسترخت بهدوء.... أغمضت عينيها.... واستمتعت بالشعور الجميل.... لكن مهما حاولت هي لم تستطع ابعاد كلام مديرها القاسي.... من رأسها.... إنها تعلم أنها ليست جميلة....وهي تهمل نفسها.... لكن ان يقول عنها أنها عديمة الأنوثة...... سرحت بأفكارها بعيدا... ثم تذكرت ردة فعله عندما رأى صور العارضة.... لقد سرقت عقله وقلبه..... من المؤكد انه تعمد قول ذلك ليجرح مشاعرها....
أحست بالنعاس... بينما ارتدت ملابسها وجففت شعرها...... دخلت حجرة النوم.... لتجده يغط في نوم عميق..... بينما وضع الوسائد في الوسط.... احمر وجهها.... إذا لقد كان جادا... عندما تحدث عن مشاركة السرير...... وهي التي اعتقدت انه سيكون رجلا لبقا.... ويتخلى عن السرير من أجلها.....
راقبته للحظات إنه نائم بعمق.... ياله من رجل... غريب...
استلقت على السرير... الذي كان ناعما جدا.... وماهي إلا  لحظات حتى غطت في نوم عميق.....
استيقظت في الصباح التالي.... وقد كانت وحيدة لي الغرفة.... الساعة تشير إلى العاشرة.... نهضت بسرعة... لقد أخذها النوم ونست مسألة الاجتماع نهائيا....  ونيكولاس ذهب من دونها دون ان يكلف نفسه عناء إيقاظها.... لماذا أحضرها معه إذا؟!
انتابها شعور سيء.... لكن ما باليد حيلة....هي لا تعرف المكان.... ولا تستطيع الخروج بمفردها....
تناولت فطورا خفيفا....... وجلست على الشرفة تراقب منظر البحر....... عندما تلقت مكالمة.... من والدها... 
شعرت بالضيق.... حتى وهي في هذا المكان البعيد..... مجرد التفكير في هذا الرجل.... يخيفها.... تنهدت بعمق.. وأجابت.... ليقول بغضب: أين أنت..... ؟!
استغربت ذلك بينما أضاف: لماذا تحولت إلى مكالمة دولية عندما طلبت رقمك؟!
شعرت بالخوف من نبرته هو يهددها قائلا: هل تجرات على الهرب بعيدا؟!... صدقيني.... ستدفع فلورنسا وعائلتها الثمن غاليا....
ارتعد جسدها وهي تجيب بخوف: انت مخطئ أنا لم اهرب.... لقد نظمت شركتي... رحلة للموظفين.... لمدة أسبوع....سأعود فور انتهاء الرحلة أقسم لك....
فكر في كلامها وقال بشك:أي نوع من الشركات هذا الذي ينظم رحلة لموظفيه.... أهي شركة كبيرة....؟!
شعرت بالضيق وقالت: هذا ليس مهما.... اسمع أنا لم ولن أهرب.... لذلك... إياك وإيذاء أمي وعائلتها..... سألتقي بك فور عودتي.... والآن يجب ان أغلق....
أغلقت الخط في وجهه.... وهي بالكاد تتحكم في نفسها..... حتى وهو بعيد عنها إلا انها تخشاه......
انسكبت دموعها رغما عنها..... وبكت طويلا.... إفى ان سمعت صوت الباب يفتح.... مسحت دموعها بسرعة ودخلت.... لتجد نيكولاس أمامها والغضب واضح على وجهه..... شعرت بالقلق.... هل يعقل أن الاجتماع لم يمر على ما يرام.....
جلس على الأريكة بضيق.... سارت باتجاهه وسألته..... عما حدث.... فقال بعصبية واضحة: لن أقبل بالشراكة مع المدعو انطونيو.... أبدا...... لقد ألغيت كل شيء....
شعرت هيلين بأنها تفقد توازنها وصرخت في وجهه: هل فقدت عقلك....؟! أنت قلت أن هذه الصفقة... ستضاعف أرباحنا.... لكنك أفسدت كل شيء ببساطة.....
شعر بالغضب من لهجتها وصرخ هو الآخر قائلا: يالك من وقحة....  كيف تجرؤين على محاسبتي.....؟! لا تنسي أنني المدير.....وأنك مجرد موظفة....
فقدت السيطرة على نفسها وردت عليه: عليك تصحيح خطئك فورا....
رفع حاجبه مستفهما بينما أضافت: عليك الاعتذار من السيد أنطونيو..... وتوقيع الشراكة معه....
هب من مكانه واقفا...  وجذبها من ياقة قميصها وقال وهو بالكاد يتحكم في نفسه: أنت لا تعلمين... شيئا مما حدث في الاجتماع....ومع ذلك... تطلبين مني الاعتذار منه....
نظرت في عينيه مباشرة وأجابت: أنا لا اعلم.... لكنني واثقة أنك المخطئ...... هذه ليست أول مرة يحدث فيها شيء كهذا.... في المرة السابقة كدت تتسبب في إفلاس الشركة... لأنك كنت غاضبا..... والآن.... لأنك انفصلت عن حبيبتك.... أنت تكرر خطأك السابق....
تذكر جيدا....  لا تخلط الأمور الشخصية بالعمل....
فقد السيطرة على نفسه.....كيف تتجرأ هذه الفتاة على تعليمه كيفية التصرف....
دفعها بقوة.... فوقعت على الأريكة الناعمة..... بينما قال : اغربي عن وجهي لا أريد رؤيتك.... أبدا.... دخل إلى حجرة النوم.... بينما هبت واقفة.... وخرجت من الغرفة..... وكل ما تفكر فيه.... هو كيفية .... إنقاذ الوضع.... مع أنه يبدو مثاليا وناجحا.... إلا ان مشاعره تتحكم فيه.....
ذهبت إلى غرفة الاستقبال..... فهي حسب معلوماتها السيد انطونيو.....يقيم في هذا الفندق أيضا....
سألت عنه... وأخبرها الموظف برقم غرفته.... استقلت المصعد.... وهي تفكر في كيفية إقناع الطرف الآخر.... سارت في الرواق.... ورأت رقم الغرفة.... أخذت نفسا عميقا.....ثم سمعت أصوات شجار..... وفتح الباب لتخرج فتاة من الغرفة وهي تقول: انطونيو أنا أكرهك.....
ثم أسرعت باكية باتجاه المصعد... لحقها أنطونيو وهو ينادي: مينا.... عودي إلى هنا.....
اصطدم بهيلين.... التي نظرت إليه متفاجئة وقالت: هل تلك الآنسة حبيبتك؟!
ابعدها عن طريقه بهدوء وهو يقول: هذا ليس من شأنك......
راقبته وهو يبتعد....ولم تتمالك نفسها من الضحك.... يبدو ان أغلب المدراء الناجحين... يعانون من مشاكل مع النساء ...
لم ترغب في العودة إلى الغرفة.... فمديرها سيستغرق وقتا ليهدأ.......
نزلت إلى ردهة الفندق.......وجلست هناك... وجذبتها الاعلانات على الشاشة الكبيرة هناك......
سرحت مع الشاشة تماما.... ولم تنتبه لهاتفها الذي يرن......
اتصل بها نيكولاس عدة مرات ولم تجب.... ما زاد من غضبه.... تلك الفتاة الغبية....لا تعرف المكان......وقد تضيع إذا ما تركت الفندق......
خرج مسرعا للبحث عنها.........
كانت...هيلين..... سارحة....عندما ظهرت مينا أمامها.......
نظرت إليها بنظرات غاضبة وقالت: أنت إيطالية.... أليس كذلك؟!....
رفعت هيلين حاجبها مستفهمة... بينما أضافت مينا: لماذا كنت تقفين أمام غرفتنا انا وأنطونيو....ما الذي تريدينه منا.... هل كنت تتجسسين... أم أنك تحاولين التقرب من حبيبي....؟!
شهرت هيلين بالضيق وردت عليها: انت مخطئة..... أنا أتيت لأتحدث مع السيد انطونيو بخصوص اجتماع هذا الصباح.....
رمقتها بشك وردت: بصفتك ماذا؟!
انتبهت هيلين إلى نفسها.... الآن وهي ترتدي ملابسها العادية.... هيأتها بعيدة كل البعد عن كونها مساعدة للمدير.....
حاولت ان تبدو طبيعية وهي تجيب: قد لا يبدو علي ذلك... لكنني مساعدة السيد نيكولاس فيسكونتي....
شعرت مينا بشيء من الارتياح وجلست مقابلها.... وهي تقول: أنا آسفة لأن الاجتماع لم يسر على ما يرام.... أنا أتحمل جزء من المسؤولية....
استغربت هيلين كلامها وقبل أن تكمل هبت مينا واقفة عندما لمحت انطونيو من بعيد وهو يبحث عنها....
نظرت إلى هيلين بانزعاج وقالت: إذا سألك عني لا تخبريه انك رأيتني....
امسكت هيلين يدها وقالت: خذيني معك أنا أريد رؤية معالم المدينة....
وبسرعة خرجت الفتاتان من الفندق.........
كان نيكولاس... يبحث عن هيلين في كل مكان.... ومهما اتصل هي لا ترد.... توعد لها في سره.... وعندما سأل موظف الاستقبال عنها...... أخبره.... أنها مرت منذ فترة..... وليس متأكدا إلى أين قد ذهبت....
أطلق شتيمة بين شفتيه.....  وواصل البحث عنها..... بمجرد ان يجدها... سوف يلقنها درسا لن تنساه.....
نظر إلى مدخل الفندق.... هل يعقل أنها غضبت منه وغادرت الفندق.....
التفت ليجد انطونيو واقفا أمامه......شعر بالضيق.... بينما نظر إليه أنطونيو وقال بانزعاج: سيد فيسكونتي... هل رأيت فتاة انجليزية ... إنها بشعر أشقر  قصير...؟!
تنهد نيكولاس وهز رأسه نفيا....ثم سأله بدوره: هل رأيت فتاة إيطالية.... بشعر أسود.... طويل ... إنها ترتدي ملابس سخيفة بعض الشيء...
فكر انطونيو قليلا: لقد قابلت فتاة كهذه.... قرب غرفتي وبسببها أضعت أثر حبيبتي تينا.... أنا احملها المسؤولية.... هل هي حبيبتك...
نظر إليه نيكولاس بانزعاج: ليست مشكلتي إءا كنت غير قادر هلى التعامل مع فتاتك.... والأهم من ذلك... تلك الفتاة.... الحمقاء ليست حبيبتي... 
تبادل كلاهما نظرات غاضبة.... بينما رن هاتف انطونيو أولا وأجاب ليخبره الشرطي.... أن تينا في مركز الشرطة.... وهي متورطة في مشكلة كبيرة...
أغلق هاتفه بضيق.....
بينما رن هاتف نيكولاس هو الآخر ليعلم أن مساعدته في المركز أيضا....
نظر كل منهما إلى الآخر.....وأسرعا... بالذهاب إلى المركز وكل منهما يتوعد لفتاته....

تناديه سيدي الجزء1حيث تعيش القصص. اكتشف الآن