الفصل 37

7.7K 225 9
                                    

Vote + comment ❤️

عاد نيكولاس إلى الشقة في وقت متأخر من ذلك اليوم..... كانت هيلين تشاهد التلفاز... في غرفة الجلوس وتجلس بأريحية.... انتبهت إلى دخوله.... وتأمل منظرها بغضب.... إذ كانت تتصرف كما لو أن شيئا لم يكن....
نظرت إليه متسائلة بينما سار ناحيتها وقال وهو يجذبها من ياقة قميصها: لماذا ترتدين ملابسي... من سمح لك بذلك....
حاولت إبعادها عنه وهي تقول: ليس لدي ما ارتديه.... لذلك سأستعير ثيابك ريثما اعود إلى شقتي...
دفعها عنه وهو يقول بسخرية: لا تحلمي بمغادرة هذا المكان أبدا.....
إنها تعلم أنه ينوي تعذيبها... لكن... تنهدت بعمق وأجابت: أنا في حاجة إلى ملابسي وأغراضي... شقتك لا تحتوي على أي مما تحتاجه النساء.... لا يمكنني العيش هنا....
ابتسم بسخرية وأجاب: هل تعتقدين أنك في عطلة هنا....
ثم جذبها بشدة من شعرها وأضاف: سأجعلك تتمنين الموت يا هيلين....
حدقت فيه.... هذا ليس جديدا عليها بطريقة ما... لقد اعتادت على مثل هذه التهديدات... ومهما كان نيكولاس قاسيا... فهو لن يكون أسوأ من والدها.... استفزه صمتها....فقال: أعتقد أنك تستمتعين بما يحدث لك....
انتبهت إلى الملامح القاسية التي كست وجهه....وقالت: غير صحيح أنا...
جذبها إليه... واعتصرها بين ذراعيه وهو يقول: أتساءل كيف كان لوسيانو يعاملك... هل كان لطيفا أم قاسيا؟!
شعرت بالألم... من قسوة عناقه وقالت محاولة الابتعاد عنه: ما الذي تتحدث عنه.... أنا ولوسيان لم يحدث بيننا شيء....
شعر بالكره اتجاهها.... لقد قضت مدة شهر تقريبا رفقة لوسيان... كما انه لا يصدق ان رجلا مثله... قد يقبل بعدم لمس عشيقته... كل تلك المدة... خاصة أنه دفع لها الكثير....
مجرد التفكير في أن هيلين خانته... مع ذلك الوغد يجعله يجن....تأوهت من الألم... ونزلت دموعها وهي تقول: صحيح... أنني وقعت معه عقدا... لكن لم يحدث بيننا شيء... أقسم لك يا نيكولاس...
أبعدها عنه بقسوة.... وارتطمت بالأرض بقوة... بينما قال: كل ما تقولينه كذب.... أنت بعت نفسك له هل تنكرين ذلك؟!
أحنت رأسها وهي تشعر بالمهانة... هي لم تبع نفسها.... لقد تم بيعها دون إذن منها او علمها..... وعندما عرفت بالأمر كان الوقت متأخرا.... لكن ماذا ستقول له... والدها قام ببيعها.... يالها من إهانة.... وحتى لو تحدثت.... هو لن يصغي إليها....لانها لا تملك دليلا...
لم ترفع رأسها وأجابت: لن أنكر ذلك.... لكن كانت لدي ظروفي....
شعر بأنه سيقتلها لا محالة إن لم تبتعد عن ناظريه.... ٱنه بالكاد يستطيع السيطرة على نفسه... إنها تعترف بأنها باعت نفسها مقابل المال وتحاول تبرير فعلتها الشنيعة.....
ضغط على قبضته بقوة وصرخ في وجهها: ادخلي غرفة النوم ولا تخرجي منها....
تساءلت إن كان يحذرها... خاصة وأنه يبدو مخيفا.... في الماضي كانت تستطيع كبح غضبه لكن الآن بما أنه غاضب منها..... لن يمكنها فعل شيء....
فعلت ما طلبه منه.... وأغلقت الباب عليها... وهي تتساءل... ماذا بعد.... كم سيستمر هذا الحال... لا يمكنها التزام الصمت أكثر... وحتى لو قالت الحقيقة قد يعتبرها كذبة جديدة...
خلال الأسبوعين التاليين... قضى نيكولاس وقته بمواعدة النساء...واللهو وشعرت هيلين بحزن عميق وهي تراه كل ليلة....يعود متأخرا.... وملابسه تفوح بعطور النساء.... أو قد يعود ثملا وينام من فوره....
إنها تدرك أن ما يحدث معه بسببها.... فبعد ان ترك كل ذلك المجون.... عاد إليه.... بعد أن هجرته...
في تلك الليلة كان نائما بعمق... وشعرت بالقلق عليه... فدخلت غرفة نومه....بهدوء... راقبت ملامحه المتعبة...
وهي تلوم نفسها وتلعن حظها العاثر....
عندما سمعت هاتفه يرن... انتبهت لرقم ألبرت... فأخذت الهاتف وخرجت... وأجابت عليه.... شعر بالارتياح لسماع صوتها وقال: هل أنتِ بخير يا هيلين؟! هل يعاملك نيكولاس بقسوة؟!
حاولت أن يبدو صوتها طبيعيا وهي تجيب: أحيانا يغضب... لكنني بخير...
تنهد بارتياح وقال: أين هو الآن...؟!
ترددت وهي تجيب: نحن في شقته... وهو نائم بعمق... لقد شرب كثيرا على الأغلب....
صمت ألبرت قليلا ثم قال: إنه هكذا... منذ هجرته يا هيلين.... وقد ازداد وضعه سوء منذ علم بقصتك مع لوسيانو....
تنهدت بحزن وأجابت: لقد أردت شرح ما حدث له... لكنه رفض الاصغاء إلي... وهو يستمر في إيذاء نفسه وإيذائي...
حاول ألبرت تفهم الأمر وقال: أيا كان ما حدث... عليك إخباره الحقيقة يا هيلين.... إن كذبتِ مجددا... ستزيدين الوضع سوء... خاصة أن حدة نوبات غضبه زادت كثيرا مؤخرا.... قد يؤذيك... لاسيما أنك محبوسة في شقته... ولن يستطيع أحد مساعدتك....
امتلأت عيناها بالدموع وأجابت: إنه لا يصغي إلي ويعتبر كل كلامي كذبا.... لا اعلم ما علي فعله....
فكر في كلامها قليلا ثم قال: في هذه الحالة... أخبريني بالعنوان... سآتي لأخذك فورا.... إن بقيت معه... لا احد يعلم ما سيفعله بك... إن فقد السيطرة على نفسه....
أصغت إليه ثم اجابت: لا.... هذا ليس خيارا... بعد كل ما فعله من أجلي....أنا مدينة له بحياتي...كما أنني أحبه... بغض النظر عن كل شيء... أنا لا أعلم كيف استطاع اقناع لوسيانو بتركي... لكن...
تردد ألبرت وهو يجيب: ألم يخبرك... أنه ضحى بفندق بارك بلازا... الذي يساوي ملايير الدولارات من أجلك....
صعقت لسماع ذلك.... إذا هذا ما قصده عندما قال ان عليها تعويض خسارته الكبيرة... فهي تدرك ما يعنيه ذلك الفندق لنيكولاس وعائلته....
شكرته على إخبارها.... ثم أغلق الخط بعد ان طلب منها ان تكون حذرة في تعاملها مع نيكولاس....
في اليوم التالي غادر نيكولاس باكرا إلى الشركة... ولم تستطع هيلين التحدث إليه....
خلال الفترة الماضية توترت علاقته مع قريبيه كثيرا....
خاصة اوبالدو الذي ناشد جده بإعادة النظر في قرار جعل نيكولاس وريثا للعائلة....
حضر نيكولاس عددا من الاجتماعات....وعاد لمكتبه كعادته....وعند عودته.... وجد صوفيا خطيبة فيتوريو... في انتظاره...
استغرب سبب وجودها.... بينما ابتسمت له وألقت عليه التحية....
دعاها إلى الجلوس وقال: هل حدث شيء بينكما أنتِ وفيتوريو....
ترددت قليلا قبل أن تجيب: لا... لم آتي للحديث عن فيتوريو... بل لأنني أردت رؤيتك....
رفع حاجبه مستفهما بينما أضافت: اريدك أن تعلم أنني كنت متعلقة بك منذ وقت طويلا....وقد تابعت أخبارك وكل ما يتعلق بك يا نيكولاس...
قاطعها قائلا: هذا سخيف... أنتِ خطيبة صديقي... انسي الموضوع رجاء....
لكنها أصرت قائلة وهي تبكي: صحتي ليست جيدة... وسأجري عملية عما قريب... لا اعلم إن كنت سأعيش بعدها.... لذلك أردت فقط إخبارك عن مشاعري...
شعر بالأسى عليها فقد علم من فيتوريو سابقا انها ضعيفة البنية وحالتها غير مستقرة....
تنهد بعمق وأجابها: أقدر مشاعرك....وأشكرك على ذلك... لكن هذا كل ما يمكنني قوله الآن.... ربما بعد أن تشفي عندها قد نتمكن من الحديث أكثر عن الموضوع...
ابتسمت بفرح.... وودعته بعد أن شكرته وعبرت له عن حبها مجددا...
شعر بالضيق أكثر.... لقد كان ينوي رفض مشاعرها... لكن قد تتأثر صحتها..... وهو لا يريد التسبب في الأذى لأحد... سيوضح لها الأمر بعد ان تشفى....
خاصة أنه لا يريد خيانة صديقه على أية حال....
كان الوقت متأخرا عندما عاد إلى شقته أخيرا....  ووجد هيلين في انتظاره...
رمقها بانزعاج بينما قالت: نيكولاس علينا أن نتحدث....
تجنب النظر إليها...ودخل غرفته.... فلحقت به وهي تقول: أصغي إلي رجاء....لقد سمعت انك ضحيت بفندق عائلتك من أجلي.... لماذا فعلت ذلك...؟؟
نظر إليها بكره وأجاب: لقد أردت الانتقام منكِ بأي ثمن لهذا تخليتُ عن الفندق....
تنهدت بعمق وأجابت وهي تقترب منه: أعلم... أنني لا أستحق ما فعلته من أجلي... لكنني أريدك ان تعلم شيئا..... انا ولوسيانو لم يحدث بيننا شيء....
جذبها من ياقة قميصها... وهو يغلي من الغضب كلما حاول ان ينسى... تعود لتذكيره....
شعرت بالخوف بينما قال: يبدو أنك لا تفهمين.... أخبرتك مرارا... انه لا فائدة من كل ما تقولينه....
نظرت في عينيه مباشرة وأجابت: لما لا يُسمح لي بالكلام..... هل تريدني ألا ادافع عن نفسي... بينما أنت تواعد كل ليلة إمرأة مختلفة ثم تعود لتهينني.... أنا أرفض ذلك....
شعر بأنه يكرهها أكثر كلما تكلمت وقال: ماذا... هل تقولين... أنه يحق لك مواعدة الرجال... فقط لأنني اواعد نساء أخريات... هل هذا هو العذر الذي تدافعين به عن نفسك.... ؟!
هزت رأسها نفيا وصرخت في وجهه: أنا لم اواعد احدا.... ولم يلمسني رجل من قبل... كم عليّ ان اكرر ذلك... لكي تفهم....
تغيرت ملامحه إلى أخرى مخيفة....وابتسم لها ببرود وهو يقول: لما لا تثبتين صحة كلامك....
__________________________________________
أخذ حماما ساخنا وهو يلوم نفسه.... لقد أخطأ في حقها.... وأفسد كل شيء عندما سمح لغضبه بالسيطرة عليه.....لقد كانت تقول الحقيقة....وهو أخذ منها أهم ما تملك... دون اعتبار لمشاعرها أو كرامتها من المؤكد أنها ستكرهه إلى الأبد....  لكنه ضحية أيضا فيما حدث.... لقد أحبها بصدق.... ولم يستطع تحمل فكرة انها كانت مع رجل آخر.... عندما خيره لوسيانو بين الفندق وهيلين.... حاول اقناع نفسه أن دافع اختياره لها....هو رغبته في الانتقام.... لكنه في الحقيقة ما يزال يحبها.... ولم يمانع فعل أي شيء من اجل استعادتها....
راقبها وهي نائمة بعمق بعد ان بكت لوقت طويل.... لقد عاملها بقسوة.... رغم انها كانت صادقة معه.... ترى هل ستسامحه.... ؟
في اليوم التالي... فتحت هيلين عينيها بصعوبة....  عادت إليها صور من محنة الليلة الماضية.... وشعرت بألم في قلبها..... مع أنها أحبته بصدق.... إلا انها لن تستطيع.... نسيان ما حدث معها ببساطة.... لقد حاولت أن تكون صادقة معه.... لكنه.... لم يمنحها مجالا لقول أي شيء....
بكت بحرقة.....ثم مسحت دموعها أخيرا..... ما حدث قد حدث... والبكاء لن يغير شيئا.... نهضت بصعوبة....  واسترخت في حوض المياه الساخنة....
كيف ستتعامل معه من الآن فصاعدا.... لن تستطيع النظر إليه بعد الآن....
مر ذلك اليوم بطيئا على كليهما..... وحاول نيكولاس شغل نفسه بالعمل قدر الامكان... لكن دون فائدة....
بدا سارحا... أثناء اجتماع مجلس الادارة.... وتساءل الجميع عما يحدث مع مديرهم....
بعد الاجتماع اتجه إلى مكتبه بينما لحقته فاليريا وهي تقول: نيكولاس... انت لا تبدو بخير... هل انت مريض؟!
تجنب النظر إليها وأجاب: لست مريضا... اريد البقاء وحدي يا فاليريا...
اقتربت منه وأمسكت يده وهي تقول بحزن: انا قلقة عليك... منذ رحيل مساعدتك.... أنت صرت تعاني الكثير من الضغط.....
سحب يده منها وهو يقول: الم تيأسي من محاولة التقرب مني يا فاليريا؟!
نظرت إليه بإصرار وقالت: لن أيأس يا نيكولاس... أنت انفصلت عن تلك الفرنسية.... ولا تواعد أي فتاة الآن.... لذلك...
نظر إليها نظرات أسكتتها وقال: أخبرتك مرارا... أن الأمر مستحيل... كما أنني على علاقة بفتاة أخرى...ولن أتزوج غيرها يا فاليريا.... انصحك... أن تبحثي لنفسك عن شخص آخر.... ألم تملي من ملاحقتي كل هذه السنوات....
قال ذلك ثم دخل مكتبه وأغلق الباب بقوة.... راقبها ألبرت وهو يشعر بالأسى عليها... واقترب منها وهو يقول: أقدر انك انتظرته لسنوات طويلة يا آنسة...
التفتت إليه وهي تبكي....
بينما اضاف: لكن قلبه ملك لفتاة أخرى.... لذلك... أعتقد أنه حان الوقت لكي تبحثي عن شخص يحبك ويقدرك لا تجعلي حياتك تقف عند شخص واحد...
مسحت دموعها وأجابت : معك حق يا سيد ألبرت... الحياة لا تقف عند أحد... أنا أدرك ذلك... لكنني أردت أن أجرب فرصتي الأخيرة معه.... لم أرد ان أندم على شيء....
اومأ برأسه لها... ثم دخل مكتب صديقه وقال: لقد أخبرني دانييل أنك كنت في عالم آخر اثناء الاجتماع ما الذي حدث معك.... هل تشاجرت مع هيلين؟!
ابتسم نيكولاس بمرارة وأجاب: لقد كانت تقول الحقيقة.... وأنا أفسدت كل شيء لأن الغضب أعماني.... لا شك أنها تكرهني الآن ولا تطيق رؤيتي...
لم يفهم ألبرت ما يقصده صديقه تحديدا لكنه رد عليه قائلا: إذا كان اعتقادي صحيحا... فهي لم تخنك أليس كذلك...؟!
اومأ نيكولاس برأسه فأضاف: في هذه الحالة.... عليك الاعتذار منها ...وبذل جهدك.... لكي تعرف الحقيقة منها..... إجعلها تثق بك وتحبك...كما في السابق....ولا تدع مجالا لأي سوء فهم جديد.....
تنهد نيكولاس وأجاب: أعلم ذلك... لكن بعد ما فعلته... لا اظنها....
قاطعه ألبرت قائلا: لقد قالت أنها تحبك بغض النظر عن كل شيء....
شعر نيكولاس بالسوء أكثر بينما أضاف صديقه: لقد تحدثت معي من هاتفك قبل يومين....وقد عرضت عليها لن آتي لأخذها... لكنها رفضت وفضلت البقاء معك...
فهم ما يحدث أخيرا...  إذا...ألبرت هو من أخبرها عن الفندق.... نهض من مكانه وهو يقول: شكرا لك يا صديقي...  ما قلته رفع من معنوياتي....
ثم تذكر شيئا وأضاف: لدي طلب.... أرجو من حبيبتك مارييت أن تساعدني....
__________________________________________
في المساء... عاد نيكولاس مبكرا إلى الشقة.... بحث عن هيلين... فوجدها مستغرقة في النوم.... جلس على السرير... وتأمل ملامحها.... داعب وجنتها بيده... ففتحت عينيها ببطء... ثم ابتعدت عنه وهي تقول: لا تلمسني يا نيكولاس...
أحزنته ردة فعلها...لكنه حاول تفهم موقفها وقال: هيلين.... أنا لم أقصد...بالأمس... كنت غاضبا.... لذلك...
قاطعته قائلة: لا اريد سماع شيء منك... هل تحاول تبرير تصرفك الشنيع؟!
اكتفى من عنادها وقال بعصبية: أنا احاول أن اراعي ظروفك....لكنك... تستغلين الامر.... لعلمك انت الملومة في كل ما حصل..... أكاذيبك هي ما اوصلنا إلى هذه الحال...
تجنبت النظر إليه ولم تجب... مما أثار أعصابه...
فاخذها من يدها... وسارت خلفه ناحية غرفة الجلوس....ووجدت الكثير من الأكياس بينما قال: لقد فكرت في كلامك... انت تحتاجين الكثير من الاشياء لتعيشي هنا... وقد...
تفحصت محتوى الأكياس ثم شعرت بالغضب وقالت: يبدو أن الاغراض مختارة بعناية... هل طلبت من إحدى عشيقاتك شراءها؟!... يستحيل أن أقبلها... 
أدارت ظهرها له... وهي تضيف: لا اريد أي شيء منك....
كان على وشك أن يشدها من شعرها.... لكنه حاول التحكم في نفسه... وقال: لقد طلبت من مارييت شراءها من أجلك....
التفتت إليه ثم فكرت للحظة وقالت بعصبية: هل أخبرتها أنني اعيش معك... وانك تستمتع بإهانتي كل يوم.... أي نوع من الأشخاص أنت.... ؟!
تنهد بعمق ثم قال بسخرية: اجل لقد اخبرت الجميع بذلك... انا أحب الثرثرة عن اموري الشخصية... الا تعلمين ذلك؟!
انزعجت من سخريته منها....وأحنت رأسها بينما أضاف وهو يخرج بعض الأوراق: اريدك ان توقعي هذه الأوراق يا هيلين...
شعرت بالاستياء وتساءلت إن كان عقدا آخر... يلزمها فيه ان تكون عشيقته.... مقابل الفندق الذي خسره.... إنها تكره أن تجبر على أمور لا تريدها.... خاصة أنه تفنن في إهانتها وتعذيبها منذ ذلك الحين....
لم تقوى على قراءة محتوى تلك الاوراق... أخذت منه القلم وهمست: إن وقعت هذه الاوراق... هل تعدني... أنك لن تؤذيني بعد الآن.... خاصة أنني لم اخنك مع اي أحد.... وانت كنت الرجل الوحيد الذي... 
حدق فيها للحظات ثم أجاب: ٱذا كنت مطيعة... وتوقفت عن الكذب.... أعدك ألا أؤذيك يا هيلين....
وقعت الاوراق... وهو يشعر بخيبة أمل.... لم يرد ان يتم الأمر بينهما بهذه الطريقة.... حتى أنها لم تلقِ نظرة على الاوراق التي تحوي عقد زواجهما....
ابتسم بحزن بينما قالت مترددة: نيكولاس... هل ستسمح لي بالحديث الآن... ؟!
احتضنها بحنان وهمس: أنا اسمعك....
شعرت بالدفء في أحضانه... بعدما حدث ليلة أمس يبدو أنه أدرك خطأه.... وعاد الرجل الحنون الذي تحبه... ترددت قليلا قبل أن تقول: لقد كنت في حاجة ماسة إلى المال.... لذلك...
قاطعها قائلا: لماذا لم تخبريني... كنت سأساعدك بالتأكيد....
تنهدت بحزن وأجابت: كنت ساخبرك... لكنني خشيت... أن تعتبرني امرأة رخيصة مثل ليسيا.... خاصة بعد حديثكما أنت و ألبرت ذلك اليوم....أنا لم أرد أن تحتقرني يا نيكولاس....
ربت على ظهرها بحنان وأجاب: ما الذي تقولينه.... أنا يستحيل أن أقارنك بتلك المرأة... كما أنني... مهما كان ما سأعتقده لو طلبتِ مني المال... كان سيكون اقل بكثير مما اعتقدته عندما رأيتك رفقة لوسيانو....
أمسكت يده واجابت وهي تبكي: لقد حدث كل شيء بسرعة.... وقد دفع لوسيانو الديون.... بدلا مني...قبل ان ادرك ذلك.... وعندما عرفت كان الوقت متأخرا... فطلبت منه إمهالي مدة شهر... ريثما أعيد له المال.... كنت أتمنى لو أن السيد جورج... يساعدني لكنه رفض مقابلتي عندما ذهبت إليه.... لهذا السبب....انتهى بي الأمر إلى تلك الحال....
مسح دموعها واحتضنها بقوة وهو يقول: لقد انتهى ذلك الآن.... لكن عديني أنك لن تخفي عني شيئا في المستقبل....
شعرت بالسوء... لأنها لم تخبره الحقيقة كاملة.... بينما كان يتمنى أن تخبره عن سبب الديون المتراكمة عليها... والتي سببت لها كل هذه المشاكل.... لكن سيجعلها تتكلم عاجلا أم آجلا.... من الآن فصاعدا لن يكون متفهما كما في الماضي... لقد تعلم من أخطائه السابقة... 
رفعت نظرها إليه وأجابت: أنا أعدك ألا أخفي عنك شيئا بعد الآن يا نيكولاس....
أحاط خصرها بذراعه.... وقبل شفتيها قبلة حارة....
استسلمت لقبلته.... وهي تشعر بأن هما كبيرا أزيل عن صدرها.... يوما ما... ستخبره بكل شيء.... لكن بعد أن تتأكد انه لن يكون في خطر....
في الصباح التالي تناولا الفطور معا.... بينما ترددت هيلين وهي تقول: بما أننا تصالحنا ... وأنت تثق بي.... أنا أريد العودة إلى الشركة.... سأكون رفقتك طول اليوم.... لذلك لن يكون عليك القلق....
ابتسم لسماع ذلك وأجاب: أنا موافق... لكن بعد أن تستعيدي صحتك.... لقد فقدت الكثير من الوزن... ووجهك شاحب من كثرة البكاء وقلة النوم....
سرها سماع ذلك فاحتضنته بحب وأجابت: شكرا لك....
قبل وجنتها.... ثم ودعها متجها إلى الشركة... وقد أمضى يومه مسرورا.... مما أثار استغراب دانييل... الذي قدم له بعض الاوراق وقال: مضى وقت طويل منذ أن رأيناك في مزاج جيد... هل حدث شيء؟!
ابتسم نيكولاس وأجابه: هيلين...ستعود إلى العمل بعد فترة من الآن...
شعر دانييل بالسرور لسماع ذلك....ثم قال: إذا... هل ستعود لمواعدتها يا نيكولاس؟!
تمنى لو يخبره أنه تزوجها.... لكن...لا يمكنه ذلك الآن.. خاصة أن جده لا يعلم شيئا عن الموضوع... ربما عليه الانتظار قليلا بعد.....
في الأيام التالية.... أمضى نيكولاس أكثر وقته مع هيلين.... وصارت علاقتهما أحسن من ذي قبل..... في ذلك المساء خرجا لتناول العشاء معا.... واستمتعا بوجبة فاخرة..... في جو رومانسي....
بعد أن رقصا على أنغام الموسيقى الكلاسيكية...
أمضيا أمسية سارّة..... وعندما كانا على وشك الخروج.... قابلا فيتوريو وخطيبته صوفيا.....
نظر فيتوريو إليهما وقال: هيلين... أين اختفيت طوال الفترة الماضية....لقد بحثت عنك في كل مكان....جدي كان يريد رؤيتك....
تجنبت هيلين النظر إليه وأجابت: ما الذي يريده مني.... بعد أن طردني....
تنهد نيكولاس وأحاط كتفيها بذراعه وهو يقول: حبيبتي.... في الواقع... فاليريا هي من طردتك....
شعرت بالحقد اتجاهها بينما قال فيتوريو وهو غير متأكد: هل أنتما تتواعدان الآن؟!
أومأ نيكولاس برأسه إيجابا وقال: أجل.... نحن كذلك... لكن لا أريد أن يعلم أحد بالأمر يا فيتوريو... أعتمد عليك....
شعر فيتوريو بالاحباط... أما صوفيا فقد شحب وجهها... إذًا نيكولاس لديه حبيبة... وقد قال لها ذلك الكلام لأنه شعر بالشفقة عليها....
نظرت هيلين إلى فيتوريو وقالت: أخبر السيد جورج ألا يقلق... لقد تدبرت أمري...
أمسكت يد نيكولاس...واستأذنا منهما....
عادا إلى شقتهما.... واستغرب نيكولاس صمتها طوال الطريق.... فاحتضنها من الخلف وهو يقول: حبيبتي... ما الأمر...؟!
التفتت إليه وهي تجيب: لماذا تكرهني فاليريا إلى هذه الدرجة.... أنا لا أفهم.... ؟!
أحاط وجهها بيديه وهو يجيب: آسف لما سأقوله... لكنك سهلة الخداع يا حبيبتي .... عليك العمل على تجاوز هذه النقطة.....
نظرت إليه بانزعاج بينما ابتسم رغما عنه وأضاف: لا أريد ان يتم استغلالك من أحد هل تفهمينني؟!
انحنى إليها وقبلها قبلة حارة.... ثم ابتعد عنها وهو يقول: يجب أن ننام اليوم باكرا....يا حبيبتي... غدا... ستعودين إلى العمل....
غيرت ملابسها... واستلقت بجانبه ثم تذكرت شيئا وقالت مترددة: نيكولاس.... الأمر بخصوص صوفيا خطيبة فيتوريو....
نظر إليها.... بينما عبثت بقميصه وهي تضيف: عندما كنا في الرحلة الجبلية.... لقد أخبرتني أنها واقعة في حبك... لذا....
احتضنها نيكولاس وقال: لقد أتت إليّ قبل مدة واعترفت بمشاعرها لي ....
انزعجت هيلين لسماع ذلك.... بينما عبث بشعرها وهو يضيف: لقد قالت أنها مريضة... وستجري عملية عما قريب... لذلك لم أرفضها بشكل واضح....
استاءت من كلامه وقالت: أعلم أنها مريضة... لكن ما كان عليك أن تمنحها أملا...
جذبها إليه أكثر وأجاب: أنا واثق أنها ستنسى الأمر بعد أن تقابلنا اليوم ... إنها تعلم أنك حبيبتي الآن.... لذلك... ليس علينا أن نقلق...
احتضنته بدورها وردت: لقد تحملت الكثير وأنا أراك تواعد النساء خلا السنوات الماضية..... إن تجرأت على تكرار ذلك... فلن أسامحك....
شعر بالتسلية وهو يراها تشعر بالغيرة.... وهمس لها: لن أواعد أي نساء أخريات طالما أنك بجانبي يا هيلين.... لكن لا يمكنك منعي من التفكير في تلك العارضة....
ابتسمت رغما عنها.... وأجابت: لن أمنعك... يمكنك التفكير فيها بالقدر الذي تريده.... يا عزيزي....
نظر في عينيها مباشرة وتساءل... لماذا هي لا تغضب عندما يتعلق الأمر بالعارضة.....
سرقت قبلة صغيرة من شفتيه وهي تقول: غدا لدينا عمل كثير....كما أنني سأزور جدك....لأطلب منه الاذن للعودة للشركة....
احتضنها بحب وغط كل منهما في نوم عميق.......
في اليوم التالي اتجها سوية إلى الشركة..... وهيلين تشعر بالسرور للعودة للعمل أخيرا.... كل شيء يبدو كالحلم بالنسبة لها.....أخيرا يمكنها الاستمتاع بحياتها دون الخوف من شيء.....
سر الجميع برؤيتها ورحبوا بعودتها.....
دخلت مكتبها القديم في الطابق الثاني.... ولحقتها تانيا رفقة دانييل....  احتضنتها تانيا.... وهي تقول: لقد تركت فراغا كبيرا يا هيلين... أين اختفيت؟! اتصلنا بك كثيرا...
ربتت هيلين على ظهرها وهي تجيب: أنا حقا آسفة... لكن لن يتكرر ذلك....
ابتسم دانييل وهو يقول: لقد افتقدناك جميعا خاصة الرئيس....
شعرت هيلين بالاحراج....
ثم استأذنت منهما لتذهب إلى مكتب نيكولاس...
دخلت فرمقها بانزعاج وقال: أما زلت مصرة على العمل في الطابق الثاني... ؟!
ابتسمت رغما عنها وأجابت: نحن نقضي معا كل الوقت تقريبا... لذلك... قاطعها وهو يقول: لقد قررت من الآن فصاعدا ستقومين بأعمالك المكتبية هنا معي....
أرادت الاعتراض لكنه أصر على قراره....وفي النهاية وافقت....
في ذلك المساء عاد أصرت هيلين على زيارة جد نيكولاس بمفردها... ولم ترد منه مرافقتها..... وفي النهاية... أرسلها إلى هناك مع سائقه السيد ويلكينس...
استقبلها السيد ديون بفرح.... وأبدى سعادته بعودتها إلى العمل.... لم ترد إخباره بأمور غير ضرورية ... وأخبرته أن والدها أنهى مسألة ديونه أخيرا وسافر إلى اسبانيا.... وارتاحت منه إلى الأبد...
سر ديون بسماع ذلك وقال: في هذه الحالة.... ستكونين الآن حرة في عيش حياتك يا ابنتي... وأنا سأكون دائما موجودا ان احتجت لشيء...
شكرته من أعماقها.... وتساءلت... إن كان سيقبل بها.... إذا ما رغب نيكولاس في الزواج منها... يوما ما... 
عادت إلى الشقة وكان نيكولاس ينتظرها....
احتضنها بحب وهو يقول: ما الذي تحدثت به مع جدي يا هيلين؟!
احتضنته هي الأخرى وأجابت: لا شيء مهما... فقط اعتذرت له عن تركي للعمل... وقد أبدى سعادته برؤيتي مجددا....
داعب شعرها بيديه... وهو يهمس: إذا... هل أفهم من هذا أنك مستعدة لدخول عائلتي؟
أحنت رأسها وأجابت: كيف ستقدمني لهم يا نيكولاس... هل ستقول أنني عشيقتك... ؟!
قبلها بحب ثم قال : الأسبوع القادم... لدي رحلة عمل مهمة يا هيلين.... وسأتحدث مع جدي فور عودتي... حضري نفسك إلى ذلك الحين.....
اومأت برأسها إيجابا.... عندما رن هاتف نيكولاس واستغرب كونه فيتوريو.... أجاب ليخبره أن أندي مريض وهو يريد رؤية هيلين...
تنهد نيكولاس بقلق واخبرها فأصرت على الذهاب لرؤيته....
انزعجت فاليريا من رؤية هيلين....ولم تتردد في إظهار ذلك بينما رمقتها هيلين بغضب هي الأخرى.... وتوترت وهي تقابل جدها....الذي رحب بنيكولاس و اكتفى بإماءة بسيطة أمامها....
قادهما فيتوريو إلى غرفة أندي... الذي سر لرؤية اخته الكبرى... واحتضن كل منهما الآخر...
أشار فيتوريو إلى نيكولاس... ليتحدث إليه على انفراد...
خرجا إلى الشرفة سوية بينما قال فيتوريو: ألا تظن أنك ترتكب خطأ كبيرا.... بارتباطك بهيلين؟!
شعر نيكولاس بالضيق بينما أضاف: ألم تتساءل يوما عن السبب الذي يجعل جدي يرفض الاعتراف بها؟!
ابتسم نيكولاس وأجاب: مشاكلكم العائلية لا تهمني... أنا أحب هيلين... وهذا كاف بالنسبة لي...
تنهد فيتوريو ورد قائلا: اسمعني... السبب الذي دفع جدي لرفض هيلين... هو السبب نفسه الذي سيجعل جدك يرفض زواجك منها يا نيكولاس... لذلك.... الأفضل ان تنفصل عنها في أسرع وقت كي لا يتأذى كلاكما....
غضب نيكولاس لسماع ذلك وقال: بدلا من التحدث بالألغاز.... لماذا لا تخبرني بكل شيء مباشرة...
هز رأسه نفيا وقال: هذا الأمر يخص هيلين... لم لا تسألها بنفسك.... ربما قد تجيبك.... ولو كانت تحبك كما تقول... لفضلت الابتعاد عنك لمصلحتك....
قال ذلك ثم عاد إلى غرفة أندي ولحقه نيكولاس وهو يفكر في كلام صديقه....
كان الجد جورج رفقتهما وكان أندي يصر على أن تبقى هيلين رفقته... شعرت بالأسى على أخيها الصغير.... لكن من جهة أخرى جدها لن يوافق... كما أنها لن تقبل بالبقاء مع فاليريا في المكان نفسه.....
لكن ما فاجأهم هو جورج عندما قال محدثا هيلين: أندي متعلق بك كثيرا...  إن بقيتِ معه ستتحسن صحته سريعا... لذلك... أريد منك الاقامة معنا لفترة... يا هيلين...
انزعج نيكولاس لسماع ذلك...فهو يرفض أن تبقى هيلين مع فيتوريو تحت سقف واحد...
سرقت نظرة إليه وأدركت أنه يعارض الأمر لكن من جهة أخرى أندي في حاجة إليها... خاصة ان والدته في المستشفى....
ترددت قليلا ثم قالت: في هذه الحالة سوف أبقى... لفترة قصيرة ريثما يتحسن أندي....
احتضنها أندي بفرح.....وابتسم فيتوريو...  بينما لم تتغير ملامح الجد...
خرج نيكولاس أولا وأدركت أنه غاضب منها... فاستأذنت منهم ولحقته....
لم يرغب في التحدث إليها....لكنها تمسكت بذراعه وقالت: نيكولاس... لماذا تتصرف هكذا؟!
سحب ذراعه منها وقال: لقد اتخذتِ قرارك وانتهى الأمر... ماذا تريدين مني...
احتضنته بحب وقالت: إنه أخي الوحيد....وهو صغير ويحتاج إلي بجانبه....
تنهد نيكولاس وقال: الأمر ليس متعلقا بأندي...أنا لا أريد تركك مع فيتوريو.... أنتِ تعلمين جيدا أنه معجب بك...
شعرت بالأسى عليه وهي تلمح الغيرة في عينيه.... فأحاطت وجهه بيديها وهمست: لا تكن سخيفا... أنا أحبك أنت.... كما أن فيتوريو قريبي وهو مرتبط.... لن يحاول التقرب مني...
احتضنها نيكولاس بحب.... ثم قبل شفتيها وقال: سأسافر بعد فترة قصيرة...ولن نرى بعضنا لفترة يا حبيبتي.... لذلك... كوني حذرة..... اتفقنا....
غادر نيكولاس... وشعرت هيلين بالحزن.... لكنها مضطرة للبقاء هنا من أجل أخيها....
راقبتها فاليريا بحقد.... وتوعدت لها... وفي النهاية... قضت هيلين ليلتها الأولى في منزل جدها.... وهي تتساءل كيف ستكون الأيام القادمة.....

تناديه سيدي الجزء1حيث تعيش القصص. اكتشف الآن