في ذلك المساء....التقت ديانا بنيكولاس وتحدثا عن سير عرض الأزياء.....والنجاح الذي حققه....
ابتسم لها نيكولاس بحب... وقال: ما كان العرض لينجح لولا موهبتك....
ابتسمت بخجل.... وردت: ما كنت لأنجح لولا تشجيعك..... لاسيما ثوب الغلاف....
ابتسم لسماع ذلك.... فقد تذكر العارضة التي تألقت وهي ترتدي الثوب الذي صمم بناء على طلبه.... لقد ناسبها فعلا.... كما لو أنه صنع من أجلها.....
أمسكت ديانا يده بحب وهي تقول: لقد خف ضغط العمل..... نيكولاس... لم لا تأخذ إجازة يا عزيزي.... وتأتي معي إلى باريس؟!
فكر في كلامها قليلا ثم قال: لا يمكنني... ترك هيلين وحدها.... آخر مرة فعلت.... تسببت في انهيار عصبي لها..... لا اريد تكرار ذلك....
هزت رأسها نفيا وردت: لقد كنتما على خلاف في ذلك الوقت ووضع الشركة كان حرجا....لكن الآن الوضع مختلف...
ابتسم لها بأسف وأجاب: ومع ذلك لا يمكنني.....
شعرت بالحزن.... بينما سألها: متى ستنتهي مدة إقامتك هنا يا ديانا.... ترددت قليلا... قبل أن تجيب: بقي شهر واحد..... .
أمسك كلتا يديها بحب وأجاب : سأحاول تفريغ جدول أعمالي... خلال هذه الفترة.... لنحظى بأطول وقت معا... ثم سأرى ٱن كان بإمكاني تجديد إقامتك هنا... اتفقنا....
سرت بسماع ذلك واحتضنته وهي تقول: نيكولاس أنا أحبك....
في الصباح التالي.... ذهب نيكولاس إلى المكتب... ووجد هيلين في انتظاره... امام باب مكتبه.... استغرب ذلك وقال: هيلاري هل حدث شيء؟!
ترددت قليلا قبل أن تجيب: سيدي ... قريبك السيد اوبالدو.... أتى لزيارتك.... وعلى الأغلب السيد ديون نقله ليعمل هنا.... معنا....
انزعج نيكولاس لسماع ذلك... وقال: يبدو ان جدي يريد إصافة جو من الأكشن... لحياتنا يا هيلاري....
ابتسمت لسماع ذلك.... بينما دخل نيكولاس مكتبه....
كان اوبالدو جالسا بأريحية على الأريكة.... ولم يحيي نيكولاس عند دخوله بل قال بتعال واضح: هل أنت معتاد على القدوم متأخرا للشركة....
ابتسم نيكولاس بسخرية وأجاب: عندما تكون المدير العام للشركة.... فهذا يمنحك حرية التصرف... أنت تحاسب الموظفين... لكن لا احد يحاسبك...
ظهر الانزعاج على وجه اوبالدو الذي قال: سنرى كم سيستمر ذلك...
جلس نيكولاس إلى مكتبه بأريحية وقال: سيستمر... إلى أن يرث ابني الشركة من بعدي....
ابتسم اوبالدو بمكر ورد: أليس عليك الزواج أولا.... قبل التفكير في وجود.... طفل.... او ربما ستطلب .. من مساعدتك.... المملة.... انجاب طفل لك....
لم يفهم نيكولاس كلامه... في حين... أطلق اوبالدو ضحكة... وخرج من المكتب....
دخلت هيلين المكتب.... وهي تقول: آمل أنكما لم تتشاجرا.... سرح نيكولاس بعيدا... ما الذي يعنيه اوبالدو بكلامه.....
تنحنحت هيلين وقالت : سيدي لدي سؤال....
رفع حاجبه مستفهما بينما قالت: ما الفرق بين الكفاءة والفاعلية؟!
استغرب سؤالها بينما أجاب:
الكفاءة هي فعل الأشياء الصحيحة بطريقة صحيحة وبالتالى تنخفض التكاليف ، فيتم استخدام أقل كم ممكن من المدخلات والموارد كالوقت والجهد والمال للحصول على اكبر منفعة.
أما الفاعلية فهي تتعلق بمدى تحقيق أهداف المنظمة بغض النظر هل الطريقة التى تم فعل الأشياء بها صحيحة ام لا....
سجلت ما قاله بسرعة بينما سألها: هل تراجعين دروس الادارة أم ماذا؟!
شعرت بالتوتر بينما أجابت: هذا صحيح.... أحتاج إلى تذكر المفاهيم الأساسية.... كي لا أرتكب قرارات خاطئة في المستقبل....
ابتسم رغما عنه وقال: لم ارى شخصا يأخذ عمله على محمل الجد مثلك يا هيلاري.... هنيئا لك...
ابتسمت بتوتر...وخرجت بسرعة....
لتلتقي بدانييل.... الذي ابتسم بمكر وقال وهو يناولها مجلة الموضة العالمية فوغ.....: هيلين أنت أحدثت ثورة يا فتاة....
أخذت المجلة.... ووجدت صورتها مرتدية أحد فساتين الكاتالوغ..... ومكتوب بالخط العريض: النجاح الباهر لعرض ازياء روايال.... عارضة مثيرة وغامضة....
تابعت قراءة المقال الذي كان يشير... إلى أن الكاتالوغ كان مثيرا وجذابا أكثر من العرض نفسه.... وأن جسد العارضة هو ما أظهر جمال الفساتين.... ولقد كان خيارا ممتازا.... وأن اخفاء وجه العارضة... كان له دور كبير في جذب الاهتمام للعرض.... وأضافوا كلام دانييل عن أن العارضة ذات وجه جميل جدا....
شعرت بالحرارة تغزو وجهها وهي تقرأ ذلك... في حين انضمت إليهما تانيا....وضحكت وهي تقرأ المقال بصوت مرتفع... وضحك دانييل أيضا....
في حين أتت ديانا.... واستغربت ما يحدث وصدمت وهي تقرأ الخبر.... أخذت المجلة بعصبية ودخلت مكتب نيكولاس وهي غاضبة....
استغرب ذلك... وقال: حبيبتي أنا مشغول الآن....
رمت المجلة أمامه وقالت: هل سمعت ما يتردد في كل مكان؟!
أخذ المجلة.... ولمعت عيناه وهو يرى صورة العارضة.... مما زاد من غضب ديانا التي أضافت: إنهم يقولون أن الفساتين التي صممتها لا تساوي شيئا... لولا جسد العارضة.....المثيرة....
استغرب ردة فعلها وقال: ٱنها ثرثرة الصحافة.... عليك الاعتياد عليها.... المهم أننا نجحنا... وجنينا أرباحا كبيرة....
امتلأت عيناها بالدموع بينما قالت: لو أنني نجحت كما تقول لتسابقت شركات الموضة لتوقيع عقود معي ... لكنهم بدلا من ذلك يبحثون عن العارضة المجهولة.... لتعرض فساتينهم....
تنهد بعمق وقال: ألن تتوقفي عن الغيرة من فتاة لا وجود لها....
اكتفت من كلامه وقالت: من المفترض أن هذا نجاحي أنا.... لكن بدلا من ذلك... صورها في كل مكان.... هذا لا يطاق يا نيكولاس....
انزعج من لهجتها وقال: هل تحاولين إلقاء اللوم علي؟!.. أنا لا أعرفها.... ولست من أحضرها.... لماذا تغضبين مني؟!
نظرت له والغيرة تأكلها وقالت: لأنني أعلم من خلال النظر إلى عينيك ... أنك تتوق إلى رؤيتها أيضا....
خرجت بعصبية.... بينما... أخذ المجلة... وتأمل صورة العارضة.... لن ينكر كلام ديانا.... هو حقا يرغب في رؤية وجهها.... لكن السبب هو فضوله لا أكثر....
دخلت ديانا غرفة هيلين.... التي تفاجأت برؤيتها بينما نظرت إليها ديانا بغضب وقالت: هيلين.... من أين أحضرت تلك العارضة؟!
لم تفهم هيلين كلامها بينما أضافت: أنا لا أفهم لم الجميع يصفها بالجميلة والمميزة..... لو كانت كذلك حقا... لما اخفت وجهها ألا توافقينني؟!
شعرت هيلين بالضيق لسماع ذلك.... وقالت: هي لم ترد أن تتأثر حياتها الخاصة.... هذا كل ما في الأمر؟!
أطلقت ديانا ضحكة وقالت: حياتها الخاصة؟! أتساءل فعلا أي نوع من الحياة الخاصة تعيشه.... بذلك الجسد المثير.... في النهاية إنها مجرد امرأة رخيصة.... تعرض جسدها من أجل المال.... هذه قمة الحقارة....
اكتفت هيلين من سماعها.... وضربت بيدها على المكتب وقالت: هذا يكفي....
اتسعت عينا ديانا من الصدمة بينما أضافت هيلين بغضب: كيف يمكنك التحدث عن الآخرين بهذه القسوة دون أن تعرفي ظروفهم....اعذريني على كلامي لكنك... فتاة سطحية يا ديانا.... وغير حرفية عندما يتعلق الأمر بالعمل....
نظرت إليها ديانا نظرات لم تفهمها... وقالت: اعتذري مني فورا.....
نظرت ٱليها هيلين بنظرات ثابتة وقالت: لا... لست مخطئة ولن أعتذر....
تبادلتا نظرات غاضبة ثم قالت ديانا: سنرى يا هيلين.... إن كنت ستعتذرين أم لا؟!
ثم غادرت....
تساءلت هيلين إن كان الأمر انتهى عند هذا الحد....فهي بدأت تشعر بالندم على قيامها بدور العارضة....
وبعد لحظات استدعاها نيكولاس رفقة دانييل وقال: لن أطلب منكما إخباري بهوية العارضة... لأنني أعلم أنكما سترفضان.....لكن عندما راجعت تكاليف عرض الأزياء ككل..... وجدت أنه لا وجود لأجرة العارضة أي أنها لم تتقاضى أجرا عل عملها.... ما الذي يعنيه هذا؟!
شعرت هيلين بالتوتر.... فهي يستحيل أن تأخذ أجرا من أجل شيء تقدمه للشركة....
نظر إليهما نيكولاس نظرات شك.... وفجأة تنهد دانييل وقال: حسنا.... هذا محرج... لكن سأخبرك بالسبب.... في الواقع.... تلك الفتاة واقعة في حبك يا نيكولاس... لكنها تشعر بالخجل منك.... وقد قامت بالعمل خصيصا من أجلك.... مع أنها ليست عارضة من الأساس.... إنه تعبير منها عن حبها لك....
صدم نيكولاس بما يسمع.... وصدمة هيلين لم تكن أقل.....بينما قال نيكولاس: هل أنت جاد؟!
هز رأسه إيجابا وقال: أجل... يمكنك أن تسأل هيلين إذا أردت ...
اتسعت عيناها واحمر وجهها.... بينما نظر إليها نيكولاس منتظرا ردها..... فما كان منها إلا أن قالت: أجل.... كلامه صحيح.... يا سيدي ....
صمت قليلا ثم طلب من هيلين الانصراف.... وقال محدثا دانييل : لو أنني سألت هيلين... لشعرت بالخجل... واعتذرت عن الاجابة... دانييل أخبرني أي نوع من النساء هي تلك العارضة ؟!
شعر دانييل بشيء من التسلية... من الواضح أن قريبه واقع في حب العارضة المجهولة.... ترى كيف سيكون رد فعله... عندما يعلم أنها هيلين.... منع نفسه من الابتسام وهو يقول: إنها مرحة.... ورقيقة.... وتحب الجميع.... وتقدمهم على نفسها... وهي تأخذ عملها على محمل الجد..... ولا تتوانى عن مساعدة أحد.... صدقا لم أقابل فتاة مثلها من قبل....
أحس نيكولاس بشيء في قلبه بينما رد: شكرا لك يا دانييل.... يمكنك الذهاب....
سرح نيكولاس بتفكيره طوال اليوم .....
وعاد إلى شقته تلك الليلة.... وأمضى ليلته وهو يحدق في صورة العارضة.... كلما حدق في صورها أكثر.... وخاصة بعد كلام دانييل.... هذا يمنحه شعورا أنه يعرفها.... بطريقة أو بأخرى.....
في حين ان ديانا كانت متضايقة من كلام هيلين..... كيف تقول أنها غير حرفية في العمل..... ستجعلها تعتذر عن كلامها وهي تعرف الطريقة المثلى لذلك....
في الصباح الباكر..... ذهب نيكولاس.... لزيارة ألبرت.....
وقد تحدثا مطولا في أمور كثيرة.... بينما قال ألبرت: أهنئك لقد حقق العرض نجاحا باهرا....
ابتسم نيكولاس وأجاب: الكل أجمع أن العارضة هي السبب...... وأنا أيضا أظن ذلك....
ابتسم ألبرت وهو يرى الاعجاب في عيني صديقه وأجاب: إذا هل تتواعدان.... أنت والعارضة الجميلة.... أفترض أن غيرتك عليها هي ما جعلك تخفي وجهها أليس كذلك؟!
نهض نيكولاس من مكانه وهو يقول: لا.... أنا شخصيا لم أرى وجهها.... لكن...
استغرب ألبرت كلامه.... بينما أخبره نيكولاس بكل شيء.... وأنه على الأغلب معجب بفتاة دون ان يعرفها أو يرى وجهها....
تنهد ألبرت وقال: في هذه الحالة.... أنا أعتقد أن شعورك مجرد فضول يا نيكولاس.... أقصد... أنا واثق من أنك بمجرد أن ترى وجهها.... ستفقد رغبتك فيها... صدقني....
فكر نيكولاس بكلام صديقه ثم أدرك أنه محق.... وقرر نسيان أمر تلك العارضة نهائيا....
قاطع حديثهما.... اتصال من ديانا تقول: نيكولاس.... أريدك أن تعقد اجتماعا طارئا.....هناك أمر مهم اود قوله.....
استغرب ذلك كثيرا.... واتصل بهيلين وسيزار ودانييل وتانيا..... وويليام....
وفور وصوله إلى الشركة.... كانوا جميعا حاضرين.....
دخل نيكولاس معلنا بداية الاجتماع وقال محدثا ديانا: آنسة ديانا..... ماذا هناك...؟!
نظرت إليه مباشرة وقالت: أنا.... أريد أن أفسخ عقدي مع الشركة....
صدموا جميعا بكلامها لاسيما نيكولاس.... بينما قال سيزار: لكننا بدأنا الانتاج بالفعل.... والطلبات تتزايد.... إن ألغيت العقد ستسببين لنا خسارة كبيرة يا ديانا....
تساءل نيكولاس عن سبب قرارها.... هل يعقل أن غيرتها من العارضة هي السبب.... في حين أدركت هيلين سبب غضبها....
نظرت ديانا إليهم بنظرات ثابتة وأجابت: لا أعتقد أن أيا منكم قد يرغب في العمل مع فتاة غير احترافية في عملها أليس كذلك يا هيلين.... ألم يكن هذا كلامك؟
نظر الجميع إلى هيلين..... في حين أنها بدت متفاجئة وقالت: لم أقل أننا لا نرغب في العمل معك.... لقد قلت فقط أنك غير احترافية في عملك.... وأنت تعرفين ما دفعني لقول ذلك...
شعر نيكولاس... بالسخف ... إنه خلاف بين امرأتين... لم يجب أن تدخل الشركة في هذه الدوامة أساسا...
في حين استغرب الآخرون.... ولم يفهموا شيئا....
تبادلتا نظرات غاضبة...... في حين قال نيكولاس بنفاذ صبر: آنسة ديانا.... نحن لا نريد خسارة للشركة من أجل خلاف بسيط..... كيف تريدين ان نسوي الأمر؟!
شعرت ديانا بالنصر وأجابت: أريد ان تعتذر هيلين مني أمام الجميع.... إعادة لاعتباري.... الأمر ليس بسيطا... فهي شككت في مصداقيتي في العمل؟!
شعر دانييل وتانيا بالسوء.....وكذلك ويليام.... في حين انزعج سيزار لذلك.... إنها مشكلة بينهما... لذلك ليس من الضروري أن تناقش الموضوع أمام الجميع....
شعر نيكولاس بشيء من التسلية وتساءل ماذا سيكون رد فعل هيلين عندما تسمع تصريحه.... نظر إليها بنظرات ثابتة وقال: آنسة هيلين.... أنا أنتظر .....
التفت الجميع إليها.... في حين أنها قالت: رجاء لا تحكم على القصة وقد سمعتها من جانب واحد... وأيضا أنا لا أعتقد أنني مخطئة لأعتذر.....
قاطعها نيكولاس بلهجة قاطعة: لا يهم ما تعتقدينه.... لكنك ستسببين بخسارة كبيرة للشركة.... نتيجة لتصريحاتك....
شعرت بخيبة أمل كبيرة.... ديانا أهانتها.... لذلك قالت ذلك.... لكن من يهتم فالفتاة التي تعارضها هي حبيبة المدير..... وهو بالتأكيد سيقف إلى جانبها حتى إن كانت مخطئة.... شعرت هيلين بالمرارة وهي تقول: أنت محق سيدي.... آنسة ديانا أنا أعتذر .... أعتقد أن هذا ينهي المشكلة ....
ابتسمت ديانا ابتسامة نصر في حين خرجت هيلين من المكتب وهي تشعر بخيبة أمل .... أليس نيكولاس هو من قال أنه لا يخلط الأمور الشخصية بالعمل..... الحب يغير الأشخاص ومبادئهم أيضا ...
لحقها دانييل وتانيا بينما قالت صديقتها: هيلين أنت بخير؟!
دخلت المصعد ودخلا معها بينما قال دانييل: أنا حقا منزعج لأنك اضطررت للاعتذار.... دون أن تدافعي عن نفسك....
ابتسمت هيلين وقالت: في الواقع.... لقد اعتذرت... لكن لم أحدد سبب اعتذاري....
نظرا لها بدهشة بينما أضافت: لقد اعتذرت لأنني كعارضة سرقت الأضواء منها.... وسرقت نجاحها....
انفجر دانييل ضاحكا وقال: أنت صعبة يا هيلين....
في حين احتضنتها تانيا وقالت: حقا لقد كان موقفا... مزعجا... أنا سعيدة لأنك تعاملت معه بحرفية....
ابتسمت.....هيلين....لسماع ذلك.... وجود... صديقيها خفف عنها....حزنها وخيبتها....
ذهب نيكولاس....إلى مكتبها مباشرة... وهو يشعر بالانزعاج مما حصل.... فأكثر ما يكرهه هو مزج الأمور الشخصية بالعمل.....
تبعته ديانا بعدما أحست بغضبه ....
تجنب النظر إليها بينما قالت: أنا لا أفهم سبب غضبك.... هي أهانتني....وأنا استعدت اعتباري.... أليس ذلك من حقي؟!
نظر إليها مباشرة وقال: لا يهمني ما حدث بينكما سابقا...... فهي مشكلة شخصية بينكما.... لكن أن تقحمي الشركة.... لحل نزاعاتك الخاصة.... صدقا هذه ليست احترافية في العمل....
صدمت بكلامه ونزلت دموعها رغما وقالت: نيكولاس أنت تسيء إلي....
نظر إليها بخيبة أمل وقال: ديانا أكثر ما أرفضه هو خلط الأمور الشخصية بالعمل... حتى أنك وضعت نفسك في موقف محرج..... وأثبت كلام هيلين بتصرفك اليوم.... أتعلمين هيلين بينت للجميع أنها أفضل منك.... لقد اعتذرت.... لأن مصلحة الشركة هي اولويتها القصوى.... على خلافك.... فقد كنت مستعدة للتسبب في خسائر فادحة لنا.... فقط لتصفية خلافاتك.....
أدركت ديانا خطأها.... وأنها أساءت لنفسها قبل الاساءة لهيلين وقالت بعيون دامعة: حبيبي نيكولاس.... أنا حقا آسفة..... لكنها جرحت مشاعري عندما دافعت عن تلك العارضة الرخيصة.....وشككت في حرفيتي....
تنهد نيكولاس ورد : إذا فالأمر كما توقعت .... تلك العارضة... هي السبب....
تجنبت النظر إليه وأجابت: نيكولاس... تلك الفتاة جعلتني بطريقة ما أشعر بعدم الأمان.... وجعلتني أتصرف بجنون.....
اقتربت منه بينما أضافت: أنا مستعدة للاعتذار من هيلين والجميع.... فقط أخبرني أنك تحبني... وأنك لست مهتما بتلك الفتاة......
احتضنها بحب وهو يقول: أنت المرأة الوحيدة في حياتي يا ديانا متى ستفهمين ذلك.....؟!
لفت ذراعيها حول عنقه بينما أضاف: وبالنسبة لتلك العارضة.... سأمنع الجميع من الحديث عنها بعد الآن... فلتنتهي القصة عند هذا الحد....
فرحت بذلك كثيرا... وقبلت شفاهه بعمق.... استغرب تصرفها.... وتساءل إن كانت حقا تحبه لهذه الدرجة....
كانت هيلين في مكتبها عندما....دخل سيزار...
كانت الكتب متناثرة أمامها على المكتب مما أثار استغرابه وقال: هل مازلت تدرسين؟!
شعرت بالتوتر بينما أجابت: لا..... أنا فقط أراجع....بعض الأمور....
ابتسم رغما عنه وقال: حسنا بما أنك تراجعين معلومانك.... فهذا يعني أنك في مزاج جيد وأن حادثة اليوم لم تؤثر عليك.... يسرني ذلك....
بساطته أدخلت الدفء إلى قلبها بينما قالت مبتسمة: أنت محق.... أنا آسفة لأنك كنت شاهدا على خلاف سخيف كذاك....
هز رأسه نفيا بينما أجاب: لا.... أبدا.... لقد أثر فيّ موقفك..... أقصد.... لقد أظهرت للجميع أنك تقدمين الشركة على نفسك....
شكرته هيلين على مديحه.... ثم دعاها لتناول الغذاء معه..... فما كان منها إلا أن وافقت....أمام نظراته الحانية.....
تناولا الغذاء في مطعم شعبي.... وقد سرت هيلين... برفقته..... وتحدثا عن أمور كثيرة.... ثم تذكر سيزار شيئا وقال وهو يضحك: بالمناسبة....لم تتح لي الفرصة لسؤالك.... صدقا من هي تلك العارضة.... إنها جميلة بشكل لا يصدق ...
احمر وجهها.... وهي تسمع كلامه... وتساءلت ماذا ستكون ردة فعله إذا ما عرف أنها هي؟!
ترددت قليلا قبل أن تقول: سيزار.... ماذا سيكون رد فعلك... إذا ما علمت أن تلك العارضة هي أنا؟!
انفجر ضاحكا لسماع كلامها وقال: أنتِ...؟! هذا مستحيل..... لا أقصد الاساءة.... أعلم أنك جميلة عندما تعتنين بمظهرك.... لكنك.... لن تكوني بمثل تلك الروعة...
تقبلت كلماته بصدر رحب .... حتى سيزار الذي يبدو معجبا بها.... يقلل من شأنها....
قطع حديثهما.... اتصال هاتفي... أجابت هيلين.... لتجد زميلتها في الجامعة....تخبرها ان هناك محاضرة مهمة صباح غد حول الاقتصاد وإدارة الأعمال....وسيلقيها رجل أعمال مهم..... ويجب أن تحضر.....
راجعت هيلين جدول أعمال غد ووجدت أن نيكولاس مشغول صباح غد.... وتساءلت إن كان بإمكانها طلب الاذن منه..... لا سيما بعد ما حدث اليوم....
أوصلها سيزار إلى الشركة..... وعند البوابة... قابلت اوبالدو.... ابن عم نيكولاس.... ابتسم بسخرية عند رؤيتها وقال: أرى انك لا تفوتين فرصة للتقرب من مدرائك....
استغربت كلامه.... بينما قالت بابتسامة مصطنعة: سمعت أنك تسلمت وظيفتك في الشركة....
نظر إليها بعدم اهتمام وقال: أجل مدير قسم التسويق....
سرها سماع ذلك وقالت: هذا مدهش.... أتطلع لتعلم الكثير منك يا سيدي.....
استغرب لهجتها وقال: لا عجب أن نيكولاس يبقيك إلى جانبه..... لم أرى أحدا متحمسا للعمل مثلك.... أنا لا أمانع.... يمكنك سؤالي في أي وقت....
غادرت هيلين بينما ابتسم أوبالدو وهو يقول: لنرى كم سيدوم بقاؤك في الشركة.... بعد ان أخبر جدي بما عرفته.....
عادت هيلين إلى مكتبها لتجد ديانا في انتظارها.... شعرت هيلين بالضيق لرؤيتها.... بينما قالت ديانا: انا كنت غاضبة ولا أعرف ماذا أصابني.... هيلين....انا...
قاطعتها هيلين قائلة: انسي الموضوع فحسب....أنا لست غاضبة.....
استغربت ديانا ذلك وردت: هل أنت جادة؟!
أومأت هيلين برأسها وقالت: أجل.... أنا مشغولة بعض الشيء...
اومأت ديانا برأسها وخرجت من الغرفة.... في حين تساءلت هيلين... كيف ستطلب من مديرها منحها إجازة صباح الغد.... عليها حضور المحاضرة... بأي ثمن...
رفعت سماعة هاتف المكتب واتصلت بمكتبه....فهي في أعماقها تشعر بالنفور منه.... ولا تريد رؤية وجهه....
أجاب وتفاجأ لسماع صوتها بينما قالت: سيدي... هل يمكنني طلب إجازة صباح غد؟!
استغرب كلامها.... لكنه فهم ما يجدث وقال: هيلاري... لست الشخص الذي يخلط الأمور الشخصية بالعمل.... لا تظني بأني سأرفض طلبك.... فقط لأنك على خلاف مع حبيبتي.....
أجابته باختصار: سأعتبر هذا موافقة منك .... عن إذنك....
وأغلقت الخط.... ثم عادت لتصفح الكتب التي أمامها....
في ذلك المساء كان نيكولاس..... متجها إلى شقته عندما ورده اتصال من جده يخبره فيه أنه أتى إلى روما ويريد مقابلته.... طلب من سائقه ويلكنس تغيير الاتجاه للذهاب لمنزل جده.......
استقبله الجد ديون بحفاوة وعانق كل منهما الآخر..... ابتسم نيكولاس وهو يقول: تبدو في صحة جيدة.... أرى أن جو الدانمارك.... ناسبك....
ضحك الجد وقال: أنت أيضا تبدو مبتهجا على غير العادة.... وأعتقد أن حبيبتك هي السبب....
ابتسم نيكولاس رغما عنه وقال: نوعا ما.... في الواقع أنا متفاجئ..... إنها تتصرف كما لو كانت تعرف كل شيء عني.... الأشياء التي أحبها.... ما أرغب به.... ما لا أحبه.... إنها تدرك كل شيء دون أن أخبرها.... وهذا يجعلني متعلقا بها أكثر....
شعر الجد بالسرور لسماع ذلك وقال: إذا متى ستقدمها إلي....؟!
شعر نيكولاس بالسرور وهو يرى جده... وهو يتقبل اختياره... وقال: في أقرب وقت ممكن يا جدي....
أحس ديون بالرضى وقال: سأمكث هنا مدة يومين... تصرف على هذا الأساس....
هز نيكولاس... رأسه بينما تذكر ديون شيئا وقال: بالمناسبة ما رأيك في المساعدة التي اخترتها لك؟!
ابتسم نيكولاس برضى وقال: عندما يتعلق الأمر بالعمل.... لا أحد يتفوق عليها.... لكن عدا ذلك... نحن كالماء والنار.... لا نتفق على شيء....
ابتسم الجد لسماع ذلك وقال: هيلين....مرت بظروف صعبة.... جعلتها تفقد ثقتها بالآخرين..... وصارت تعامل الجميع على أنهم أعداؤها يا بني....
لم يرد نيكولاس... التعمق في الحديث أكثر....
واستأذن جده وغادر.... وعند الباب.... قابل أوبالدو....ابتسم بمكر...بينما قال: هل ستعرف حبيبتك بجدي؟!
تساءل نيكولاس من أين عرف بأمر ديانا في حين أضاف قريبه: لا تتسرع.... ستتركك في أقرب وقت بعد أن تعرف الحقيقة.....
لم يعطه نيكولاس بالا وغادر..... فهو دائما يلعب بالكلام..... بغية إغاظته.....
اتصل نيكولاس بديانا وقال: حبيبتي.... أرجو أن تتفرغي.... ليلة غد.... سأعرفك بشخص مهم بالنسبة لي......
تساءلت من يقصد..... ووافقت على دعوته.... وهي متشوقة لذلك........
كانت هيلين في منزلها ترضع فيريو.... الذي صار يحبو......
بينما السيدة جوانا تحضر طعام العشاء..... سمعتا ضجيجا في غرفة أندي.... وأسرعتا بالذهاب إلى هناك....
لقد تعرض لنوبة أخرى.... أخذت جوانا الطفل من هيلين.... التي أجرت إسعافات أولية لأخيها.... إلى أن خفت النوبة شيئا فشيئا ثم زالت....
احتضنت اندي بحب وهي تقول: هل تشعر بتحسن الآن.....
احتضنها بدوره وقال: أجل أنا أفضل.....
ترددت هيلين وقالت: حبيبي.... ربما الأفضل أن نذهب إلى المستشفى مادام الوقت ليس متأخرا...
حضرت نفسها وذهبا إلى المستشفى..... طمنها الطبيب على وضع شقيقها .... وأصر اندي على زيارة والديه.... وفضلت هيلين الذهاب لرؤية ألبرت بدلا من ذلك....
ابتهج لرؤيتها وقال: لم أتوقع.... قدومك في هذا الوقت....
ابتسمت وجلست مقابله وهي تقول: صدقا.....الأيام السابقة كانت حافلة بالنسبة لي يا ألبرت....
ضحك لسماع ذلك وقال: أخبريني من هي العارضة ؟!
نظرت له بقلة حيلة وقالت: سأخبرك....لكن عدني أن تحفظ الأمر سرا.... خاصة عن نيكولاس....
وعدها وصدم عندما أخبرته الحقيقة كاملة.... وأنها هي العارضة..... ضحك لسماع ذلك وقال: هذا يفسر الكثير من الأشياء ... أهنئك يا هيلين فقد أنقذت الشركة....من مشكلة حقيقية....
ابتسمت لسماع ذلك.... لقد صدقها.... على خلاف سيزار..... ألبرت مثال للصديق الحقيقي......
فكر ألبرت مطولا ثم قال: لقد ارتكبت خطأ جسيما عندما أقنعت نيكولاس أن ما يمر به مجرد فضول..... أنا اتطلع لأي نوع من الثنائيات ستكونان....
هزت هيلين رأسها نفيا وقالت: لا.... لقد أحسنت عملا.... أنا أعرف نيكولاس جيدا.... إنها إحدى نزواته التي لا تنتهي .... لن تصدق إن أخبرتك أنه واعد أكثر من مئة امرأة مختلفة....خلال السنتين الماضيتين.... لقد كنت شاهدة على علاقاته.... لدرجة أنني صرت أشمئز منه....
استغرب ألبرت سماع ذلك منها.... فهو بعد أن تعرف إلى نيكولاس جيدا.... صار يدرك طبيعته...وهو ليس بالسوء الذي تصفه به هيلين... وأولئك النساء.... كن مجرد تسلية له في طريق عودته إلى المنزل... وهو لم ينم مع أين منهن إطلاقا....
تردد قليلا قبل أن يقول: لكن يا هيلين أنت تحترمينه أليس كذلك؟!
تنهدت بعمق وأجابت: أنا أحترمه كمدير.... لكن ليس كرجل.... أنا وهو كالماء والنار.....لا مكان للتوافق بيننا....
تنهد ألبرت بعمق وأدرك أن هيلين في أعماقها تحتقر نيكولاس....
أنت تقرأ
تناديه سيدي الجزء1
Romanceهي... عالقة في دوامة....مع ديون والدها ... هو مدير لشركة كبيرة... تتسابق النساء للفوز به... ترى كيف ستتصرف هيلين مع مديرها نيكولاس.... هل ستتمكن من إخفاء أسرارها.... وهل سيتمكن نيكولاس من إذابة جليد قلبها.... الجزء الأول الجزء الثاني من الرواية (...