زفاف دانييل وتانيا كان كالحلم بالنسبة لهما وقد أزالت تلك المناسبة السعيدة شيئا من التوتر عن العائلة....
بعد بضعة أيام أنهت نيكيتا التصوير وصارت تمضي وقتا أكبر رفقة نيكولاس وابنهما.... وقد بدوا سعداء حقا.... فرغم كل هذه السنوات... الامر يبدو كما لو أنهما لم يفترقا يوما....
خلال تلك الأمسيات لم ترغب هيلين في مراقبتهم وكانت تفضل العودة إلى غرفتها للاختلاء بنفسها والتخطيط لمستقبلها ومستقبل طفلها.... وتساءلت أين يفترض بها أن تذهب... مكان لا وجود فيه لنيكولاس أو أي شيء يذكرها بماضيها... إنها تريد أن تبدأ بداية جديدة.... مع أشخاص جدد....
تنهدت بعمق وهي تتحسس بطنها....الوقت ليس في صالحها.... بعد بضعة أيام سيكون عمر جنينها ثلاثة أشهر.....وإن طال بقاءها قد يُكتشف أمرها....وعندها لن يكون بإمكانها الهرب أبدا....
ابتسمت وهي تفكر في جنس الطفل... هل سيكون صبيا أم فتاة..... في البداية كانت خائفة جدا... لكنها الآن تعلقت بهذا الجنين كثيرا... وصارت تمضي ساعات في التحدث إليه عندما تكون بمفردها.....
سمعت الباب يفتح ولم تحتج للالتفات فالوحيد الذي يدخل بلا إذن هو نيكولاس.... لم ترغب في التحدث إليه.... بينما جلس بجانبها وهو يقول: هل صرت تحبين التحدث مع نفسك.... أنا متأكد أنني سمعتك تتحدثين قبل دخولي ..
انزعجت من سماع صوته....وأجابت: هل تتجسس عليّ... ثم كيف تقطع عليّ خلوتي.... أليس الأفضل أن تمضي الليلة في غرفة نيكيتا... لا تقلق لن يراك أحد وأنت تدخل غرفتها.... بما أنك ماهر في التسلل إلى غرفتي...
رمقها بانزعاج وأجاب: لماذا قد أمضي الليلة في غرفتها؟! لا تقولي أمورا غير مسؤولة كهذه....
عادت للاستلقاء على سريرها وسألته بسخرية: هل تقول أنه لم يحدث بينكما شيء؟! يستحيل أن أصدق ذلك....
نظر في عينيها مباشرة وأجاب: هيلين... أنا يستحيل أن أخونك مهما حدث.... أنا لست مثل والدي....
نظرت له بعدم ثقة.... والتزمت الصمت بينما احتضنها بحب وأضاف: أقسم لك....
تنهدت بعمق وأجابت: آسفة لكن بعد كل ما حدث... أشعر بأنني لم أعد أحبك يا نيكولاس....
ساءه سماع ذلك....بينما أبعدته عنها وهي تقول: أرجوك دعني وشأني.... لقد عادت إليك نيكيتا ولديك ابن الآن... ما الذي تريده مني...؟!
نظر إليها نظرة أخيرة ثم خرج من الغرفة.... هو لا يستطيع تصديق أنها توقفت عن حبه.... اتصل بصديقه البرت الذي عاد بالأمس من شهر العسل.... وطلب لقاءه على وجه السرعة ...
تقابلا في أحد النوادي الليلية.... بينما قال ألبرت: أنا متزوج الآن... ومارييت ستجن إن علمت أنني أسهر في أماكن كهذه....
تنهد نيكولاس.... وأخبره بكل ما حدث معه في فترة غيابه...
أصغى إليه ألبرت وهو غير مصدق ثم قال: لكن هل فقدت عقلك..... كل ما فعلته هو جعل هيلين تعاني أكثر وأكثر....أخبرتك أن تدعها وشأنها....
تجنب نيكولاس النظر إليه وأجاب: لم أتوقع أن تنتهي الأمور بهذه الطريقة.... حتى انها لم تعد تطيق النظر إلي.... أحيانا اتساءل إن كانت تحبني حقا؟!
رفع ألبرت حاجبه مستفهما بينما قال نيكولاس بحزن: اعتقد أنها لم تحبني يوما.... لقد كانت ممتنة لي فحسب.....وبعد عودة نيكيتا قررت أن ترد لي الجميل ثم تأخذ حريتها.... هذا هو التفسير الوحيد... وإلا هل توجد من تتخلى عن الرجل الذي تحبه وتمنحه لامرأة اخرى....
ربت ألبرت على كتفه وأجاب: أنا واثق أنها تحبك... لكنها تعبت كثيرا في حياتها.... لن استغرب إن قررت التخلي عنك... لانها لم تعد تستطيع احتمال أي أذى...
امضى نيكولاس ليلته يفكر في كلام صديقه... وفي كلام هيلين أيضا.... هل يعقل انها لم تعد تحبه... ام انها اكتفت من الألم الذي تسبب به لها....
في الصباح التالي... كان في مكتبه.... هيلين مؤخرا صارت تتغيب عن العمل كثيرا.... وتساءل عن السبب... إنها دائما تستفرغ وتشعر بالغثيان.... وتتعب بسرعة....
إنه لا يستطيع التوقف عن التفكير بها....
قاطعه دخول نيكيتا إلى مكتبه... دعاها إلى الجلوس بينما قالت مبتسمة: لقد انهينا التصوير منذ فترة هل تريد إلقاء نظرة على الصور....
اومأ برأسه إيجابا.... ونظر إلى الصور الواحدة تلو الأخرى وشعر باختلاف كبير..... الصور التي تم تصويرها في الماضي.... منحته شعورا غريبا وجعلت قلبه يتسابق فور رؤيتها... لكن.... هذه المرة.... إنها تبدو له عادية تماما... يستحيل ان تكون نفس الفتاة....
ترددت نيكيتا وقالت: غدا سينشرون الصور في مجلة فوغ.... وهذا يعني مزيدا من عقود العمل لي.... آمل أنك لن تمانع؟!
رفع نظره إليها وهمس: لماذا قد امانع؟!
شعرت بالارتياح وأجابت: لقد كنت قلقة انك تعارض عملي في مجال عرض الأزياء.... خاصة أن نظرة العائلات الراقية لمثل هذه المهنة ليست مشجعة أبدا...
آمل أن السيد ديون لن يمانع الأمر ايضا....
هز رأسه نفيا وأجاب: سيتقبل الأمر في النهاية كما تقبل أليكس... وسيتقبلك مع الوقت أيضا... هذا ما أعتقده....
سرها كلامه فقالت بحماس: إذا.... بهذه المناسبة... هل نخرج لتناول العشاء معا الليلة...
ابتسم وأبلغها موافقته.....
في ذلك الوقت كانت هيلين تجلس في حديقة المنزل مع أليكس والجد....
قدمت لها الخادمة عصيرا باردا... واستغرب الجد ذلك خاصة أن الجو بارد..... وخشي عليها ان تمرض لكن هيلين أصرت على شربه....
أسندت رأسها إلى حافة المقعد... ونظرت إلى السماء الرمادية...... ثم قالت مترددة: سيد ديون.... أنت بدأت تتقبل أليكس ونيكيتا أليس كذلك؟!
تغيرت ملامحه... وهو يراقب اليكس يلعب بدراجته ... وهمس: الطفل لا ذنب له... لكن بالنسبة لنيكيتا... لا أستطيع تقبلها.... لن أوافق على زواجها من نيكولاس...
صمتت هيلين للحظات ثم أجابته: أريد ترك العمل والسفر إلى مكان آخر.... سيكون ذلك بعد عيد الميلاد يا سيد ديون...
أغضبه سماع ذلك وقال: لن أسمح لك بالرحيل... انسي الموضوع يا هيلين...
نظرت إليه بحزن وأجابت: آسفة لكنني لن أصغي إليك هذه المرة.... أنا مضطرة للذهاب.... أساسا لا سبب لبقائي....
نهض من مكانه وهو يفكر..... ثم قال وهو يتجه عائدا إلى المنزل: أجلي الأمر قليلا يا ابنتي.... لن أدعك تذهبين قبل أن أطمئن عليك وعلى مستقبلك...
مسحت دمعة نزلت على خدها... وتحسست بطنها.... كلما طال بقاءها كلما صار فراق نيكولاس وعائلته أصعب عليها... لقد اعتادت الحياة هنا.... واعتادت لطف الجد والسيدة مارغريت وزوجها.... وبقية أفراد العائلة...
لمحت يدا صغيرة تلوح أمامها... وابتسمت لأليكس الذي قال بحزن: عمتي هيلين هل أنتِ بخير؟!
ربتت على رأسه بحنان وأجابت: أنا بخير.... الجو بارد فلنعد إلى الداخل يا صغيري....
أخذت بيده... ودخلا سوية.... وعلى العشاء شعرت هيلين بالسوء عندما اتصلت نيكيتا وأبلغتهم أنها ستتتاول العشاء مع نيكولاس.....
حاولت مارغريت مواساتها.... لكنها فقدت شهيتها ولم ترغب في تناول شيء...
أمضى نيكولاس الأمسية رفقة نيكيتا... وأصرت على الذهاب إلى النادي الذي اعتادا زيارته أيام الجامعة....
كانت مسرورة وبدأت تحدثه عن أيامها في ميلانو.... بعد مغادرتها مباشرة..... تردد قليلا ثم سألها: لماذا لم تأتي وتخبريني بكل ما حدث معك في ذلك الوقت كما فعلت الآن... ؟!
ابتسمت بحزن وأجابت: ربما لأنني كنت خائفة وربما...لأنني لم أكن متأكدة من مشاعرك اتجاهي....
ابتسم لسماع ذلك وقال: لماذا اعتقدت أنني قد أعود إليك....بعد كل هذه السنوات.... الم تفكري في أنني مرتبط بامرأة أخرى...
عبثت بالكأس التي أمامها وهمست: لقد كنت أتابع أخبارك .... وأعلم أنك لن تفكر في امرأة غيري.... لذلك تأكدت من أنك لم ولن تنساني....
فكر في كلامها قليلا.... بينما أمسكت يده بحب وقالت: لذلك ... رجاء كف عن المماطلة... أنت لم تقترب مني منذ لقاءنا... أنا أدرك تماما....انك تريدني مثلما أريدك تماما والدليل أنك أخذتني إلى قصر جدك....
أصغى إليها ثم سحب يده من يدها وأجاب: آسف... لا يمكنني ذلك.... لأنني متزوج يا نيكيتا....
أصغت إلى كلامه....ولم تصدق وقالت وهي تدعي المرح: أي مزحة هذه ..... لو كان الأمر كذلك... لما وافق جدك... على استضافتي ...
قاطعها قائلا: جدي لا يعلم.....والمرأة التي تزوجتها هي من دفعتني لأمنحك فرصة....من اجل أليكس...
شعرت بالضياع وأجابت: هل تسخر مني... لا توجد امرأة قد تطلب من زوجها الذهاب إلى امراة أخرى مهما كان السبب ...
ابتسم بسخرية وأجاب: هي نفسها لا تعلم شيئا عن زواجنا...
اكتفت من سماعه وقالت بعيون دامعة: إذا كنت لا تريدني... فقط قل ذلك مباشرة.... لكن رجاء لا داعي لهذه الأكاذيب...
نهضت بسرعة....لتغادر.... ونهض هو الآخر.... وطول طريق العودة.....لم تتوقف نيكيتا عن البكاء... شعر بالأسى عليها لكن ما باليد حيلة... لقد حاول أن يكون صادقا معها... كما أنه لا يريد ان تكون هيلين هي الوحيدة التي تبكي.... تساءل إن كان رجلا حقيرا ... فكل ما يفعله هو جعل النساء يبكين... لكن كل ذلك خارج عن إرادته....
شعر بالقلق.... السبب الذي دفعه لقبول دعوة نيكيتا على العشاء هو لأنه أراد أن يرى غيرة هيلين... لكن بعد التفكير مليا... لقد صارت حساسة جدا مؤخرا.... وقد يأتي تصرفه بنتيجة عكسية....
اتجه إلى غرفتها.... وحاول فتح الباب لكنه لم يستطع... لقد أغلقته من الداخل.... طرق الباب عدة مرات.... وبدأ غضبه يزداد.... وناداها من خلف الباب: هيلين أنا لا أمانع أن اصرخ الآن وأخبر الجميع عن علاقتنا....
اكتفت من تصرفاته.... وفتحت الباب وهي تقول: هل تريد أن تتسبب لي بفضيحة ويطردني السيد ديون؟!
دخل وأغلق الباب ثم قال: لا يهمني ذلك... لا أسمح لك بمحاولة إبعادي عنك...
كانت عيناها منتفختان من كثرة البكاء...نظرت له بكره ودفعته وهي تقول: فقط من تظن نفسك... أنا لست لعبة بين يديك...
شعر بالتسلية وهو يرى غضبها بينما رد قائلا: هل افهم من هذا أنك تشعرين بالغيرة... لما لا تعترفين فحسب...
استفزتها نبرته ودون وعي منها صفعته بقوة على وجهه.... فاجأه تصرفها لكنه لم يغضب... بل قال: يمكنك ضربي بالقدر الذي تشائين إذا كان هذا يريحك يا هيلين... لكن فقط لا تبعديني عنك...
لم تحتمل أكثر وضربت بيديها على صدره بقوة... وهي تقول: ما الذي تريده مني.... أنت تمضي وقتك مع نيكيتا... لكن في الوقت نفسه... لا تتركني وشأني... حتى انك ترفض فكرة رحيلي ... هل أنت شخص طبيعي؟!
لم تتوقف عن ضربه وضربته بكل قوتها... بينما راقب موجة غضبها.... إلى أن نال منها التعب وشعرت بالدوار.... حملها بين ذراعيه.... وساعدها على الاستلقاء..... بينما ابتسم بحزن وقال: بعد ما فعلته الآن.... لا تحلمي ابدا ان أتركك يا هيلين .... لقد ذكرتني بأمر مهم نسيته بخصوصك ...
لم تفهم شيئا مما يقول وقالت بنفاذ صبر: ما الذي تهذي به؟!
قاطعها قائلا وابتسامة نصر على وجهه: لقد نسيت أن كبرياءك هو ما يمنعك من الاعتراف.... أنت تفضلين الموت على أن تطلبي مني البقاء معك.... مع أنك لا تتحملين ما يحدث....
نزلت دموعها بغزارة وقالت معترفة: حسنا بما أنك تدرك ذلك.... لماذا... لا تحسم أمرك فحسب... مهما كان قرارك سأتقبله.... لكن.... توقف عن العبث....
قبل شفتيها قبلة حارة.... ثم همس لها: امنحيني بعض الوقت... وستعلمين قراري....
في الصباح التالي انضمت هيلين إلى العائلة على الفطور....ولاحظ الجميع أنها في وضع سيء..... تجنبت النظر إلى نيكولاس... بينما قالت مارغريت: عزيزتي هيلين.... هل هناك شيء معين ترغبين في تناوله على الفطور...؟!
نظرت إليها هيلين وأجابت: أريد عصير الفراولة يا سيدة مارغريت....وبعض الفطائر الحلوة أيضا... لا أمانع وجود الفواكه الطازجة...
رفع نيكولاس نظره غير مستوعب.... لقد اعتقد أن شهيتها معدومة.... بينما ابتسمت نيكيتا وقالت: من الرائع أن تتمكني من تناول كل ما تريدينه يا آنسة هيلين.... على خلافي فأنا أتبع حمية خاصة من أجل عملي...
نظرت إليها هيلين وأجابت: طبعا.... لكن قياساتك المميزة تستحق هذا الجهد.... في النهاية أنت أنقذت الشركة... من ورطة حقيقية أليس كذلك؟!
تنحنحت نيكيتا وسرقت نظرة إلى الجد ديون الذي قال: لم اتخيل يوما انك قد تساعدين الشركة حتى بعد ما فعلته معك....
ابتسمت له وأجابت: هذا واجبي يا سيدي... كما أنني لا أحب التمسك بالماضي كثيرا..... والأهم من ذلك لقد فعلت ذلك من أجل نيكولاس...
نظرت إليها هيلين وشعرت بالتسلية وهي تقول: من الواضح أنك فعلتِ الكثير من أجل السيد نيكولاس...
لم تفهم نيكيتا قصدها بينما وضعت الخادمة الكثير من الأطباق أمام هيلين... وباشرت تناول طعامها بشهية مفتوحة ....
ابتسم نيكولاس وهو يراقبها.... بينما انضم إليهم أوبالدو وهو يحمل مجلة الموضة وقال مهنئا نيكيتا: الصور جميلة جدا.... سيكون لك مستقبل زاهر... في عرض الأزياء...
ابتسمت بخجل.... بينما أخذت مارغريتا المجلة منه وقالت وهي تتفحص الصور: الصور جميلة فعلا... لكنها تبدو مختلفة عن الصور الخاصة بشركتنا... بالكاد أستطيع تصديق انها الفتاة نفسها....
تغيرت ملامح نيكيتا... بينما قالت هيلين: ربما لأن المصور ليس نفسه.... السيد جيوفاني.... موهوب جدا... وقد كان له الفضل في إبراز جمال الفساتين والعارضة...
لم يرغب الجد في إلقاء نظرة... ثم انصرف الجميع إلى اشغالهم.... وبقيت هيلين في المنزل مع الجد والسيدة مارغريت.... تناولت بعض المرطبات... وابتسم الجد وهو يراها وقال: من الجيد رؤيتك تأكلين جيدا... لقد خشيت أنك منزعجة من بقائك هنا رغما عنك يا ابنتي...
ضحكت هيلين... ثم رن هاتفها فجأة.... واستغربت رؤية رقم جيوفاني.... أجابت وصدمت بسماعه يقول: هيلين أنا حقا آسف... لكن عندما رأيت صور نيكيتا هذا الصباح... شعرت بالظلم... كما ان أحدا لم يذكر جودة التصوير.... لم اتحمل أنه تم سرقة ما حققناه... لذلك لقد قمت بنشر صورك الأصلية.... على الأنترنت....
شعرت بالدوار.....واستغرب الجد ومارغريت تغير ملامحها.... سقط الهاتف من يدها ثم أجهشت بالبكاء وهي تقول: سيدة مارغريت لقد تعرضت لفضيحة....
لم يفهما شيئا.... وحاولا تهدئتها بينما قالت: سوف يقتلني نيكولاس بكل تأكيد.... لن يسامحني على كذبي هذه المرة.....
بعد مدة هدأت وارتهما الصور الانترنت.... وصدم كلاهما بمعرفة الحقيقة.... شعر الجد بالغضب وقال: لكن هيلين.... إذا كنت أنت هي العارضة..... لماذا... لم تقولي ذلك مسبقا... ولماذا لم تكشفي كذبة نيكيتا ... عندها ماكان نيكولاس ليعود إليها....
شعرت بالذنب وأجابت: أنا حقا آسفة.... لم اكن أنوي إخبار أحد... فاليريا هي من اخترعت تلك الكذبة وساعدت نيكيتا على العودة...
راقبته هيلين بعيون دامعة... بينما ربتت مارغريت على ظهرها بحنان وقالت: لا تضغطي على نفسك.... المهم أن الحقيقة ظهرت... والشكر للسيد جيوفاني....
تنهد الجد وهو يرى الأسف في عيونها وقال: أتساءل كيف ستكون ردة فعل نيكولاس عندما يعلم بكذب نيكيتا.... هل سيبقى على رأيه..؟!
كان نيكولاس رفقة ألبرت في مكتبه.... عندما.... دخل أوبالدو وهو يبتسم بتسلية وقال: هل رأيت الصور التي نشرها المصور جيوفاني....؟!
رفع نيكولاس حاجبه مستفهما.... بينما اراهما أوبالدو الصور.... اتسعت عينا نيكولاس من الصدمة.... وقال: هيلين....؟! هيلين... هي العارضة؟!! كان يجب ان أعلم....
نظر بشك إلى ألبرت الذي كان يبتسم وسأله: هل كنت تعلم؟!
لم يتمالك نفسه من الضحك وأجاب: آسف... لكنني وعدت هيلين بعدم إخبارك ...
أطلق أوبالدو تصفيرة وقال: صدقا.... إنها رائعة حقا.... بعد ظهور الصور الأصلية.... لن تتركها شركات الموضة بحالها أبدا....
شعر نيكولاس بنفسه يغلي من الغضب....
وغادر إلى الفور عائدا إلى منزل عائلته... سيلقنها درسا قاسيا على كذبها.... حتى أنها لم تنفي كذبة نيكيتا....
لحقه اوبالدو بعد ان أصر عليه ألبرت...
كانت في الحديقة مع مارغريت ... عندما رأت سيارة نيكولاس... تدخل الفناء.... نزل وعيناه تقدحان شررا.... وأدركت على الفور انه عرف الحقيقة.... تجمدت في مكانها... وهي تراه قادما نحوها .. وشعرت مارغريت بالقلق.... اختبأت خلف مارغريت بينما نظر إليها نيكولاس وهو بالكاد يتحكم في نفسه وقال: لماذا كذبتِ... وأنت تعلمين أهمية الأمر بالنسبة لي؟!
نظرت إليه ولم تعلم لماذا رغبت في إهانته أمام مارغريت وأوبالدو الذي لحقه وقالت: يستحيل أن أخبر زير نساء عن أنني العارضة... لن أؤمّن على نفسي بقربك...
ابتسم أوبالدو رغما عنه.... وخافت مارغريت وهي تراه ينفجر غضبا وصرخ قائلا: هيلين سوف أقتلك....
ركضت بأقصى سرعتها عائدة إلى المنزل.... بينما لحقها نيكولاس ... وركض أوبالدو لإيقافه.... وصرخت السيدة مارغريت قائلة: هيلين إحذري قد تؤذين نفسك....
أنت تقرأ
تناديه سيدي الجزء1
Romansaهي... عالقة في دوامة....مع ديون والدها ... هو مدير لشركة كبيرة... تتسابق النساء للفوز به... ترى كيف ستتصرف هيلين مع مديرها نيكولاس.... هل ستتمكن من إخفاء أسرارها.... وهل سيتمكن نيكولاس من إذابة جليد قلبها.... الجزء الأول الجزء الثاني من الرواية (...