الفصل 43

7.7K 213 2
                                    

Vote + comment
❤️❤️

الأيام التالية... كانت ثقيلة على الجميع....خاصة اوبالدو الذي كان خائفا من قرار جده.... فهو ليس مستعدا لتولي مسؤولية العائلة وحده.... وفي الوقت نفسه لا يريد ان تنقسم العائلة....

استيقظت هيلين في ذلك الصباح على صوت هاتفها... واستغربت رؤية رقم صديقتها القديمة كاثرين.... والتي طلبت لقاءها..... تساءلت هيلين عما تريده منها...... وخرجت مبكرة دون أن تخبر أحدا....
تساءل الجد عن سبب غيابها على الفطور ... وترددت مارغريت وهي تجيبه: أبي.... لقد ذهبت لتفقدها....لكنها لم تكن في غرفتها....
شعر الجد بالتوتر وقال: هي لم تترك المنزل أليس كذلك؟!
تغيرت ملامح نيكولاس.... وتساءل إن كان كلام جده صحيحا... نهض على عجل ولم يرغب في تناول فطوره....
في ذلك الوقت كانت هيلين... متوترة وهي ترى لوسيانو رفقة كاثرين... نظرت إلى الفتاة وقالت: ما الذي يعنيه هذا؟!
اعتذرت منها كاثرين قائلة: أنا.... آسفة ما حدث كان رغم إرادتي....
قاطعها لوسيانو قائلا: أنا طلبت منها ذلك يا هيلين.... اردت أن اراك وهذه هي الطريقة الوحيدة لأخرجك من منزل عائلة فيسكونتي....
حاولت أن تبدو هادئة....إنها بخير طالما أن هذا المقهى مليئ بالأشخاص...
تأملها لوسيانو.... بينما اعتذرت كاثرين وغادرت....
رمقته بانزعاج وقالت: ما الذي تريده مني؟! لقد أخذت مالك أليس كذلك؟!
تنهد بعمق وأجاب بنصف ابتسامة: تبدين في صحة جيدة.... حتى أن جسمك ممتلئ....يبدو أنك سعيدة جدا رفقة نيكولاس....
تجنبت نظراته وأجابت: لم لا تقول ما لديك مباشرة؟!
صمت قليلا ثم قال: آسف على ما حدث لوالدك أردت أن أقدم لك التعازي يا هيلين....
استوعبت كلامه ببطء وقالت بصوت مخنوق: هل تقول أن والدي مات؟!
تغيرت ملامحه وأجاب: يبدو أن نيكولاس لم يخبرك....لقد حدث هذا منذ أربعة أشهر تقريبا.....آسف لأنني من أبلغك بهذا....
شعرت بألم في قلبها... ولم تدري لماذا نزلت دموعها بغزارة.... ذلك الرجل هو من تسبب في تعاستها.... لماذا هي حزينة عليه......
تعالت شهقاتها.... والتفت الناس إليها.... بينما حاول لوسيانو تهدئتها وهو يقول: أنت فتاة غبية... حتى بعد ما فعله والدك... أنت تبكين عليه....
حاولت حبس دموعها.... وسألته: كيف مات؟!
تردد وأخبرها أن والدها توفي في حادثة سيارة بعد مطاردته من قبل إحدى جماعات المافيا....
تغيرت ملامحها....هل يعقل أن نيكولاس وراء موت والدها.....
نظرت إليه... بينما أضاف: هيلين... في الواقع... أنا أريد الاعتذار منك....
تطلعت إليه بينما تابع كلامه قائلا: هيلين....في الحقيقة... والدتك لم تكن تريد بيعك لي كما جعلتك تعتقدين....
مسحت دموعها بينما أضاف: السيدة فلورنسا وزوجها.. طلبا مني أن أتزوجك....لقد أرادت والدتك أن تمنحك حياة سهلة.... وقد طلبا مبلغا كبيرا من المال لأضعه في حسابك الخاص بمجرد موافقتك.... يبدو أنهما أرادا التأمين على مستقبلك... وبالتأكيد هما أيضا كانا سيستفيدان عندما أدخل في شراكة معهما....
لم تصدق ما تسمع وتابع قائلا: لكنني... كنت وغدا.... وأردت استغلالك... آسف....
غرقت في أفكارها..... وراقبها لوسيانو بأسف....ربما لو أنه أحسن التصرف في ذلك الوقت....لكانت هيلين معه.....
قاطع أفكارها...رنين هاتفها ... وانزعجت وهي ترى رقم نيكولاس... أجابت عليه مترددة... وسألها عن مكانها...
وماهي إلا مدة قصيرة حتى دخل إلى ذلك المقهى وشعر بالغضب وهو يراها رفقة لوسيانو....
نظر إلى لوسيانو بغضب بينما قال: لماذا لم تخبر هيلين عن وفاة والدها...؟!
حول نظره إلى هيلين.... التي نظرت له بلوم... وعادت للبكاء مجددا.... اقترب منها نيكولاس.... وكانت اضعف من أن تبعده عنها.... أمسك يدها وهمس: حبيبتي... لنتحدث عن ذلك على انفراد....
استندت إليه وخرجا سوية..... استقلا سيارة الليموزين.... بينما قالت هيلين بلوم: هل مات والدي ليلتها؟!
احتضنها بحنان وأجاب: لم أتوقع أن تكون هذه ردة فعلك.... فحتى بعد أن تخلى عنك وجعل حياتك جحيما أنت تذرفين الدموع لموته.....
تمسكت بقميصه وسألته بصوت مخنوق: أنت لم تقتله أليس كذلك؟!
أحاط وجهها بيديه وأجاب: لا أنكر أنني كنت أنوي فعل ذلك.... لكن....أنا لم أقتله.... لقد توفي في حادث سيارة بعد أن لاحقه رجالي...  ورجال الشرطة أيضا....
مسح دموعها وقالت: أريد زيارة قبره يا نيكولاس....
أومأ برأسه إيجابا... وطلب من السائق تغيير الطريق....
راقبت قبر والدها في صمت بينما نزلت دموعها.... أحاط نيكولاس خصرها وهمس: أتمنى لو أنني أستطيع مسامحة والدي كما فعلتِ يا هيلين...
أسندت رأسها إلى صدره وأجابت: لا.... لا أستطيع القول أنني سامحته ... لكنني لا أستطيع أن أحقد عليه أيضا.... في النهاية... لقد منحني الفرصة لأكون معك....
أصغى إليها... بينما أضافت: كان قد سافر وظننت أن كل شيء قد انتهى....فقط لو أنه ترك مسالة ديونه لي وعاد إلى اسبانيا.... لكنه... تورط أكثر وأكثر .. حتى أهلك نفسه....
ربت على ظهرها بحنان.... وسألته: نيكولاس....هل قتلت شخصا من قبل؟!
هز رأسه نفيا وأجاب: لا... لم أفعل.... لكن....
تنهدت بارتياح وقالت: لا أريدك أن تكون مجرما.... ولا أريدك أن تتورط مع المافيا مثله... 
قبل جبينها بحنان وقال: أعدك...لن أتصرف بتهور أبدا...
بعد ذلك طلبت منه مرافقتها لزيارة والدتها في المستشفى....  وأخبرتها الممرضة المسؤولة أن حالة والدتها النفسية مستقرة.....
دخلت هيلين بمفردها.... واستغربت فلورنسا رؤيتها.... فقد مرت عدة أشهر منذ آخر لقاء لهما....
جلست هيلين مقابلها وقالت: لا أعلم كيف سيكون شعورك ازاء ما سأخبرك به.... لكن يمكنك أن ترتاحي...
لم تفهم الأم قصدها وأضافت: لقد توفي غوستاف.... ولن يشكل تهديدا بعد الآن....
لم تصدق فلورنسا سماع ذلك ونزلت دموعها وهي تقول: الحمد لله.... يمكننا أن نرتاح .... لقد كان كابوسا فظيعا ..  وانتهى أخيرا....
أمسكت هيلين يدها برفق وقالت: سأسافر عما قريب....وقد لا نلتقي مجددا....لا أريد أن نبقى على خلاف.....
تنهدت وأجابتها: لقد عاملتك بقسوة بسبب خوفي من غوستاف.... لن أستغرب إن كرهتني....لكن ما مررتُ به لم يكن سهلا....
أومأت هيلين برأسها إيجابا وقالت وهي تتحسس بطنها: أنا أترقب مولودا.... يا أمي....
تفاجأت الأم لسماع ذلك وسألتها: متى تزوجتِ؟!
هزت رأسها نفيا وقالت بحزن: لم أتزوج....لكنني أحب والد الطفل كثيرا..... لن أسألك موافقتك... لكن يمكنك أن تتمني لي التوفيق...
أومأت فلورنسا برأسها وقالت: اعتني بنفسك وبطفلك أيضا.....
ودعت والدتها.... وخرجت.... نظر إليها نيكولاس... وقال وهو يحيط كتفيها بذراعه: تبدين متعبة يا هيلين... بما أننا في المستشفى....
قاطعته قائلة: لا داعي.... فقط...إذا لم يكن لديك عمل مهم اليوم.... هل.....
تطلع إليها بينما همست: هل يمكننا الذهاب إلى الشقة... لا قدرة لي على مقابلة أحد... لاسيما نيكيتا....
أمسك يدها وأومأ برأسه إيجابا.... وصلا إلى الشقة.... واستلقت هيلين في غرفة النوم...وهي تفكر فيما حدث.... وفيما سيحدث.... بينما أجرى نيكولاس بعض الاتصالات الضرورية....
دخل الغرفة وقال: حبيبتي... هل ترغبين في تناول شيء معين....؟!
هزت رأسها نفيا.... ثم سألته: نيكولاس.... كيف ستتصرف إذا ما أصر الجد على تقسيم الميراث...؟!
جلس على طرف السرير وأجاب: لن أوافق... الجميع سيرفضون....
صمتت قليلا ثم سألت مجددا: وكيف ستتصرف نيكيتا لو أن الجد تبرأ منك...
ابتسم لسماع ذلك وقال: لقد سمعت ما قالته سابقا.... هي لا تهتم لاسم العائلة بقدر ما تهمها مصلحتي... على خلافك....
نظر كل منهما في عيني الآخر...ثم فكرت قليلا وأجابت: لكن إذا بقيتَ على رأس العائلة..... دون أن يعترف الجد بابنك... هذا لن يؤثر على أحد أليس كذلك...
ابتسم بينما أضافت: في الواقع... يمكنك انتظار وفاة الجد... ثم منح اسمك وثروتك لأليكس... دون ان يتمكن أحد من منعك.... وعندها.....
قاطعها نيكولاس وهو بالكاد يكتم ضحكته وأجاب: هل تفكرين... أنني فقط أماطل...ولست في حاجة موافقة جدي أساسا....؟!
انزعجت للتفكير بالأمر وقالت: إذا كان الأمر كذلك... لماذا تفعل كل هذا.... نيكولاس أنا حقا لا أفهمك.....
احتضنها بحب وهمس لها: حبيبتي ستفهمين في الوقت المناسب....
احتضنته بدورها بينما سألها: بالأمس فقط... قلتِ أنكِ تكرهينني.... لكنك الآن لا تمانعين قربي.....
ابتسمت وهي تجيب: أنا نفسي لا أعلم.... لقد صرت متقلبة المزاج....
قبل عنقها بحب وهو يقول: إذا.... سأستغل الفرصة.... قبل أن تغيري رأيك مجددا....
داعبت شعره بيديها....وهمست: صحيح.... علينا استغلال الفرصة.... قد نفترق عما قريب....
مرر يده على شعرها وهو يقول: لن نفترق.....بغض النظر عما سيحدث....
تمنت لو أن كلامه صحيح.... لكنها حسمت أمرها بالسفر......
احتضنها بقوة....وهو يضيف: أتمنى لو أنك تكونين صريحة معي....لمرة واحدة في حياتك....
فكرت قليلا في كلامه... ودون وعي منها تحسست بطنها.... ترى كيف ستكون ردة فعله إذا ما عرف أنها تحمل طفله....
راقب حركتها وقال بقلق وهو يمسك يدها: لقد لاحظت أنك تلمسين بطنك كثيرا مؤخرا .... هيلين هل يؤلمك شيء....
ابتسمت....إنها تعلم أنه جاهل تماما عندما يتعلق الأمر بهذه المسائل....
تطلع إليها بينما أجابت: لا... أنا بخير.... لكن... أحيانا أفكر..... أنت اردت أن أنجب لك طفلا أليس كذلك؟!
قبل شفتيها قبلة حارة.... ثم أجاب: هذا ما أتمناه.... لكن جيد أنك رفضتِ....
رفعت نظرها إليه متسائلة بينما أضاف: كنا لنكون في مشكلة حقيقية.... لو أنك حملتِ في مثل هذه الظروف....الوقت ليس مناسبا لذلك....
تنهدت بعمق..... جيد أنها لم تنجرف خلف مشاعرها وتخبره..... لاحظ خيبة أملها.... وكان على وشك سؤالها....
لكنّ  رنين هاتفه قاطعه...... أجاب على صديقه ألبرت وتحدثا مطولا وسمعته هيلين يقول: أعتمد عليك يا صديقي... ولا تنسى أن تشكر مارييت.....
اعتدلت في جلستها بينما عاد وسألته قائلة: ما الذي تريده من مارييت يا نيكولاس....
ربت على رأسها بحنان وأجاب: لا شيء.... فقط أريد الاطمئنان على صحة أليكس....
تغيرت ملامح هيلين وقالت بانكسار: الآن وقد قلتَ هذا.... أشعر أنني امرأة رخيصة.... أنا في شقة رجل... على وشك الزواج من امرأة أخرى والأسوأ أن لديكما طفلا ...
وضع سبابته على شفتيها وهمس: حبيبتي... أخبرتك... علاقتنا ليست خطأ.....لأننا في الحقيقة....
قاطعته قائلة: أنا حقا لا أفهم شيئا.... لماذا تصر على جعلي أتعلق بك أكثر وأكثر....
اكتفى من ذلك ورد عليها قائلا: أنا أيضا يزداد تعلقي بك أكثر وأكثر....
داعب وجنتيها بيديه وهو يضيف: أنت تصيرين كل يوم أجمل من ذي قبل.....وأنا بالكاد أتحكم في نفسي... خاصة أمام أفراد عائلتي....
توردت وجنتاها وهمست: لماذا قلت أنك تحبني أمام جدك وأوبالدو... لقد سببت لي الاحراج ...
انفجر ضاحكا وأجاب: لقد قلت الحقيقة.... والمدهش أن جدي لم يغضب من الأمر....
تذكرت كلام الجد عن أنه يحب نيكولاس ولا يستطيع إيذاءه....رغم كل أفعاله....
صمتت قليلا ثم لفت ذراعيها حول عنقه....وهمست: نيكولاس.... رجاء... توقف عن التسبب في الحزن لجدك.... إنه يحبك كثيرا....ومستعد لفعل أي شيء من أجلك.... لا تخيب أمله أكثر من ذلك....
ابتسم لها بحب وأجاب: أعدك بذلك.... يا حبيبتي هيلينا.....
نظر كل منهما في عيني الآخر.....وفي اللحظة التالية... تبادلا قبلا حارة......
لم يعد نيكولاس وهيلين إلى منزل العائلة تلك الليلة.... ما جعل الجد يشعر بالقلق....خاصة أن هاتف كليهما مغلق..... وتوترت نيكيتا.....خاصة أن أليكس لم يتوقف عن السؤال عن أبيه.....
فكر ديون طويلا ثم سأل مارغريتا وأوبالدو قائلا: هل يعقل أنهما معا الآن...؟!
تغيرت ملامح مارغريت...ولم تعلم ما تقول... بينما قال أوبالدو: لا أظن ذلك.... لكن ان افترضنا أن كلامك صحيح.... أليس هذا أفضل من تواجده مع نيكيتا؟!
تنهد الجد وأجاب: لا... أبدا.... ليس من الجيد أن يكون نيكولاس وهيلين سوية.....
ترددت مارغريت وأجابت: لكن يا أبي.... ألا تحب هيلين... أنت تعتبرها حفيدة لك أليس كذلك؟!
صمت قليلا ثم أجاب: أجل... المشكلة أن جدها حورج هو من يعارض الأمر.... القصة كلها بدأت عندما علمت أن فلورنسا تركت هيلين ابنة الأربع سنوات في الميتم...
عندها قرر الجد ديون إحضار الطفلة لتعيش رفقة أحفاده وتحصل على العناية الضرورية... ويجعلها في المستقبل زوجة لنيكولاس.... لكن عندما علم الجد جورج بذلك.... غضب كثيرا وهدد بأنه سيقطع العلاقة بين العائلتين إن نفذ ديون قراره.... وفي النهاية اكتفى ديون بالعناية بهيلين من بعيد... إلى أن أنهت دراستها الثانوية...  ودخلت الجامعة.... في ذلك الوقت كان جورج مسافرا واستغل ديون الفرصة لمقابلة هيلين... والعناية بها عن قرب....
شعر كلاهما بالحزن لسماع ذلك بينما قال أوبالدو: إذا..
الجد جورج....يمانع كون هيلين فردا من عائلتنا أيضا بحكم صلة القرابة بيننا وبينهم....
تنهدت مارغريتا بضيق وقالت: لكن أبي...هذا ليس عدلا... أقصد....من حق هيلين ونيكولاس أن يكونا معا... مهما كان رأي السيد جورج....
التفت كلاهما إليها بينما سألها الجد: لماذا أنت منفعلة يا ابنتي....ليس الأمر وكأن نيكولاس وهيلين ينويان الزواج.....كما أن هذا مستحيل الآن بما أن نيكولاس يريد الزواج من نيكيتا....
انتبهت لنفسها وأجابت: كنت أقصد أن السيد جورج قاسٍ فقط....
فكر الجد قليلا بينما همس له أوبالدو: لكن يا جدي أنت تذكر ردة فعل نيكولاس عندما علم أن هيلين هي العارضة.....يبدو أنه جاد بشأنها... ما رأيك.... أقصد ربما إن استغلينا الأمر....قد نجعله يغير رأيه في الزواج بنيكيتا...
نظر كلاهما إليه... بينما فهم الجد قصد حفيده وقال: معك حق.... وسواء نجح الأمر أم لا نحن لن نخسر شيئا.....
بعد عدة أيام.... كانت هيلين تساعد أليكس على أداء واجباته..... ونظرت إلى الساعة.... يجب أن يصل نيكولاس بعد لحظات.... منذ تلك الليلة في الشقة.... تعلقت به أكثر...... وصارت تنتظر عودته من العمل بفارغ الصبر... قطع أفكارها صوت أليكس الذي قال: عمتي هيلين.... لقد بقي أسبوع على عيد الميلاد.... هل سنحتفل جميعنا معا.... أومأت برأسها إيجابا.... وقالت: لقد سمعت الجد ديون يقول أنه سيحضر شجرة كبيرة ونزينها سوية.... سيكون الأمر ممتعا....
قاطعتها مارغريت التي قالت: عزيزتي هيلين... أبي يريدك أن تقابليه في غرفة الجلوس هناك ضيف في انتظارك ...
استغربت سماع ذلك....وأسرعت بالذهاب.... دخلت واستغربت وجود شاب وسيم لم تره من قبل....
ابتسم لها بينما ألقت عليه التحية وجلست مقابله بجانب الجد ديون الذي قال: صغيرتي هيلين.... أعرفك...السيد فرانس ميلفل.... لقد تقدم لخطبتك منذ فترة... ولم أرد تقديمه لك حتى تهدأ الأمور ...
اتسعت عينا هيلين من الصدمة بينما نظر إليها ميلفل بإعجاب وقال: منذ رأيت صورك التي انتشرت.... لم استطع التوقف عن التفكير بك يا آنسة.... وعندما علمت أن السيد ديون قريب لك...قررت التحدث إليه بخصوصك....
شعرت بالتوتر بينما قال الجد: أنا أعرف فرانس منذ أن كان طفلا.... لقد كان زميل نيكولاس في الجامعة أيضا... إنه شاب جيد وأعتقد أنه مناسب لك يا ابنتي...
انتابها شعور بالدوار..... ما الذي يحدث... لماذا يتحدث الجد...كأنه حسم أمر زواجها من هذا الرجل الذي لا تعرفه... كانت لتمنحه فرصة في السابق لكن الآن وهي حامل من نيكولاس...  هذا مستحيل.....
وصل نيكولاس رفقة أوبالدو ودانييل.... اللذان كانا يعلمان مسبقا بمسألة السيد ميلفل.... استقبلتهم مارغريتا بتوتر...... وقالت: لقد أتيتم في الوقت المناسب لدينا ضيف مهم....
نزلت نيكيتا الدرج وابتسمت لرؤية نيكولاس وهي تقول: إنه زميلنا ميلفل.... لقد تقدم لخطبة الآنسة هيلين.... وجدك موافق على ما يبدو....
شعر نيكولاس بالدم يغلي في عروقه.... بينما أضافت نيكيتا: إنهم الآن في غرفة الجلوس ....
ترقب أفراد عائلته ردة فعله.... بينما أسرع إلى مكان تواجدهم....وهو سينفجر من الغضب....
اقتحم الغرفة.... وغضب لرؤية ابتسامة جده.... سار ناحية هيلين ثم أمسك يدها وجذبها إليه وهو يقول محدثا ميلفل: آسف.... لكن ابحث عن فتاة أخرى لتكون زوجتك....
صدم الجميع بسماع كلام نيكولاس.... خاصة هيلين... التي احمر وجهها وأحنت رأسها.... صدقا نيكولاس فقد عقله......
قال ذلك ثم أخذها وخرج من الغرفة..... عمّ صمت ثقيل... وتدارك الجد الموقف قائلا محدثا ميلفل: بني... لا تسئ فهم تصرف نيكولاس.... إنه يعتبر هيلين بمثابة أخته الصغيرة.... ولن يوافق على ارتباطكما إلا عندما يتأكد أنك تناسبها....
راقبت تانيا ما يحدث... وأرادت تصحيح معلومة الجد وإخباره أن نيكولاس يحب هيلين.... لكن دانييل وضع يده على فمها.... بينما ارتاح كل من نيكيتا وميلفل وهما يسمعان كلام الجد....
تنهدت مارغريت وهم يودعون ميلفل الذي قال أنه سيعود لزيارتهم قريبا ... بينما قال أوبالدو: لكن ... عمتي.... أليس تصرفه... دليلا على صدق حبه لهيلين... لماذا يريد الزواج من نيكيتا؟
همس دانييل: والأسوأ يبدو أن جدي مصر على تزويج هيلين من ميلفل....
أدخلها نيكولاس إلى غرفته وهو يقول: ما الذي يحدث هل فقدتِ عقلك؟!
رمقته بانزعاج ثم انتابتها رغبة في مضايقته فابتسمت له بمرح وأجابت: السيد ميلفل شاب رائع..... ولا أمانع أن أكون زوجة له....
نظر إليها بغضب بينما أضافت وهي تعبث بربطة عنقه: لقد قال أنه وقع في حبي بعد أن رأى صوري في الأنترنت....إنه رومانسي جدا....
اكتفى من سماع كلماتها وجذبها إليه وهو يقول: لا تقولي أبدا أنك ستكونين زوجة رجل غيري....
حملها بين ذراعيه.... وكان على وشك أن يقبل شفتيها... عندما دخلت نيكيتا الغرفة فجأة.... حدقت فيهما...وشعرت بالتوتر وهي تقول: لقد قال السيد ديون أنك تعتبر هيلين بمثابة أختك الصغرى....  لكن لم أتوقع أنك جاد إلى هذه الدرجة ...  هيلين ليست طفلة لتحملها بين ذراعيك....
شعرت هيلين بالاحراج... بينما أنزلها نيكولاس وأجاب: صحيح الأمر كما قلتِ.... لقد كانت تحب أن أحملها منذ أن كنا صغارا.... وقد أصبح الأمر عادة....
شعرت هيلين بالتسلية.... وهي ترى نيكولاس يكذب لاخفاء الأمر عن نيكيتا.... ألم يقل أنه لا يمانع أن يخبر الجميع عن علاقتهما....
ابتسمت وقالت محدثة نيكيتا: نيكولاس يحب أن يؤدي دور الأخ الأكبر....
لم تشعر نيكيتا بالارتياح لسماع ذلك بينما قبّلت هيلين وجنة نيكولاس وقالت: سأتركك الآن مع زوجة المستقبل.... استمتع بوقتك...يا أخي....
خرجت مسرعة من الغرفة..... بينما عبس نيكولاس لأنها غادرت.....  ترددت نيكيتا وهي تقول: كما تعلم عيد الميلاد قريب.... ما رأيك أن نقوم برحلة صغيرة أنا وأنت وأليكس....
اعتذر منها قائلا: أتمنى ذلك... لكن اوضاع الأسرة مضطربة.... لنؤجل الأمر إلى أن ينتهي الخلاف القائم...
ابتسمت بحزن وهمست: في الماضي... أنت لم تكن ترفض لي طلبا..... لكنك الآن تبعدني عنك... ترى هل أخطأت بعودتي إليك يا نيكولاس....
شعر بالأسى عليها وهو يرى دموعها.... فربت على ظهرها بحنان وقال: لا تقولي هذا.... أنتِ تعلمين أنني قلق بخصوص مستقبل عائلتي.... الا ترين أنني مستعد للتضحية بكل شيء من أجلكما أنتِ وأليكس...
احتضنته بحب...وأجابت: لن أسمح لك بذلك...... لا أريدك أن تتخلى عن حقك من أجلنا.....
ابتسم بمكر وأجاب: أعتقد ان جدي حسم قراره.... ويبدو أنه سينفذ رغبة هيلين ويتبرأ مني....
تغيرت ملامحها.....وقالت متوسلة: إذا كان الأمر كذلك... فأنا لن أبقى هنا أكثر.....سآخذ طفلي وأختفي مجددا يا نيكولاس....
فكر قليلا ثم رد قائلا: هل أفهم من كلامك أنك لن تبقي معي بعد أن يتبرأ مني جدي؟!
هزت رأسها نفيا وأجابت: ليس هذا ما قصدته.... قصدت أنه برحيلي... فإن الجد سيسامحك.....
حدق فيها للحظات ثم انفجر ضاحكا وقال: لقد كنت أمزح فقط.... لا تأخذي كلامي بجدية....
شعرت بالارتياح لسماع ذلك... ثم استأذنته للذهاب إلى غرفتها......
خلال وجبة العشاء فضلت هيلين البقاء في غرفتها... هي غير قادرة على مواجهة أفراد العائلة بعد تصرف نيكولاس.... لكنها لا تنكر أنها شعرت بالسرور من ذلك...
الحوادث الأخيرة جعلتها شجاعة جدا... ولم تعد تمانع مجاراة حب نيكولاس لها.... لقد زال خوفها.... وبقي فقط جزء صغير من شعورها بالذنب كلما رأت أليكس....
لقد صارت أنانية.... هي لا تنكر ذلك.... لكن من حقها ان تحظى بوقت جميل مع حبيبها......
بقي يومان على عيد الميلاد..... وتحقيقا لرغبة هيلين وأليكس.... أحضر الجد شجرة كبيرة... مع أعداد كبيرة من الزينة..... واستمتعت هيلين وهي تزين الشجرة رفقة أليكس.... لقد بدت لها تجربة فريدة... فهي مرتها الأولى التي تمضي فيها عيد الميلاد ضمن عائلة...حتى بالرغم أن عيد الميلاد هذا... سيتضمن أيضا تقرير مصير عائلة فيسكونتي ....
راقبت هيلين الشجرة بفرح.... لقد بقي القليل فقط لتصبح جاهزة تماما.... أسرع أليكس لتناول العشاء.... وقالت هيلين أنها ستلحقه بعد وضع اللمسات الأخيرة...
صعدت سلما صغيرا.... لتضع نجمة على الشجرة... لكنها ارتبكت لرؤية نيكولاس.... وكادت تقع.... ولحسن حظها.... كان سريعا ووقعت بين ذراعيه....
حدق كل منهما في عيني الآخر.... بينما ابتسم لها وقال: أرى أنك متحمسة كثيرا لعيد الميلاد يا حبيبتي....
احمر وجهها وأجابت: إنها المرة الاولى التي أحتفل فيها... كما تعلم لقد نشأت في الميتم... ويمكنك تخيل الكآبة التي كانت تعم المكان في الأعياد....
شعر بالحزن لسماع ذلك وأجاب: لا تفكري في الماضي يا هيلين.... كل ذلك انتهى....
لفت ذراعيها حول عنقه وهمست: لا أعلم كيف سيكون عيد ميلاد السنة القادمة وأين سأكون... لذلك.... أريد قضاء أكبر وقت ممكن معك هذا العام....
لم يفهم قصدها.... لكنه ابتسم لها بحب.... وقبل شفتيها قبلة حارة..... أغمضت عينيها....
واستفاقا عندما قالت نيكيتا بعيون دامعة: أرى أن علاقتكما مختلفة تماما عما تخيلت...!!!
شعر نيكولاس بالضيق لأنها رأت ذلك.... بينما تمسكت هيلين بعنقه.... وتساءلت كيف سيتصرف....
انتظرت نيكيتا منه تفسيرا.... لكنه لم يقل فسالت دموعها وهي تقول: أنا أحبك يا نيكولاس .... ولا أمانع إن تزوجتني فقط من اجل ابننا أليكس....
قالت ذلك ثم أسرعت إلى غرفتها...
نظرت هيلين إليه وقد لاحظت تغير ملامحه وسألته: الن تلحقها يا نيكولاس؟!
تنهد بعمق وأنزلها برفق وهو يقول: لا داعي لذلك... لنذهب لتناول العشاء مع البقية يا هيلين....
بعد يومين حلت الأمسية الموعودة والجميع يترقب قرار الجد ديون....... هذه المرة لم يحضر أفراد العائلة فحسب.... بل حضر بعض من معارفهم مثل أندري وابنته مارييت وزوجها ألبرت.... وكذلك جورج وحفيديه....
لكن الضيف الغير المتوقع فعلا.... كان هوارد والد نيكولاس.... شعر الجميع بالضيق من وجوده.....
نزلت هيلين الدرج بحذر.... وهي تتساءل ماذا سيكون قرار الجد... وما الذي سيحل بنيكولاس والعائلة.... والأهم.... هو ان هذه ستكون ليلتها الأخيرة في هذا المكان....
ابتسم فيتوريو لرؤيتها.....وبادلته الابتسامة بينما قال: تبدين في صحة جيدة.... خشيت أن عودة نيكيتا ستؤثر عليك...
هزت رأسها نفيا وأجابت: لا.... على العكس....
لم يفهم قصدها بينما سألته: كيف كانت عملية صوفيا؟!
أجابها قائلا: الأطباء يقولون أن العملية نجحت.... وستتحسن بمرور الوقت... لذا لا داعي للقلق....
سرها سماع ذلك ثم سألته مجددا: إذا.... هل ما زلت تنوي الانفصال عنها بعد شفائها...
اومأ برأسه إيجابا..... بينما انضمت إليهما فاليريا وهي تقول: ملامح الجد ديون لا تبشر بخير...
لم تعلم هيلين ما تقول بينما أضافت فاليريا: يبدو أن نيكيتا ربحت المعركة أخيرا... أخشى أن الجد قرر تقبل ابن نيكولاس ومنحه الاذن للزواج مع إبقائه على ممتلكات العائلة...
تغيرت ملامح هيلين وهي تسمع هذا الكلام..... وراقبت نيكولاس الذي كان رفقة ألبرت....يتحدثان... عندما انضم إليهما هوارد والد نيكولاس وقال بسخرية: لقد أتيت خصيصا...  لأشهد اللحظة التي سيتبرأ فيها منك كما فعل معي من قبل....
ابتسم نيكولاس بسخرية وأجاب: من يدري...قد يحدث شيء غير متوقع..... ويتغير قرار جدي بناء على ذلك...
لم يفهم هوارد قصده......
بينما التفت الجميع عند دخول الجد ديون رفقة المحامي....
تطلعوا جميعا إليه.... بينما قال: كما تعلمون جميعا... الليلة سأتخذ قراري بخصوص مستقبل عائلتنا وقد قررت....
قاطعه نيكولاس قائلا: اعذرني لحظة يا جدي....
التفتوا جميعا إليه.... بينما أخرج ملفا وقال محدثا مارييت: هلا قرأت ما جاء في هذا الملف ؟!
أخذت منه الملف.... وتساءل الجميع ماذا يكون... وما علاقته بما يحدث....
نظرت مارييت إلى الجميع وقالت: إنه فحص الأبوة... وهذا الفحص يثبت أن أليكس في الحقيقة ليس ابن نيكولاس.... صدم الجميع بسماع ذلك.... وشعرت هيلين بارتياح عظيم......
بينما تغيرت ملامح نيكيتا وقالت : مؤكد أن هناك خطأ ما.....
ثم التفتت إلى هيلين وقالت: قولي شيئا يا هيلين أنت من أجرى الفحص في المرة السابقة والجميع يثق بك...
لم تعلم هيلين ما تقول.... خاصة أنها سعيدة بما عرفته....
ابتسم ألبرت وقال: صحيح... جميعنا نثق بهيلين... لكننا لا نثق بالاشخاص الذين أجروا الفحص.... فقد علمنا أنهم في الواقع تلقوا الرشوة لتزوير التقرير....
صمتت نيكيتا.... بينما قال نيكولاس: لقد تفاجأت فعلا عندما علمت أن الشخص الذي قام برشوتهم هو والدي.... هوارد.....
نظر ديون إلى هوارد بغضب وقال: كان يجب أن أعلم.... فنيكيتا ظهرت مباشرة بعد مشكلة الفندق....
ثم نظر إلى حفيده وأضاف: بما أن الأمر وصل إلى هذا الحد لم يعد هناك ما يدفعني لاخفاء الحقيقة عنك يا بني....
قبل ثماني سنوات.... طالب هوارد والده بمنحه فندق بارك بلازا كتعويض له بعد أن طرده من العائلة وحرمه من الميراث ... لكن ديون رفض... لذلك لجأ هوارد إلى نيكيتا.... ودفع لها مقابل التقرب من نيكولاس... بغية الانتقام من الجد.... والضغط عليه.... وعندما رأى ديون ان حفيده متعلق بتلك الفتاة ولا يرى غيرها.... خشي أن يتأذى بسببها فأذعن لمطلب هوارد.... ومنحه إدارة الفندق وعائداته مقابل أن يجعل نيكيتا تترك نيكولاس وشأنه.....
صدم الجميع بسماع ذلك... وسأل نيكولاس جده قائلا: لماذا لم تخبرني الحقيقة حينها يا جدي.... لو أنك فعلت.... كنت سأتفهم الأمر بكل تأكيد....
هز الجد رأسه نفيا وأجاب: لا لقد كنت متعلقا بها.... حتى أنك قاطعت العائلة بعد رحيلها.... وما كنت لتصدقني لو أخبرتك حينها أن نيكيتا كانت عشيقة والدك في ذلك الوقت....
نظر الجميع إلى نيكيتا وهوارد باحتقار.... وفهم نيكولاس كل شيء الآن... جده كان خائفا عليه بالتأكيد كان سيتعرض لصدمة لو علم الحقيقة في ذلك الوقت...
احتضنت مارغريت هيلين بفرح وهمست لها: أعتقد أن الأمور ستأخذ مجرى آخر الآن....
شعرت هيلين برفرفة في صدرها.....وتساءلت إن كان باب السعادة سيفتح أمامهم أخيرا....
نظر نيكولاس إلى والده وقال: لقد كنت تهدد جدي طوال هذه السنوات.... كما أنك تحايلت بالتعاون مع نيكيتا للاستيلاء على ثروة عائلتنا.... لذا لا تتوقع منا أن نتساهل معك بعد الآن....
نظر ديمتري إلى أخيه وقال: هوارد... لقد كان كل شيء ملكك.... لكنك فضلت ملاحقة امرأة رخيصة... وخسرت كل شيء.... لذلك لا تحلم أبدا بالعودة إلى هذه العائلة... وسنقاضيك بتهمة الاحتيال....
شعرت نيكيتا بالخوف وقالت محاولة الدفاع عن نفسها: أنا لا علاقة لي... لقد كنت أنفذ أوامره فحسب...
قاطعتها هيلين قائلة: لا يحق لك قول شيء.... حتى أنك لم تهتمي لمشاعر ابنك الصغير... وجعلته يعتقد أن رجلا غريبا هو والده وتعلق به....
نظر ديون إلى ابنه هوارد وقال: لقد خيبت أملي قبل سنوات ومع ذلك كنت مستعدا لمسامحتك.... لكن هذه المرة.... لا مجال لذلك....
رمقهم هوارد بحقد.....بينما قال نيكولاس محدثا والده ونيكيتا: لعبتكما انكشفت.... لذا لا أريد رؤيتكما في منزلي مرة أخرى....
أدار نيكولاس ظهره له.... وابتسم لهيلين.... التي نظرت له بحب.....
وفجأة صدم الجميع.... بسماع صوت إطلاق النار....

تناديه سيدي الجزء1حيث تعيش القصص. اكتشف الآن