شعرت هيلين بالانقباض وهي ترى ابتسامة والدها الخبيثة...
جلست مقابله.... بينما وضع أمامها شيئا وقال: يبدو أنك استغليت غيابي.... لفعل ما يحلو لك....
صدمت برؤية صورة لها رفقة نيكولاس... بينما قال: في النهاية... أنت على علاقة بمديرك رغم كل شيء....
ارتعشت يدها بينما قالت: من أين حصلت على هذه الصورة.... وما الذي تريد فعله؟!
أطلق ضحكة وقال: سأعترف أنت فتاة ذكية فقد اخترت رجل أعمال شاب وثري.... وبالنسبة للصورة... لقد حصلت عليها صدفة..... إن منحتني ما أريد فسيكون كلانا راضيا... أعدك بذلك...
شحب وجهها وردت: ألم تقل أنك عائد... إلى إسبانيا... لماذا ما تزال هنا... ولماذا ظهرت بعد كل هذه المدة...
نظر إليها بسخرية وأجاب: هل أفسدت مخططاتك...؟! المافيا الايطالية.... لن يتركوني أغادر ببساطة...وأنا أدين لهم بمبلغ كبير.... علي تسديد المبلغ كاملا قبل أن أغادر....
رفضت الفكرة وقالت: ما علاقتي بما تقوله... أنا لا أملك المال..... وأنت تعلم... لن يمكنني تسديد المبلغ دفعة واحدة....
ضحك بسخرية وقال: صحيح... أنت لا تملكين... لكن حبيبك يملك بالتأكيد.... لذلك... اطلبي منه ذلك فحسب....
عادت إلى الشركة ... وهي لا تعي ما الذي يحدث حولها.... ياله من كابوس..... تذكرت تهديد والدها لها.... بأنها إن لم تفعل... فلن يترك نيكولاس وعائلته وشأنهم أبدا....وهو قادر على ذلك....
تساءلت... إن كانت تملك الشجاعة لإخبار نيكولاس بكل شيء.... وهو يقرر إن كان سيَقبلها.... أم لا...وأيا كان اختياره... ستتقبله.... صدقا لم يعد بإمكانها التحمل أكثر....
اتخذت قرارها....وطرقت باب مكتبه.... ستقص عليه كل ما حدث معها.... ولن تهتم بأي شيء...
دخلت لتجد ألبرت رفقة نيكولاس....
ابتسم نيكولاس بينما شعرت بالاحباط.... وجلست وهي تفكر.... كيف ستخبر نيكولاس ... قبل لحظات كانت مستعدة.... لكن الآن...
تنهد ألبرت بعمق وأجاب: ليسيا.... لا تنوي توقيع أوراق الطلاق ببساطة.....إنها تريد تعويضا ماديا بمبلغ خيالي...
شعر نيكولاس بالاشمئزاز وقال: النساء اللواتي لا يفكرن سوى في المال.....إنهن مدعاة للاحتقار...
شعرت هيلين بألم في قلبها... وهي تسمع كلامه....
شحب وجهها.... وأحنت رأسها.... جيد أنها لم تقل له شيئا.....
انتبه لها نيكولاس.... وقال: حبيبتي... هل أنتِ بخير؟!
تجنبت النظر إليه واكتفت بإيماءة من رأسها..... بينما انصرف ألبرت....إلى أشغاله....
اقترب منها نيكولاس... وتحسس وجهها وهو يقول: هيلين.... صدقا... هل حدث شيء؟!
احتضنته وأسندت رأسها إلى صدره وهي تقول: لا شيء مهما.... لا تشغل نفسك...
ربت على ظهرها بحب وهو يقول: يمكنك إخباري..... ربما أستطيع مساعدتك....
أغمضت عينيها وأجابت: لن ازعجك... بأمر سخيف كهذا
شعر بالسوء...فهاهي... تبعده عن مشاكلها مجددا... يبدو أنها لا تثق به....
تنهد بعمق وكان على وشك الحديث عندما رن هاتفها فجأة... واستغربت رؤية رقم زوج والدتها....
أجابت وأخبرها أن والدتها في المستشفى....وتوسلها لكي تحضر....
ترددت قليلا... بينما أمسك نيكولاس يدها وقال: لا بأس.... لنذهب يا هيلين...
تنهدت بعمق وأجابت: هل أنت متأكد أنك تريد القدوم معي....؟!
أومأ برأسه...إيجابا.... وأوصلهما السائق....
توترت وهي ترى زوج والدتها كارلوس... الذي كان في حالة سيئة... وبدا على وجهه الحزن وهو يرى هيلين ونيكولاس....
تردد قليلا بينما قال: أنت فتاة طيبة بحق يا هيلين.... لم أتوقع أن تأتي.... بعد كل ما فعلناه معك...
تجنبت هيلين النظر إليه وأجابت: لا عليك.... فقط ما الذي حدث معها.... ؟!
تغيرت ملامحه وأجاب: بعد تلك الحادثة... ساءت حالتها النفسية كثيرا.... فقد شعرت بالندم على ما فعلته بك... وبأندي.... صارت تتصرف بطريقة غريبة... ثم عزلت نفسها..... وليلة أمس حاولت الانتحار...
شعر نيكولاس بالضيق.... وقالت هيلين بحزن: كيف هي الآن؟!
تنهد كارلوس وأجاب: صحتها الجسدية لا بأس بها.... بها... ولكن الطبيب قال... أن حالتها العقلية والنفسية... غير مستقرة.... وأمل استجابتها للعلاج... ضعيف جدا....
انزعجت هيلين لسماع ذلك بينما أضاف متوسلا: هيلين.... أرجوك أن تسامحينا....لقد ارتكبنا خطأ كبيرا في حقك لكن من دون قصد.... لقد أردنا ترتيب زواج لك مع لوسيانو... من أجل مصلحتنا جميعا.... لكنه... كان وغدا.... وأراد استغلالك.... أنا حقا آسف....
شعر نيكولاس بالغضب وقال: بماذا ينفع أسفك.... ماذا لو أصابها مكروه... عندها سيكون الأوان قد فات....
احتضنت هيلين ذراعه وأجابت: عزيزي اهدأ رجاء.... لقد انتهى كل ذلك...
تنهد كارلوس وأجاب: إنه محق.... فلورنسا كانت مصرة... وأنا لم أستطع منعها.... وفي النتيجة... كدت أتسبب بأذيتك.... وفقدت ابني الوحيد....
شعرت هيلين بالأسى عليه وأجابت: أندي... سعيد جدا.... مع السيد جورج... كما انه ليس غاضبا منك يا سيد كارلوس... أمي هي من اخافته.... لكن يبدو ذلك... لأنها كانت مضطربة نفسيا... ربما بعد ان تتعالج... ستعود لطبيعتها.... وقد تتمكنان من استعادة أندي...
بعد ذلك غادرا سوية... بينما قال نيكولاس: حتى بعد كل ما حدث... أنت لا تحقدين على والدتك...
صمتت للحظة قبل أن تجيب: مهما فعلت... لا استطيع لومها.... ولا استطيع إجبارها على أن تحبني.... لقد مرت بظروف قاهرة يا نيكولاس....
اراد ان يسألها أكثر.... لكنها غيرت الموضوع قائلة: لدينا عشاء عمل هذا المساء...الأفضل أن نجهز أنفسنا....
تساءل لماذا تستمر بالهروب منه... كل ما أراد معرفة شيء عنها.... سلوكها يشعره بالتوتر وعدم الثقة....
هو لا يريد إجبارها.... لكنها لا تبذل جهدا.... إن استمرت هكذا.... فقد لا تنجح علاقتهما في النهاية....
انتهى عشاء العمل... وأصر نيكولاس... على أن ترافقه هيلين إلى شقته رغم اعتراضها.... إنها الآن خائفة... وتخشى إن ضغط عليها أن تخبره بكل شيء....
كانت تشعر بالتوتر... وهو يغلق باب الشقة.... وبقيت واقفة مكانها..... استغرب تصرفها وقال: لماذا أنت متوترة اليوم يا هيلين....؟!
تجنبت النظر إليه وقالت: لا.... فقط بسبب ما حدث مع أمي....
أمسك ذراعها ورد قائلا: لكنك كنت شاحبة منذ الصباح..... لماذا لا تخبرينني شيئا؟!
سحبت ذراعها منه وأجابت: نيكولاس... توقف رجاء... لا نية لي في الحديث....
اكتفى من عنادها...... وصرخ في وجهها قائلا: ألا تثقين بي؟!
شعرت يالاستياء من أجله... إنها تدرك أنه قلق عليها.... لكن لا يمكنها فعل شيء..... إنها خائفة عليه....
داست على قلبها وقالت: صحيح... أنا لا أخبرك لأنني لا أثق بك.... مستقبل علاقتنا... ما يزال مجهولا... وأنا لا أستطيع المخاطرة....
خاب أمله وهو يسمع كلامها وقال: لماذا إذا... قبلتِ بحبي لكِ.... كان بإمكانكِ الرفض... وكنت سأتقبل قرارك...
تنهدت بعمق وأجابت: أنا لم أقصد أنني... لا أحبك.... لكن الثقة.... مهمة أيضا.... لاستمرار أية علاقة....
غضب أكثر وقال: أنتِ تعلمين كل شيء عني....لكنك في المقابل... ترفضين إخباري....أي شيء عن حياتك... أنت من تنقصها الثقة وليس أنا...
أدارت ظهرها له وأجابت: نيكولاس... أنت قلت أنك لا تهتم....لشيء... وأنك تريدني أنا لا غير... هل كان ذلك كذبا....
شعر أنها تستغل كل ما يقوله فقط لإفساد الأمر أكثر.... وأجاب بخيبة أمل: صحيح لقد قلت ذلك....لكن لأنني كنت أنتظر أن تفتح قلبك لي... بنفسك.... ولم أرد جعلك غير مرتاحة.... أردت أن أقف بجانبك... وأخفف عنك.... لكن بما أنني لا أعلم شيئا فالأمر سيكون مستحيلا....
آلمها كلامه وقالت وهي تتجه نحو الباب: لهذا السبب... أحتاج للبقاء وحدي لفترة يا نيكولاس.... سأتغيب عن العمل لفترة.... ثم سنتحدث بعدها...
راقبها وهي تغادر..... وتساءل... إن كان أخطأ الاختيار مجددا... لكن....
أخذ حماما ساخنا.... وفكر أنه لن يركض وراءها.... هو لن يدوس على كرامته من أجلها.... لقد حاول معها كثيرا..... وقد كان صبورا.... لكنها حتى بعد أن صارت حبيبته.... مازالت تستمر في صده.... وهذا يدفعه إلى الجنون.... وهو الذي لم يسبق أن رفضته امرأة من قبل.....
الأسبوعان التاليان.... كانا كابوسا سيئا لهما... من دون لقاء أو حتى اتصال.... كبرياءه... كان يمنعه من تفقدها... وهي حبست نفسها في شقتها.... ولامت نفسها... على الحزن الذي تسببت به لنيكولاس.... على الأغلب هو يكرهها الآن....
في ذلك المساء.... كانت جالسة في شقتها..... عندما اتصل والدها.... شتمته في سرها....فهو السبب في كل ما يحدث لها.... وفي النهاية ذهبت لمقابلته.....
رمقته بحقد بينما نظر لها بسخرية وقال: إذا... هل وافق حبيبك الثري على الدفع أم أنه رفض...وهجرك....
نظرت إليه والغضب يتطاير من عينيها وأجابت: أنا لن أطلب منه مالا.... يستحيل أن أفعل.....ولا يهمني حتى لو متُّ بسبب ذلك....
بدت له مصرة.... فابتسم بقلة حيلة: حسنا... كنت أعلم أنك عنيدة.... ولديك كرامتك التي لم ترثيها من أي منا.... بل من جدك جورج.... لذلك.... لديّ حل بديل.... لن تطلبي المال من ابن آل فيسكونتي.... لكن عليك الانفصال عنه في المقابل... إذا أردت أن ننهي الأمر...
استغربت كلامه وقالت: ما الذي تقصده... ما علاقة انفصالي... عن نيكولاس... بحل مسألة ديونك....
تنهد بنفاذ صبر وأجاب: أدرك انك خائفة على ذلك الرجل....الطريقة التي سألجأ إليها.... خطيرة بعض الشيء... وإن علمت المافيا أن ابنتي على علاقة بابن عائلة فيسكونتي... فستحدث كارثة.... لنا ولتلك العائلة؟!
شعرت هيلين بالخوف بينما اضاف: انفصلي عنه أولا.... ثم سنتحدث عن التفاصيل.... وبعد ان نحل المشكلة... لن تكون هناك أي علاقة بيننا....ويمكنك ان تعيشي حياتك بالطريقة التي تريدين....
تساءلت عما يقصده.... ولماذا هو متفهم وغير عصبي هذه المرة.... هل يعقل أنه يخطط لشيء؟
ترددت وقالت: إن انفصلت عنه.... هل تعد أنك... لن تؤذيه....؟!
ابتسم لها وأجاب: بالتأكيد.... أنا لا أحمل أي ضغينة ضده ....
وقفت هيلين وقالت: حسنا.... لا أعلم ما الذي يدور في رأسك.... لكنني أريد التخلص منك ومن ديونك... وان أعيش حياتي.... بهدوء.... كأي شخص طبيعي......
سأنفذ كلامك.... سأنفصل عنه... لكن إن أصابه مكروه سأبلغ الشرطة.... ولن أخاف من شيء حينها هل تسمع...؟!
طمأنها قائلا: لا تقلقي ما سأفعله.... هو في مصلحتك....
رفض عقلها تصديق كلامه... لكن بالتأكيد ان انفصلت عن نيكولاس هو سيكون في مأمن....
تركت والدها واتجهت فورا إلى شقة نيكولاس... إن لم يخب ظنها هو سيكون هناك الآن....
ترددت قبل أن تدق الجرس.... وفتح ليفاجأ برؤيتها.... ودون ان يمهلها... احتضنها بحب وهو يقول: لقد استغرقت الكثير من الوقتِ لتأتي يا هيلين.... لقد افتقدتك....
شعرت بالأسى عليه فاحتضنته هي الأخرى..... ثم دخلا الشقة وهو يقول: أنتِ دائما تسببين لي القلق.... بتصرفاتك....
انتابها شعور بالضعف.... هي لا تريد الانفصال عنه.... لكن حسب كلام والدها... فور أن ينفذ ما يدور في رأسه وينجح الأمر.... ستكون حرة... وقد تتمكن من العودة إلى نيكولاس.....
قررت أن تدوس على مشاعرها بينما أمسك يدها بحب وقال: لقد اتخذت قراري.... سأتحدث مع جدي في الغد.... لقد انتظرنا طويلا....
سحبت يدها منه.... إنه يصعب الأمر عليها أكثر الآن...
استغرب تصرفها وأنها لم تقل شيئا منذ قدومها....
نظرت مباشرة في عينيه وقالت: نيكولاس.... أنا أريد الانفصال عنك.....
تغيرت ملامحه.... بينما أضافت وهي تقاوم دموعها: أنا آسفة.... لكن بعد أن فكرت مليا.... أنت محق.... علاقتنا لن تنجح.... لأنني غير قادرة على أن أثق بك....
نظر إليها بغضب وجذبها من ذراعها بقوة وصرخ في وجهها قائلا: هل تتسلين.... بمشاعري يا هيلين....؟! هل تستمتعين بمراقبتي.... ألاحقك... وأتوسل إليك أن تكوني معي...؟!
هزت رأسها نفيا وأجابت: لا..... الأمر ليس كذلك... لكن أعتقد أنه كان خطأ منذ البداية أن نكون معا ... أنا آسفة....
لم يصدق ما يسمع وقال: هل تقولين... أن الفترة الماضية التي قضيناها معا بسعادة كانت خطأ.... هل كنتِ سعيدة مثلي... أم أنني كنت المغفل الوحيد واعتقدت أنكِ تحبينني؟!
تجنبت النظر إليه وأجابت: لقد كنت سعيدة وقد أحببتك...
قاطعها قائلا: كفى كذبا.... لو كان الأمر كذلك... لما أردت تركي....
تنهدت بضيق بينما أفلتها وقال: يمكنك الذهاب.... لن أمنعك...
شعرت بألم في قلبها.... ورفعت نظرها إليه....ولاحظت حزنا عميقا... في عينيه... حدق كل منهما في الآخر للحظات..... ثم سارت هيلين ناحية الباب وهي تحاول إخفاء دموعها.... بينما سمعته يقول: إن غادرتِ الآن... فلا تتجرئي على الظهور أمامي مجددا...
توقفت في مكانها للحظات.... ثم سمع صوت إغلاق... الباب.... لقد خرجت من شقته.... وخرجت من حياته ببساطة.... دون أن تلتفت إليه حتى.... شعر أنه يكرهها..... فقد جعلته يحبها ويتعلق بها لحد الجنون... وهاهي الآن تتركه....ببساطة..... كما تركته أمه.... وتركته نيكيتا من قبل.... صدقا... لماذا يحدث هذا معه.... فقط بعد أن قرر فتح قلبه.... بعد كل هذه السنوات.... يتلقى طعنة جديدة.... أسوأ من سابقاتها..... لكنها بالتأكيد ستكون الأخيرة.... هو لم يجني من النساء سوى الحزن والخيبة...والخيانة.... لذلك.... لن يقع بالحب مجددا..... لن يثق بامرأة مرة أخرى....
كانت هيلين تبكي بحرقة وهي تتجه... إلى قصر آل فيسكونتي.... ستتحدث مع السيد ديون... وتشرح له ما يحدث معها.....
استغرب قدومها في هذا الوقت المتأخر.... لكنه لاحظ حزنها.... وربت على ظهرها بلطف وهو يقول: ما الذي يحدث معك يا ابنتي؟!
مسحت دموعها وقالت بصوت مخنوق: سيد ديون.... أنا سأترك العمل في الشركة... أتمنى أن تقدر موقفي...
أحزنه سماع ذلك... وسألها: هل نيكولاس هو السبب.... هل تشاجرتما مجددا؟!
هزت رأسها نفيا وأجابت: لا.... لكن.... أنا مضطرة لذلك.... بسبب والدي.... هو يريدني ان اترك العمل.... وأبتعد عن عائلتكم.... حتى يستطيع تسديد ديونه....
استغرب ديون سماع ذلك بينما أضافت: لا أعلم ما الذس يدور في رأسه.... لكن ما أعلمه... هو أن عائلتك ستكون بخير إذا ما ابتعدت خاصة السيد نيكولاس....
أحزنه سماع ذلك وقال بأسف: سامحيني يا هيلين... لم أستطع مساعدتك بشيء... يا ابنتي...
أمسكت يده بحنان وأجابت: لا.....لكن لدي طلب أخير يا سيدي....
تطلع إليها بينما أضافت بحزن: السيد نيكولاس.... غضب مني كثيرا... عندما علم بقراري... خاصة أنني لم أشرح له..... وأنا لا أعلم ما الذي قد يحصل.... لذلك... في حالة ما إذا لم أستطع العودة...... أخبره بعد مرور مدة... بقصتي....
نظر إليها الجد متسائلا عن السبب فأجابت: لا اريده ان يفقد ثقته بالآخرين.... وأريده أن يعلم أنني... لم أترك كل شيء بإرادتي....
أمسك الجد يدها بحنان وأجاب: سينتهي كل شيء... وستعودين... أنا واثق من ذلك يا هيلين.... وعندها... ستكونين حرة.... بإخباره ما تريدين بنفسك..... إذا ما اختفى غوستاف من حياتنا..... لن أمانع.... في جعلك مديرة لأحد فروع شركتي... دون الخوف عليك أو على
عائلتي....
احتضنته هيلين وأجابت: أنت.... كنت لي أبا حنونا.... يا سيدي..... شكرا جزيلا على عطفك...
ربت على ظهرها بحنان وأجاب: أنتِ في مقام أحفادي...يا هيلين....
بعد ذلك ودعته هو الآخر.... واتجهت عائدة إلى شقتها.... بعد أن اتصلت بوالدها وأخبرته أنها نفذت ما طلبه منها....
أمضت تلك الليلة تبكي.... وقلبها يحدثها ان هناك شيئا سيئا سيحدث لها...... في اليوم التالي....
صدم الجميع في الشركة.... بخبر استقالة هيلين....
وأسرع دانييل إلى نيكولاس.... الذي بدت ملامحه باردة كما لم تكن من قبل....وقال: لماذا استقالت هيلين فجأة؟!
لم يطق نيكولاس سماع اسمها وقال: لقد انفصلنا بالأمس.... ثم ذهبت إلى جدي وأخبرته أنها تريد ترك العمل....هذا كل ما اعرفه.... لا أريد التحدث عن الموضوع يا دانييل...
راقب دانييل قريبه... وشعر أن شيئا سيئا قد حدث معه.... فهو خلال الأشهر الماضية... بدا سعيدا ومبتهجا.... لكنه الآن... يبدو باردا مثل الثلج... وخاليا من المشاعر ... ترى لماذا تركته هيلين...؟! لقد كانا سعيدين معا....
خرج دانييل... وهو يشعر بالاحباط... بينما تطلعت إليه تانيا فأجاب: لقد استقالت... دون ذكر السبب....
شعرت تانيا بالأسف وقالت: لكن.... مؤكد أن لديها دوافعها......أقصد....
قاطعها أوبالدو قائلا: كان بإمكانها شرح السبب على الأقل.....نيكولاس... بدا تعيسا جدا... هذا الصباح....على الأغلب هو كان متعلقا بها....
في ذلك المساء التقى نيكولاس بصديقه ألبرت وأخبره بما حدث معه....... شعر ألبرت بالأسى على صديقه... فربت على كتفه برفق وقال: آسف... لسماع ذلك... لكن هيلين... طالما كانت تخفي الكثير من الأمور الحزينة... ربما..... لذلك...
قاطعه قائلا: لقد طلبت منها إخباري... كنت مستعدا لسماعها....ومساعدتها.... لكنها... فضلت التخلي عني... لذلك... لن أهتم لها بعد الآن.... سأنسى أمرها ببساطة....وسأعود كما كنت.... لقد كنت أعيش حياة مريحة... وأنا أتسلى مع النساء دون التورط في علاقة جادة.... هذا أفضل بكثير من أن يتم تركي في كل مرة....
ساءه سماع ذلك.... لكن صدقا.... ما مرّ به نيكولاس لم يكن سهلا....وقد أحب هيلين بصدق... لكنها تركته....
في الصباح التالي.... قابلت هيلين والدها.... الذي ابتسم بخبث.... وانقبض قلبها.... عندما توقفت سيارة فخمة.... أمامهما.... واستقلاها.... وهي تتساءل عما يخطط له والدها....
وصلا إلى مكان فخم جدا ذكرها بقصر آل فيسكونتي....وتساءلت ما الذي يعنيه هذا...... دخل كلاهما.... واستقبلهما عدد من الخدم...... وأرشدهما رجل كبير في السن وأنيق إلى مكان ما....
كانت ابتسامة خبيثة على وجه والدها... مما أثار رعبها.... عندما دخلا.... قاعة كبيرة.... ولمحت رجلا واقفا قرب النافذة.... والتفت لتصدم برؤية لوسيانو بيرتي.... وابتسامة حقيرة على وجهه.... هذا الرجل الذي سعى لجعلها عشيقة له.... مقابل أن يساعد زوج والدتها.... لكن ما علاقته بوالدها.... خطرت فكرة فظيعة في رأسها والتفتت إلى والدها الذي كان ذهنه خاليا وصرخت قائلة: ما الذي يعنيه هذا.... هل تقول أن هذا الرجل الوغد.... هو من سيدفع ديونك؟!
أبعدها والدها عنه بانزعاج.... بينما أضافت: ٱنه لا يفعل شيئا من دون مقابل... ما الذي طلبه منك؟!
أطلق لوسيانو ضحكة وهو يقترب منهما وقال: أنتِ... هي المقابل الذي طلبته.... لكن لم أتوقع أن ينجح الأمر بهذه السهولة..... خاصة بعد أن علمت أنك تواعدين... نيكولاس.... لقد بدا متعلقا بك.... واعتقدت أنه لن يمانع تسديد ديون والدك.... خاصة أنه ثري جدا....
شعرت هيلين بأن الأرض تدور حولها....... بينما قال والدها بلا مبالاة: لقد انتهى عملي الآن.... المسألة بينك وبين السيد لوسيانو....
رمقته بحقد وقالت: أعد ما قلته.... إنها ديونك وليست ديوني.... ثم بأي حق.... تقوم ببيعي لهذا الرجل.... نحن لم نعد في العصور الوسطى...
ابتسم بسخرية وقال: لقد كنت لطيفا معك... وعرضت عليك أن تخبري ابن عائلة فيسكونتي.... لكنك رفضت... لا يحق لك....الاعتراض الآن... أيتها المغفلة.....
شعرت برغبة في قتله.... بينما قال لوسيانو... مدعيا اللطف: لا... تسيئي الفهم.... من القسوة أن تقولي انه قام ببيعك.... يستحيل أن نقوم بتصرف غير إنساني كهذا....
نظر إليها غوستاف نظرة أخيرة وقال باستهزاء: كوني ممتنة لي.... لقد منحتك.... لرجل يرغب بك.... كما أنه ثري... وستعيشين معه حياة سعيدة....
ثم خرج... وأغلق الباب.....
شعرت هيلين بأن قدميها لا تحملانها.... وجلست على أقرب مقعد.... وهي تحاول استيعاب ما يحدث... يجب أن يكون كابوسا....
تسلى لوسيانو بمراقبتها وهي ترتعد خوفا.... وتوترا....
ثم اقترب منها وقال بسخرية: لا تلوميني... لقد طلبت منك ذلك بلطف في المرة السابقة..... لكنك رفضت.... وأجبرتني على اتباع هذه الطريقة....
نظرت ٱليه بحقد وقالت: لست موافقة.... أنا أرفض...
أطلق ضحكة وقال: رأيك ليست له أية أهمية.. بما أنني سددت ديون والدك وانتهى الأمر....
ثم أمسك ذراعها وجذبها إليه وهو يقول: لقد نفذت الجزء المتعلق بي من الاتفاق.... وحان دورك أيتها الجميلة....
أنت تقرأ
تناديه سيدي الجزء1
Romanceهي... عالقة في دوامة....مع ديون والدها ... هو مدير لشركة كبيرة... تتسابق النساء للفوز به... ترى كيف ستتصرف هيلين مع مديرها نيكولاس.... هل ستتمكن من إخفاء أسرارها.... وهل سيتمكن نيكولاس من إذابة جليد قلبها.... الجزء الأول الجزء الثاني من الرواية (...