الفصل 13

7.3K 220 0
                                    

دخل نيكولاس وانطونيو المركز.... وأسرعا إلى ممان تواجد...الفتاتين.... كان هناك رجل يصرخ ويقول مشيرا إلى مينا: هذه الفتاة رمت نفسها أمام سيارتي.....
نظرت إليه مينا وأجابت: بل أنت من تجاوزت الاشارة الحمراء.... وهيلين كانت شاهدة على ذلك...
أيدتها هيلين قائلة: هذا صحيح....كما أننا كنا نسير على ممر الراجلين....
رمقهما الرجل بغضب وقال: هذه الحيل الرخيصة... لن تنفع معي لقد تعمدت ذلك... للحصول على تعويض مالي مني.... أنت فتاة انجليزية رخيصة....
اشتعل أنطونيو غضبا وكان على وشك ضرب ذلك الرجل لكن نيكولاس أوقفه وهو يقول: اهدأ... ستزيد الأمر تعقيدا....
التفتت الفتاتان....وانفجرت مينا باكية وهي تقول: انطونيو أنا آسفة...
تجنبت هيلين النظر إلى نيكولاس... الذي رمقها بنظرات متوعدة.....
بعد لحظات حصلت الشرطة على تسجيل لما حدث وأثبت أن ذلك الرجل هو المذنب....
ارتمت مينا في أحضان أنطونيو....وهي تبكي وتقول: أرجوك ان تسامحني.... ما كان يجب ان أغادر الفندق دون إخبارك....
كان الضيق واضحا عليه... لكنه ربت على ظهرها وهو يقول: لا بأس....لكن إياك وتكرار ذلك....
ابتسمت هيلين وهي ترى ذلك......أمسك نيكولاس ذراعها وقال: هيلين.... تصرفك كان سخيفا... وكدت تتورطين..... في مشكلة... نحن في غنى عنها...
أشاحت بنظرها عنه وأجابت: انت طردتني من الغرفة انسيت؟!
نظر إليها بغضب.... بينما قالت مينا لأنطونيو: هيلين انقذت حياتي......لقد ابعدتني قبل ان تصيبني تلك السيارة....
نظر انطونيو إلى هيلين وقال بامتنان: آنسة هيلين شكرا جزيلا لك.....
ثم التفت إلى نيكولاس وقال بندم: أنا أعتذر عما حدث هذا الصباح...... عندما سمعت من كريستيان أنك فرضت شروطك عليه.... وأنك رجل جشع....... أقسمت على الا أسمح بحدوث ذلك معي....
نظر إليه نيكولاس بانزعاج وقال: لقد طلبت ان تكون نسبة الأرباح متساوية بيننا بما أننا سنساهم بالنسبة نفسها.... لا ارى أي جشع في ذلك....
شعر انطونيو بالضيق وأجاب: اعذرني لم أكن في مزاج جيد.... فقد تشاجرت مع مينا.... و......
قاطعه نيكولاس قائلا: لا أحب خلط الامور الشخصية بالعمل...
نظرت إليه مينا والدموع في عينيها وقالت متوسلة: سيد فيسكونتي.... أتوسل إليك.... أنا لا أريد التسبب في خسارة كبيرة للرجل الذي أحبه... أرجوك اعقدا اجتماعا آخر....
ابتسم نيكولاس رغما عنه وأجاب: حسنا انا موافق... فقط من أجل الآنسة....
احتضنت مينا انطونيو بفرح وقالت: شكرا لك يا سيد فيسكونتي...
أحاط انطونيو كتفيها.... وشكره هو الآخر....
راقبتهم هيلين بابتسامة وأدركت ان نيكولاس وافق لأن مينا ذكرته بديانا فهي سريعة البكاء مثلها تماما... ولطيفة أيضا....
عاد أربعتهم إلى الفندق... وذهب كل إلى غرفته بعد اتفقا على الاجتماع غدا ...
دخلت هيلين الغرفة وهي تقول: صدقا كريستيان رجل ثرثار بالفعل... حتى وقد صرنا شركاء....لا يتوقف عن ألاعيبه الطفولية...
نظر إليها نيكولاس بلوم..... وفهمت السبب... نظرت إليه بأسف وقالت: سيدي..... لقد حكمت عليك.... دون معرفة ما حدث في الاجتماع..... وقلت كلاما فظيعا لك.... أنا حقا آسفة....
انحنت أمامه بينما أشاح بنظره عنها ووالتزم الصمت للحظات....
رفعت نظرها إليه.... واستغربت النظرة على وجهه.... هل يعقل أنه يفكر بديانا..... ؟!... ام أنه اكتفى من أخطاء هيلين ووقاحتها.... شعرت بالندم.....وأحنت رأسها.... ليقول بعد لحظات: لماذا.... تعتبرينني مخطئا دائما؟!... لماذا انا سيء في نظرك.... لا أذكر أنني فعلت يوما مايسيء إليك..... لقد عاملتك طوال السنتين الماضيتين باحترام...
شعرت بالأسف وقالت: في الواقع.... ربما لأن مبادئنا مختلفة يا سيدي.... وقيمنا ايضا....
تجنب كل منهما النظر في عيني الآخر... بينما قال: هلا وضحت ما تقصدين؟!
لفت خصلة من شعرها حول سبابتها وهي تقول: لا تسئ فهمي.... لكن قبل ان ابدأ العمل معك... كنت تبدو شخصا مختلفا.... لكن بمجرد ان صرت مساعدتك... ورأيت كيف تعيش حياتك.... شعرت بخيبة أمل....
علاقاتك الكثير ولهوك طوال الوقت... كيف تمكن والدك من خداعك.... علاقتك بليسيا وخداعها لك.... و امور كثيرة أخرى....  اعلم ان ليس من حقي انتقاد أسلوب حياتك...لكن.... لا استطيع ان امنع نفسي من ان اكون حساسة اتجاه كل ما يصدر منك.... ما أود قوله... قيمي تمنعني من تقبل ما تفعله....
قاطعها قائلا: أنا تغيرت..... بعد مقابلة ديانا... ولم اعد ذلك الشخص.... وانت أكثر من يعلم ذلك....
عبثت بملابسها وهي تقول: لا... أعلم.... لست متأكدة... اعتقد أنه ما زال بإمكانك ان تكون أفضل بكثير.... مما انت عليه....
نظر إليها وهو يشعر بالحيرة.... لماذا هو منزعج من رأي مساعدته به.... إلى هذه الدرجة.... مجرد كلمات منها أثرت عليه وقال: ما الذي ينقصني لأكون أفضل...
وضعت يدها على صدره بحركة لا إرادية وأجابت: الحب....
انزعج لسماع ذلك بينما اضافت: اظنك ادركت ذلك بالنظر إلى أنطونيو ومينا..... انت بحاجة.... لمن تحبك... وتمنحك الاهتمام...
أبعد يدها عنه وقال: لست طفلا...لأحتاج لمن يهتم بك..
هزت رأسها نفيا وردت: بل تحتاج.... جميعنا نحتاج لمثل ذلك الشخص....
نظر إليها بغضب وقال: ماذا عنك هل تملكين أحدا كهذا.....
شعرت بالضيق للتفكير في ذلك.... فهي لم ولن تملك أبدا شخصا كهذا..... اشاحت بنظرها بعيدا وأجبت: بالتأكيد أملكه... لذلك انا اخبرك بضرورة استعادة ديانا إلى جانبك....
رمقها بغضب وقال: كيف تجرؤين يا هيلين.... تلك الفتاة قامت بخيانتي.... مع ويليام...
نظرت مباشرة قي عينيه وأجابت: إنها مجرد قبلة.... الامر لا يستحق ان تتخلى عن المرأة التي جعلت منك شخصا أفضل....
اشتعل غيظا وأجاب: لن أقبل بامراة لمسها رجل غيري....
اكتفت من غروره وقالت: فقط من تظن نفسك.... أنت لمست نساء أخريات.... لماذا تريد امراة لم يلمسها غيرك.....إضافة إلى ذلك.... في أيامنا يستحيل أن تجد امرأة كهذه إطلاقا....
نظر إليها غير مصدق وقال: هل تقولين... أنك أيضا..... واعدت رجالا و.....
احمر وجهها وقالت بسرعة: لا..... أنا لم أواعد أحدا من قبل..... 
نظر إليها بعدم تصديق وقال: ماذا عن اندي الذي كنت تتبادلين معه كلمات الحب...بالأمس؟!
نظرت له بلوم وصرخت في وجهه: لا تكن غبيا إنه أخي....
وجد صعوبة في تصديقها وقال: عموما... هذا ليس من شأني....وكفي عن التدخل في حياتي....
أمسكت ذراعه وقالت: من الأفضل ان تعود إليها.... إنها تحبك....وقد كانت صادقة معك اكثر من اي شخص آخر.... في الوقت الذي كذبنا فيه جميعا عليك...ديانا لم تستطع إخفاء الحقيقة عنك....
سحب ذراعه منها وقال: يالك من مزعجة يا هيلين....
دخل لياخذ حماما.... ولم تستطع اللحاق به إلى هناك....
أسرعت لتغير ملابسها...
بينما استرخى في حوض المياه الساخنة.... وترددت كلام هيلين في رأسه.... تلك الفتاة الثرثارة أثرت عليه بكلامها.... هل كونه في الماضي رجلا لعوبا... يفقده الحق... في الزواج من امرأة عفيفة....  إضافة إلى ذلك ديانا كانت شجاعة واعترفت له..... ولم تكذب.... بخلاف الجميع..... لذلك هي تستحق ثقته وتستحق فرصة ثانية.....
استلقت هيلين على السرير.... وتساءلت إن كان من الممكن ان يغير رايه ويعود إلى ديانا.... هي لا تهتم لذلك... لكن الذنب يقتلها.... فهي السبب في ذلك الخلاف أساسا... إذ انها أقنعت ديانا بالاعتراف.....
تنهدت بعمق.... وعادت إليها صورة مينا وانطونيو.... وتمنت لو أن لديها رجلا يحبها إلى جانبها.... لقد اسرع إلى حبيبته رغم الخلاف الذي بينهما.....
ثم تذكرت حديثها مع ويليام سابقا وان سيزار.... رجل مميز ويحبها.... فقط لو تمنحه فرصة....
احتضنت نفسها بيديها....إنها حقا تحتاج حضنا دافئا يحتويها......
سرت رعشة في جسدها.... وأحست بغطاء يوضع عليها.... رفعت نظرها فإذا به نيكولاس يقول: النسيم بارد.... وقد تصابين بالبرد... بملابسك الخفيفة هذه....
تأملت منظره وهو يرتدي مبذل الحمام.... وشعرت بالحرارة تغزو وجهها.... مد يده إليها وتحسس جبينها وقال: هل انت مصابة بالحمى؟!
ارتعشت من لمسته وهزت رأسها نفيا وهي تقول: لا أنا بخير.... شكرا لك يا سيدي....
ابتسم نصف ابتسامة وأجاب: هذا ليس الوقت المناسب لتمرضي فيه على أية حال.... لدينا عمل مهم...
اومأت برأسها... وهي تشعر بشيء من خيبة الامل.... إنه قلق على العمل.... وليس عليها.... بالتأكيد....فالسبب الذي يبقيها إلى جانبه من أجله هو حاجته إليها.....
في حين تأملها وهو يشعر بالحيرة.... لماذا هي الوحيدة القادرة على إقناعه دائما....سواء عندما طلبت منه العودة إلى الشركة.... او بخصوص موضوع ديانا....  أو حتى عندما كان هائجا في الشركة.... لقد هدأ بمجرد ان احتضنته.... وهو في العادة....يستغرق الكثير من الوقت لتزول عنه نوبة الغضب.... والأهم من ذلك.... لقد أدركت حاجته للاهتمام.... فهو منذ وفاة والدته... لم يحظى بمن يعوض عنه حنانها وكبر وهو يتوق لمن يحتويه....
حدق فيها... وهو لا يفهم.... كيف يمكن لهذا الشيء الصغير.... أن يعرف حاجاته ورغباته.....
استغربت...النظرة الحزينة في عينيه ولم تفهم السبب وقالت : هل ما قلته منذ قليل... جرح مشاعرك وسبب لك الحزن... انا حقا أعتذر.... أنا أحاول عدم التدخل في حياتك لكن لا استطيع....
لم تكمل جملتها لأنه احتضنها بقوة..... عقدت الصدمة لسانها.... بينما همس لها بصوت متعب: كيف أمكنك معرفة أنني حزين يا هيلين؟
أحست بذراعيه تحيطان بها بقوة بينما أجابت: سيدي...  عيناك تعكسان ما بداخلك...
تنهد بعمق وقال بنبرة حزينة: أردت أن أكون مع ديانا.. في هذه الرحلة.... وأشاركها كل ما يخصني.... كنت انوي إخبارها كل شيء عني.....لكنها..... خيبت أملي بفعلتها.....
شعرت هيلين بالأسى لسماع ذلك... فبسبب ثرثرتها.... فوتت على نيكولاس وديانا شيئا مهما ليشاركاه معا.....
لم تدري لماذا أحست بحرقة الدموع في عينيها.... بينما أضاف: غدا هو ذكرى وفاة أمي .... ذكرى انتحارها... لم ارد أن اكون وحيدا..... في ذلك اليوم....
قاطعته هيلين قائلة وهي تقاوم دموعها: أنت لست وحدك.... أنا إلى جانبك....يا سيدي....
أحس بذراعيها تحيط ظهره.... فزاد من شدة عناقه لها وهو يهمس: طوال حياتي... انا لم أظهر ضعفي لأحد.... لكنك بكونك إلى جانبي طوال الوقت.... فقد رأيتني وأنا في أسوا حالاتي....
ابتسمت بحزن وهي تقول: أنا ماهرة في حفظ الاسرار... لا تقلق....
أحست بالدفء بين ذراعيه....... لكم اشتاقت إلى من يضمها هكذا.... ويجعلها تنسى ما مرت به.....من مآسي وحرمان.... نيكولاس حتى بالرغم من قسوته.... إلا أن حضنه دافئ....
استسلمت لعناقه الدافئ.... وأغمضت عينيها لتغط في نوم عميق......
فتحت عينيها في المساء...لتجد نفسها بين ذراعي نيكولاس.....شعرت بالاحراج...وحاولت الافلات منه لكنها لم تستطع.... فقد كان يمسكها بقوة.... وتذكرت... ما قاله عن والدته....ربتت على شعره بحنان وهي تقول: سيدي.... استيقظ...
تململ في الفراش قبل أن يفتح عينيه.... نظر إليها نظرات متسائلة..... ثم ابتعد عنها بسرعة وهو يقول: كم الساعة الآن.... ؟!
تنجنب كل منهما النظر إلى الآخر.... بينما أدركت هيلين ان مديرها أيضا يشعر بالاحراج....
خرج من غرفة النوم أولا....بينما ابتسمت وهي تراقبه... يبدو منظره مسليا....
غيرت ملابسها... استعدادا لتناول العشاء.... وقبل أن يخرجا... طرق باب الغرفة.....فتح نيكولاس ليجد انطونيو ومينا..... وعرضا عليهما تناول العشاء سوية.....
نزل اربعتهم بينما همست مينا لهيلين بفضول: هل انتما تتواعدان... أنت ونيكولاس؟!
هزت هيلين راسها نفيا واجابت: لا.... مستحيل....
نظرت لها بشك وردت: لكنكما تقيمان في نفس الغرفة..
احمر وجهها واجابت: لقد كان خطأ الشخص الذي حجز لنا.... كما ان المدير لديه حبيبة بالفعل.....
شعرت مينا بخيبة أمل وقالت: هذا مؤسف....بدوتما ثنائيا رائعا....
تجنبت هيلين النظر إليها.... تناولوا العشاء معا وسرت مينا برؤية الانسجام بين حبيبها ونيكولاس.... لاشك ان هذه الشراكة سوف تثمر.....
بعد العشاء جلسوا جميعا في حديقة الفندق.... ثم اقترحت عليهم مينا الذهاب للسباحة في مسبح الفندق.... وافق الشابان على الفكرة.... بينما رفضت هيلين....قائلة: أعتذر.... أنا لا اجيد السباحة......
تظاهرت مينا بالحزن وقالت: لكنني أتمنى أن أحظى ببعض المرح رفقتك يا هيلين بما أننا سنغادر قريبا....
ربتت هيلين على كتفها وردت: اتمنى ذلك... لكنني سأفسد الامر فقط... حتى أنني لم احضر معي ملابس السباحة....
أمسكت مينا يديها بفرح وقالت: لا بأس سأعيرك....بعضا من ملابسي......
شعرت هيلين بالاحراج...بينما...رمقهما....
انطونيو بغيرة واضحة وقال: مينا.... لن اسمح لك بارتداء ملابس السباحة..... انسي الفكرة تماما....
انزعت مينا وقالت: أين المشكلة في ذلك...
واصل الاثنان الشجار......بينما استرقت هيلين النظر إلى نيكولاس.... الذي بدا غير مهتم لذلك.....
شعرت بشيء من خيبة الأمل..... وقاطعها اتصال هاتفي من سيزار ....
احمر وجهها.... مما اثار استغرابهم واستأذنت لترد....
شعرت بالارتباك.... لماذا اتصل في هذا الوقت تحديدا....
أجابت...عليه قائلة: أهلا سيزار .... مضى وقت طويل...
شعر بالسرور وهو يسمع صوتها وقال بتوتر واضح: كيف حالك.... سمعت انك ذهبت مع نيكولاس ٱلى أثينا.... هل كل شيء على ما يرام؟!
خفق قلبها بشدة بينما اضاف: في آخر لقاء لنا... أنت كنت سارحة خلال الاجتماع... لذلك تساءلت إن كنت تعانين من مشكلة ما؟!
شعرت بالدفء يلامس قلبها... هل يعقل أنه قلق عليها..... ثم تذكرت كلمات ويليام..... إنه محق تماما... ويجب ان تمنح سيزار فرصة....
أخذت نفسا عميقا وأجابت: لا تقلق علي... أنا بخير... شكرا لأنك اتصلت.... ذلك يعني لي الكثير....
شعر هو الآخر بالسرور... بينما أضافت: عندما أعود بعد عدة أيام.... أتمنى أن.... نتحدث وجها لوجه.... لدي ما أخبرك به... والآن إلى اللقاء...
وأغلقت الخط دون سماع رده..... غزت الحرارة وجهها.... كيف تمكنت من قول شيء محرج كهذا....
انتبهت إلى فتاة بشعر بني قصير تنظر ناحيتها... واستغربت ذلك....أرادت هيلين التحدث إليها لكنها غادرت بسرعة.... عادت إلى رفاقها... بينما اقتنعت مينا أن ترتدي ملابس عادية أثناء السباحة....
غير اربعتهم ملابسهم......وارتدت هيلين سروالا أزرق قصيرا.... مع قميص أبيض.... ورفعت شعرها على شكل كعكة..... في حين ارتدت مينا سروالا قصيرا...أسود... مع بلوزة قصيرة حمراء....
سبح ثلاثتهم بينما فضلت هيلين الجلوس على أحد المقاعد ومراقبتهم.... كان هناك الكثير من الأشخاص...  والفتيات يرتدين ملابس. السباحة المثيرة...  احمر وجه هيلين وأحنت رأسها.... هذا المكان لا يناسبها.... إنه أشبه بعالم آخر....تذكرت مكالمتها مع سيزار..... ترى ماذا ستقول له عندما تلتقيه.... الامر محرج.... وما الذي سيفكر فيه هو.....
إنتبهت إلى الفتاة ذات الشعر البني.... التي كانت ترتدي ملابس السباحة وتقف على حافة المسبح وتحدق في نيكولاس....إنها فتاة غريبة فعلا.....
كانت على وشك الحديث إليها.... لكن أحدهم أمسك ذراعها.... التفتت لتجد شابا أسمر وسيما يقول لها: سنيوريتا..... هل تسبحين معي؟!
يبدو أنه اسباني....ولم تعلم لماذا ذكرها بكريستيان... ربما لأن نظراته ماكرة مثل نظرات هذا الشاب...
سحبت ذراعها بهدوء وهي تقول: لا... أنا لا أريد...
أراد الاقتراب منها لكن نيكولاس أحاط كتفيها وهو يقول: حبيبتي ... هل يزعجك... هذا السيد الاسباني....
شعر الشاب بالخوف من نظرات نيكولاس وابتعد عنهما وهو يقول: أعتذر سنيور.... لم أكن انها فتاتك....
ابتسمت رغما عنها.... صدقا هذا الشاب مثل كريستيان... فنيكولاس هو الوحيد الذي وضعه عند حده.... انتبهت إلى نيكولاس الذي قال وهو منزعج من ابتسامتها: هل أنت سعيدة لأنه تحرش بك؟!
شعرت بالاحراج واجابت: لا أنت مخطئ... لقد جعلني أتذكر شخصا....
جذبها من ذراعها ناحية المسبح وهو يقول: لنسبح...
حاولت الافلات منه وهي تقول: لا... أنا لا استطيع السباحة....
احاط خصرها بذراعه وهو يقول: سأعلمك إذا....
نزلت في المياه بهدوء... بينما يمسك نيكولاس بيديها....
وشعرت بشيء من الارتياح... وهي تغطس في المياه....
راقبها نيكولاس وهي تبتسم وقال: استرخي فحسب...
ترددت قبل ان تجيب: عندما كنت صغيرة... وقعت في المسبح وكدت أغرق.... ومنذ ذلك الوقت لم أتجرا على الاقتراب منه......
جذبها إليه وهو يقول: إنه الوقت المناسب... لتتجاوزي تلك الحادثة....
شعرت بشيء من الاحراج... وهي تلتصق بصدره... راقبتهما نينا بفضول وهمست لأنطونيو: اولئك الاثنان... لا أصدق أنهما لا يتواعدان... كيف يمكن أن تكون علاقتهما علاقة عمل.... هذا اهدار كبير...
جذبها إليه وأجاب: يجب ألا نتدخل بينهما.....
تنهدت بحزن وقالت: لكن انظر ٱنهما منسجمان....
نظر إليهما وقال: ربما هما يدركان ذلك... وهناك ما يمنعهما من الدخول في علاقة.... ربما عائلة نيكولاس...
أحنت رأسها وهي تقول: لكننا لم نهتم لمعارضة عائلتينا..... ومضينا في علاقتنا.... لماذا لا يفعلان مثلنا....
هز رأسه نفيا وقال: ربما وجهة نظرهما مختلفة عنا.... وربما قدرهما ألا يكونا معا.....
تفهمت كلامه.... ونظرت إليهما.... بحزن...
ترددت هيلين قبل ان تهمس له: سيدي.... أنا.... اريد ان أسألك شيئا؟!
رفع حاجبه مستفهما بينما أضافت: في الماضي... انت لم تكن تعيرني أي اهتمام.... لماذا تغيرت منذ حادثة الشركة تقريبا.....
أشاح بنظره عنها وأجاب: لست من تغير.... بل أنت من كنت تضعين حاجزا بينك وبين الجميع.....
تنهدت بعمق... إنه محق.... ربما هي من اخطأت في كثير من الأمور.....
كان على وشك الحديث... عندما سمعا صراخ فتاة وقعت في المسبح وتطلب المساعدة.... التفت الجميع بينما أدركت هيلين انها الفتاة التي كانت تراقبهم منذ فترة وقالت: نيكولاس ساعدها أرجوك....
تردد وهو يفلت هيلين.... واسرع لمساعدة الفتاة التي فقدت وعيها وكادت تغرق....
سحبها نيكولاس إلى خارج المسبح.... بينما أسرع الجميع للاطمئنان على الفتاة... وخرجت هيلين بمساعدة....انطونيو ومينا....
حدق الجميع بالفتاة... بينما التفت نيكولاس وهو يقول: إنها تحتاج تنفسا اصطناعيا.... ولست متأكدا من الطريقة الصحيحة....
أسرعت هيلين بإجراء التنفس الاصطناعي للفتاة... التي سعلت واخرجت الماء الذي ابتلعته....
ثم فتحت عينيها ووجدت هيلين ونيكولاس يحدقان بها.... مسحت هيلين على جبينها بحنان وهي تقول: هل انت بخير....؟!
نهضت الفتاة وهي تشعر بالاحراج وقالت: هل غرقت؟!
أخبروها بما حدث... بينما ضربت هيلين على كتف نيكولاس مما فاجأه وهي تقول: هذا البطل انقذك...
ضحك انطونيو ومينا بينما نظر نيكولاس بعيدا....
ابتسمت الفتاة وقالت وهي تحدق في نيكولاس وقالت: شكرا جزيلا لك....
ثم قبلت وجنته وأضافت: انا أدين لك بحياتي...
ابتسم ثلاثتهم بينما انزعج نيكولاس وتساءل إن كانت قد تعمدت الوقوع في المسبح لجذب الانتباه...
أرادت هيلين تغيير الحديث وقالت: كوني حذرة في المرة القادمة يا....
أجابتها قائلة: صوفيا..... هذا هو اسمي... 
بعد لحظات وصل مرافقوا صوفيا وغادرت رفقتهم بعد ان شكرت نيكولاس مجددا.....
راقبها أربعتهم وقالت مينا: يالها من فتاة غريبة... 
بينما ضرب انطونيو كتف نيكولاس وقال: يالك من جاهل ألا تجيد إجراء التنفس الاصطناعي....
أبعد نيكولاس يده بضيق وأجاب: لست جاهلا... لكنني لم ارد القيام بذلك... الامر مزعج....
ابتسمت هيلين رغما عنها.... يبدو أنه تذكر ما حدث بينه وبين فاليريا..... ويبدو انه تعلم من خطئه...
ترردت مينا وقالت: لقد أفسد هذا الحادث متعتنا...
اومات هيلين برأسها وقالت: غدا لدينا اجتماع مهم.... الأفضل أن ننام باكرا....
وافق ثلاثتهم... وعادوا إلى غرفهم.....
أخد كل منهما حماما سريعا.... وجففت هيلين شعرها.... ثم دخلت غرفة النوم.....لتجد نيكولاس.... يحدق في صورة ما على هاتفه... انتبه لوجودها... وأغلق الهاتف...وهو يقول: الوقت ما يزال مبكرا.... لما لا نطلب بعض الشمبانيا.... أو....
نظرت إليه بغضب وقالت: مستحيل.... انا لا أشرب... ولن اسمح لك أن تشرب أيضا ... سنكون في مشكلة إن ثملت وتصرفت بحماقة....
فهم قصدها وتفادى النظر إليها..... وشعرت بالارتياح لأنه تفهم موقفها....
استلقت بهدوء بينما قال: لقد وجدت جهاز فونوغراف قديما في الخزانة في غرفة الجلوس... هل تهتمين بسماع الموسيقى الكلاسيكية....؟!
استغربت تصرفاته.... إنه مضطرب بعض الشيء..... لكنها ابتسمت وقالت: أنا احب الموسيقى الكلاسيكية....
أسرع نيكولاس بتشغيل الجهاز وجلسا على الاريكة...
بينما قالت هيلين: هذا الفونوغراف من الطراز القديم....
أومأ برأسه وأجاب: لقد كان لدي جهاز مثله.... لكنني حطمته عندما كنت غاضبا....
تذكرت نوبات غضبه.... وتساءلت... ماذا سيحدث لو كان وحده.... وآذى نفسه....
بينما أضاف: لدي الكثير من الاسطوانات القديمة.... لعازفين مشهورين.... وقد كنت أمضي الليل أستمع لها...
لكن الآن وقد تحطم الجهاز....
ترددت قليلا قبل ان تجيب: لماذا لا تشتري واحدا غيره.... لديك المال الكافي كما أظن....
انفجر ضاحكا وأجاب: المال لا يشتري كل شيء.... كما أن ذلك الفونوغراف كان لوالد جدي... يا هيلين.... أي انه اثري.... وقد بحثت ولم أعثر على مثيل له.....
اومأت برأسها قائلة: لم أكن اعلم ذلك... أقصد اعتقدت أن بإمكانك الحصول على كل شيء تريده....
ابتسم بسخرية وأجاب: المال لم يمنحني عائلة... ولم يمنحني....أشخاصا يحبونني.... ولم يمنحني السعادة... لذلك.... أنا كنت مستعدا للتخلي عن كل شيء ببساطة...
اجتاحها الغضب فجأة وقالت: لا تكن غبيا..... في الوقت الذي تقول أنك لست في حاجة لمالك.... هناك من يتألم... ويجاهد للحصول على بعض المال ليعيش.... كن ممتنا لما تملكه....
انزعج من لهجتها ورد: عليها.... هل تقولين أنني بلا مشاعر.... ليس ذنبي أنني ولدت في عائلة ثرية.... ولعلمك أنا لست سعيدا.... ما فائدة المال إذا كنت وحيدا....
شعرت بالحزن.... لقد قالت كلاما قاسيا.... فبسبب حاجتها إلى المال.... أطلقت احكاما دون مراعاة مشاعره وقالت: أنا آسفة ... ولعلمك أنت لست وحيدا..... جدك يحبك كثيرا.... وكذلك السيدة مارغريت...  صحيح أنها تحاول التحكم بك... لكنني أشعر أنها تحبك بطريقة ما.... وهناك دانييل ابن عمك... إنه لطيف... علاقتكما غريبة بعض الشيء... لكن بإمكانكما تغيير ذلك.... وهناك ديانا.... وفاليريا....وألبرت......لذلك....
صمت للحظات ثم سألها: ماذا عنك؟! أنت لم تتحدثي عن نفسك... ألا......
قاطعته قائلة: أنا .... مجرد مساعدة.... أقصد.... علاقتنا في حدود العمل.... لست أحد افراد عائلتك ولست صديقتك أيضا.... لذلك...
تجنب النظر إليها ولمحت شيئا من خيبة الأمل في عينيه..... لكن هذا أفضل.... إن تقرب إليها أكثر... قد يتورط هو الآخر مع والدها الجشع....وهي لا تريد حدوث ذلك....الأفضل أن تبقي حدودا... كما كانت تفعل دائما....
في اليوم التالي.... عقد الاجتماع واتفقا على توقيع الصفقة.... ووعد انطونيو بزيارة روما في وقت قريب....
ثم سافر رفقة مينا عائدين إلى اسبانيا.....
شعرت هيلين بالوحدة فقد سرت بصحبة مينا بالأمس... والآن وقد اختلفت مع نيكولاس بالأمس.... ستكون هذه الرحلة ازعاجا...لكليهما..... ربما الأفضل أن يعودا فحسب... أساسا لقد تفرغ لأسبوع لأنه كان ينوي قضاء وقت جميل مع حبيبته.....لكن الآن لم يعد للامر أهمية....
راقبته وهو يحدق في هاتفه.....واستغربت... كيف أنه لا يمل من التحديق في تلك الصورة.... هل هي إحدى فتياته.... ياله من وغد....
تنحنحت فأغلق هاتفه بسرعة بينما قالت: بما أننا أنجزنا عملنا هنا...  ربما الأفضل.... أن نعود....
تردد قليلا قبل ان يقول: لقد تعب كلانا منذ عرض الأزياء... لذلك فكرت في ان نرتاح قليلا... لكن إذا كنت مصرة ....
أومأت برأسها واجابت: كنت أتمنى البقاء.... لكنني قلقة على فيريو.....لقد اعتاد على وجودي....لذلك....
اتصل بالمطار.... وحجز لهما في الرحلة القادمة......
وفي النهاية استقلا الطائرة عائدين إلى روما....

تناديه سيدي الجزء1حيث تعيش القصص. اكتشف الآن